لأن مصطلح الشعر له خلفياته ودلالاته ومفاهيمه وله خصائصه ومكوناته وطبيعته التي
تبلورت في ذهنية العربي منذ زمن بعيد، بله وموغل في القدم، مما أكسبه هالة مهلهلة
وكبيرة من جهة، وقداسة مزورة وظرفية من جهة ثانية، إلا أنه بدأ يفقد بعض مكتسباته
ومواقعه مع تداول الأيام – كما سبقت الإشارة إلى ذلك -.. إن وراء مصطلح الشعر بكل
وضوح عقيدة (وإيديولوجيا) تحول بينه وبين أن يطلق على كلام الله سبحانه.. فالعربي
قديما كان يعتقد أن للشعر مصدرا معينا يعتبر بالنسبة له نوعا من الوحي أو الإلهام
أو التلقي وقد ورد ذلك في أشعار كثيرة..
وفي هذا الباب أخبار كثيرة ورد ذكرها في مصادر الأدب والتاريخ، لن نطيل بجردها، فقد
عقد – على سبيل المثال –أبو زيد القرشي في كتابه المشهور: " جمهرة أشعار العرب
" فصلا أسماه: "في قول الجن الشعر على ألسنة العرب"(1)
وقد أشارت سورة "الشعراء" نفسها إلى هذه القضية ابتداء من قوله تعالى)
وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون
(
إلى قوله سبحانه:
)
هل أنبئكم على من تنزل الشياطين، تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون
والشعراء يتبعهم الغاوون
(..
والمهم عندنا هنا هو أن مصدر الشعر في الذهنية العربية – ككثير من الشعوب والأمم
التي ترجع مصدر الشعر إلى خارج الذات المبدعة – آنذاك مخالف لمصدر القرآن.. فالأول
مصدره الجن/الشياطين، أو الإنس/الشعراء.. أما الثاني – القرآن – فإن مصدره هو الحق
سبحانه وتعالى الذي أوحى به إلى رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم..وفي
تحديد المصدر بطبيعة الحال تحديد لما يصدر عنه بطريقة أو بأخرى..
الــشـــعــر
|
الـــقــــــرآن
|
الـــشـــيــطــان
|
الـــلــــــه
|
هــوى الإنــســان
|
الــــوحـــي
|
الـمـــدنـــس
|
الـــمــقــدس
|
الــــعــــادي
|
الــمــعــجــز
|
ومحمد
صلى
الله عليه وسلم
لم ينسب ما كان يتلوه على العرب حينها لنفسه، ولم ينسبه إلى الجن كما كان يتباهى
بذلك الشعراء من قبل وحتى من بعد، وإنما أرجع أمره إلى الله عز وجل.. وهكذا
فباختلاف المصدر تختلف المفاهيم والمعاني والدلالات وما يترتب عن ذلك، ومن ثمة
يختلف المصطلح وتختلف التسمية هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن واقع الشعر العربي قبل
الإسلام يتنافى مع الواقع الذي ينشده القرآن للإنسان.. فهناك إذن اختلاف بين الشعر
والقرآن في المصدر والرؤية، وفي المنبع والمصب وفي الواقع والآفاق.. فلكل واحد في
وقته ذاك خصائصه ومميزاته ومقوماته وحياته المستقلة التي ينشدها، وكذا مقاصده
وأهدافه التي يصبو إلى تحقيقها..وحتى لايحصل أي نوع من التماهي بين هذه الخصائص
والمميزات وجب نفي اسم " الشعر " وإبعاده، لأنه يحمل مفاهيم محددة ورائجة ومتفق
عليها بين الناس.. ويجب في المقابل إقرار وإثبات وترسيخ اسم " القرآن " الاسم
الجديد لأنه يريد أن يؤسس لعصر جديد وأن يكوّن دلالة جديدة خاصة به تعبر عن رؤيته
وأبعاده ومقاصده وأهدافه.. ولو اعترف الوحي أو أقر بأن الكلام الذي يتلوه محمد
صلى
الله عليه وسلم
يسمى شعرا لأثبت من خلال إقراره مجموعة من الأفكار والمعتقدات والسلوكيات المعترف
بها والمتعارف عليها من طرف المجتمع الجاهلي، وبذلك يبطل كل ما سيبشر به الرسول
الجديد في بنائه لعالم جديد وذلك منذ بداية دعوته.. ولكان الله سبحانه وتعالى عن
ذلك علوا كبيرا في ذهن العرب آنذاك جنيا ليس إلا، ومن ثمة لتعددت الآلهة.. لأن
العرب كانت تعبد الجن من ضمن ما كانت تعبد قبل نزول الوحي الذي جاء لتحرير الإنسان
من المعتقدات الشركية ومن تلك التعددية، وما يترتب عنها من نظرات للإنسان والوجود
والكون والطبيعة والحياة والعلاقات بين المخلوقات جميعها بشكل عام.. يقول الله
سبحانه عز من قائل عن العرب:)
بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون(
(سبأ:41)
ويقول سبحانه:
)
وجعلوا لله شركاء الجن وخرقوا له بنين وبنات بغير علم(
(الأنعام 100 )
ويقول أيضا:
)
وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا
((الجن:6)..
كما أن هذا الاعتراف سيؤدي إلى قضية خطيرة على الدعوة التي بعث بها محمد رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
وهي اعتباره من الشعراء، وليس من الرسل، ومن ثمة فهو كباقي الشعراء له ما لهم وعليه
ما عليهم، فقد يذكر وقد ينكر، وقد يفكر فيه وقد ينسى وقد يناقش فيما يقول وينقد،
وقد يعارض فيما يقوم به، وقد يغدو جزءا من منظومة الشعراء الآخرين لا يفرقه عنهم
إلا ما أتى به من جديد في إبداعاته الشعرية/الأدبية.. وبهذا يحصل التعدد ويتوزع
الناس بين مجموعة من الشعراء الذين سيفتحون باب ادعاء النبوة كما وقع لبعضهم، وهكذا
يهدم الركن الأساس في العقيدة الإ سلامية الذي عليه بني الإسلام كله وهو "لاإله
إلا الله محمد رسول الله".. ومن المعروف وقتها أن من العرب من كره أن تكون
النبوة في محمد
صلى
الله عليه وسلم
حسدا من عند أنفسهم ومنهم الشاعر الذي كان الرسول
صلى
الله عليه وسلم
يكثر من إنشاد شعره، وهو أمية بن أبي الصلت
(2)..
كما أن هذا الإقرار لو تم لكان سيولج الكتاب الموحى به معركة صعبة وهي معركة
الإنشاد التي كانت تقام بين الشعراء في الأسواق العربية المشهورة لأن الإقرار يقول
بأنه "شعر" وليس "قرآنا".. وهكذا ستنتفي عنه دلالة التقديس وعلامات الإعجاز في
ذهنية المتلقي، وقد يصبح عرضة للاستهزاء والتمثل والانتقاد في الأسواق والمنتديات..
والله سبحانه وتعالى يقول:
)
قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان
بعضهم لبعض ظهيرا
(
(
الإسراء 87 ))
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله. وادعوا شهداءكم من دون
الله إن كنتم صادقين
((
البقرة 22 )..
فلا وجوب لذكر هذا التعجيز وهذا التحدي إذا ما أقر هو بنفسه أنه " شعر" بالمفهوم
السائد حينئذ.. إذن فالقضية على ما يبدو واضحا ليست قضية الإسلام والشعر أو الإسلام
والإبداع، وإنما هي قضية اسم ومصطلح وهوية ووظيفة..إلخ.. فهذا الكلام وهذا الإنسان
إما شعر وشاعر، وإما قرآن ورسول، ولكل منهما مقوماته وخصائصه ومميزاته ومضامينه
وتجلياته.. وهذا جدول يوضح الفروق بين الهويتين والماهيتين: هوية وماهية الشعر،
وهوية وماهية القرآن..
الـهـويـة
|
الـشـعـر
|
الــقــرآن
|
الـمـصـدر
|
الشيطان / الشاعر
|
الله عز وجل
|
الـقـائـم
|
الــشـاعـر
|
الــرسـول
|
الـنـوعـيـة
|
كـلام الـمخلـوق
|
كـلام الـخـالـق
|
الـرؤيــة
|
عـادي / بـشـري
|
ربـانـي / مـعـجـز
|
الـحـالـة
|
مــدنــس
|
مــقــدس
|
الآفـــاق
|
مــاضــوي
|
مـسـتـقـبـلـي
|
الـمتـلـقي
|
الـغـاوون
|
الـمـلـتـزمـون
|
خلاصة القول إن الله عز وجل علم رسوله
صلى
الله عليه وسلم
كلاما أطلق عليه اسم "القرآن" دليلا عليه وعلى مكوناته، ولم يطلق عليه اسم "الشعر"
لأن هذا المصطلح القديم له دلالة ومصدر ومفهوم ورؤية ووظيفة وحالة وآفاق ونوعية إلخ..
جاء الإسلام لتغييرها كلها والثورة عليها والوقوف في وجه المتعاملين من خلالها،
والحؤولة دون استمرارها في الزمان والمكان والإنسان.. فكان لابد من الوجهة الثقافية
العامة ومن المنطق أن يحدد المنطلقات والمرتكزات والخصائص والمقومات منذ الوهلة
الأولى ليؤسس عليها بناءه الديني والدنيوي –ولا تفرقة بينهما- والذي من خلاله يطرح
مفاهيم جديدة يسعى إلى ترسيخها وتوطيدها وتعميقها على تلك الأسس المتينة، فبدأ بوضع
مصطلح جديد لتسمية كلامه أو خطابه هو "القرآن" لتمييزه عن الخطابات الأخرى المختلفة
والمتنوعة وعلى رأسها "الشعر" ذلك الكائن الذي سيطر على لب الناس وأخذ عقولهم وملك
عليهم وجدانهم..
من هنا نخلص إلى القول بأن الخطاب الموحى به إلى محمد الرسول
صلى الله عليه وسلم
لا علاقة له البتة بالشعر لا من قريب ولا من بعيد، وإن حاول بعضهم تلمس المرتكز
الموسيقي والإيقاعي للشعر في بعض الآيات القرآنية.. وبأن محمدا
صلى
الله عليه وسلم
الإنسان قد تكون له علاقة من نوع ما ومن جهة أخرى بالشعر ولكن على أساس أنه قول آخر
لم يوح إليه به من ربه عز وجل وإنما صدر عنه بما أنه هو أولا إنسان ومن البشر كما
أقر القرآن الكريم ووصفه بما يجري على بني جنسه.. وأنه ثانيا ترعرع في بيئة كان
الشعر فيها كما قال ابن عباس
رضي
الله عنه
ديوان العرب.. وكما قال عمر بن الخطاب
رضي
الله عنه
علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه..(3)
والإنسان ابن بيئته، فلا يعقل أن يكون محمد
صلى
الله عليه وسلم
بعيدا كل البعد عن بيئته أو عما يصدر عن غيره من الناس إنشادا واستنشادا أو عن
الشعراء أنفسهم إبداعا وتكوينا.. وهذه العلاقة بين محمد
صلى
الله عليه وسلم
الإنسان والشعر أو الإبداع الأدبي تضبطها ضوابط الرسالة من القرآن والوحي، ويتضح
ذلك من خلال إنشاده
صلى
الله عليه وسلم
أو استنشاده، ولولا علمه
صلى
الله عليه وسلم
بالشعر ما استنشده بعض أصحابه ولا أصدر في حقه وحق من سبقه أو عاشره من الشعراء تلك
الأقوال والمواقف المشهورة عنه
صلى
الله عليه وسلم..
فمواقفه وأحكامه وموازناته وتصويباته وآراؤه وحتى صمته وابتسامته وإقراراته بشكل
عام –
ونحن هنا ننطلق مما اتفق الجميع على صحته من الأحاديث والمرويات أو المأثورات
– تنم عن معرفة تامة وإدراك كامل ووعي واضح وناضج وفهم متماسك وعلم متين بهذا النوع
من القيل المختلف عن النوع الآخر الموحى إليه به والمسمى "القرآن ".. وإلا فإن
الجهل به (بالشعر) لا يمكن أن يترك كل تلك الثروة من الأحاديث الحاثة والمشجعة
والمصوبة والناقدة والمواقف الرائدة في تشجيع الشعراء وتقويمهم وتقييم إبداعهم
والتفاعل معهم والانفعال بإنتاجاتهم.. والتي تتمثل في مثل قوله
صلى
الله عليه وسلم
]إن
من الشعر لحكمة[(4)
و]أمن
شعره وكفر قلبه[(5)
و]إن
أخا لكم لا يقول الرفث – يعني عبدالله بن رواحة
–[
(6)
و]إن
من البيان لسحرا[
(7)
و]أشعر
كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد[(8)
و]فوالذي
نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل[(9)
و]أجدت
لا يفضض الله فاك[(10)..
وأحاديث كثيرة موزعة في بطون المصادر المعتمدة في التفسير والحديث والأدب واللغة
والتاريخ، وهي نصوص لها أسباب وحكايات توضح كيف صدرت عن رسول الله
صلى
الله عليه وسلم..
إذن فإن معرفة الرسول
صلى
الله عليه وسلم
–في اعتقادنا- وعلمه بالشعر نابعان من طبيعته الإنسانية وطينته البشرية التي لم
يحرمه الله تعالى منها كما ورد في القرآن والحديث، ومن معرفته وعلمه بواقعه المعيش
الذي ترعرع فيه بحكم تواجده في مجتمع ينضح شعرا وأدبا، إلا أنه
صلى
الله عليه وسلم
كان موجها أو أن سلوكه كان مضبوطا بالوحي الإلهي غير المباشر قبل بعثته
صلى
الله عليه وسلم،
ثم بالقرآن والوحي المباشر بعد البعثة المباركة كما جاء عن السيدة عائشة
رضي
الله عنها
حينما سئلت عن خلقه(عن سلوكه)
صلى
الله عليه وسلم
قالت: "كان خلقه القرآن"(11)
]
وإنك لعلى خلق عظيم
[(ن:4)
]وما
ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
[(النجم:4)..
هذا وليس العكس هو الذي كان كما ود بعضهم قوله لتضليل الناس وتوهيمهم بأن معرفته
وعلمه
صلى
الله عليه وسلم
بالقرآن نابعان من معرفته وعلمه بالشعر:
)قل
نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين أمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ولقد نعلم أنهم
يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين(
(النحل:103)..
وفي كلمة الختام لهذه القضية في القرآن الكريم نقول إن محمدا
صلى
الله عليه وسلم
هو البشر الذي يعلم الشعر بحكم الطبيعة الإنسانية والسليقة البشرية وبحكم البيئة
الجغرافية والمحيط العربي والواقع المعيش.. وهو الرسول المختار الذي يعلم القرآن
بحكم الوحي والنبوة والرسالة والمهمة التي أنيطت به
صلى
الله عليه وسلم
من قبل المولى جل وعلا.. يقول الله عز وجل:)
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلاهكم إله واحد
((الكهف110).
ولنتأمل مليا في الربط بين بشريته
صلى
الله عليه وسلم
ورساليته من خلال هذه الترسيمة:
إذن يمكن القول إن الإسلام اعتمد فيما جاء من آيات "الشعراء" و"يس" مبدأ التمييز
أداةً لتمرير الخطاب/الرسالة ولإقناع المتلقي المفترض، ففي الشعراء ميز بين
أنموذجين:
من المرسلين/الباثين..و أنموذجين من الرسائل/الخطابات..وأنموذجين من المرسل إليهم/
المتلقين..
أما في سورة "يس" فقد تم التمييز بين مفهومين أو مدلولين أو اسمين أو علمين أو
مصطلحين –متجاوزين الفوارق بين هذه الألفاظ- الأول هو القرآن والرسول، والثاني هو
الشعر والشاعر، واعتبر الإسلام المفهوم الأول هو الأصوب والأجود للدلالة على الوحي
كي يخرج بذلك عن مجالات الالتقاء أو الاشتراك الكلي أو الجزئي مع المفهوم الثاني
الذي يعتبر هو الآخر نوعا من الخطاب/الوحي لكن مع الاختلاف الجذري في المصدر:
فالأول مصدره الله عز وجل والثاني مصدره الجن أو الإنس، والفرق بين الخطابين أو
الوحيين أو المفهومين كالفرق بين المصدرين..
وفي جملة موجزة إن
القضية في آيات سورة "يس" ليس فيها حكم شرعي يدخلها في مجال قضية موقف الإسلام من
الشعر كما في آيات سورة "الشعراء".. وإنما هي مجرد توضيح لشأن "القرآن الرسالة
الموحى بها" و"محمد الرسول المتلقي لتبليغها" لمخالفتهما معا للشعر الإبداع الأدبي
والشعراء المبدعين الأدباء اختلافا واضحا في ماهيتهما وطبيعتهما ومكوناتهما
ومقوماتهما وخصائصهما ووظائفهما.. وهي أيضا رد مفحم على أولئك الذين يريدون أن
يدخلوا كلام الله جل قوله دائرة التهوين من شأنه كمعجزة متكاملة من العقيدة إلى
الأدب مرورا بالتشريع واللغة والفكر والسياسة والاقتصاد والعلوم وكل مقومات الحياة
الإنسانية..
هوامش ومراجع:
"اللؤلؤ
والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان" إعدادا محمد فؤاد عبدالباقي دار الباز/مكة
المكرمة الجزء 2 الصفحة 228.
الصفحة 47..تحقيق علي محمد البجاوي دار النهضة / مصر..
هو
أمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عبد عوف من ثقيف كان يقرأ الكتب المتقدمة من
الله عز وجل ورغب عن عبادة الأوثان وكان يخبر بأن نبياً يبعث قد أظل زمانه ويُؤمل
أن يكون ذلك النبي فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم لم يؤمن به حسداً له .ولما
أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره قال (( آمن لسانه وكفر قلبه )) وكان يحكي
في شعره قصص الأنبياء ويأتي بألفاظ كثيرة لا تعرفها العرب يأتي بها من الكتب
المتقدمة..
نذكر
بما سبق قال عمر: "كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه" طبقات فحول الشعراء
ج:1 ص:24.. ولابن عباس قوله المشهور: " الشعر ديوان العرب " العمدة 1/30 ولابن سلام
في طبقاته: " كان الشعر في الجاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذون
وإليه يصيرون "1/24.. وانظر ما قاله ابن قتيبة في كتابه"تأويل مشكل القرآن" تحقيق
سيد صقر القاهرة/مصر الصفحة:14..
البخاري 4/73.. تحفة الأحوذي نفسه 8/135..
الأغاني 4/130.. مسلم 7/49.. وفيه " كاد يسلم في شعره "..
البخاري 1/201..
البخاري 3/251.. و4/21..مسلم 3/12.. تحفة الأحوذي نفسه 6/175..
مسلم
7/49.. تحفة الأحوذي نفسه 8/141..
الأغاني 4/143.. النسائي 5/202و212..
أخرجه
أبو نعيم في الدلائل 164 والبيهقي في الدلائل 6/232 انظر كتاب "أسد الغابة" الجزء
الخامس الصفحة:277 ترجمة النابغة الجعدي وانظر الأغاني م.ن. 5/8..وقارن "الشعر
والشعراء أو طبقات الشعراء" لابن قتيبة الدينوري تحقيق الدكتور مفيد قميحه دار
الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الأولى-1981م الصفحة: 130.. ترجمة النابغة الجعدي..