سليمان الكيالي الرفاعي الحمصي، هو المرحوم الشيخ سليمان بن أحمد بن سليمان بن الشيخ أحمد السواح الثاني الكيالي الرفاعي العراقي نزيل حمص عام 1183هـ و1764م وقد توفي فيها ودفن في قرية مودان عام 1224هـ 1805م كما ذكره العلامة العبقري الشيخ أبو الهدى الصيادي رحمه الله في كتابه البهجة.
ولد هذا الشاعر والخطاط المتفنن في مدينة حمص عام 1263هـ 1844م ونشأ بحجر والده وتلقى العلوم الدينية والتصوف عن ابن عمه العلامة الشيخ أحمد الحريري الحموي والعلامة المرحوم عبد الساتر الأتاسي وغيرهم من أفاضل العلماء ويعتبر صاحب هذه الترجمة معلم حمص الأول، فقد أخذ عنه أبناء حمص القرآن الكريم والخط والحساب وممن قرأ عليه فخامة السيد هاشم الأتاسي رئيس الجمهورية السورية وأقرانه من أبناء الأسرة الكبيرة.
سفره إلى الآستانة
وفي عام 1891م سافر المترجم له إلى الآستانة ونزل في ضيافة المرحوم أبي الهدى الصيادي الرفاعي وناقشه في ناحية تتعلق بالأسرة الرفاعية وأطلعه على حجج شرعية أجلت الغامض والالتباس الواقع في كتاب ألفه العبقري الصيادي سماه «بهجة الحضرتين في آل أبي العلمين» وثبت أن السادة الكيالية ينتهون من طرق عديدة إلى الإمام السيد أحمد الرفاعي، وكان جده السيد أحمد السواح الثاني الكيالي الرفاعي المولود بواسط في العراق عام 1725م حجة زمانه عقلاً وعلماً وذكاء وإرشاداً، ولما استوطن حمص تزوج بامرأة صالحة وسافر إلى دار الخلافة بزمن الخليفة العثماني السلطان مصطفى ومنحه (395) دونماً ومزرعة من نفس أراضي قرية مودان وصدرت الإرادة السلطانية بإعفاء هذه الأسرة الطاهرة من الأموال الأميرية بموجب فرمان محفوظ لديها، وعند احتلال البلاد السورية من قبل القائد إبراهيم باشا المصري عام 1794 أيّد هذا الإعفاء.
نبوغه الفني
لقد اشتهر رحمه الله بالتفنن في كتابة جميع أنواع الخطوط ودانت لنوابغه ثماني عشرة قاعدة من عربية وفارسية وكوفية وتركية بأشكال متنوعة، ولا تخلو بيوت الأمراء والكبراء من طرائف لوحاته الخالدة وقد خطّها يراعه الساحر، وكان الناس يتهافتون على خطب وده واقتناء تحفه النادرة، وتتجلى قدرته الفنية أنه كتب على حبة الأرز سورة الفاتحة بتمامها وشاهدها كثير من المولعين بمواهبه وأكدوا أن الكتابة عليها كانت بخمسة خطوط دقيقة.
شعره
كان رحمه الله شاعراً فذاً وله قصائد كثيرة ومن نظمه البليغ قصيدة لامية بالحروف المهملة وهي ثلاث وستون بيتاً مدح بها الرسول الأعظم ومطالعها:
لمحمد روح العلاء طله
دوماً على كل العوالم هاطلُ
أعطاه مولاه الإله معالم الـ
أسرار مع ما للصلاح مُسَامل
ومنها:
والرحم والأعمام عاداهم ولا
راح الهوى ما للملام مُواسل
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة منها «البشارات الأحمدية في سلوك الطريقة الصوفية وعلم التصوف» ونصح الأمة في التعلم والتعليم للأمور المهمة، الحل والربط في تحسين قواعد الخط وهو مبني على قياسات وأوزان أصول الخطوط الأربعة (الثلثي والنسخي والرقعي والفارسي) واللآلي الدرية في مناقب رابعة العدوية وأحوال الصوفية، وشموس الملة الإسلامية في شرح قصيدة اللامية، وكتاب الأشعار في جمع نفائس الأشعار يشتمل على مدائح وتهاني وتواريخ وغيرها، وإتحاف الطالب وإسعاف الراغب في بعض فنون أصول الإنشاء والرسم، وطراز العلم في إنشاء القلم وهو حاوٍ على جميع رسوم الإنشاء وأصولها وكتاب الفوائد العلمية يتضمن رسم الهمزة وما له في الحروف المربوطة في أبيات شعرية، وتحفة المرشد في سعفة المنشد، والجواهر الصافية في علمي العروض والقافية وهو مبني على سؤال وجواب وبغية المعتاز في حلية الألغاز مبني على حل الرمز وشرح اللغز، وحديقة الفكر في حقيقة الذكر والحجج والبراهين في الرد على المحتار في حجة الكتاب والعام والإجماع والقياس والآثار.
صفاته
كان رحمه الله جليل القدر عظيم الهيبة والوقار، مربوع القامة، أسمر اللون، ذا لحية طويلة مخضبة بسواد، مرعي الحرمة مقبول الرجاء، وكان له الفضل باستثناء أسرته من الخدمة العسكرية مع أبناء عمه آل الشيخ شريف الكيالي الرفاعي وذلك عام 1894 م.
وفاته
وفي عام 1333هـ و1914م انتقل إلى عالم الخلود وألحد الثرى مع أسرار فنونه ومواهبه ودفن بمقبرة عمه الشيخ شريف غربي باب التركمان في حمص وأنجب أربعة ذكور هم محمد صادق ومحمد نجيب وأحمد كامل وسيف الدين ولكل منهم ذرية وسيبقى ذكره حياً ما دامت حمص خالدة على مفرق الدهر.
المراجع
alencyclopedia.com
التصانيف
الفنانون شخصيات الفنون العلوم الاجتماعية