في الصغر حين كانت أمها  ُتظفّر جدائلها ... كانت ترقب عقارب الساعة حتى
لا يفوتها اصطفاف الصباح في المدرسة ، ولما كبرت راحت تظفّر جدائلها بنفسها وهي
تسمع تكات عقرب الدقائق ولا تعبأ بما يقول ...
  ولما درجت مدارج الصبا اقتنت ساعة يد ليس فيها
إلا عقرب ثوانٍ يدور سريعاً كأنه يسابق الزمن ، ولم تعد تلحظ بدقة دورة العقرب ..
أو تعاقب الليل والنهار ..
دار دولاب الزمان مسرعاً .. نظرت في ساعتها
فوجدتها خاليةً من العقارب والأرقام ..
ألقت نظرةً في مرآتها فرأت بياضاً قد تسلل إلى
ليل شعرها ، وخطوطا رفيعةً  اختطفت نضارة
بسمتها .
حاولت أن تعيد العقارب إلى ساعتها ... لكنها
اكتشفت أن الزمان لا يعود إلى الوراء .
 

المراجع

رابطة أدباء الشام

التصانيف

ادب  قصص