كانَ دُكَّانُ أمينْ
مِنْ زواياهُ يَمُرُّ العَالَمُ الثالثُ
و الرَّابعُ و العاشِرْ
يَمُرُّ الناسُ
و الأطفالُ يأتُونَ بأسلاكِ النُّحَاسْ
و يَبِيعُونَ التَّعَبْ
و يَبِيعُونَ قليلاً
مِنْ شَقَا قَيلولةِ كَسْلَى
يَبِيعُونَ قليلاً
مِن ظِلالِ النخلِ
و الفَقرِ الجَميلْ


  • كانَ دُكَّانُ أمينْ
    مِنْ تجاعيد الأساطير القَديمَةْ
    و بقايا البَحرِ في قَلبِ المدينةْ
    رَقَدَ العُمْرُ على أعتابِهِ
    والتواريخُ غَفَت
    تَلْثُمُ الأمسَ
    وتَشتَمُّ حَنينَهْ
    كانَ عُنواناً خُرافياً جَميلاً
    مِنْ عناوينَ المدينةْ

  • كانَ
    كانَ
    وَيحَ كانَ
    تَحَّفَت حُلمَ القَمَرْ
    تَحَّفَت مَوّالَنا البَحرِيْ
    و ألعَابَ الصِّغَرْ
    سَردَبَتنا في كُهوفِ الذاكِرةْ
    وَيحَ كانَ
    عِندما صِرنا بلا وَجهٍ ، أتتنا
    تَرسُمُ الماضيَ وَجهاً
    و مِنَ اليوم المُقَرصَنْ
    سَرَقَت ساعاتِنا
    وَيحَ كانَ
    تَخلُقُ الأعذارَ و الحُزنَ
    لِيَومٍ مُنكَسِرْ

  • يا أمينْ
    يا أمينْ
    عُدْ وخُذْ ما شِئتَ
    مِنْ غَيرِ ثَمَنْ
    يا أمينْ
    عُد حنيناً و اشتياقاً
    مِن خلايا سُوقِنا المسقوفِ
    بالذكرى و أحلامِ التُرابْ
    عُد بما أبقَيتَ مِنْ ذاكرةِ المِلحِ
    و أنفاسِ الفَخَارْ
    يا أمينْ
    عُد بِوَجهَينِ
    لأِرضٍ و وَطَنْ
    وضَعِ الميزانَ للقلبِ
    وخُذ ما شِئتَ
    مِنْ هذا الشَّجَنْ

سَيِّدَ السوقِ القديمْ
كيفَ تَرضى
أنْ تُزَاحِمَني وجُوهٌ
مِنْ رُخامٍ و دُخَانْ ؟
كَيفَ تنساني
مَع النسيانِ و الأحزانِ
كَيفْ ؟
يا أمينْ
لَنْ أقولَ اليومَ
مَنْ أنتَ
و مَنْ هذا الزمانْ
لَنْ أُعَرِّي قَدَريْ
يا أمينْ
رُبَّما أنت كقَلبي
تَعشَقُ الصمتَ و تَمضي
بَعدَ إِنزَالِ الستائِرْ
و انـهِزَامِ البَهلَوانْ

 

عنوان القصيدة: دُكَّانُ أمين 

بقلم سالم أبو جمهور القبيسي


المراجع

diwandb.com

التصانيف

شعراء   الآداب