محيط متجمد على سطح كوكب المريخ
ما يعلمه الجميع أن كوكب المريخ جاف، بارد وبلا هواء تقريبا، ولكن قبل نحو ملياري عام كان كوكب المريخ لا يختلف كثيرا عن كوكب الأرض ومن خلال سلسلة من الرحلات الاستكشافية الفضائية أكدت ان انهارا كانت تجري على سطح الكوكب الأحمر المريخ شقت وديانا في تضاريسه، حتى محيطات تستطيع رؤيتها من مدار المركبات الفضائية.
وهذه المسطحات المائية ما كانت لتوجد من دون غلاف جوي كثيف نسبيا، ولكن القسم الأكبر من غلاف كوكب المريخ الجوي تبدد في الفضاء منذ سالف الزمان وتمكن فريق من العلماء الآن باكتشاف ان بعضا من الغلاف الجوي القديم في كوكب المريخ كان يتغير في الاتجاه الآخر.
وأشارت سلسلة من القياسات التي اجراها العلماء برادار يخترق الأرض على متن مركبة استطلاع فضائية وجود ترسبات كبيره من ثاني اوكسيد الكاربون المتجمد أو جليد جاف بحجم بحيرة سوبرير الامريكية مدفونة تحت طبقة من الجليد الاعتيادي قرب القطب الجنوبي للكوكب المريخ ان العلماء كانوا يعرفون بوجود بعض ثاني اوكسيد الكاربون في القطب ولكن الموجود يزيد نحو 30 مرة على ما كان يتوقع العلماء..
وثاني أوكسيد الكربون لا يبقى مدفونا لأن كوكب المريخ، كما قال العلماء في تقريرهم ، يهتز قليلا بحيث يميل القطبان كل بضع مئات الآلاف من السنين باتجاه الشمس في الصيف ليسقط عليهما مزيد من ضوء الشمس والحرارة الاضافية التي تعيد ثاني اوكسيد الكاربون المتجمد الى حالته الغازية وبقدر يكفي لمضاعفة كثافة الغلاف الجوي الرقيق لكوكب المريخ. بعد ذلك يعود القبطان الى وضع شاقولي ويتجمد ثاني اوكسيد الكاربون مجددا وتقل كثافة الغلاف الجوي مرة أخرى.
ويقول فيليبس إن وجود كمية اضافية من ثاني اوكسيد الكاربون في غلاف المريخ الجوي لن تكون كافية لرفع درجة الحرارة ولكنها ليست من دون تأثير حيث ان ارتفاع كثافة الهواء يسمح بوجود الماء على السطح في المنخفضات، ويوضح فيليبس أن محيطات المريخ لن تعود والمرجح ان انهاره ايضا لن تعود ولكن من الممكن أن تتكون جداول وبرك.
كثافة الغلاف الجوي تجعل ريح المريخ ايضا اشد قوة. ويمكن ان تصل سرعتها الآن الى مئات الاميال في الساعة.
وتعمل دورات ثاني اوكسيد الكاربون بدخول الغلاف الجوي ثم مغادرته في حدود نطاق زمني يمتد 100 ألف عام كل مرة، وبدء الرحلات الفضائية لدراسة كوكب المريخ منذ عقدين لا اكثر فان كل ما مر ذكره يبقى تنظيرا على الورق ولكن العلماء على اقتناع بصحته.
فالتغيرات في توجه المريخ تغيرات حتمية تمليها قوانين الفيزياء الميكانيكية ومن السهل حساب الحرارة الاضافية التي يتلقاها القطبان عندما يكون ميلهما نحو الشمس بزاويته القصوى.
كما يستطيع العلماء ان يرصدوا اماكن في الغطاء الجليدي يبدو انها بدأت بالانحسار في مؤشر الى هروب الغاز الى الغلاف الجوي.
وهناك أدلة وفرتها رحلات استكشافية فضائية تؤكد ارتفاع كثافة الغلاف الجوي.
بمعنى آخر أن كل الدلائل تشير الى حقيقة ان غلاف المريخ الجوي ربما كان يزداد كثافة حتى في وقتنا الحالي.
وخلال بضعة آلاف من السنين يستطيع مستوطنو الفضاء ان يسحبوا الماء من برك على سطح المريخ رغم غباره الذي قد يسبب لهم مشاكل في التنفس.
المراجع
arabiaweather.com
التصانيف
الارض والفضاء بيئة كواكب العلوم التطبيقية