توجد مدينة تل أبيض في منطقة الجزيرة شمال دولة سوريا على الحدود التركية، وتبعد عن مدينة الرقة 100 كم باتجاه الشمال، وهي محاذية لتركيا بطول 90 كم، وتقدر مساحتها بـ 10 كم مربع، تمتد حدودها الإدارية إلى عين العرب غرباً، ورأس العين شرقاً.

يبلغ مجموع سكانها 14.825 نسمة عام 2004، ويشكل العرب غالبية السكان في كل من مدينة ومنطقة تل أبيض، مع أقلية كرديّة، تركمانيّة وأرمنيّة، وسميت بتل أبيض نسبة إلى تل أثري فيها. ويوجد فيها المعبر الشهير إلى تركيا، معبر تل أبيض المقابل لبلدة (Akçı kela) التركية، كما تقع على أحد أهم منابع نهر البليخ  "عين العروس" ما يجعل منها منطقة استراتيجية.

قبل عام 2011 كانت مدينة تل أبيض مركزاً حدودياً دولياً مهماً بين سوريا وتركيا، بسبب الحركة التجارية بين البلدين، وكانت تشهد نشاطاً تجارياً شبه دائم، كما يوجد فيها محطة للرصد الجوي. كان يسيطر النظام السوري على المدينة حتى شهر أيلول عام 2012 حيث سيطرت عليها "كتائب الفاروق" التابعة للجيش السوري الحر، وفصائل أخرى، وفي مطلع عام 2014 سيطر تنظيم "داعش" على المدينة واستمر فيها إلى صيف عام 2015 حيث سيطرت "وحدات حماية الشعب" الكردية.

وتوجد المدينة في أرض سهلية خصبة غنية بالينابيع التي تغذي نهر البليخ، ومنها: "نبع عين العروس، نبع عين الحصان، نبع صلولع"، ما جذب إلى المنطقة السكان منذ القدم، إضافة لوقوعها على طريق القوافل التجارية. ويقصد المدينة الكثير من الزوار والسياح بقصد الاستجمام، إذ يعتبر نبع عين العروس مقصداً سياحياً هاماً للسياح الذين يقصدون المنطقة ولأهالي الرقة، لما يتميز به من جمال الطبيعة ومناظر خلابة. وأصبحت المدينة منطقة زراعية بعدما تراجعت الطرق التجارية عنها، وعادت أهميتها بعد إنشاء الخط الحديدي لقطار الشرق السريع الذي قسمها إلى قسمين، شمالي داخل الأراضي التركية، وجنوبي داخل الأراضي السورية، وهو الذي يشكل نواة مدينة تل أبيض الحالية.

يمارس أهالي تل أبيض الزراعة والصناعة والتجارة، وأهم المحصولات الزراعية هي القمح والذرة والشعير والقطن والمشمش والرمان والجوز. وتعتبر بوابة المدينة "تل أبيض" أهم ما فيها، حيث اعتاش أهالي مدينة تل أبيض السورية، وأقجة قلعة التركية على التجارة من خلالها عن طريق التهريب. 

وشكلت المنطقة أهمية للمعارضة السورية بسبب الأرباح الكبيرة التي كانت تدر عليهم من "بوابة تل أبيض"، حيث كانت منطقة متنازع عليها بين الفصائل، وكان يعمل معظم أهالي المدينة سابقاً بالتجارة بين الحدود، لكن بعد سيطرة القوات الكردية على المنطقة، تراجعت التجارة. وعن أهمية تل أبيض الاستراتيجية يقول الباحث في الشأن التركي مصطفى زهران، إن هدف تركيا طرد الأكراد من كل الشمال السوري وصولاً إلى العراق (الشريط الحدودي)، ما يجعل تل أبيض أكثر أهمية لأنه ينهي المشروع الكردي بشكل نهائي، وفق موقع "عربي 21".


المراجع

rozana.fm

التصانيف

تصنيف :جغرافيا   أسماء أماكن   الجغرافيا