سكنها الهنود القادمون من نواحي فلوريدا فسكنوا الكهوف واقتاتوا الأسماك ثم حل محلهم هنود الأرداك القادمون من فنزويلا والمعروفون بنزعتهم السلمية واكتشفها كريستوف كولومبوس في 1494م وصار الإسبان يعملون على طرد وإبادة الأرداك واستقدموا مكانهم العبيد السود من إفريقيا ليعملوا في ظروف مضنية للغاية في تربية الخنازير وزراعة قصب السكر.
ثم سيطرت إنكلترا عليها في 1655م ولم يكن فيها سوى عدة آلاف من الإسبان وعبيدهم السود وأصبحت جامايكا مستعمرة إنكليزية رسمياً بعد التوقيع على معاهدة مدريد في 1670م.
كان العبيد يفرون من الإسبان أثناء استعمالهم ضد الإنكليز إلى الجبال وصاروا يتجمعون في الجبال ويغيرون على الأراضي والمزروعات واضطرت إنكلترا لعقد اتفاقية معهم تعترف لهم بحقهم في امتلاك أراضٍ وبمنحهم بعض الحقوق وتحوَّلت جامايكا إلى مركز للقراصنة الذين أرعبوا منطقة الأنتيل وعرفت مدينة بورت رويال حركة تجارية نشطة وصار الكثير من التجار الإنكليز يقصدونها لشراء السلع بأثمان رخيصة لكن في 1682م ضرب زلزال المدنية وأتى عليها فاستغل الإنكليز المناسبة وبنوا مدينة جديدة باسم كينغستون «العاصمة الحالية» استمر الإنكليز يستقدمون الرقيق السود من إفريقا لزراعة قصب السكر حتى أصبحت جامايكا أواسط القرن الثامن عشر في مقدمة المستعمرات البريطانية ومع بداية القرن التاسع عشر بدأ إنتاج السكر بالهبوط لأسباب داخلية ودولية ثم جاء إلغاء العبودية لينهي الأهمية التي كانت لزراعة قصب السكر ولإنتاج السكر.
إذ رفض السود الشغل بقصب السكر وفضلوا العمل في أراضيهم الخاصة وكان الفقر من نصيب الأغلبية الساحقة من السكان وكان أيضاً في أساس انتفاضة السود ضد السلطة المستعمرة في 1865م في منطقة مورنت باي على الشاطىء الجنوبي الشرقي لجامايكا وقد قمعت الانتفاضة.
وكانت جامايكا حتى هذه الحقبة تنعم ببعض الحكم الذاتي إلا أن قادتها أخذوا يعملون في سبيل المزيد من الحماية الإنكليزية لهم لذلك طلبوا من الملكة فكتوريا تأمين إدارة شؤون البلاد فقبلت بريطانيا.
واستمر هذا حتى 1944م حيث تزايد وعي السود لقدراتهم الذاتية السياسية فأعلنوا دستوراً يعيد إلى جامايكا نوعاً من الحكم الذاتي يمنح سكانها حق انتخاب ممثلين لهم.
وخطت البلاد خطوة أخرى باتجاه الاستقلال وذلك عندما تشكلت في 1959م حكومة خاصة بإدارة شؤون جامايكا إذ إن البلاد لسنة خلت كانت منضمة إلى باقي المستعمرات البريطانية في الانتيل التي كانت تشكل في ما بينها اتحاد جزر الهند الغربية والتي كان موعدها مع الاستقلال متوقعاً في 1962م إلا أن الناخبين الجامايكيين اقترعوا في 1961م لانسحاب بلادهم من هذا الاتحاد وفي 6 آب 1962م أعلن استقلال جامايكا وأصبح السير وليام ألكسندر بوستمنت أول رئيس حكومة الدولة الجديدة.
وعلى غرار بريطانيا هناك حزبان كبيران في جامايكا حزب العمال والذي يتزعمه الرئيس بوستمنت والحزب الوطني الشعبي والذي فاز في انتخابات 1972م وشكل حكومة جديدة بشخص احد زعمائه مايكل مانلي وتكرر الفوز في انتخابات 1976 م.
وفي انتخابات 1980م رافقها أجواء من العنف وسقط من جرائه نحو 600 قتيل وقد فاز في الانتخابات حزب العمال المحافظ برئاسة أدوارد صياغة «لبناني الأصل» والذي أبعدها عن كوبا واتجه بنظامها نحو الرأسمالية.
وفي انتخابات 1983م فاز حزب صياغة بجميع مقاعد البرلمان الستين. ظلت جامايكا تعاني من نتائج استعمار إنلكترا لها ثلاثة قرون والتي استنفذت ثرواتها لمصحلتها.
ثلث السكان عاطلون عن العمل والسود دون عتبة الفقر واستغل هذا الوضع المأساوي الفنان بوب مارلي الجامايكي وقام ليعبر عنها ودأب يدعو إلى العودة إلى القيم الإفريقية وأظهر تعلقاً بأثيوبيا.
المراجع
alencyclopedia.com
التصانيف
المجتمع حضارات التاريخ