ألكسندر غروتينديك، هو عالم رياضيات والشخصية الرئيسية وراء تأسيس النظرية الحديثة للهندسة الجبرية. وسّع برنامج بحثه نطاق المجال بصورة كبيرة، متضمنًا عناصر أساسية للجبر التبادلي والجبر المُقارن للبُنَى المُتماثلة ونظرية الحُزمَة ونظرية التصنيف في تأسيسها. وأدى هذا المنظور الجديد إلى التقدم الثوري عبر العديد من مجالات الرياضيات البحتة.
ولد ألكسندر غروتينديك لأبوين يساريين متطرفين في برلين يوم 28 آذار 1928 ، هرب أبيه من النازية ليحارب في صفوف الشيوعيين الإسبان إبان الحرب الأهلية، تاركا ولده يربى لدى اسرة ألمانية، لجأ غروتينديك مع أمه إلى فرنسا سنة 1939 ؛ حيث عانى من اضطهاد مضاعف من قبل الفرنسيين كونه ألماني ومن قبل النازيين الذين غزوا فرنسا كونه ذو جذور يهودية، ربما تلك الفترة أثرت على شخصيته وقراراته ومصيره حتى كما سنرى لاحقا.
بالرغم اهتمامه بالفيزياء لكنه فضل الرياضيات البحتة، وذلك بسبب صلة الفيزياء بالعديد من الكوارث البشرية، كما حدث في هوريشما مثلا في نهاية الهرب العالمية الثانية، ففي سنة 1948 اتجه نحو مدينة نانسي حيث حصل على شهادة الدكتوراة في الرياضيات على يد جين ديودونه في مدينة نانسي وقضى عدة سنوات في التدريس في البرازيل والولايات المتحدة ثم عاد إلى فرنسا سنة 1955 حيث إلتحق بمركز الدراسات المتقدمة، حيث بلغ ذروة نشاطه العلمي .
في سنة 1960 وانطلاقا من مبدأ أخلاقي، أعلن أنه سيتوقف عن المشاركة بأي تظاهرة علمية ممولة من قبل جهة حكومية ذات صلة بالأسلحة أو الحرب كالناتو وناسا ووزارة الدفاع الفرنسية ؛ مما دفع بعض منظمي المؤتمرات –نظراً لمكانته العلمية - بتغير مموليهم أحيانا رغبة منهم في ضمان مشاركته .
في سنة 1970 أكتشف مصادفة أن جزء من تمويل معهد الدراسات المتقدمة الذي يعمل به يأتي وبشكل جزئي وغير مباشر من وزارة الدفاع الفرنسية، مما حذاه ليصب جام غضبه على زملائه الذين قبلوا بهكذا وضع رغم اعتناق بعضهم لأفكار يسارية مناهضة للحروب، رافضاً التبريرات التي قدمها زملاؤه من قبيل أن ذلك التمويل لم يفرض عليهم أي قيود على حرية التفكير والتعبير، ووجد نفسه مضطرا ليقدم الاستقالة، وفشل في أن يجد أي وظيفة أخرى في مؤسسة من مستوى معهد الدراسات المتقدمة الذي كان يعمل به، ولا سيما مع الشروط التي وضعها في نبذ أي علاقة مع المؤسسات العسكرية .
بعد سنة 1970 اتجه نحو الدعوة لمناهضة الحرب والإمبريالية مؤسسا بعض الحركات التي حال سلوكه الغريب في أن تجد لنفسها قاعدة شعبية، بحلول سنة 1980 أصبح غير مستقر من الناحية العقلية، ولجأ إلى إحدى القرى في جبال البرينيه في الجنوب الفرنسي، وكان أخر ظهور له سنة 1991 حيث أحرق الاف الأوراق من مخطوطاتة في منزل صديقته ثم اختفى، وبدأت الشائعات تنتشر حوله، البعض قال أنه أصبح بوذيا بتعبد في أحد الجبال في البرينيه، وأخرون قالوا أنه أصبح مناصرا متطرفا للبيئة يرعى الماشية في الجنوب الفرنسي، واحدة فقط من علماء الرياضيات استطاعت التواصل معه في تلك الفترة، حيث وافق على الزواج منها لاحقا، فاجأها لاحقا بقوله أنه مستعد لاطلاعها على نظريته الفيزيائية الجديدة في حال إجابتها على السؤال : ما هو المتر .
المراجع
areq.net
التصانيف
علماء ومخترعين أجانب العلوم الاجتماعية رياضيات