أحمد الأوبري
هو المرحوم أحمد بن الحاج عزت بن عبد الرحيم الأوبري، ولد بحلب عام 1895م من أسرة ذات وجاهة وحسب، نشأ في مهد الصيانة والكمال، فاعتنى والده بتهذيبه وتثقيفه، تلقى دروسه في مدرسة الشيباني بحلب فكان آية بالذكاء، وظهر ميله للموسيقى منذ نعومة أظفاره فأكب على التمرن بالعزف على الآلات الموسيقية دون معلم أو مرشد حتى أتقن العزف، ثم درس علم النوطة فأصبح ضليعاً بقواعدها، وقد عينته وزارة المعارف أستاذاً للموسيقى في مدرسة التجهيز للاستفادة من خبرته ومواهبه الفنية، ولما أحدث وجوه حماة وأعيانها مدرسة دار العلم والتربية الأهلية في حماة في العهد الفيصلي وقع اختيارهم عليه لما يتمتع به من خلق رصين وإدارة حازمة، فأصبح مديراً لها وأستاذاً للموسيقى فيها مدة ثلاث سنوات أدى خلالها خدمات جلى في حقل العلم والفن، وكان ناجحاً في منهاج ثقافته بفضل خبرته ولياقته الشخصية، وشعر الفنان المرحوم أمين الكيلاني الحموي أستاذ اللغة العربية في المدرسة المذكورة أنه لا بد للمترجم له رحمه الله أن يعود في يوم من الأيام لبلده، فتلقى عنه قواعد الفن الموسيقي والعزف على العود حتى أصبح أستاذاً بارعاً، ولما عاد الأوبري إلى حلب أشغل مكانه في تدريس الفن الموسيقي للطلاب.
عودة المترجم إلى حلب
وعاد الفقيد إلى بلده فتوظف في بلدية حلب وبعدها انتقل إلى مصلحة الأشغال العامة وأشغل منصب رئاسة الديوان فيها مدة تنوف على العشرين عام كان خلالها موضع احترام الجمهور لدماثة أخلاقه ومعرفته عناصر الناس وأطوارهم.
فنه
كان الفقيد رحمه الله غاوياً يهوى الفن الموسيقي، ولم يتخذه حرفة، ولو أراد الاحتراف لبلغ مراحل التفوق في هذا الميدان على غيره، فقد كانت مواهبه لا تقف في الإبداع والابتكار عند حد ومن ألحانه البديعة التي طارت شهرتها مقطوعة (ليلى) وغيرها مما يغنيه اليوم المطربات في دور الإذاعة العربية، وقد صاغ ألحانه الغنائية والصامتة بقوة تعبر عما تختلج روح هذا الفنان من حس مرهف ورقة ولين في نفسه النبيلة.
ومن أبرز مزاياه في مواهبه الفنية أنه التفت إلى الموسيقى يدرسها بطريقة علمية لا ارتجالية كما عرف عن بعض الفنانين المحترفين، وله أبحاث ودراسات في تطبيق الأوزان الشعرية على الأوزان الموسيقية لم تنشر بعد.
أوصافه
كان رحمه الله على جانب عظيم من جمال الخلقة والخلق، طيب القلب، كريم اليد، يسدي الخير إلى الناس، كثير البر إلى ذوي رحمة، زخرت حلب وهي مهبط الفن الجميل بالكثير من الفنانين فكان بدرهم الساطع، وكانت حياته الفنية حافلة بالذكريات، فهو أحد أعضاء المؤتمر السوري الذي مثل بلاده في المؤتمر الموسيقي الفني المنعقد في مصر بتاريخ 16 آذار عام 1932 والذي لم تنشر أبحاثه عن نتائج فنية مرضية، وقد تلقى الفن عنه ما لا يحصى عدده من الفنانين الذين ما زالوا يذكرون عهده بالخير والرحمة عليه، ومن أشهرهم الموسيقار الكبير الأستاذ ألكس اللاذقاني والمرحوم أمين الكيلاني والفنان المطرب الحاج صالح المحبك الحلبي وغيرهم كثير.
وفاته
وفي يوم الأربعاء التاسع من شهر نيسان عام 1952م وافته المنية وخسرت حلب بفقده ألمع فنان بزغ نجمه في سمائها، وشيعت جنازته باحتفال يليق بمكانته الفنية والاجتماعية ودفن بمقبرة الشيخ الثعالبي بحلب وأعقب ولدين.
المراجع
alencyclopedia.com
التصانيف
الفنانون شخصيات الفنون العلوم الاجتماعية