لم يكن الانسان يتمكن من مواصلة الحياة بعيدا عن الطبيعة وثرواتها ومع ازدياد السكان ونفوس كل بيئة تزداد اهمية الطبيعة وثرواتها لدى الانسان بحيث ان الاحصائيات الرسمية للمؤسسات الاقليمية والدولية تؤكد ان قرابة المليون شخص يموتون سنويا اثر التلوث المتنامي في الهواء ما يحمل الدول المتقدمة صناعيا التفكير بحزام اخضر حول المدن الكبرى لامتصاص الغازات والملوثات السامة المتناثرة في الهواء الى جانب التثقيف المستمر للسكان والتأكيد على ضرورة الاهتمام بالبيئة وثرواتها وانشاء منظمة حماية البيئة

وبالرغم من ان الثروات الطبيعية لم تقتصر على محيط اليابسة وتنتشر في البحار والمحيطات وحتى باطن الارض مثل ثروات النفط والغاز والمناجم الا ان النباتات تعتبر مفاتيح كنوز الارض واهم ثروات الطبيعة للانسان لانها توفر له الطعام الذي يعتبر وقود حياته اليومية ناهيك عن الزينة التي تزيّن بها البيئة والخدمات الصحية التي تقدمها لمحيط الانسان وهذا ما دفعه للاهتمام بالنباتات اكثر من باقي الثروات الطبيعية فعلى سبيل المثال تمتاز الكثير من البلدان بيوم للطبيعة او في يوم للاهتمام بالطبيعة والنباتات التي تزينها مثل عيد الشجرة المتعارف عليه في بعض البلدان. 

اما ايران التي تغطي الصحاري واليابسة اكثر من نصف مساحتها هي الاخرى تهتم بالثروات الطبيعية ومصادرها خاصة وان العام الايراني يبدأ مع انتهاء فصل الشتاء وانطلاق الربيع الذي يضفي جمالا خلابا على البيئة والحياة الانسانية حتى سميت هذه الانطلاقة الجديدة للحياة في التراث الايراني بيوم النوروز اي اليوم الجديد، وكان الايرانيون يحتفلون بمثل هذا اليوم منذ العصور الغابرة لانه يبشرهم بذهاب الشتاء وبرده القارس ويسمح للطبيعة بالازدهار ويفتح الباب واسعا أمامهم لممارسة الاعمال التي توفر لهم قوتهم اليومي وما يدخرونه للشتاء القادم واستمرارا لهذه السنن التقليدية في التراث الايراني تعيش ايران الاسلامية هذه الايام اسبوع الثروات الطبيعية الذي يتوسطه يوم غرس الفسيلات والاشجار، اسبوعا خصصت فيه الحكومة تسعة عشر مشروعا لغرس خمسمئة مليون فسيلة في مختلف انحاء البلاد ينال رئيس الجمهورية الدكتور احمدي نجاد شرف غرس اولها في يوم الشجرة المعهود بالتراث والثقافة الايرانية منذ العصور القديمة وهو يوم الرابع عشر من اسفند خر اشهر السنة الايرانية والذي يصادف الخامس من مارس/ذار للسنة الميلادية،

اما رئيس منظمة شؤون الغابات والمراتع والري تحدث في حديث لوكالة انباء فارس عن تخصيص مئة وعشرة مليارات تومان من مصادر الثروات الوطنية وسبعين مليار تومان من ارصدة المحافظات ومئة مليار تومان من قبل رئاسة الجمهورية للاهتمام بالبيئة واقامة اسوار من الغابات حول المدن الصناعية والمدن الكبرى اضافة الى توسيع نطاق التشجير ومكافحة التصحر في البلاد خلال العام الايراني الجاري الامر الذي زاد مليونا ومئتي الف هكتار الى المناطق المزروعة من قبل منظمة شؤون الغابات والمراتع والري واروائها بالطرق الحديثة ما يجعل المنظمة تطمح لرفع مساحة المناطق المزروعة الى ثمانية ملايين هكتار حتى نهاية الخطة الخمسية الحالية.

الدكتور علي محمد شاعري/المترجم احيي من جديد المشاهدين الافاضل واتقدم بالتهاني بمناسبة حلول يوم التشجير ويوم الشجرة واسبوع الموارد والمصادر الطبيعية في الجمهورية الاسلامية الايرانية وكذلك الذكرى الاربعين لمعاهدة رامسر حيث اقيمت اليوم مراسم بهذه المناسبة في طهران بحضور رئيس الجمهورية السيد احمدي نجاد. الحقيقة ان منظمة حماية البيئة مكلفة بوضع السياسات والتخطيط والاشراف على كيفية استثمار وادارة المصادر المائية والتربة والتنوع البيئي في البلاد وتعمل هذه المنظمة منذ اكثر من خمسين عاما في البلاد، الحقيقة نحن ولكي نتمتع بهواء نقي وارض خصبة ومياه سليمة وعذبة ذات جودة عالية وكذلك من اجل التنوع البيئي الكافي في الحياة النباتية والحيوانية كان من اللازم ان تكون هناك مراقبة ويكون هناك نشاط انمائي وعمراني ويكون هناك تخطيط في البيئة البحرية واليابسة في الغابات وايضا كذلك في المصادر الطبيعية في البلاد والمصادر الجوفية وايضا الانشطة المعدنية والزراعية والحيوانية وايضا كل الانشطة الخاصة بصيد الاسماك وكل الانشطة التي تعتقد انها تجري على ارض ايران فان هذه المنظمة تقوم وتتحكم بكل هذه الانشطة الطبيعية وتطبق بعض التعليمات وايضا تقدم التوجيهات والتعليمات وتسعى من خلال كل ذلك الى تحقيق تنمية مستدامة في البلاد ونحن عاقدو العزم على ان نحقق اهداف التنمية وتوفير الامن والرفاه للبلاد،

يضا نسعى لحماية منظمة حماية البيئة والمصادر الاساسية في البلاد هذه المصادر التي هي ملك للجيل الحالي وايضا الاجيال المقبلة ونحن نضع السياسات في هذا الاتجاه حتى يكون هناك استثمار جيد وسليم يضمن ايضا حقوق الاجيال المقبلة وبصورة مستمرة حتى نستطيع ان نستفيد من هذه الموارد البحرية واليابسة وايضا المياه والهواء والتربة والتنوع البيئي في البلاد، على اي حال ان مساحة ارض ايران الكبيرة تبلغ حوالي 165 مليون هكتارا، تسعين مليون هكتار مراتع، 12 الى 14 من هذه المساحة تعود للغابات وبقية المساحة خاصة بالانشطة الزراعية وايضا الحضر والمدن، وطبقا لخطة واسعة نحن نعمل طبقا لهذه الخطة الواسعة نمارس انشطة اقتصادية واجتماعية لتحقيق التنمية ونسعى الى مراقبة ذلك بحيث نستفيد الاستفادة المثلى من الارض وحتى نستطيع ان نحقق الحياة الجيدة وعلى هذا الصعيد سنويا طبعا نحتفل باسبوع المصادر الطبيعية وايضا اسبوع البيئة ويوم الهواء النقي ويوم حماية بيئة الجبال ويوم الارض وايضا كل هذه المناسبات تنم عن وجود توجه خاص لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية في حماية البيئة وفي حماية المصادر الاساسية في البلاد، طبعا ان التوجه الايراني في منطقتنا يعتبر انموذجا لادارة البلاد بحيث اننا نعرض نوع نمط من الادارة نعتمد مبدأ التعادل في استخدام واستثمار الموارد لان الله سبحانه وتعالى جعل من الارض مهدا للانسان وان كل ما هو موجود هنا ان الله سبحانه وتعالى كانت له حكمة في خلق ذلك ولهذا نحن ملزمون بحفظ هذا الاتزان والاعتدال ونوع العلاقات بين كل هذه الظواهر الطبيعية وبحيث نتدخل في ذلك حتى لا يحدث تغييرا اساسيا او تخريبا على الارض وتستمر مسيرة الحياة ويمكن ان يقدم ذلك خدمة للاجيال المقبلة وايضا للجيل الحالي.

الدكتور علي محمد شاعري/المترجم طبعا ان في جميع الدول متداول انه يحتفى ويحتفل بيوم واحد باسم يوم التشجير او يوم الشجرة، في الجمهورية الاسلامية الايرانية وحيث نحن على اعتاب فصل الربيع وطبقا لتقليد ايراني عريق فان اي عمل باتجاه تشجير واحياء الطبيعة فنحن نحيي مثل هذه الانشطة ولهذا السبب ومنذ سنوات طويلة جدا نحتفل بيوم السادس من مارس باسم يوم التشجير او يوم الشجرة ومثل هذا اليوم يقوم قائد الثورة الاسلامية وفي مراسم خاصة بغرس فسيل، وايضا الرئيس رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الرئيس العزيز الدكتور محمود احمدي نجاد ايضا يشارك سنويا في هذه المراسم ويغرس فسيلا، وهذه المناسبة تصادف يوم غد وسوف يحضر الرئيس الى احدى هذه المناطق لغرس الفسيل وتبعا لهذه العملية الرمزية سوف يتم غرس الملايين من الفسيلات من قبل شرائح المواطنين والمنظمات الاهلية واصدقاء الطبيعة في ايران.

الدكتور علي محمد شاعري/المترجم فيما يتعلق بالتغييرات المناخية هي ظاهرة وللاسف ظاهرة عالمية في عصر الصناعة، خلال السنوات الاخيرة كانت الانشطة الصناعية والاستثمار من الطبيعة بصورة عشوائية ادى ذلك الى نشر الغازات الدفيئة، وكل هذه المراكز الصناعية المنتشرة في انحاء العالم كل هذا ادى الى تغيير المناخ بين درجة الى درجة ونصف خاصة في السنوات الاخيرة وهذه الزيادة في المناخ كما قلت جاء متأثرا بالانشطة الخدمية والصناعية لاسيما في الدول الغربية وبالاخص في الولايات المتحدة الامريكية والعالم الثالث والدول غير الصناعية يجب ان تدفع الثمن لذلك للاسف هذه التغييرات تؤدي الى اذابة الجليد في القطبين وايضا يؤدي ذلك الى ظهور ظاهرة الغبار وزيادة غلظة الملوثات في البيئة الانسانية بحيث في دول المنطقة كالعراق وسوريا والاردن وفي الامارات وفي قسم من تركيا وكذلك في ايران نشهد هذه الظاهرة ظاهرة الغبار والتلوث بواسطة ذرات التراب وهذا ناجم عن الجفاف تحت تأثير هذه المتغيرات المناخية وبالتالي الغطاء النباتي يتأثر سلبا والزراعة تتضاءل والهجرة من الارياف تزداد وبالاضافة الى كل هذه الظواهر السلبية حتى ان السكان ربما يستنشقون الهواء الذي يستنشقه الناس في مناطق اخرى وكما تعلمون انهم غير قادرين على التنفس وحتى على البقاء ويصابون بامراض كثيرة ناجمة عن ذلك وللاسف ان الكثير من الامراض في دول المنطقة جاءت بسبب هذه الظاهرة ظاهرة التغيير المناخي وهو قد جاء بسبب الاستثمارات الصناعية غير المدروسة من قبل الدول الغربية وايضا الصين وافريقيا الجنوبية وهذه الدول تلعب الدور الاكبر في تلويث المناخ في العالم، واذا استمر الوضع على هذا المنوال فان مستقبلا حافلا بالاخطار ينتظر الانسانية، ونحن نعتقد ان جزءا كبيرا من المناطق اليابسة في ايران سوف تذهب تحت المياه وهناك جفاف سوف يسود والتصحر سوف يتحول الى ظاهرة مشؤومة كل ذلك سوف يضيق الخناق حول الانسانية، الناس في هذا العصر واكثر من ان يتأثروا بالظواهر السابقة السيئة كالحروب ولكن في الوقت الحالي سوف يواجهون ازمة البيئة سنواجه شحة في مياه الشرب والجفاف وسوف نعيش عصر زوال الغطاء النباتي الاخضر والتنوع الحيواني وايضا تعرض الحياة الانسانية للخطر.

الدكتور علي محمد شاعري/المترجم كما اوضحت ان هذه الظاهرة جاءت متأثرة بظاهرة التصحر في دول المنطقة وطبعا ان جزءا كبيرا من هذه الظاهرة خاضع لظاهرة التصحر في العراق وسوريا والاردن وربما ايضا هناك في السعودية ايضا والامارات وقطر ربما يكون السبب هذا ايضا، وخلال السنوات الاخيرة فان منظمة حماية البيئة في الجمهورية الاسلامية الايرانية بذلت ما في وسعها كخطوة اولى لتوقيع او ابرام وثيقة تعاون للتحكم وادارة هذه الظاهرة وتم تبادل التوقيع على هذه المعاهدة من قبل دول المنطقة، وحتى اليوم عقدنا اجتماعين رسميين وعدة زيارات لدول المنطقة، وايضا كان هناك اجتماع في العراق والاجتماع المقبل سيكون في تركيا والاجتماع الثالث سيعقد قريبا في سوريا في العاصمة دمشق، ونحن بصدد ان نتوصل مع العراق وسوريا والاردن ودول المنطقة الى الاتفاق على وثيقة عملياتية وفق جدول زمني معين،

الجمهورية الاسلامية الايرانية لها تجربة ناجحة جدا في مجال ازالة التصحر وان اكثر من مليوني هكتار من صحاري البلاد تم ازالة التصحر منها عبر اساليب مختلفة من خلال غرس الفسيلات او بذر البذور واستطعنا ان ندير ونتحكم بذلك واعلنا استعدادنا لوضع هذه التجربة تحت تصرف الدول الاخرى وتقديم الدعم اللازم لعرض الخدمات الهندسية والفنية والعلمية لهذه الدول في هذا المجال، ونحن ايضا بصدد ان نقوم في المستقبل القريب لتفعيل هذا التفاهم ولكن على دول المنطقة هي ايضا ان تعتمد هذا التوجه كاولوية لحفظ مصالح شعوبها على اقل تقدير وتستفيد من هذه التجربة الناجحة لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية فليست هناك دولة في هذه المنطقة كايران نجحت الى هذا المستوى في مجال ازالة التصحر، وان سكرتارية معاهدة ازالة التصحر قدمت ايران كدولة ناجحة في هذا المجال ونحن على استعداد لوضع هذه التجارب تحت تصرف الدول الاخرى ولكن هذه الظاهرة ظاهرة الغبار التي تأتينا من خارج الدول المحيطة وتؤثر فينا سلبا وايضا تؤثر على تلك الدول فيجب ان نسرع قبل ان ترتفع التكاليف ويجب ان نتكاتف ونتعاون سوية من اجل احتواء هذه الظاهرة السيئة والمشؤومة ونتحكم بها، الجمهورية الاسلامية الايرانية تعلن عن استعدادها الكامل لوضع تجربتها في هذا المجال تحت تصرف الدول الاخرى، في العام المقبل ايضا 2012 سوف يكون لنا مشروع كامل طبعا سنقدم هذا المشروع الى الحكومة لتتم المصادقة عليه كلائحة تنفيذية لمواجهة هذه الظاهرة في بعض المحافظات في البلاد، طبعا نحن اخذنا العدة من اجل احتواء هذه الازمة ومن خلال التشجير وانشاء وتأسيس الغابات وايضا المستنقعات وتوجيه المواطنين والبرمجة الشاملة من اجل الاستثمار الامثل للمصادر المائية والتربة.


المراجع

deutschland.de

التصانيف

الحلول والبدائل  بيئة  الحفاظ على البيئة   العلوم التطبيقية   العلوم البحتة