مقاومة التصحر

  • نشر ثقافة الوقاية: وذلك عن طريق اتخاذ إجراءات وقائيّة لحماية الأراضي الجافة من التصحّر، ويتطلّب ذلك تحفيز الحكومات وسكان الأراضي الجافة على تبني مواقف إيجابيّة، حيث تشير الدّراسات إلى أنّ سكان الأراضي الجافة هم الأقدر على مكافحة التّصحّر نظراً لخبرتهم الطّويلة ومعرفتهم بمتطلبات البيئة التي يعيشون فيها، وذلك من خلال  تحسين الممارسات الزّراعيّة، وتعزيز التّنقل الرّعوي المستمر؛ أي انتقال الرّعاة من مرعى لآخر للاستفادة من الموارد الطّبيعيّة في الأراضي الجافة، ومن الأمثلة على ذلك تمكّن مستخدمي الأراضي في العديد من مناطق السّاحل من تحقيق إنتاجيّة أعلى من خلال تحسين جودة التّربة، والمحافظة على الماء، واستعمال الأسمدة المعدنيّة والطّبيعيّة، وتنظيم العمل عليها.
  • الإدارة المتكاملة للأراضي والمياه: ينتج التصّحر عن تدهور التّربة بسبب التّعرية وزيادة الملوحة، لذلك لا بد من اتخاذ تدابير فعالة ومتكاملة لحماية التّربة والماء أيضاً، ويكون ذلك عن طريق:
    • منع الرّعي الجائر الذي يسبب استغلال نباتات منطقة محددة ودوس الماشية على تربتها بشكلٍ كبير، وذلك عن طريق الاستعمال الدّوراني أو المتعاقب للمراعي لإعطاء الفرصة للأراضي للتعافي قبل العودة لاستعمالها من جديد.
    • إقناع سكان المناطق الجافة بتقليل أعداد القطيع ليتناسب معدل الثروة الحيوانية مع قدرة النّظام البيئي على تحمّلها.
    • تحسين ممارسات إدارة المياه: بما في ذلك الاستعمال الدّوري المتعاقب لمواقع الآبار، وساتعمال تقنيات حصاد وتخزين الماء التقليديّة، وتحسين تقنيات تخزين الماء أثناء فترات هطول الأمطار الكثيفة لمنع الجريان السّطحي الذي يساعد على انجراف التّربة السّطحيّة الخصبة، وتعزيز كمية المياه الجوفيّة، وتوفير ماء احتياطي لاستعماله خلال مدة  الجفاف، وتشجيع الإنبات والتّخضير.
  • حماية الغطاء النّباتي: يساعد الغطاء النّباتي على الوقاية من التّصحر، ويمنع خسارة خدمات النّظام البيئي خلال فترات الجفاف، ويعزز هطول الأمطار؛ لذلك من الضّروري حماية الغطاء النّباتي الذي يمكن أن يتعرّض للخطر بسبب قطع الأشجار، والإفراط بالزّراعة، والرّعي الجائر، والإفراط في حصاد النّباتات الطّبيّة، وأنشطة التّعدين، ويرتبط كل ما سبق بتأثير انخفاض النّتح التّبخري السّطحي، وازدياد الوضاءة؛ أي قدرة الأرض على عكس الضّوء السّاقط عليها.
  • التّكامل بين المراعي والأراضي الزّراعيّة في المناطق الجافة شبه الرّطبة، والمناطق شبه الجافة: في المناطق شبه الجافة وشبه الرطبة تكون الظروف ملائمة لاستعمال الأرض بالحالتين الرعوية والإنتاجية، وبدلاً من إقصاء إحدى الاتسعمالات لحساب الأخرى يمكن دمجهما معاً لتحقيق مزيج اقتصادي يعود بالنفع ويحد أيضاً من انتشار التصحر، فيمكن للزراعة المُختلطة في هذه المناطق أن تزيد من خصوبة الأرض عن طريق إعادة تدوير العناصر الغذائية الضرورية للتربة عن طريق السماح للمواشي بالرعي فيها، وهذا يساهم في تخفيف الضغط الرعوي على المحميات والأراضي المهددة بالتصحر، بالإضافة إلى أن هذه الأرض يمكن استعمالها أيضاً في إنتاج الأعلاف المخصصة للمواشي للتغلب على مشاكل قلة الأرضي الرعوية وتقلب المواسم خلال العام، علماً أنّ العديد من نظم الزّراعة في غرب أفريقيا تدين بنجاحها للتكامل بين الأراضي الزّراعيّة والمراعي.
  • توظيف التّكنولوجيا المناسبة: يمكن مكافحة التّصحر عن طريق استخدام كل من التّكنولوجيا التّقليديّة والتّقنيّات والمهارات المحليّة المقبولة من سكان الأراضي الجافة والعمل لصالح عمليات النّظّم البيئية وليس ضدها، والاستغناء عن التّقنيات غير المستدامة المستخدمة للري وإدارة المراعي، ومن ضمنها زراعة المحاصيل غير المناسبة للمناطق الإيكولوجية الزّراعية.
  • تمكين المجتمعات المحليّة من اتخاذ القرارات ودعمها: تكون المجتمعات المحليّة غالباً الأقدر على إدارة موارد الأراضي الجافة بنجاح نتيجة الخبرة والمعرفة بالبيئة المحيطة بهم، ومع ذلك فكثيراً ما تكون قدرتهم على التّصرّف محدودة نظراً لنقص القدرات المؤسسيّة، وعدم إمكانيّة الوصول إلى الأسواق، وعدم توافر رأس المال للتنفيذ، لذلك لا بدّ من دعم المجتمعات المحليّة ومؤسسات المجتمع وإشراكها في الجهود المبذولة لمكافحة التّصحر، وإعطاء مديري الأراضي المحليين حرية التّصرف، ويكون ذلك على سبيل المثال عن طريق تمكين أصحاب الماشية من الارتحال الموسمي بحثاً عن الكلأ، وهي ممارسة تقليديّة كان يحرص عليها الرّعاة استجابة للتغيرات البيئيّة إلا أنّها أصبحت غير متاحة مؤخراََ.
  • اعتماد سبل عيش بديلة عن الاستخدام التقليدي للأراضي الجافة: ويكون ذلك عن طريق الزّراعة المائيّة؛ أي تنمية الأحياء المائيّة في مزارع بدلاً من جمعها من بيئتها الطّبيعيّة وبذلك يمكن إنتاج الأسماك، والقشريات، والمركبات الصّناعيّة التي تنتجها الطّحالب الدّقيقة، واستخدام الدّفيئة الزّراعيّة، والاستزراع المائي في الأراضي الجافة تحت غطاء بلاستيكي مما يؤدي إلى تقليل التبخّر، وإعطاء الفرصة لاستخدام الماء المالح وقليل الملوحة بطريقة مثمرة، والاستفادة من ميزات الأراضي الجافة مثل الإشعاع الشّمسي، والشّتاء الدّافئ نسبياً، والمناطق البكر ذات الكثافة السّكانية المنخفضة، ولتحقيق كل ما سبق يجب أولاً بناء القدرة المؤسّسية والوصول إلى الأسواق، ونقل التّقنية، واستثمار رأس المال، وإعادة توجيه المزارعين والرّعاة.
  • تحسين الظّروف الاقتصاديّة لسكان المناطق المتأثّرة بالتّصحّر: وذلك عن طريق خلق فرص اقتصاديّة جديدة للناس لكسب المال وتخفيف الضّغوط النّاتجة عن التّصحر، وتوفير خدمات البنية التّحتيّة والمرافق اللازمة لهم، وذلك لتحقيق التّوقعات السّكانيّة المتعلقة بنمو الجزء الحضري في الأراضي الجافة، ليصل إلى 52٪ تقريباً بحلول عام 2010 وإلى 60٪ بحلول عام 2030.
  • وقف تدهوّر التّربة: تتعرّض التّربة للتدهور وتقل خصوبتها نتيجة التّعرية، والزّراعة المكثفة، وتراكم العناصر الضّارة مثل بعض الأملاح، ويمكن وقف تدهور التّربة عن طريق:
    • استعمال الأسمدة الصّناعية والطّبيعيّة لتزويد التّربة بالعناصر الضّروريّة لنمو النّباتات مثل النّيتروجين، والفوسفور، والكالسيوم، والمغنيسيوم.
    • السّيطرة على التّعرية النّاتجة عن حركة الرّياح عن طريق بناء أسوار من النّباتات المحليّة، وإحاطة المحاصيل بأغطيّة معدنيّة، وزرع نباتات تحمي جذورها التّربة وتثبتها.
    • منع رعي الماشية لحماية النّباتات.
    • تنويع المحاصيل وأنواع الحيوانات التي توجد في قطعة أرض محددة؛ وذلك لأنّ الأرض يمكنها تحمّل نباتات وحيوانات مختلفة على مدى فترات طويلة طالما أنّ احتياجاتهم الغذائيّة، والموارد التي يستهلكونها من الأرض ليست متشابهة، لهذا السّبب يُنصح بتجنّب زراعة نوع محدّد من النّباتات واعتماد الزراعة الدورية لاستعادة خصوبة التّربة.

المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

المشاكل البيئية  بيئة  تصحر   العلوم التطبيقية