البيئة الحيوية
اهتم الاسلام بالبيئة الحيوية (النباتات والحيوانات) اهتماما كبيرا لما لها من اهمية كبيرة في اعالة الحياة وتحقيق التوازن الايكولوجي فقد اودع الله سبحانه وتعالى في مكونات البيئة الحيوية الكثير من المنافع الملموسة وغير الملموسة التي سخرها بقدرته وحكمته لخدمة الانسان وتوفير الكثير من متطلبات حياته : يقول الحق تبارك وتعالى:{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[النحل: 14].
وقال تعالى:{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}[النحل: 5].
واذا ما حللنا المنافع التي تقدمها البيئة الحيوية للإنسان نجد انها عديدة وبالغة الأهمية اذ تلعب النباتات دورا مهما في احداث التوازن في تركيبة الهواء خاصة غازي الاكسجين وثاني اكسيد الكربون والتوازن في الدورة الهيدرولوجية (الدورة المائية) من خلال عملية النتج، وحماية التربة من الجرف لما للغطاء النباتي من قدرة كبيرة على مقاومة عوامل الجرف المائي والهوائي، كما تمد الانسان بمنافع كثيرة منها تعتبر مخزنا للسلالات والجينات الوراثية التي لا غنى عنها في استمرار برامج تطوير وتهجين سلالات جديدة ذات انتاجية عالية ومقاومة للآفات والامراض النباتية والحيوانية، فمن المعروف ان المحاصيل الزراعية والحيوانات المرباة تفقد مع مرور الوقت جيناتها الوراثية الجديدة مما يؤثر في درجة انتاجيتها ومن ثم يقتضي الامر تهجين واستنباط سلالات جديدة ذات انتاجية عالية بصفة دورية وتعتمد هذه العملية ما تحمله اقارب (Relatives) هذه المحاصيل في البيئة الطبيعية من جينات وراثية جيدة كما خلقها الله سبحانه وتعالى، كما أن للبيئة الحيوية اهمية طبية حيث تضم نباتاتها وحيواناتها الكثير من المواد او العناصر الفعالة في صناعة الدواء ومما يدعو للأسف ان البيئة الحيوية في تدهور مطرد نتيجة الاستغلال المفرط والجائر.
وتشير ورقة عمل اعدها برنامج الامم المتحدة للبيئة (اليونب) ومنظمة الفاو والبنك الدولي (1988) ان الغابات المدارية في العالم تختفي بمعدل 11 مليون هكار سنوياً وأن نصف الغابات المدارية في العالم قد اختفى منذ بداية القرن الحالي، وان هناك حاجة لاستثمار نحو 8 مليار دولار على مدى السنوات الخمس القادمة لتنمية الغابات واحتواء الاثر الضار لإزالة الغابات (1).
وهذا كله يكشف عن مدى مساهمة يد الانسان في عملية تخريب البيئة الحيوية وعدم اهتمامه بكل العناصر والمكونات الطبيعية التي أوجدها الخالق لتكون بمثابة قوى تحمي البشر وتشكل عناصر الوقاية لهم من كل خطر يحدق بهم.
المراجع
almerja.com
التصانيف
التنوع البيولوجي بيئة النظام البيئي العلوم التطبيقية