أمضى 90 شهرا في الإعتقال الإداري
سنوات طويلة من الملاحقة والاعتقال
ولا شعور بالأمن والاستقرار لدى العائلة
لم تكمل طيبة يومها التاسع حتى مزق
سكون ليلها صراخ جنود الإحتلال الذي حضروا لإعتقال والدها وزجه في سجون الإحتلال
الأمر الذي اعتادت عليه شقيقاتها ووالدة طيبة التي لم تشعر بالإستقرار من سنوات
طويلة .
شيماء وزهراء وإسراء والوالده اعتدن
على مثل هذا الأمر ففي كل عام وبعد كل إفراج لا بد أن يعاد اعتقال خالد الحاج الأب
الحنون والزوج البار والإنسان الرقيق ولكن هذا الاعتقال كان الأعنف من حيث التفتيش
والعبث بمحتويات المنزل والطريقة التي أعتقل فيها القيادي خالد الحاج .
مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق
الإنسان، أجرى مقابلة مع عائلة الأسير خالد محمد أمين الحاج 47 عاماً، من مدينة
جنين، والذي لا زالت مسيرته مع السجن والاعتقال قائمة، وخاصة مع الاعتقال الإداري
الذي قضى فيه 90 شهرا في مرات متفرقة.
تقول أم شيماء لمركز احرار:" إن
الاعتقال يعني صعوبة في كل شيء، فعدا عن إنه يشكل غياب العنصر الأهم في المنزل، وهو
الزوج والأب، فهو شيء صعب أيضاً في تحمل المسؤولية، وفي المتابعة، في تحمل المصروف
وتحمل الغياب والخروج، وهم الأبناء ومتابعتهم، وتلبية احتياجاتهم ورغباتهم".
وتضيف أم شيماء، إلى أن زوجها يحمل
البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، ويعمل مدرساً للتربية الإسلامية في مدرسة عز
الدين في مدينة جنين.
وتشير إلى الاعتقال الأخير لزوجها
والذي كان بتاريخ: 22/4/2013، بعد اقتحام المنزل وتفتيشه ومصادرة جهاز الحاسوب
الخاص بخالد الذي لا يزال حتى اللحظة في مركز تحقيق الجلمة، وقد تم تأجيل عدة
محاكمات له.
وتبدي أم شيماء في حديثها تخوفاً
شديداً من إعادة زوجها للاعتقال الإداري الذي قضى فيه عشرة أعوام، وتقول: رغم إن
الاحتلال الاسرائيلي أكد للمحامي أن لا تهمة واضحة ضد خالد حتى الآن، لكن الاحتلال
وضع ولا يزال يضع الكثيرين ممن يعتقلهم رهن الاعتقال الإداري ويمدد لهم في كل مرة".
أما عن مسلسل وحكاية الاعتقالات
السابقة لزوجها، ذكرت أم شيماء لمركز أحرار أن زوجها اعتقل لأول مرة عام 2002 ثم
اعتقل عام 2007، واعتقل أيضاً في عام 2011، وكانت جميع الاعتقالات باستثناء عام
واحد هي اعتقالات إدارية تتذرع سلطات الاحتلال فيها بوجود ملفات سرية لا أساس لها
من الصحة.
أما بنات خالد الحاج: شيماء وإسراء
وزهراء وطيبة الصغيرة، فهن لم يعشن ظروف الاعتقال كثيراً أو بالأحرى لم يدركن معنى
ذلك، وهن الآن يستذكرن القليل القليل ما عايشنه مع الأب في بيتهم، لكن هناك ألم
ومعاناة تشتكيها عائلة خالد الحاج، وعائلة كل أسير ترك وراءه أبناءه، وهي غصة
الفقدان للأب في رؤية كل طفل مع أبيه وأمه في رحلة أو عيد أو نزهة.
وتقول أم شيماء في نهاية حديثها: زوجي
الأسير خالد الحاج هو معنا في كل الأوقات واللحظات، ونحن على تواصل وإيصال كل
أخبارنا وظروفنا له عبر المحامي ومن يصله، ونحن على دعاء لله دوماً بأن يكون له
المعين والنصير، ونقول له أنت من علمنا الصبر والتحمل، بكل ما تعرضت له أنت وجميع
الأسرى والأسيرات أمام مرأى العالم الذي ينظر لقضية الأسرى من طرف خفي وبعيد....
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز
أحرار لحقوق الإنسان أن القيادي خالد الحاج أحد أبرز القيادات السياسية في الضفة
الغربية وهو معرض دائما للإستهداف في محاولة الاحتلال الدائمة لإخلاء الضفة من
العناصر الفاعلة والتي قد تحدث تأثيرا في الساحة الفلسطينية .