الزيدية طائفة إسلامية تنسب إلى زيد بن علي بن الحسين (79 - 122هـ، 698 - 740م). وتتفق الزيدية مع الاثني عشرية في ترتيب الأئمة حتى الإمام علي زين العابدين، ولكنها تقول بإمامة زيد بدلاً من محمد الباقر. كما تختلف معها حول مفهوم الإمام ووظيفته.
تقول الزيدية بوجوب الإمامة كالاثني عشرية، ولكنها تذهب إلى أن النبي ³ حين أوصى للإمام لم يعينه بالاسم، بل عرَّفه بالوصف، وأن الأوصاف التي ذكرت لم تكتمل في أحد، اكتمالها في علي، ولهذا ينبغي أن يكون الإمام علي الخليفة بعد الرسول. وحددت الزيدية للإمام شروطًا معينة هي أن يكون هاشميًا ورعًا تقيًا عالماً سخيًا، وأن يخرج داعيًا لنفسه. واشترطوا، بعد علي، أن يكون الإمام فاطميًا، أي من ذرية فاطمة رضي الله عنها سواء أكانوا من أولاد الحسن أم كانوا من أولاد الحسين.
وقالت الزيدية ـ خلافًا للاثني عشرية ـ بجواز إمامة الفاضل مع وجود الأفضل. وعلى هذا، فإن إمامة أبي بكر وعمر وعثمان ـ حسب اعتقادهم ـ جائزة مع وجود علي، ذلك لأن تلك الصفات التي يجب توافرها في الإمام هي صفات الإمام الكامل، والذي هو أولى بالإمامة من غيره، فإن اختارت الأمة إمامًا لم يستوف بعض هذه الصفات وبايعته صحت إمامته ولزمت بيعته. وأجازت الزيدية البيعة لإمامين في إقليمين مختلفين، وأنكرت ما ذهبت إليه الاثنا عشرية من القول بعصمة الأئمة والرجعة والتقية.
وفي العقائد، تأثرت الزيدية بالمعتزلة، بل نجد اتفاقًا تامًا بين آراء الطائفتين لاسيما في قضايا التوحيد والعدل والوعد والوعيد. ورغم ذلك، فإننا نجد اتجاهًا سلفيًا بين الزيدية يمثله محمد بن إبراهيم بن الوزير (775 - 840هـ)، ومحمد ابن إسماعيل بن الأمير (1099 - 1182هـ)، ومحمد بن علي الشوكاني (1173 - 1250هـ).
وفي الأحكام، تعود الزيدية بمذهبها إلى الإمام زيد وما أُثر عنه من آراء تضمنها كتاب المجموع المنسوب إليه. وعلى أية حال، فإن مواطن الخلاف بين الزيدية وبقية المذاهب الإسلامية تخص الفروع ولا تكاد تذكر. ويتركّز أتباع المذهب الزيدي في اليمن معقلِ الزيدية ومركزِ ثقلهم.
المراجع
www.mawsoah.net/maogen.asp?th=0$$main&fileid=startموسوعه العربية
التصانيف
اصطلاحات