بات مستقبل المناطق الساحلية وسكانها المقدّر عددهم بالملايين، رهن كتلة الجليد التي تغطي أنتاركتيا الغربية، والتي من شأنها أن ترفع مستوى المحيطات ثلاثة أمتار على الأقل في حال ذوبانها.
وعشية نشر خبراء الأمم المتحدة تقريرهم حول المحيطات والمناطق المجمّدة، استعرض أندرز ليفرمان الخبير في منطقة القطب الجنوبي في معهد بوتسدام إنستيتوت المناخي، تداعيات الاحترار المناخي على أصقع منطقة في العالم.
هل تأثير الاحترار في الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي هو عينه؟
لا، ليس نفسه، ففي القطب الجنوبي، تنحسر الكتلة الجليدية في 99% من الحالات عندما يتقدّم الجليد نحو المحيط، وذوبان الجليد شبه معدوم على السطح، بسبب شدّة البرد بكل بساطة. أما في غرينلاند، فإن خسارة الكتلة تتأتى في 50% من الحالات من مياه الذوبان التي تسيل نحو المحيط. وفي القطب الجنوبي أو في غرينلاند، عندما يتّجه الجليد نحو المحيط ويشكّل منصة جليدية "امتداد جليدي فوق البحر يبقى معلّقا بالمنطقة القارية"، فهو يلامس سطح المياه. لكن فارقاً بواقع عُشر درجة في الحرارة قد يؤدي إلى اختلال في المنصة، والصفيحة الجليدية هي أصغر بكثير من تلك الموجودة في القطب الجنوبي، مع ما يوازي سبعة أمتار فوق سطح البحر، في مقابل 55 مترا، لكنها تخسر نسبة أكبر من الجليد إذ إن الطّقس أبرد بكثير في القطب الجنوبي.