الزحف العمراني
هو مفهوم عام متعدد الوجوه يشير إلى توسع مدينة ما وضواحيها على حساب الأراضي والمناطق المحيطة بها. تؤدي هذه الظاهرة إلى تطوير المناطق الريفية المجاورة للمدن الكبيرة تدريجياً وزيادة كثافتها السكانيَّة شيئا فشيئا ، كما تساعد على رفع مستوى الخدمات فيها وتتسبب بانتشار استخدام السيارات ووسائل النقل الحديثة بها على مستوى أوسع .
تعريف مصطلح الزحف العمراني ليس واضحا كثيرا ، وهو مثير للكثير من الجدالات حول المعنى الدقيق وراءه ، فيعرفه البعض على أنه إنشاء مدن مخدومة ومتطورة بشكل متفجر وغير قابل للسيطرة ، في حين يَقيسه آخرون على سبيل المثال بمتوسط عدد الوحدات السكنيَّة في كل آكر لا أكثر ، كما يَقيسه آخرون وفق اللامركزية تمدد التجمعات السكان دون مرجعيتها في تمددها إلى مركز واضح تنطلق منه وتتوسع في الاتجاهات الأخرى والتطور التقني ووفرة الخدمات إلخ .
إن مشكلة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية مشكلة عالمية تعاني منها جميع دول العالم الفقيرة والغنية . وقد باتت ظاهرة التصحر تهدد حوالي 110 من دول العالم وأن ما يزيد عن 1.9 مليار هكتار من أراضي العالم مهددة بالتصحر ومن هنا أصبحت هذه الظاهرة تشكل تحدياً لمعظم دول العالم وبخاصة النامية منها والتي يتزايد عدد سكانها بمعدلات مرتفعة , وما يتبع ذلك من ضغوط على الموارد وبخاصة الأراضي الزراعية المحيطة بالمدن لذا كان لزاما على الدول أن تبادر إلى التخطيط العلمي من أجل الحد من آثارها السلبية على البيئة والأنظمة الحيوية المحيطة بالتجمعات السكنية .
إن الأراضي الزراعية المحيطة بالمدن تتناقص يوما بعد يوم وذلك نتيجة لامتداد العمران فوقها وزيادة نسبة التحضر في العالم ، ويمارس النمو السكاني ضغوطا متزايدة على الأراضي الزراعية ويتمثل هذا النمو بالزيادة الطبيعية للسكان وكذلك التزايد الناجم بفعل الهجرة من الريف إلى المدينة . حيث إن زيادة السكان تؤدي إلى زيادة الطلب على الأراضي لأغراض السكن والخدمات البشرية الأخرى ،كذلك تلعب وسائل المواصلات دورا مهما في زحف العمران على الأراضي الزراعية من خلال شق الطرق واقامة المصانع والمنشآت والأنشطة التجارية على جوانب هذه الطرق ،وكذلك يجب أن نشير إلى انعدام التخطيط السليم في المدن مما يساعد على توسع العمران على حساب الأراضي الزراعية بالإضافة إلى دور العامل السلوكي والمتمثل في رغبة السكان بالسكن في الضواحي خارج المدن .
آثار الزحف العمراني على الأراضي الزراعية :
1- تراجع المساحات المزروعة حول المدن وزيادة مساحة المناطق المبنية .
2- إن القضاء على الأراضي الزراعية وانتشار العمران يساعد بدرجة أو بأخرى على تمهيد الطريق أمام التصحر .
3- النمو العشوائي للمساكن يساعد على التلوث والإخلال بالنظام البيئي .
4- انخفاض نصيب الفرد من الأراضي الزراعية المنتجة على مستوى العالم .
5- القضاء على الغطاء النباتي المحيط بالمدن وإزالة الاحراج والذي يلحق الأذى بالبيئة المحيطة بالمدن .
وسائل الحد من آثار الزحف العمراني على الأراضي الزراعية .
لقد توصلت بعض الدول ونتيجة التخطيط العلمي السليم إلى بعض الحلول لمشكلة الزحف العمراني على الأراضي الزراعية نذكر منها :
1. وضع سياسات تتعلق بإدارة واستخدام الأراضي داخل المدن وما حولها وتأخذ بعين الاعتبار امتداد ونمو التجمعات السكنية ووضع قوانين تنظم حدود المدن .
2. إنشاء مؤسسات متخصصة بالتنظيم العمراني داخل المدينة تتولى الضبط والسيطرة على التنظيم وامتداد العمران .
3. الحد من الامتداد الأفقي للعمران على حساب الأراضي الزراعية عن طريق التوسع بالامتداد العمودي للمباني السكنية .
4. التخطيط الجيد لمواقع المنشآت الصناعية بحيث لا تقام على حساب الأراضي الصالحة للزراعة .
5. توجيه التوسع الحضري المستقبلي إلى مناطق غير منتجة , وكذلك تحسين مراقبة ومكافحة التلوث .
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
المشاكل البيئية بيئة مشاكل وحلول العلوم البحتة