لن تبلُغي وجعي وبوح جراحي
أو تُربكي أنشودتي وكفاحي
قد تلعبين على ضفاف قصيدتي
وتقارعين البحر كالملاح
وتناوشين نوارسي وسحائبي
وتعاندين عواصفي ورياحي
لكنني والصمتُ أبلغُ في الهوى
أدمنت نهج الوحي والإلماح
وكتمتُ ما بي ثم صنتُ محبتي
عن موجعاتِ الشرح والإيضاح
لهفي على الهامات حين وجدتها
بين النساء كفضلة الأقداح
عجبي لهمّة فارس متولّه
سرعان ما يأوي لكأس الرّاح
فكأنما قدر العروبة أن تُرى
شعبا يُغرّ بشاعر مداح
لي مذهبٌ في الوجد أصدق آيةً
من أنبياء اللغو والسُّوّاح
أدعو إلى الإيمان بالحب الذي
شرِقت به الأشواق في الأرواح
من يدعي عشق المحاسن قُل له :
جبهاتهن تفُلّ كل سلاح
أنا لن اُذلّ مشاعري وقصيدتي
للحُلم والتهويم في الألواح
َوعْدُ الغواني غيمة صيفية
لا غيث يروي لا ظِلال بساح
فإذا تمكّن سهمُهنّ هجَرننا
وتركننا في خِفّة ومزاح
كم من صريع بات في لجّ الصدى
بين النّوى والهجر والأتراح
ذاك الذي هم ّالرّجال وهدّهم
وأذلهّم بالبوح والإفصاح
الساهرون التائهون الضائعون
بلا هدى خلف الصّدى اللمّاح
ذاك الزمان الصلبُ كم أزرى بنا
وأعارنا الإمساء في الإصباح
لا لن أعود إلى الجحيم مخيرا
بعد الذي قد كان قبل سراحي
للحب عمري ، رايتي ومشاعري
من دون أن أُرخي زمام جماحي