السبت, 28 جمادى الأولى 1446هـ الموافق السبت, 30 تشرين الثاني 2024
قال المملوك يحاور سيّده
أيملّ الحِملُ الظهر؟
ويملّ القيدُ المعصم؟
فيجيب السيّد في ثقة :
ما دام الظهرُ صبورا
يحني ممتثلا..
سيظل الحِملُ بلا ملل
وتظلّ الخدمةُ
أفضل أنواع الطاعات
فلا تحزن ..
والقيدُ كذلك أحفَظُ للنفس
ويحدّ من الأوزار
يحميك من الطيش..
فتظلّ وديعا جدا..
وحليما جدا..
ويقول المملوك :
ماذا لو ملّ المعصمُ قيدَه
واشتاق الوجهُ قياما
يحضن نور الشمس
ويمسح أتعاب الأيام
قد ظل مُكبا يمشي..
منذ سنين...؟
لكن السيّد يصرخ منتفضا :
من أيقظ فيك التفكير..؟
لا ..لا تتساءل أبدا
لا ترفع نحوي رأسك مقتدرا
واخفض للخدمة
كي تحيا..
لكن الخادمَ ينهض محتقنا
يُلقي عن كاهله الأوجاع
ويخاطب سيده:
قد مرّ زمان أو عمرٌ
وأنا أحني..
أتألم لكن.. لاأبدي نفَسا
أتضاءلُ حتى لا أبدو
بجوارك ..إنسانا يُذكر
وتظلّ بذلك لاتشعر
وأنا أتداعى منكسرا..
حتى ترضى..
لكنك لاترضى أبدا..
لا.. بل تقسو ..
وأهيم حزينا جدا..
وضئيلا جدا..
ما أحقرني ..
ما أقبحني ..
ما أسوأ ذل الفقر ..
وخبز الذل ..
.......................
سأجوع وأعرى
لكن لن أحني ..
لكن لن أخضع..
لن تمحوَ أشواقي ..
لن تلغيَ ذاتي..
أو ِصفتي..
ولتحمل قيدك وحدكَ
حملكَ وحدكَ
وزركَ وحدكَ..
أو فاشرب أمواج البحر.
عنوان القصيدة النبص الحر
بقلم سالم المساهلي