أحببت أن أقضي إجازتي في بلد من بلدان أوربا، واخترت لندن لأتعرّف على أهلها وعلى معالمها عن قرب.
وصلت إلى المطار قبيل الوقت المحدد، ودخلت إلى مكان الانتظار داخل البوابة وأردت أن أغتنم الفرصة لأصلي الظهر والعصر مجموعة قبل الصعود إلى الطائرة.
سألت أحد الموظفين عن اتجاه القبلة، فأشار إلى جهتها فتوجهت وصليت، لكنني ما إن انتهيت حتى مرّ بي أحد الموظفين فأخبرني أن القبلة ليست إلى الجهة الـتي اتجهت إليها، فقمت وصليت مرة ثانية، وتذكرت أنه لابد من "البوصلة" في الأسفار، وقلت: بداية خير إن شاء الله.
انطلقت الطائرة متجهة إلى جنيف ومن ثم إلى لندن، واستغرقت الرحلة سبع ساعات مع الوقوف ساعة من الزمن في مطار جنيف.
كان صاحبي ينتظرني في المطار –مطار لندن- وقد أحضر سيارته لننطلق معاً إلى البيت. وكم سعدت بلقائه، وبخاصة عندما رأيته من بعيد وهو يتفحص الوجوه، وعلامات الاستبشار تعلو وجهه إلى أن وصلت إليه، وكان اللقاء وكان العناق.
مشيت معه إلى السيارة، وفتح لي الباب من الجهة اليسرى، فقلت:
- معذرة إنني لا أجهل قيادة السيارة، وأنت تعلم مهارتي فيها، لكني في بلد غريب لا أعرف نظامه ولا طرقاته.
فقال:
- لا بأس، اركب السيارة والطريق سهل وميسر إن شاء الله.
فركبت لكنني لم أجد المقود أمامي، والتفت إلى يميني وإذا بصاحبي قد ركب بجانبي وأمامه المقود وهو يبتسم، وقد عرف المفاجأة التي وقعت فيها، فحاولت أن أعدّل الموقف مع صاحبي فضحكت وقلت له:
- سامحك الله، هلا أخبرتني قبل أن أشد أعصابي وأتحفّز للقيادة..
ومع أنني لم أقد السيارة لكنني كنت أحسّ أنني أنا الذي أقودها عند كل منعطف أو ازدحام، فأضغط برجلي على أرض السيارة لأتحاشى ما أتوقعه من الطوارئ والمفاجآت.
وصلنا إلى البيت، واسترحنا قليلاً، وتناولنا طعام العشاء، وكانت ليلة هادئة..
وفي اليوم التالي اتفقت مع صاحبي أن نزور قريباً لي لم أره منذ سنتين، فقال: على بركة الله..
وفي الطريق وقبل مغادرة لندن، وقف بعض الوقت لشراء بعض الحاجات وأبقى "الدفّاية والمسجلة" تعملان لحاجتي إليهما.. الأولى لتقيني من البرد، والثانية: لأسمع أنشودة من الأناشيد.
وعندما عاد أراد أن "يُقلع" بالسيارة فلم تتجاوب معه وانطفأت.. أدار المفتاح مرة ومرة ومرة فلم يستفد شيئاً.
قلت: ماذا نصنع؟ وأين الميكانيكي؟
فقال: الأمر بسيط، إنني متعاقد مع شركة تصليح وهي متكفّلة بذلك أينما كنت، وسأتصل بها بالهاتف..
وحضرت سيارة "ورشة التصليح" إلى مكاننا، وفي الساعة المتفق عليها، وقام السائق وهو الميكانيكي الوحيد فيها بإصلاح الأعطال ووقّع له صاحبي على ورقة لهذه الغاية وودعه شاكراً وانطلق إلى مهمة أخرى.
وأثناء الانتظار والإصلاح رأيت أمامي هذا المنظر:
وقفت سيارتان في الطريق العام قرب الرصيف تحملان إشارة "ورشة عمل" والطريق مزدحم بالسيارات، ونزل أحد السائقين ووضع بجانب السيارة وإلى الخلف علامات إصلاح الطريق، فأصبحت السيارات تحيد عنهما، وأنزل السائق الآخر عدة الحفر، وبدأ السائقان ومعهما معاون آخر يحفران في زاوية من زوايا الرصيف ليضعا عموداً حديدياً لتمديد خط كهربائي أو هاتف، وانتهوا من الحفر، وأنزلوا العمود في الحفرة فوجدوه أطول مما يحتاجون، فرفعوه بالرافعة المثبتة على إحدى السيارتين وجاءوا بمنشار كهربائي ونشروا منه الزيادة ثم أعادوه وأهالوا التراب على جوانبه وضغطوه ثم جاءوا بميزان الزئبق ليجعلوه عمودياً على الأرض ثم مهدوا التراب ووضعوا شيئاً من الزفت وضغطوه إلى أن أصبح مساوياً للرصيف، ثم كنسوا ما زاد من التراب وجمعوه ووضعوه في السيارة، ثم لملموا ما تناثر من الحصى والتراب ووضعوه كذلك في السيارة ثم جاء أحد السائقين فوصل أسلاكاً كانت قد أعدت من قبل داخل العمود.. ثم جمعوا "عدتهم" ومنها إشارة الإصلاح وانطلقوا ولم يستغرق عملهم كله ساعة واحدة.
قلت في نفسي: لو كانت هذه المهمة في بلادنا لاستغرقتْ أياماً إن لم أقل أشهراً، فالذين يحفرون غير الذين يركّبون الأعمدة، وهؤلاء يختلفون عن الذين يسوّون التراب ويزفتون الحفر وأولئك غير الذين يمدّون الأسلاك، وهؤلاء وهؤلاء غير الذين ينظفون الشارع، وكل جماعة من هؤلاء لهم مهمات خاصة ولهم رئيس وأوامر حركة وو.... وقد تتعارض المصالح والأوامر وتبقى الحفرة بلا عمود أشهراً، وقد يتكفل الهواء وأقدام المارة بكنس الشارع أو تسوية التراب.
ثم قلت لصاحبي: أرى أن نؤجل السفر إلى الغد، ولا بأس أن نتجول في شوارع لندن وأسواقها..
لم يمانع صاحبي فأنا ضيفه العزيز..
جلنا في الأسواق ساعات.. ولفت نظري نظام سير الناس والسيارات واحترام السائقين للمشاة، وحرص المشاة على قطع الشارع من الأماكن المخصصة.. هناك إشارات مرور دائمة للمشاة، وهناك إشارات مرور تضغط بيد المشاة فقد اقترب صاحبي من إحداها وضغط الزر فأعطت الإشارة اللون الأصفر ثم الأخضر للمشاة فعبرنا الطريق وعادت الإشارة إلى اللون الأحمر للمشاة والأخضر للسيارات.
وعلى مفرق طريق إحدى المدارس رأيت شخصاً يلبس لباساً خاصاً ويحمل بيده إشارة وقد كتب عليها عبارة " stop " وكان كلما رأى طفلاً أو مجموعة أطفال يريدون العبور، وقف بجانبهم ثم تقدم معهم وأوقف لهم السيارات وظل يراقبهم حتى يتم عبورهم ثم يعود إلى مكانه..
دخلت بعض المحلات فوجدت فيها من البضائع ما يعجز عنه الوصف وبخاصة المعلبات، وما تحتويه مما لا يخطر على بال.. ولقد لفت نظري بعض المعلبات وقد رُسم عليها كلاب وقطط فسألت صاحبي فقال: هذه لحوم خاصة بالكلاب والقطط.. لم أعجب من ذلك فقد رأيت عنايتهم بالكلاب وعطفهم عليهم عندما وصلت في اليوم الأول، فهذا يجر وراءه كلباً وهذه تحمله بيديها وتطعمه من فمها وكأنها تطعم طفلها، وهذا يركض معه وكأنه يسابقه، وذلك يمشي معه ويحادثه وكأنهما على فهم ودراية.. وتلك الكلاب أشكال وألوان منها الضخم المفزع ومنها الصغير الضئيل، منها الجميل ومنها القبيح المقرف، ومنها ماله شعر متهدل حتى لا تكاد ترى وجهه وأقدامه.. ولقد قال لي صاحبي إنهم يعتنون بها عناية كاملة وكثيراً ما يأخذونها إلى الطبيب، وقد يستدعون لها الطبيب إذا اشتد بها المرض.
ثم عدنا إلى البيت.
في الصباح اقترحت على صاحبي أن أذهب بنفسي إلى قريبي ولا حاجة أن يذهب معي والقطارات متوفرة، فوافق بعد ممانعة، وذهبنا إلى محطة القطار وحجز لي بطاقة ودلني على البوابة فودعته ودخلت إلى المكان المخصص وأحسست بالصعوبة.
أي قطار أركب؟ وأي قسم منه؟ لكنني كنت مطمئناً فالبطاقة معي وأستطيع أن أسأل بالإشارة، ثم إن عنوان البيت معي وأستطيع العودة إذا تعقدت الأمور.
أقدمت على القطار الذي كنت بجانبه، وكان جاهزاً للتحرّك، وأخرجت البطاقة وأريتها لأحد الركاب الصاعدين إلى القطار، فهز رأسه ففهمت أن هذا هو المطلوب، ودخلت خلفه وجلست قريباً منه توقعاً مني أنه فهمني وعرف أنني لا أعرف اللغة.. لم يركب معنا كثير من الركاب.. وسار القطار.. وفي الطريق جاء الشخص الذي يجمع التذاكر فأخرجت له البطاقة، فنظر فيها وقطّب جبينه وتكلم كلاماً لا أفهمه، فأشرت إليه أني لا أعرف الإنكليزية، فظل واقفاً وكأنه يريد شيئاً فاستفهمت منه بيدي ووجهي فأخرج من جيبه نقوداً، ففهمت أنه يريد نقوداً، كيف أفهمه أني دفعت ثمن البطاقة؟ ولماذا يريد الثمن مرة ثانية؟!..
نظرت إلى الشخص الذي بجانبي فلم يتكلم ولم ينظر إلي فهو مشغول بقراءته، فاستفهمت بيدي كم يريد؟ وأخرجت له قلماً وورقة ليكتب فتبسم وكتب 12,50 ولم يكن أمامي إلا أن أدفع له المبلغ المطلوب فدفعته وإشارة التعجب على وجهي، فأخذ المبلغ وأشار إلى رقم مكتوب على الزجاج فتأملته فإذا به رقم (1) فتوقعت أنني أركب في الدرجة الأولى والبطاقة تخول ركوب الدرجة العادية.
فقلت: الأمر بسيط ما دام الطريق صحيحاً، فهاهي أسماء المحطات تمر تباعاً، وأنا إذن لم أخطئ الطريق ولم أتوجه إلى بلد آخر.
وصلت إلى المحطة المطلوبة.. وكان قريبي ينتظرني فاستقبلني بحرارة وشوق وركبنا السيارة وانطلقنا.
قلت: إلى أين؟ إلى البيت؟
قال: لا سنذهب الآن إلى صلاة الجمعة، واتجه إلى الجامعة ليصلي فيها الجمعة فقلت وهل فيها مسجد.
قال لي: لا يوجد فيها مسجد وإنما فيها كنيسة، ولكن الطلاب المسلمين اتفقوا مع المسؤولين على الكنيسة أن يصلوا كل جمعة في إحدى قاعاتها ولا يزالون كذلك وسمعت الأذان بصوت خفيض من داخل القاعة.
دخلنا المسجد ووقف الخطيب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله باللغة العربية ثم دخل في خطبة الجمعة باللغة الإنكليزية فلم أفهم منه شيئاً إلا ما يتلو من آية أو حديث.
وانتهت الصلاة وسلمت على بعض المصلين وأنا لا أعرف واحداً منهم لكنني شعرت بالفرح والتجاوب رغم أنني لم أفهم إلا "وعليكم السلام.. والسلام عليكم"..
والحمد لله..
غادرنا المسجد إلى البيت ثم ذهبنا إلى الأسواق فتجولت بقية اليوم ولفت نظري كثرة "الشحاذين" لكن بصورة فنية..
اثنان يرسمان على الأرض مناظر جميلة ولا يلتفتون إلى أحد من المارة، والناس ينظرون إلى رسومهما ويضعون "البنسات" في صحن قرب الرسوم.
آخر يمسك بآلة موسيقية ضخمة وينفخ فيها أنغاماً صاخبة عالية وبجانبه كأس لوضع النقود.. وأخرى تجلس على كرسي ولباسها أنيق وأمامها نوطة موسيقية وهي تعزف وبجانبها كأس يدل على مرادها.
وعلى الرصيف رأيت شخصين تافهين أحدهما يمسك عوداً والآخر يمسك ملعقتين يضربهما ببعضهما تجاوباً مع نقر العود ورأسهما يميلان مع النغم ومع غير النغم وبجانبهما قطعة من القماش لوضع النقود.
فسألت عنهما صاحبي فأخبرني بحالهما فقلت واصفاً منظرهما وحالهما:
شَخْصانِ في عَرْض الطريقِ علـى الحجـارةِ يجلســانْ
هـذا بمعلقتيــن يضـربُ لا تَمَـــلُّ لـهُ يـــدانْ
وزميلــهُ يرنــو إليــهِ وَحَـاجبــاهُ مُقطِّبـــانْ
في حِضْنِهِ وَضَـعَ الكَمـانَ وإصْبَعـــاهُ تُنَقِّـــرانْ
يَتَمايــلانِ كأنَّمـا شَربـا معــاً خَمْــر الدِّنــانْ
اللحـنُ في وادٍ ورأسُهُمـا بـــوادٍ يَحجُــــلانْ
لم يُشغَــلا بالمعْجَبيــنَ (بِفَنِّهـم) وبِمَـنْ أهــانْ
لَـمْ يَطلُبـا مـــالاً وإنْ مـدَّا أمامَهمـا الخِــوانْ
مَـنْ مَـرَّ قُربَهما تعجَّـب منهمــا ما يبْغيـــان؟
فإذا توقَّـــفَ لحظــةً عَـرَفَ المُـراد بلا بيـانْ
وسألـتُ أصحـابي أمِـنْ فَقْـرٍ وعَجْـزٍ يطلُبــانْ
فأجابنـي شـخصٌ خبيـرٌ بالمكــان وبالزمــانْ:
هـذان طــولَ اليــومْ في هذا الطريقِ يُرابطـانْ
فإذا أتـى الليـلُ استعـداً للذهــاب بلا تـــوانْ
تنــاولا مـا جَمَّعَــاه وأسـرعــا يَتَغامــزانْ
وتوجَّها لِلْحـانِ، اختـارا -كمـا اعتــادا- المكانْ
وتساقيـا كـأسَ الشـرابِ إلى الصبـاحِ بلا اتـزانْ
حتـى إذا مـا أُخْرِجــا نهضـا معـاً يتسـاندانْ
واستلقيـا فَوْقَ الرصيـف إلى الظهيـرة بامتهـانْ
ثـم استفـاقا كالحيــن وآن عنــدهمـا الأوانْ
ليُعـاوِدا فَنـهَ التَّســوُّلِ والتسـكُّـعِ والهــوانْ
هـذي حيـاةُ التافهيــن فلا حَنَـان ولا جَنَــانْ
ألبُسهْـم تَأباهـا وتأبــى أن تعيـش بلا كيــانْ
وتفيـئُ للأكنــانِ كـي ترتـاحَ في ظـل الأمان
لكنه الإنسـان! إنْ جَحَـدَ الإلـهَ دنــا وهــانْ
بِئْسـتْ حيـاةُ التافهيـن وبِئـسَ ذانِ التافهــانْ
وانتهت جولتنا وعدنا إلى البيت وسألته عن موعد طلوع الشمس فقال:
- إن الشمس تشرق في هذه الأيام في الساعة الثامنة والربع صباحاً.
فسألته عن غيابها فقال لي:
- إنها تغرب في الساعة الثالثة وأربعين دقيقة.
قلت: هنيئاً لكم رمضان فنهاركم أقصر من القصير.
فقال: رمضان يأتي في هذه السنة في الصيف، ونهار الصيف كليل الشتاء في طوله، فالإفطار بعد العاشرة مساء، ولا نصلي التراويح إلا ويبدأ وقت السحور فالفجر يحين في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل..
قلت: أعانكم الله..
وعدت إلى لندن ووصلت إلى بيت صاحبي بأمان لأعود في اليوم التالي إلى بلدي، وكان قد حجز لي طريق العودة.
وصلنا إلى المطار وأعطيت الموظفة بطاقة الطائرة، وحرصت أن يبقى صاحبي معي خوفاً من الصعوبات..
أعادت الموظفة البطاقة لي مقطبة وجهها، وتكلمت بكلمات فهمت من صاحبي أن الحجز غير موجود وبعد جهد جهيد بين صاحبي ومسؤول الحركة ثم الآمر، ودعت صاحبي وانطلقت إلى الطائرة..
واستقبلتني المضيفة ونظرت إلى بطاقتي وأشارت لي إلى مكان في قسم "رجال الأعمال" وهي درجة وسطى بين العادية والدرجة الأولى.
فقلت للمضيفة وكانت تفهم العربية:
- أنا لم أحجز في هذه الدرجة.
فقالت: هذا هو المكان المخصص لك..
فجلست وقلت لابد من دفع الفرق كما دفعت في القطار لكن هنا أكثر وكأن صاحبي لم يجد لي مكاناً في الدرجة العادية فأبدلها بهذه الدرجة..
وطارت الطائرة واتجهت إلى فرانكفورت، وقُدمت لنا الضيافة وهي أجود من ضيافة الدرجة العادية.
وهبطت الطائرة على مدرج فرانكفورت ووقفت ساعة من الزمن وقبل إقلاع الطائرة جاء ربان الطائرة واختارني أنا وثلاثة أشخاص وأشار إلينا أن نتقدم إلى الدرجة الأولى.. فتحيرت ثم لم أجد بداَ من الاستجابة فزملائي استجابوا وذهبوا فلحقت بهم وقلت: الآن وجب عليّ دفع الفرق وليس من المستحسن أن أناقش وأعارض من أجل المال أمام الناس..
وتقدمت إلى الدرجة الأولى وصعد بعض الركاب من فرانكفورت وجلسوا في الأماكن الفارغة.
وأقلعت الطائرة.. وقُدمت لنا الضيافة الجيدة على طول الطريق وانتظرت أن يأتي الموظف ليطلب الفرق لكن أحداً لم يفعل، وهبطت الطائرة بعد أربع ساعات ونصف في مطار عمان الدولي، ونزلت منها إلى البوابة والتفت ورائي وإذا بالناس يحملون حقائبهم وينزلون فمضيت معهم لا ألوي على شيء..
وخرجت من المطار وأنا أحمد الله على السلامة.
المراجع
odabasham.net
التصانيف
قصص أدب مجتمع الآداب قصة