1-(قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ) الزمر 26
2-( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تتقون ) الزخرف 3
3-( نزل به الروح الأمين , على قلبك لتكون من المنذرين, بلسان عربي مبين ) الشعراء 193-194-195
4- (وكذلك أنزلناه حكما عربيا ) الرعد 34
5-( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي )44 فصلت


قد انقسم علماء اللغة إلى سبعة أقسام وأحدثوا سبع نظريات ٍ في اللغة بقيت منها النظرية التوقيفية والنظرية الإبداعية فمنهم من يرى في نظريّته إن اللغة إبداعية أي أوجدها الإنسان ويمكن أن تتطور من زمن إلى آخر ومنهم من يرى أن اللغة توقيفية أي واحدة ثم انحدرت منها بقية اللغات ولم يعينوا اللغة الواحدة، أما الرأي الأول فهو مخالف لكمال خلق الله سبحانه للإنسانَ لان وجود اللسان ينبغي وجود اللغة فالخالق الكريم خلق الإنسان بأحسن تقويم قي قوله تعالى ( إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) ، فلما قالوا إن اللغة يمكن لها أن تتطور فهذا شاهد عليهم أنها لو كانت كاملة الميزان لما احتاجت إلى موازين أخرى لكي تتمُ مداركها القصدية كاللغات الغربية وغيرها فهي ممكن أن تتطور لكن في التعبير لا في التكوين وإذا كان هناك ابتكار حداثوي في التكوين فيجب الإتيان بالمسوغ والدليل العلمي وأما اللغة العربية فهي كاملة الميزان لا تحتاج إلى موازين للكمال ؛ يقينا أن مثل هذا النفر المعتقد بان اللغة إبداعية هو سبب وجود المصطلحات المعرّبة وليست العربية في لغتنا الحبيبة , ك( رومانسي وكلاسيكي وديمقراطي ودكتاتوري ودكتور وغيرها من أسماء الغازات الكيماوية والمصطلحات الطبية وأسماء الآلات الموسيقية , وأما النفر الذي يقول إن اللغة توقيفية أي واقفة على لغة أصلية واحدة فنظريتهم ناجحة ولكنهم لم يستطيعوا تحديد من هي هذه اللغة وسأضيف إلى نظريّتهم نقاط أخرى فتصبح هذه النظرية عملية .


فهناك أدلة ٌبديهية ٌبالنسبة لغير الموحدين أصحاب الأديان السماوية يتبين من خلالها انه ينبغي أن تكون اللغة واحدة لان أصل الخلق اثنان فلا تكون لغة الاثنين ثلاثة أو أربعة .

ثانيا : إن اللغة الواحدة تحدِثُ الألفة بين الأبناء والأحفاد لأنهم لا يجدون اختلافا فيما بينهم .

ثالثا : إن اللغة الواحدة تسهل انتقال العلوم والمهن الحرفية والمواهب الفنية إلى الشعوب دون مترجم , فهذه النقاط الثلاثة برهنت أنها كانت بحسبان الله الكريم عز وجل ؛ وإما لماذا تعددت اللغات فليس لها إلا احتمال واحد هو حب الاختلاف لصناعة العرقية بين أحفاد ادم (ع) فكونوا هذه اللغات ، ولو أمعنا النظر فيها لرأيناها جميعا تنتمي إلى قواعد اللغة العربية أو قواعد اللغة الواحدة من فعل وفاعل ومفعول وأسماء إشارة وضمائر وحروف وأدوات وغيرها , بقي علينا أن نبرهن أن اللغة العربية هي اللغة الأصلية كيف .- إن أخر كتاب سماوي نزل هو القران فالقران ذكر تحريف الكتب التي سبقته ( التوراة والإنجيل ) في دلالة أن اسم نبينا محمد (ص) ذكر عندهم وهو ألان غير موجود في كتبهم ماعدا كتاب الصابئة ( كنزا ربا) . أقول فالذي حرّف المعاني في الكتب ألا يحرِّفُ اللغة فيرفعها ويأتي بغيرها ؟ لغرض تمييز دينهِ ومعتقدهِ ؟ وإما معنى الآيات التي جاءت بمعنى ما بعث الله نبيا إلا بلسان قومهِ فاللسان هنا يقينا بعد أن برهنـَّا ليس هو اللغة وإنما الأسلوب المستخدم في صناعة البلاغة من قبل الأنبياء للقوم الذين بُعثوا إليهم كما إن هناك أشخاصاً يقال عنهم هذا متحدث أو هذا بليغ أو فصيح أو متكلم فكلهم يتحدثون لغة واحدة باختلاف الأسلوب .

2- لنا في القران دليل أخر من أن الأنبياء (ع) نزلوا وبعثوا باللغة العربية في قوله تعالى ( نزل به الروح الأمين , على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) فاللام هنا ليس إلا لمآل العلة فنزل جبرائيل بالقران العربي من اجل أن تكونَ يا محمد من المنذرين أي إن المنذرين الذين قبلك كانوا ينذرون باللغة العربية أي اللغة المفهومة الواضحة وهذا ما بيّنته الآية ( كذلك أنزلناه حكماً عربياً ) فلا يكون هنا معنى عربي هو القومية لان الله ألغى القومية في قوله ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) لان إصدار الحكم ليس له شان بالأقوام إن كان عربي أو فرنسي أو ايطالي ؛ أما قول من يقول إن في القران أسماء غير عربية شاذة ك( إبريق وبلقيس ) لأنها لم ترجع إلى الميزان الصرفي فيكون لها جذر كالأسماء الباقية مثل سماء جاءت من سما وشجرة من شجر وكتاب من كتب والى أخره من الأسماء فهذا خلاف لقوله في سورة فصلت (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي) فنلاحظ الاستفهام الذي دلَّ على الإنكار في قوله ( أأعجمي وعربي) فبالتأكيد لو كان خليط من العربية والأعجمية لسقطت حجة الوضوح والإفهام ؛ أقول هذا ادعاء ليس لهُ دليلٌ بل ذهبَ آخرون أنَّ (ليس) جاءت من (لا يس) أي نفي حرف الجواب الانجليزي (yes) وما يدريك العكس صحيح انَّ ( يس) قطعت من (ليس) وبدليل آخر نلاحظ المقطع less) ) في ( wireless ) وغيرها من الأسماء المركبة يعني النفي ومنهم من شكَّكوا أن في القران تجاوزات على القواعد النحوية التي شرِّعت من الأدب الجاهلي وهذا طبيعي لأنهم لم يأخذوا بالقران كمصدر تشريعي للغة فوقعوا بحفرة ٍ حفروها ! وقد باتت محاولات القصدية في اللغة خجولة من حيث اجتماع أصوات الأحرف في المعنى حتى جاءت نظرية عالم سبيط النيلي (اللغة الموحدة ) التي أثبتت نفي المترادفات عن طريق معاني أصوات الحروف ومن نظريَّتِهِ في اللغة الموحدة نستطيع إثبات أن بداية اللغة واحدة من خلال ما أوجدهُ عالم سبيط بالدليل العلمي في استشهادات عديدة من اللغات الغربية والشرقية نظاماً ينطلق من قاعدة صوتية واحدة لكن الكتاب وان طبع بطبعة بيروت فمازالت نظريَّتهُ معلَّقة على أبواب الكسل وبعيدة عن الاعتماد الرسمي في التطبيق لما تعانيه الأجواء اللغوية من تأثر بعلماء ما يُسمى بالمبدأ الاعتباطي أو ما يطلقونهُ على نظامهم بعشوائية اللغة فلا ادري لماذا تبقى اللغة عائمة في فضاء عشوائي غير منتظم وباقي محتويات الكون من علوم وفنون وآداب لها قاعدة منتظمة علما إن اللغة هي آلة التفاهم الثقافي عموماً فهذا التأثر جاء ليصادر القاعدة الصرفية اللغوية التي تقول: يجب أن يكون الاسم جامع مانع , أي جامع لمحتوى عمله أو صفاته ومانع لم يسمَ من قبله أو لا يتبادر للسامع من أن يفهم غيره ؛ فدليلنا على إن وجود هذه الأسماء ( بلقيس وإبريق ) عربية وليست أعجمية هو أولا : إن هناك أسماء غيرها لا يوجد لها جذر ك ( ماء وهواء ) اعتبرت عربية اللفظ والمعنى علما أن هناك عامل مشترك بينهما وهو اختفاء الجذر فهذه ليست شاذة أيضا وإنما جاءت من الخالق الباري عز وجل هكذا لأنه خالق اللغة في قوله و(علّم ادم الأسماء كلها ) وقد يذهب بعض المتأولين أن لغة ادم قد تكون إشارة وليس صوتا ً وهذا ما تنفيه الآيات اللاحقة للآية أعلاه ( ثمَّ عرضهم على الملائكة ) فهل كانت لغة الملائكة بالإشارة ( لغة البكم ) حتى فهموا من آدم انه عرف الأسماء إذن من قام بتسمية الأسماء هو الخالق المتعالي حين علم آدم نظام تعاقب الأصوات وما ينتج منها من أسماء دالة على المسمى وإلا لا يكون انبهار الملائكة منطقياً حين يكون آدم حافظاً للأسماء بدون قاعدة علمية ؛ فسنَّة الله في الطبيعة كما هو بائن تقوم على الأسس العلمية حتى يكتشفها الإنسان فالجاذبية موجودة منذ الخلق إلى أن جاء نيوتن ليُثبَت القانون الغائب ذهناً الموجود حقيقةً فمن هنا انطلقت قصدية ُ مخارج الحروف في المعاني الحاملة لها .


ثانيا : قوله تعالى في سورة الزمر 26( قرانا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ) فكلامهم بوجود الشواذ مخالف لنص القران نفسه ؛ وآيات أخر تذكر إن القران ليس فيه مفردات أعجمية , فتعالوا معي لنطلع على الإعلام العربي المعرّب والذي طغى إعلاميا على القسم الثاني من علماء اللغة الحقيقيين الذين أطلقوا عليهم المتشددين فلنقف وقفة على كلمة ( كلاسيكي ) نراها جاءت من لفظ لاتيني كلاسك ومعناه الإرث القديم فعلماء اللغة الإبداعين مجرد حوّلوا الحروف اللاتينية إلى حروف عربية ليس إلا ، وهذا الأمر يسهل على أي شخص بإمكانه القيام به و كأنهم لا يعرفون إن هناك كلمة معبرة عن هذا المعنى وهي ( تلادي أو تليد ) ومصطلحات أخرى مثل ( تلفاز) الذي جاء من كلمة تلفزيون فحذفوا ( يون ) وأضافوا الألف فأصبح تلفاز وكأنهم لا يملكون ميزاناً صرفياً فيعرضون هذه الكلمة عليه فتشتق من الفعل أشهد فيصبح اسم الجهاز ( مشهاد ) أي القائم بالإشهاد ومنه يشتق معنى ما يسمى عندهم ب( الدش أو الستلايت ) فيكون اسمه الدال عليه الجامع المانع هو ( المشهاد الفضائي ) أو ( المشهاد الأثيري) هنا قد تبادر للسامع إن هناك جهاز يقوم بإشهاد المشاهِد من التقاطِهِ ترددات من الأثير ومنه نتوصل إلى تسمية أجهزة فضائية أخرى مثل ما يسمونه ب( الهاتف النقال أو الجوال أو المحمول ) فكلها أسماء لم تكن مانعه فهناك أشياء كثيرة نحملها معنا ومتنقلة وجوالة فما دام هذا الهاتف غير ارضي أي فضائي فاسمه حاضر معه نسميه ب ( الهاتف الفضائي) أو ( الهاتف الأثيري) وهنا نقف عند قولهم إننا لا نريد أن نسمي الأشياء بأسماء مركبة لان الاسم يؤدي معناه ولو بغير لغة ؛ بينما عندما يأتون إلى اللغة الانجليزية يقفون عندها ويحترمونها في احتواءها على أسماء مركبة مثل وورك شوب (workshop ) والمقصود بها الورشة فجاءت من معنى محل عمل وكذلك تسميتهم للجهاز المسمى عندهم ب( الانترنت ) فلو طبقنا القاعدة العلمية للاسم لوجدنا إن أهم ما يقوم به أو يتميز به هو الإشهاد مع الاتصال الهاتفي إذن فعلينا تسميته ب( المشهاد الهاتفي ) فكثير منهم يسّمون الجهاز على اسم مخترعه وهذا خطأ لو أن مخترعاً اخترع أكثر من ثلاثة أجهزة يختلف احدهما عن الأخر أ يسّمون هذه الأجهزة اسماً واحداً فقولهم بأنهم يريدون إن يحفظوا حق المخترع فحق المخترع محفوظ بتدوين اسمه وتاريخ الاكتشاف , وفريقٌ منهم يقول : غالباً ما تأتينا في اليوم الواحد عشرات الأسماء الجديدة لمستحضرات طبية أو مصطلحات علمية لأجهزة مكتشفة تواً فلا نستطيع اللحاق بسرعة المستحدث لغوياً فنقول : هذا عذرٌ يدل على كسل القائل وعدم تورعه في المسؤولية ؛ فلا يسّمى الاسم إلا على معناه كي يكون دالاً عليه ، لكني أتساءل في نهاية مقالتي لماذا لم يتصدوا علماء الدين لهذا النفر من علماء اللغة بصفتهم يحملون علم اللغة مع العلوم الأخرى التي تتدخل بالدين وبصفتهم يعتقدون إن اللغة العربية هي اللغة الأم كما جاء في الحديث النبوي إن لغة أهل الجنة العربية ؟ .


وأضيف إلى ما قلت سالفاً إلى من أراد الاستناد على البحث المادي أن يراجع ما أخرجه د. وعالم الآثار عبد الحق فاضل في كتابه ِ تاريخهم من لغتهم حيث عثر على ألواح من الطين كشفت عن رجوع الكلمات الأعجمية من جميع اللغات إلى جذور عربية وهو الأخر كالعادة اتهموه بالقومية كي يَحـِدُّوا من انتشار كتابه ِ عالمياً دون أن ينظروا إلى ما أوردَهُ من أدلة مادية .

المراجع

موسوعة الصداقة الثقافية

التصانيف

تصنيف :اللغة العربية