ولد كارل بروكلمان في مدينة روستوك في 17 سبتمبر من عام 1868م- وتوفّي 6 مايو من عام 1956م، كان والده تاجرًا بسلع المستعمرات، وكانت أمه كما وصفها في مجلة أورينس "سيدة موهوبة روحيًّا، ومنها ورثت ميولي العلمية" وهي من فتحت له آفاق الأدب الألماني، يُعدُّ بروكلمان مستشرق ألماني وأكبر باحث عرفته الجامعات الاوروبية في النصف الأول من القرن العشرين، بمجال تاريخ التراث العربي والدراسات السامية، كما حصل كارل بروكلمان على الدكتوراه من جامعة ستراسبورغ في عام 1890، عمل أستاذًا جامعيًا في جامعات برلين وبرسلاو، ونشر له كتب مثل: نحو السريانية وآدابها 1899م، والمعجم السرياني 1928م، وكتاب تاريخ الأدب العربي 1898-1902م.

بدأ بروكلمان دراسة اللغة العربية في المرحلة الثانوية، وكانت أمنيته العيش وراء البحار وأنّ يعمل طبيبًا على ظهر سفينة، أو مبشرًا دينيًا، أو ترجمانًا، ولهذا كان يحضر دروس الأستاذ نرجر معلّم اللغة العربية في مدرسته الثانوية، كما أتقن العبرية، وبدأ يدرس الآرامية الكتابية، والسريانية، وهو لا يزال في الثانوية، ودرس كارل بروكلمان في المرحلة الجامعية اللغات الشرقية بالإضافة إلى اللغات الكلاسيكية "اللاتينية واليونانية "، وتعلم على يدي المستشرق ثيودور نولدكه وفيشر، حيث كلفه نولدكه بدراسة عن العلاقة بين كتاب أخبار الرسل والملوك للطبري وكتاب ابن الأثير الكامل في التاريخ، وبذلك حصل على الدكتوراه الأولى عام 1890م، وانتخب كارل بروكلمان في مجاميع: بودابست ودمشق وبون وبرلين وليبزيج إضافة إلى عدة جمعيات علمية في آسيا.

كما أهتمّ بروكلمان باللغة التركية إلى جانب اللغات السامية, فدرس كتاب "ديوان الترك لمحمود الكشغري" والمنشور في اسطنبول في الحرب العالمية الأولى، كتب عن أبنية الفعل فيها، ولهجات الشعوب التركية في العصور الوسطى، والشعر الشعبي التركي القديم، والأمثال الشعبية والحكم الواردة في الكتاب، ورسم الكلمات التركية بالحروف اللاتينية بدلًا من رسمها بالحروف العربية، لكي يتم النطق بالكلمات نطقًا صحيحًا، جمع كارل بروكلمان هذه الدراسات في كتاب "كنز اللغة التركية الوسطى تبعًا لديوان لغات الترك لمحمود الكشغري"، ونُشر بمساعدة الأكاديمية الهنغارية للعلوم عام 1951م، ودرس كتاب تاريخ اللغات التركية المكتوبة، وألف على إثره كتاب "نحو اللغة التركية الشرقية الوارد في اللغات المكتوبة الإسلامية في آسيا الوسطى"، وتحدث فيه عن تاريخ النطق ونظم وصرف اللهجات التي استعملتها قبائل الترك منذ دخولها للإسلام في القرن العاشر حتى سقوط الدولة العثمانية ونشر عام 1954م.

ويُعدّ بروكلمان أهمّ وأبرز المستشرقين الألمان؛ لعمله الكبير في كتابه "تاريخ الأدب العربي"، وذكر فيه تاريخ الكتابة العربية عبر العصور، وفي جميع الفنون من القرن الثالث إلى الثالث عشر الهجري، وقسّم الكتابة العربية إلى عصور وحقب، وفي كل عصر الفنون التأليفية المختلفة في الدول والنواحي والبلدان، تليها تراجم المؤلفين لكل فن ووضع عناوين ما ألفوه، وذكر أماكن المخطوطات من تلك المؤلفات ووصفها، وقد استفاد من الأدبيات التي نشرها الألمان مثل "كشف الظنون لحاجي خليفة، و "الفهرست لابن النديم"[٣]، كما اهتمّ بدراسة التاريخ الإسلامي، حيث ألف كتابه المشهور "تاريخ الشعوب الإسلامية"، والذي ترجمه منير البعلبكي ونبيه أمين فارس إلى اللغة


المراجع

sotor.com

التصانيف

مستشرقون ألمان  مواليد 1868  وفيات 1956   العلوم الاجتماعية