يا عُشَّاقَ اللَّونِ الأزرقْ
|
البَحرُ يَموتْ
|
و سماءُ الدُّنيا تَتَمَزَّقْ
|
يا عُشَّاقْ
|
لَنْ أكتُبَ مَرثاةَ الألوانْ
|
لا الدَّمعُ مَعي في هذي اللحظةِ
|
لا الأحزانْ
|
لَكِنّي في زَمَنِ اللحظةْ
|
أرمي أسئِلَتي
|
أرمي أقنِعَةَ الفَرحَةِ
|
و أُحاوِلْ
|
أنْ أنزَعَ جِلْدي
|
أرمي صَوتي
|
أُلغي رأسي
|
كي تَسقُطَ أزمِنَةُ الكِتمانْ
|
|
يا عُشَّاقْ
|
يا مَنْ أبكيكُمْ في قَلبي
|
و أُغَنيكُمْ
|
إنْ ثارت ثائِرَةُ الألحانْ
|
يا عُشَّاقْ
|
يا مَن مِن دُونِ مُكاشَفَةٍ
|
يَعتَرِفُ الحبُ لَكُمْ عَنّي
|
و يُعيدُ الصَوتُ لَكُمْ عَنّي
|
أحلامَ النَّهرِ
|
و أشواقَ الشُطآنْ
|
يا عُشَّاقَ اللَّونِ الأزرق
|
يا مَنْ يُنبِتُكُمْ صَوتُ الرعدِ بأورِدَتي
|
فَتُمَزِّقُ أَخيلَتي النسيانْ
|
يا مَنْ ألقَاكُمْ خَلفَ البُعدِ
|
و خَلفَ الغُربَةِ و الهِجرانْ
|
|
يا عُشَّاقَ اللَّونِ الأزرق
|
البَحرُ يَمُوت
|
هَلْ نُحيي الصَّمتَ
|
و نَنتَظِرُ الجُثمانْ
|
هَلْ نضحكُ في وَجهِ الأحزانْ ؟
| |
يا عُشَّاقْ
|
هَلْ نَبحثُ عَنْ بَحرٍ آخَرْ
|
مِن صُنعِ أميركا أو اليابانْ ؟
| |
يا عُشَّاقْ
|
مِن أينَ تَمُرُّ جَنَازَتُنا الكُبرى
|
إنْ مَاتَ البَحرُ ؟
| |
لا نَعشٌ يَحمِلُ هذا البَحر
|
لا قَبرٌ يَسَعُ البَحر
|
يا عُشَّاقْ
|
إنْ مَاتَ البَحرُ
|
لَنْ نَحضُرَ في يَومِ التكفينْ
|
لَنْ نَلحقَ ساعاتِ التأبينْ
|
إنْ مَاتَ البَحر
|
ألكُلُّ يَمُوتْ
|
يا عُشَّاقَ اللَّونِ الأزرق
|
البَحرُ يَمُوتُ
|
يَمُوتُ البَحرُ
|
غَرَقاً في بَولِ الأمريكانْ
|
شَنقاً في صَارِيَةِ الطُغيانْ
|
خَنقاً في كُلِّ عِقَالٍ
|
يَعتَقِلُ الأذهانْ
|
دَهساً في كُلِّ مُؤامرةٍ
|
تَلتَفُّ بِمُؤتَمرٍ فَنَّانْ !
|
البَحرُ يَموتُ
|
يَمُوتُ البَحرُ
|
صَمتَاً في أرضِ الصَّمتِ الدَّولِيَّةْ
|
أرضٍ تَرتَصُّ غَبَاوَاتٍ
|
و غَبَاوَاتٍ
|
و غَبَاوَاتٍ
|
مِن حِقبة آدَم
|
حتى الآنْ |
| |