قبل ان تتوفى امي, اوصتني بالدجاجات والديك خيرا, وحذرتني من بيعهما او ذبحهما, وقد صنت الوصية, حافظت على الدجاجات والديك, لم اذبح منها ولم ابعها, بل اكتفيت ببيع البيض, لاشتري لوازمي الاخرى, فقد كنت عاطلا عن العمل .
سارت الامور في مجرياتها الطبيعية, حتى فاز جاري بالانتخابات وصار مديرا , وفي مدة وجيزة, بنى قصرا مهيبا , على خربة بيته السابق, وقطع جانبي الشارع بكتل كونكريتية, ووقف في كل جانب عدة رجال مدججين بالسلاح , والمصيبة الاكبر, وضعوا الكتل الكونكريتية في مكان قريب جدا من باب بيتي, فيصعب عليّ الدخول و الخروج من والى البيت, لم استطع الكلام, فلم تكن هناك جهة تستقبل شكواي ! .
لكن ديكي المشاغب قد تولى الامر, ففي كل ليلة, وفي وقت متأخر جدا , يتسلق القصر, ليصيح بصوت عال, فيوقظ اصحاب القصر , ويقض عليهم مضاجعهم, بينما قد تعود السيد المدير على السهر, بعد ان كان ينام في اول الليل, واعتاد النوم متأخرا هذه الايام, فبمجرد خلوده للفراش , يبدأ الديك بتسلق القصر, والصياح بصوته العذب, فيقفز المدير من فراشه, مستيغثا بحراسه, بل وحتى اهل بيته, فيعجزوا عن اسكاته ! .
لم يكلمني المدير كجار يحاور جاره, بل استدعاني للحضور بشكل رسمي, الى مقره, فذهبت, فأستمعت لخطب رنانة, وشكاوى لا تنتهي, لعدة ساعات, وكنت واقفا, لم يشر اليّ ايا من الحاضرين بالجلوس, وختموا كلامهم بالتهديد والوعيد, فتكلمت اخيرا, عندما سنحت لي الفرصة, حيث قد تعبوا من كثرة الكلام, واخبرتهم بأنه ديك, لا يفهم الكلام ولا يعي النصح او التهديد ! .
استمر الديك بالصياح في كل ليلة, ولم يعبأ بتهديدات المدير, واسترسل بصياحه, وكأنه يخاطب المدير وادارته:
- اين التعيينات يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الخدمات يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الكهرباء يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الحصة التموينية يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الامن و الامان يا مديـــــــــــــر ؟ .
- الا تنظر الى أذية الجار يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الفقراء في خطتك لهذا العام يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين انت من الارامل والايتام يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين انت من الجياع والمحتاجين يا مديـــــــــــــر ؟ .
وغير ذلك الكثير, لكن المدير لم يعجبه هذا الكلام, فطلب من احد الحراس اطلاق النار, فصوب هذا بندقيته نحو الديك, فارداه قتيلا !! .
المراجع
kitabat.info
التصانيف
ادب قصص مجتمع قصة