اَلـْوَلدُ بـَسَّامُ وَلَدٌ صَغِيرٌ,لـَمْ يَدْخُلِ المَدْرَسـَة بَعْدُ,سَافَرَ أَبـُوهُ (جَاسِر) إِلَى إِحْدَى دُوَلِ الـْخَلـِيجِ طَلـَباً للرِّزْقِ وَكـَانَ أَبـُو بَسَّام يَصْطَحِبُهُ للصَّلاَةِ, فـَيَفـْرَحُ بـَسَّام كَثـِيراً وَيَذهَبُ لِلـْمَسْجِدِ وَاضِعاً يَدَيْهِ فـِي يَدِ أَبـِيهِ فـَيَتَوَضَّآنِ وَيُصَلـِّيَانِ جَمِيعَ الصَّلـَوَاتِ الـخَمْسِ بـِإِكـْمَالِ طَهُورِهَا وَمَوَاقِيتِهَا وَكـَانَ أَبـُوهُ دَائِماً مَا يَذكُرُ لَهُ أحَادِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلـــَّي اللهُ عَلـَيْهِ وَسَلـَّمَ,عَنْ فَضـْلِ الصَّلاَةِ حَتـَّى حَفـِظَهَا عَنْ ظَهْرِ قـَلـْبٍ,وَعِنـْدَمَا سَافـَرَ أَبـُو بـَسَّامَ ,أَخَذَ الـْبـُرْعُمُ الصَّغِيرُ بـَسَّامُ يُفـَكـِّرُ,كَيفَ يَذهَبُ إِلـَى الـْمَسْجِدِ لأَدَاءِ الصَّلـَوَاتِ الـخَمْسِ وَمَعَ مَنْ؟!فـَهُو َيَعْرِفُ أَنَّ أُمَّهُ تـَخَافُ عَلـَيْهِ خَوْفاً شَدِيداً لأَنـَّهُ مَازَالَ صَغِيراً ,وَجَدَ بَسَّامٌ عَمَّهُ عَبْدَ الـْحَفِيظِ يُحَافـِظُ عَلَى أَدَاءِ الصَّلـَوَاتِ الـْخَمْسِ فِي الْمَسْجِدِ ,وَعِنـْدَمَا ذَهَبَ لِصَلاَةِ الـْعَصْرِ سَأَلـَهُ بَسَّامُ: أَتـَذْهَبُ لـِصَلاَةِ الـْعَصْرِ؟!أَجَابـَهُ الـْعَمُّ عَبْدُ الـْحَفِيظِ: نـَعَمْ ,فـَقـَالَ بَسَّامٌ: أُرِيدُ أَنْ آتـِي مَعَكَ , فَرِحَ عَمُّ عَبْدُ الـْحَفِيظِ كـَثِيراً بِهِ,وَقـَالَ لـَهُ : تـَعَالَ, بَارَكَ اللهُ فِيكَ ,بَعْدَ ذَلِكَ أَخَذَ  بـَسَّامُ يَصْحَبُ عَمَّهُ فِي كـُلِّ صَلاَةٍ وَفِرَحَتْ بـِهِ أُمُّهُ وَأُخْتُهُ فَرْحَة ُ فَرَحاً كَبِيراً ,وَاتـَّصَّلاَ بِأَبِيهِ فَفَرِحَ بِبَسَّامَ كَثِيراً وَأَخَذَ يَدْعُو لَهُ بِالـْبَرَكَةِ وَطُولِ الـْعُمْرِ وَالـْمُسْتَقـْبَلِ الـْبَاهِرِ بِإِذْنِ اللهِ وَكَانَ الـْوَلَدُ بَسَّامٌ عِنـْدَمَا يَذْهَبُ مَعَ عَمِّهِ إِلَى الصَّلاَةِ يَتَعَلـَّقُ بِذِرَاعِهِ وَيَشُدُّ فِيهَا بِقـُوَّةٍ كًأَنـَّهُ يَتَمَرْجَحُ ثـُمَّ يَنـْزِلُ بِسُرْعَةٍ وَيَجْرِى كَالـْغَزَالِ الرَّشِيقِ حَتـَّى يَسْبِقَ عَمَّهُ عَبْدَ الـْحَفِيظِ إِلَى الـْمَنـْزِلِ فَيَقـُولُ لـَهُ –ضاَحِكاً مَرِحاً وَسَعِيداً بِهِ- يَا شَدَّادُ يَا سَبَّاقُ ,فَيَضْحَكُ بَسَّامٌ وَهُوَ فِي قِمَّةِ السَّعَادَةِ َويَقـُولُ :(وَفِي ذَلِكَ فَلـْيَتَنَافَسِ الـْمُتَنَافِسُونَ)  سُورَة ُالـْمُطَفـِّفـِّينَ الآيَة ُ36
 

المراجع

رابطة أدباء الشام

التصانيف

ادب  قصص