التداخل البيئي واستقراره

من طبيعة الأجهزة البيئية أنها وبشكل تلقائى تميل إلى الاستقرار , فكلما زاد النظام البيئى تعقيدا إزداد ميلا نحو هذا الاستقرار , ذلك أن تعدد الأنواع المؤلفة لأى جهاز بيئى يزيد من علاقاته المتبادلة , وبالتالى من استقراره , ولذلك فاستقرار الجهاز البيئى يعنى : قدرة هذا الجهاز على العودة إلى وضعه الأول , بعد أى تغير يطرأ عليه ,

طالما لم يحدث تغير أساسى فى تكوينه , ومن هنا تتحقق إمكانبة ثبات الجهاز البيئى واستقراره . فإذا ما اقتلع الإنسان أشجار غابة مثلا , فإنه يخل بتوازنها الطبيعى , الأمر الذى يؤدى إلى نتائج سيئة تنعكس عليه وعلى الكائنات الحية الأخرى التى تعيش فى هذه الغابة , مثل : انجراف التربة , وانسياب مياة الأمطار , والتغيرات الكبيرة فى درجات الحرارة والمناخ , وغيرها من الاضطرابات , حيث أن الغابة تعمل كمنظومة بيئية كاملة متكاملة .

  • استخدام الجهاز البيئى لفضلاته

من أهم خصائص الجهاز البيئى أنه يستخدم فضلاته , فإذا أخذنا النظام البيئى البحرى كمثال , فإننا نجد أن الأسماك تخرج فضلات عضوية , تقوم البكتريا بتحويلها إلى مركبات غير عضوية , تستعمل فى تغذية الطحالب التى تتغذى عليها الأسماك , وهكذا لا تبقى الفضلات فى ماء البحر الذى يظل محتفظا بصفاته وخصائصه , لكن قدرة الجهاز البيئى على التخلص من الضلات التى ترده عن طريق نشاط الإنسان هى قدرة محدودة , وأن تجمعها دون أن تدخل فى حلقة من التفاعلات الحيوية , يرهق هذا الجهاز ويشكل عبئا كبيرا عليه .

  • قدرت الجهاز البيئى وإنهاك هذه القدرات

إن تحول العناصر البيئية بين مكونات البيئة الحية ( الكائنات الحية ) ومكونات البيئة غير الحية ( البيئة الفيزيقية ) تظل نسبته ثابتة تقريبا فى البيئة ، وهو ما يطلق عليه العناصر التى لها دورات فى ابيئة ، وهناك نوعان من دورات العناصر وفقا للمصدر الرئيسى للعناصر وهما:

النوع الأول: الدورات الغازية:
وفيها يكون المصدر الرئيسى للعنصر مستمد من الهواء الجوى ، حيث يوجد العنصر فى صورة غازية ، ومن أمثلتها دورة الكربون ، ودورة الأكسجين ، ودورة النيتروجين .

النوع الثانى: الدورات الرسوبية:
وفيها تكون القشرة الأرضية هى المصدر الرئيسى للعنص ، ومن أمثلتها دورة الفوسفور .

وفى النوع الأول يكون توزيع العنصر فى مختلف الأماكن متماثلا تقريبا ، أما فى النوع الثانى فإن توزيع العنصر يختلف من مكان إلى آخر .
إن التغيرات البيئية التى حدثت ولازالت تحدث يوميا ، ما هى إلا إنهاكا لقدرات الجهاز البيئى ، وذلك نتيجة لجهود إنسانية استهدفت الحصول على مستويات حياتية أفضل ، من: الغذاء ، والكساء ، والمسكن ، والراحة ، والترفية . وقد صاهمت كل الدور المتقدمة والدول النامية على حد سواء فى عملية إنها وإذلال البيئة . فالدول المتقدمة التى تمتلك الآن أكثر من 85% من إجمالى الناتج القومى العالمى ، وتمثل 23% من سكان العالم ، تستهلك معظم الوقود والمعادن ، مما يسبب زيادة وتعاظم غاز الاحترار ثانى أكسيد الكربون فى الهواء الجوى ، وما يترتب عليه من تغير فى مناخ كوكب الأرض ، ويؤثر بالتالى فى كل بلاد العالم . ولا شك فى أن رخاء وتكنولوجيا الدول المتقدمة ، يمنحانها القوة الكافية والمسئولية لمواجهة المشاكل البيئية بأسلوب عملى . لكن من سوء الحظ أن رجال الصناعة ينظرون إلى الربح فقط . من هنا فإن المسئولية البيئية هنا تنحو نحو الإهمال البيئى .


المراجع

albayan.ae

التصانيف

الحلول والبدائل  بيئة  إعادة التدوير   العلوم التطبيقية   العلوم البحتة