أندريه ماري أمبير، هو فيزيائي من فرنسا، استخدم مهاراته في الرياضيات والإحصاء لملاحظة وقياس الحوادث الطبيعية المكتشفة من قبل علماء أوربيين آخرين. واستمر في عمله حتى برهن بشكل كامل العلاقة بين الكهرباء والمغناطيسية، وأنه طوّر طريقة جديدة من أجل تصنيف العناصر الكيميائية. وأعطي اسمه لوحدة شدة التيار الكهربائي: أمبير.
الإنجازات
في أواخر سنة 1797، بينما كان عمره 22 عام، افتتح أمبير معهداً لتدريس الرياضيات في ليون. وقد أثبت أنّه معلم ممتاز، وسرعان ما تدفق الطلاب إليه للحصول على المساعدة.
لقد لفتت أعماله في مجال التدريس انتباه مثقفي ليون، حيث أُعجبوا بعلم أمبير وحماسه. في سنة 1802، أصبح مدرّساً في مدينة بور على بعد 60 كم من ليون. وبعد سنة عاد إلى ليون للعمل في وظيفة تدريس أخرى.
في سنة 1804، انتقل إلى باريس حيث قدّم دروساً للمستوى الجامعي في المدرسة المتعددة التكنولوجية. وقد تمّت ترقيته إلى أستاذ رياضيات بدوام كامل في سنة 1809، على الرغم من عدم حصوله على شهادات رسميّة.
في سنة 1820، بدأ أمبير بتكرار عمل أورستد (اكتشف هانز كريستيان أورستد أنّ تدفق التيار الكهربائي في سلك يمكن أن يحرف إبرة بوصلة مغناطيسيّة قريبة).
وقبل نهاية سبتمبر سنة 1820، اكتشف اكتشافاً خاصاً به: وجد أنّه في حالة تدفق التيار الكهربائي في نفس الاتجاه في سلكين متوازيين قريبين، تجذب الأسلاك بعضها البعض. أما إذا كانت التيارات الكهربائية تتدفق في اتجاهين متعاكسين فإنّ الأسلاك تتنافر.
وجد أمبير أنّ الأسلاك المتوازية التّي تتدفق فيها التيارات في نفس الاتجاه تجذب بعضها البعض. أما تيارات الاتجاهات المعاكسة فتتنافر. لقد أنتج أمبير مغناطيسيّة الجذب والتنافر في غياب تام لأيّ مغناطيس. وذلك كان اكتشافاً مذهلاً. حيث تمّ توليد كل المغناطيسيّة كهربائياً. سُمي هذا المجال الجديد بالديناميكا الكهربائيّة.
بعد ذلك، أوجد أمبير معادلة تربط حجم الحقل المغناطيسي بالتيار الكهربائي الذّي ينتجه. هذه المعادلة، المعروفة باسم قانون أمبير للدائرة الكهربائية (وهي تُعتبر تطبيقاً متقدماً في الرياضيات).
ولتوضيح العلاقة بين الكهرباء والمغناطيسيّة، اقترح أمبير وجود جسيم جديد مسؤول عن هاتين الظاهرتين ( جزيء ديناميكي كهربائي)، وهو جسيم مجهري مشحون (فائق الصغر) يمكننا التفكير فيه كنموذج أولي للإلكترون. واعتقد أمبير أنّ أعداداً ضخمة من هذه الجزيئات الكهربائيّة الديناميكيّة تتحرك في الموصلات الكهربائية، ما يتسبب في ظواهر كهربائية ومغناطيسيّة.
تنطبق هذه المعادلة عندما يكون التيار الكهربائي ثابتاً. وبعد مرور أكثر من 40 عاماً، قام جيمس كلارك ماكسويل بتعديل هذه المعادلة بحيث تنطبق أيضاً على التيار المتغيّر. هذه الصيغة أصبحت واحدة من معادلات ماكسويل الأربعة الشهيرة التّي تثبت أنّ الضوء موجة كهرومغناطيسية.
لم تتوقف اهتمامات أمبير عند الرياضيات والفيزياء. بل كانت واسعة النطاق وشملت الفلسفة وعلم الفلك. كما كان مهتماً بشكل خاص بالكيمياء. قبل عمله في الكهرومغناطيسيّة، قدّم مساهمات كبيرة في الكيمياء. واكتشف أمبير عنصراً كيميائياً وأطلق عليه اسم الفلور.
في سنة 1810، اقترح أنّ المركب الذّي نسمّيه الآن فلوريد الهيدروجين يتألف من الهيدروجين وعنصر جديد: العنصر الجديد له خصائص مشابهة للكلور. واقترح أنّ الفلور يمكن عزله عن طريق التحليل الكهربائي، الذّي استعمله "همفري ديفي" سابقاً لاكتشاف عناصر مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
في سنة 1824، عُيّن أمبير رئيس قسم الفيزياء التجريبيّة في كلية فرنسا في باريس، وقد بقي بهذا المنصب لبقية حياته.
المراجع
arageek.com
التصانيف
علماء ومخترعين أجانب العلوم الاجتماعية الكهرومغناطيسية