أحياناً تحت وطأة ظروف الحياة القاسية, يفقد الأب/الأم صبره ورغبته في الاستمتاع للابن/للابنة، ويعجز عن رعايته بشكل إيجابي، فيلجأ تلقائياً إلى فرض الطاعة على الابن/الابنة بالإكراه والإلزام حسب الأساليب التربوية القديمة، وبفضلها يفوز الأب/الأم بمراده الآني، ولكن على حساب تراجع وتقلص رغبة الابن/الابنة في التعاون معه.

أو أحياناً أخرى قد يستسلم الأب/الأم لهذه الظروف القاسية، ويسمح للهموم والأحزان أن تتغلب عليه وأن تشغله عن أولاده وحاجاتهم، فيهملهم ويتركهم يتصرفون كما يحلو لهم دون توجيه أو تنظيم.

وهكذا يدفع الأب/الأم، وبشكل لاشعوري، ابنه/ابنته للابتعاد عنه والخروج عن طاعته.

غالباً يكون الخروج عن طاعة الأبوين نتيجة لإحساس الابن/الابنة بالانفصال عن أبويه، وبأن هناك فجوة عميقة تفصل بينهما، ولشعوره بعدم وجود أي شيء، عدا شهادة الميلاد والاسم، يربطه معهما! أو لشعوره بالكبت وبالحرمان من ممارسة أبسط حقوقه حتى في إبداء رأيه الصريح، فتضعف رغبته في التعاون مع والديه وتخبو، وما أسرع كسره قوانين أبويه، وتجاهل سلطتهما.

محاولاً تعطيلها وإزالتها، إلا إذا تدارك الأبوان الأمر، وأمسكا زمام الأمور بحزم، وتمسكا بهذه السلطة الأبوية ومارساها بطريقة إيجابية.

ويفضل اللجوء عندئذ إلى تطبيق أسلوب الفرصة وهو عزل الابن /الابنة فترة زمنية محددة في غرفته، لنذكره بسلطة أبويه، ولنعيده ضمن حدودها، ولنجعله يتعامل معها بشكل إيجابي، وهذا أكثر فعالية وفائدة من التهديد والترهيب بالصراخ أو بالضرب الذي يزيد عمق الفجوة بين الجيلين.

والحقيقة، أنه بمجرد امتثاله لأمر أبويه في تنفيذ "الفرصة"، يعود وبشكل تلقائي إلى حكمهما من جديد معترفاً بالسلطة الأبوية، وهذا ما يجب أن يحرص عليه الأبوين كل الحرص. 


المراجع

annajah.net

التصانيف

قضايا  المجتمع  علاقات اجتماعية  تعليم وثقافة  الأبوة والأمومة   العلوم الاجتماعية