دير غسانة

دير غسانة هي عبارة عن  قرية في فلسطين توجد في الضفة الغربية من أراض فلسطين. وتتبع محافظة رام الله والبيرة. سقطت في قبضة الاحتلال الإسرائيلي في سنة 1967. وتوجد على بعد حوالي 25 كم إلى جهة الشمال الغربي من مدينة رام الله، وتوجد على درجة 32.0333 شمالا ودرجة 35.1036 شرقا. وترتفع عن سطح البحر بقرابة 400 متر. اللغة العربية هي لغة البلدة وكل سكانها مسلمون.

تسميتها

سميت باسم دير كان للغساسنة. وقيل كذلك حتى طائفة من الغساسنة نزلت فيها فتم تخليد اسمها. مرّ بها الرحالة "مصطفى البكري" عام 1710 م، وذكرها في رحلته أكثر من مرة باسم "دير غسان". ومن أشهر ما تم روايته عن تاريخ القرية اجتماع دير غسانة الشهير في سبتمبر سنة 1938 بين قادة فصائل الثوار لحل الإشكاليات بينهم،وحسب بعض المصادر فإن نحو500 ثائر جاء الاجتماع ناقش قادتهم خلافاتهم ونجحوا في حل بعضها، ولكن الاجتماع الذي بدأ في التاسعة صباحا انتهى نهاية مختلفة، واتضح بان الاحتلال البريطاني فهم مسبقا بالاجتماع وقصفه بالطائرات، وسقطت معركة بين الثوار والبريطانيين تعهد باسم معركة دير غسانة، ووفقا للمصادر البريطانية والصهيونية فإن نحو130 ثائرا استشهد في تلك المعركة، في حين حتى مصادر الثوار آنذاك تحدثت عن ثلاثين شهيدا فقط، والمهم أنه كان من بينهم منظم الاجتماع القائد المخلص تلميذ القسام محمد الصالح الحمد (أبوخالد)، حسب بعض الروايات. تحيط بها أراضي قرى كفر الديك، وبروقين، وبيت ريما، وكفر عين، وعابود، واللبن الغربي، ودير بلوط.وتسمى حاليا "جبال بني زيد" ضمن سلسلة الجبال الوسطى لفلسطين، في لقاءة السهل الساحلي الفلسطيني بموازات مدينة يافا، وتشرف على وادي بني زيد، الذي يعتبر الحد الفاصل بين جبال القدس وجبال نابلس،. يعود أصل اسمها الحالي إلى العرب الغساسنة الذين اقاموفيها مركز حكمهم في جبال غسان ومركزهم الديني حيث بنوفيها كنيسة عهدت باسم (دير غسان الكبير) وذلك في عهد "الحارث الغساني" وأمه "ماريا". نطق فيها النابغة الذبياني الذي زار حكامها الغساسنة :

حبوت بها غسان إذ كنت لاحقاً

بقومي وإذ أعيت علي مذاهبي

تاريخ

اما تاريخها القديم فيرجع للفترة الكنعانية، حيث عهدت باسم "صردة" أو"الصريدة"، ويرجع بأصله لها يربعام بن نباط أحد عمال النبي سليمان والذي انشق عليه فيما بعد واسس له مملكة في شمال فلسطين. وخلال الحكم الايوبي وبعد فوز صلاح الدين أصبحت دير غسانة مركز إقطاع يتكون من 19 قرية، وهي قرى بني زيد وأقيم لهم موسم خاص بالنبي صالح. وكان لأهالي دير غسانة دور في الحروب الصليبية أيام الظاهر بيبرس حيث ملكهم إقطاع يتكون من 48 قرية في بني زيد وبني مرة وبني سالم وبني حارث، وعهد إلى زعمائها بحماية برج مجدل يابا المعروف مجدل يابا (مجدل الصادق). وفي العهد العثماني لعبت دور كرسي الحكم في بني زيد، وقد شاركت في المعارك ضد حملة نابليون وذلك في معركة عزون، كما ثارت ضد الحكم المصري أيام محمد علي باشا وابنه إبراهيم.

وفي الحرب العالمية الأولى اضطر أهالي دير غسانة للخروج منها بضغط من العثمانيين وحرصا من القصف المتبادل بين الجيش العثماني المتمحور في فرخة وبروقين والجيش البريطاني بالقرب من عابود فالمسقط المتوسط للبلدة استدعى الخروج الذي دام لما يقرب التسع شهور قضوها في خربثا الحارثية وديرقديس وبيتللوورنتيس إلى ان عادوإليها ثانية وهي تحت الحكم البريطاني. وخلال الانتداب البريطاني احتضنت دير غسانة المؤتمر العام للثورة، المؤتمر الذي كان يهدف لتوحيد قيادة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1938 م بعد خلاف كان قد نشب بين قادة الثورة حول منصب القائد العام للثورة، ومنها صدر أول بيان باسم القيادة العامة للثورة الفلسطينية باسم عبد الرحيم الحاج محمد، وشهدت بعد المؤتمر معركة حامية مع البريطانيين استخدم فيها البريطانيون 12 طائرة وعدد كبير من الآليات والجنود. وفي عام 1948 م.

وتم قصف البلدة ومن تبقى من الثوار استضافت ديرغسانة في مبانيها وأراضيها ما يفوق عشرة آلاف لاجيء فلسطيني تقاسمت وإياهم مرارة النكبة الفلسطينية الكبرى. لعبت ديرغسانة دور مهم في التطور الفهمي على مستوى المنطقة، فقد كانت من أوائل القرى الفلسطينية التي اعتنت بالفهم وبنت له المدارس وتكفلت بتوفيره لأبناء أكثرمن 50 قرية فلسطينية مجاورة، حيث تمت إضافة جزء ثاني للمدرسة التي تم ذكرها على انها ثالث مدرسة في فلسطين والمعنى المضاف يعود تاريخه إلى 1912 واستمرت إلى حتى أصبحت من أوائل المدارس الثانوية القلائل في فلسطين، كما ضمت مدرسة للبنات في عشرينات القرن السابق " برعاية إحدى الجمعيات التبشيرية " كما افتتحت فيها وكالة الغوث مدرسة للإناث وأخرى للذكور استمرت لما يقرب من عشر سنوات، الامر الذي وفر الفهم لابنائها في فترة مبكرة وامتازوبه. وقد امتدحها ابن كفر الديك فوزي خالد الديك في أحد قصائدة المطولة الجميلة عهدانا بجميلها عليه، نذكر بعض أبياتها:

مهد الفصاحة لا رععت من بلد

حماك ربك من غل ومن حسد

ورد الصفاء تظل الدهر مؤتمما

يا كعبة الفهم والاخلاق والرشد

يا دير غسانة لا زلت ام على

في حبة القلب كم ربيت من ولد

ولقرية ديرغسانة أهمية  معمارية  كبيرة حيث أنها تعكس فترة تاريخية وظاهرة مميزة من تاريخ فلسطين الا وهي ظاهرة قرى الكراسي في منطقة الجبال الوسطى، والتي تكونت خلال القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر وذلك من خلال (قصور شيوخ النواحي) فهي تكون طرازاً معمارياً فريداً.، كما يوجد في ديرغسانة العديد من المقامات الدينية تفوق العشرين مقاما منها مثل مقام المجدوب والرفاعي والخواص وخالد وعبد الله وعصفور، إضافة إلى مجموعة من الخرب الأثرية المحيطة بالقرية مثل خربة القلع وخربة الدوير وخربة زنعر وخربة البلاطة إضافة إلى التراث الطبيعي المتمثل بالنبات والينابيع ومظاهر السطح.

تقطن في دير غسانة حاليا العائلات التالية: آل مسحل(سعده) وآل البرغوثي وآل الشعيبي وآل الرابي وآل الرمحي وآل غيث وآل ناصر (وآل عادي وأبناء عمهم آل سهيل) وآل حماد وآل الخطيب وآل الصقري وآل العالم وآل النوباني وآل شقير وآل المهتدي (وآل العايدي، اسرة واحدة) هاجرت من عرب الجرامنة، وقد بني لبلدتي بيت ريما ودير غسانة في عام 1964 مجلس بلدي واحد بعد توحيد المجلسين القرويين فيهما،وتعهد البلدتين حاليا باسم مدينة " بني زيد الغربية " وتشمل البلدتان اربع مدارس أساسية وثانوية للإناث والذكور وعيادة طبية حكومية في بيت ريما وأخرى تابعة للإغاثة الطبية في دير غسانة ونادي رياضي ثقافي وملعب كرة قدم ضمن مواصفات جيدة وملحق به مدرج ومبنى للنادي الرياضي. وفيها منتزهات عامة ومساجد وعدد من المؤسسات مثل الجمعيات الزراعية والنسوية والثقافية ومغفر للشرطة واخر للامن الوطني وتشتهر بزراعة التين والعنب والزيتون الذي استدعى اقامة المعاصر الخاصة به حيث يمتلك اهالي بني زيد اربع معاصر تعمل في موسم قطاف الزيتون،وجدير بالذكر ما من أبرز معالمها التي اصبحت اليوم ارث الاهالي البلدة بابور ابوسيف الذي يعود تاريخ تشغيله إلى 1922 والذي كان بمثابة الثورة الصناعية حيث انه لا يوجد مثله الكثير في العالم

التقسيم الاداري

كما و تقسم دير غسانة إلى عدة حارات: حارة دار حسين، وحارة الشيخ غيث (دار داود)،، وحارة دار خطّاب، وحارة دار صالح، حارة دار شعيب وهي العائلة الكبرى الثانية وتتكون من حارة صبيح (البلدالقديمة) وحارة الرويس وحارة الملعب وحارة مقر الجرس، ثم يوجد حارة آل مسحل ثم الحارة التحتا.وقد سكن في دير غسانة عدد من العائلات الكبيرة الا انها هاجرت منها فيما بعد اما بسبب النزاعات التي كانت تنتهي بسفك الدماء والثارات أوطلبا للرزق، ومنها:آل خصاونة (الذين كانوا يعهدون بآل غساونة) ثم حرفت إلى آل خصاونة عقب هجرتهم إلى الأردن واستقرارهم في قرية كثرية من أعمال الكرك وقرية إيدون من أعمال إربد، وآل أبوحواس الذين كانوا يسكنون حارة دار السيد ثم هاجروا إلى قرية شقبة إلى الغرب من رام الله ،وآل عابد الذين سكنوا مجدل يابا (مجدل الصادق) { وآل الحاج وآل حنفي وآل العالم وهم أبناء عمومة ينتمون إلى جد واحد وقد هاجروا إلى قرية بيت ريما المجاورة ملتحقين بأقاربهم من آل الفقيه عدا رجل واحدمن آل العالم اثر البقاء في دير غسانة مع أبناءه إلى يومنا هذا، وكذلك سكنها آل تميمي (حيث كانت بيوتهم مبنية مكان حارة دار شعيب)وهم ينتسبون إلى جدهم الصحابي تميم الداري وكانوا قداجبروا على مغادرة القرية إلى النبي صالح ودير نظام، كما وانه سكنها عدد من العائلات في القرن الخامس عشر ثم هاجرت منها ولم يعهد اين استقرت بعد ذلك مثل آل عواد وآل عامر.

الاقتصاد

كانت جباية ضرائب المنطقة الممتدة من محافظة نابلس حتى القدس في فترة العهد العثماني وحتى عام 1918 تعهد إلى آل البرغوثي، وهي اسرة اقطاعية لديها أكثر من 9,000 دونم مزروعة كلها بالزيتون وكروم العنب والتين، ولكن توجه العائلة للعلوم منذ مطلع القرن التاسع عشر وبعد رحيل الدولة العثمانية، ومجيء الانتداب البريطاني، الذي كرس سياسة فرق تسد وتقريب الاقليات اليه على حساب الأكثرية، جعل كثيرا من أبناء العائلة يطلبون الهجرة إلى الخارج حتى تم تفريغ دير غسانة من خيرة شبابها وباتت تعتمد على قليل من إنتاج الأرض وعلى المعونات الخارجية المرسلة من الأبناء.


المراجع

kachaf.com

التصانيف

قرى محافظة رام الله والبيرة   الجغرافيا   قرى   فلسطين