الجامع الأموي أو المسجد الأموي

أو جامع بني أمية الكبير مسجد في دمشق، سوريا من روائع الفن المعماري الإسلامي، يقع في قلب المدينة القديمة. له تاريخ حافل في جميع العهود والحضارات.

نبذة تاريخيه عن المسجد الأموي

يعود تاريخ المسجد الأموي في سورية إلى 1200 سنة قبل الميلاد، حيث كان هذا المكان معبدا للإله "حدد الأراني"، إله الخصب والرعد والمطر، وعندما دخل الرومان إلى دمشق أقاموا فيه معبدا للإله جوبيتر، وما زالت أطلاله باقية من منطقة سوق الحريم وحتى منطقة القيمرية. وعندما دخلت روما في المسيحية أقيم في المنطقة الغربية الشمالية من مكان المعبد كنيسة يوحنا المعمدان، ولما دخل المسلمون إلى دمشق، جرى اقتسام موقع الكنيسة إلى قسمين: القسم الشرقي أصبح للمسلمين والقسم الغربي للمسيحين. وعندما تولى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك سنة 86هـ (الموافق ل 705 م) الخلافة أراد أن يبني مسجدا جامعا ليس له مثيل في الشرق، ورضي المسيحيون ببيع النصف العائد لهم مقابل كنيسة حنانيا وحقوق أخرى، وبدأ الوليد بالبناء فاستفاد من ما هو موجود، وحول الموجود إلى شكل إسلامي، وكساه وزينه بالفسيفساء والمنمنمات والنقوش وأفضل ما زينت به المساجد في تاريخ الإسلام.

وفي المسجد الأموي أول مئذنة في الإسلام المسماة مئذنة العروس وله اليوم ثلاث مآذن وأربع أبواب وقبة كبيرة قبة النسر وثلاث قباب في صحنه وأربعة محاريب ومشهد عثمان ومشهد أبوبكر ومشهد الحسين ومشهد عروة ولوحات جدارية ضخمة من الفسيفساء وقاعات ومتحف، في داخلة ضريح النبي يحيى علية السلام وبجواره يرقد البطل صلاح الدين الأيوبي وبالقرب منه الكثير من مقامات وأضرحة رجال ومشاهير الإسلام، وقد صلى فيه أهم المشاهير في تاريخ الإسلام والفاتحين وعدد كبير من الصحابة والسلاطين والخلفاء والملوك والولاة وأكبر علماء المسلمين، وهو أول جامع يدخله أحد باباوات روما عندما زار مدينة دمشق. وكان ذلك عام 2001 م عندما قام بزيارته البابا يوحنا بولس الثاني وللجامع تاريخ حافل في كافة العصور قبل الإسلام وفي العصر الإسلامي.

بناء المسجد

كان في العهد القديم سوقًا، ثم تحول في العهد الروماني إلى معبد أُنشئ في القرن الأول الميلادي. ثم تحول مع الزمن إلى كنيسة.

معبد جوبيتر - الدمشقي

عقب سيطرة الرومان على دمشق، كانت المدينة من أهم المدن ومركز هام للحضارة، تحول المعبد إلى اسم معبد جوبيتر الدمشقي. ومن المرجح أن التغييرات عقب هذا التحول لم تكن كثيرة. رغم الكتابات التي تشير إلى أنه تطور بشكل واسع في عهد السلوقيين والرومان. ما تزال بقايا هذا المعبد موجودة حتى الآن إلى الغرب من الجامع الأموي حيث تظهر بقايا الأعمدة الرومانية (الكورنثية) ومقدمة القوس الرئيسية في المعبد. ي عهد الإمبراطور الروماني تيودوس الأول 379 م - 395 م تحول المعبد إلى كنيسة باسم كنيسة القديس يوحنا المعمدان الموجود ضريحه داخل الجامع والمعروف أيضا بالاسم النبي يحيى

العهد الأموي

كان معاوية قد أنشأ لنفسه قصر الخضراء المتاخم لجدار الجامع الأثري، وقد أنشأ معاوية في المسجد كذلك مقصورة خاصة به، هي أول مقصورة في تاريخ الإسلام.

وكان المكان وإثر زلزال عنيف أتى على المعبد جوبيتر وبقي الهيكل ناوس الذي يقع في منتصف فناء واسع محاط بجدار مرتفع تخترقه أربعة أبواب من الجهات الأربعة، وكان يحيطها سور آخر معمد بالأعمدة ولقد استعمل المسيحيون من سكان دمشق هذا الهيكل كنيسة، وكانوا يدخلون من الباب ذاته الذي أصبح يدخل منه المسلمون إلى مسجدهم في الشرق.

بناء الجامع الأموي الكبير

قام م الأموين ببناء الجامع الأموي وجعله جامعا يليق بعاصمة دولتهم دمشق، فقاموا بتوسعة باحاته وتجميله بالنقوش والفسيفساء والزخارف والرخام وزين بأفخم وأجمل الفوانيس على الإطلاق وغيرها من النفائس، فكان جامع ومركزا للدولة الإسلامية في أقصى اتساع لها وجمل بناء الجامع وضم في جنباته العديد من كنوز التاريخ في قلب دمشق القديمة.

باشر ببناء الجامع الأموي الكبير بدمشق بعد أن اتفق مع أصحاب الكنيسة - لإقامة جامع ضخم يليق بعظمة الدولة الإسلامية، حيث ان الجامع كان في السابق معبد آرامي ومن بعد ذلك أصبح كنيسة، ويعتمد على التخطيط للمساجد الأولى في الإسلام، وكان هذا المخطط يقوم على تقسيم المسجد إلى بيت الصلاة وإلى فناء مفتوح، لقد استبقى الوليد بن عبد الملك الجزء السفلي من جدار القبلة الأثري وأعاد الجدران الخارجية والأبواب، وأنشأ حرم المسجد مسقوفًا مع القبة { قبة النسر}والقناطر وصفوف الأعمدة الداخلية.

أنشأ أروقة تحيط بصحن الجامع الكبير وأقام في أركان الجامع الأربعة صومعة ضخمة، ولكن زلزالًا لاحقًا أتى على المنارتين الشماليتين للجامع، فاستعيض عنها بمنارة في وسط الجدار الشمالي، وأصبح للمسجد ثلاث منارات اثنتان في طرفي الجدار الجنوبي، وواحدة في منتصف الجدار الشمالي وتسمى مئذنة العروس وهي أقدم مأذنه في الإسلام.

تبلغ مساحة المسجد كله 157×97م وتبلغ مساحة الحرم 136×37م أما مساحة الصحن فهي 22.5×60م ويتوسط مدينة دمشق وللجامع أربعة أبواب،باب البريد من الغرب باب جرون من الشرق وباب الكلاسة من الشمال. وباب الزيادة من الجنوب وينفتح من داخل الحرم. أما الصحن فإنه محاط من جوانبه الثلاثة بأروقة وأعمدة شامخة ارتفاعها 15.35م، ومن الجنوب تنفتح أبواب الحرم التي أصبحت مغلقة بأبواب خشبية تعلوها قمريات زجاجية ملونة مع كتابات وزخارف رائعة.


المراجع

sotor.com

التصانيف

المعالم الأثرية   الجغرافيا   أثار  تاريخ  مساجد