قاذفة القنابل طائرة عسكرية تقوم بمهاجمة الأهداف على الأرض، أو في البحر، وتحمل قنابل، وقذائف، وصواريخ، ومدافع رشاشة، ومدافع ثقيلة. وتضم القوات الجوية لجميع الدول تقريباً قاذفات قنابل، كما تضمها أيضًا البحرية وخدمات مشاة البحرية.
تحمل بعض قاذفات القنابل قذائف تحت أجنحتها، في تركيبات رأسية تدعى الأبراج. وفي بعض قاذفات القنابل الأخرى تحمل هذه الأسلحة في حُجيرة قنابل، وهي حُجيرة في جسم الطائرة. ويتم تصويب القنابل، والقذائف، بوساطة نظام القصف. ويستخدم هذا النظام الرادار، أو الوسائل البصرية، أو أشعة الليزر لتحديد موقع الهدف، كما يستخدم الحاسوب لتحديد زمن إطلاق السلاح. وتمكن هذه الأجهزة قاذفة القنابل من الهجوم أثناء النهار أو الليل، وفي جميع الأجواء تقريباً. وتحصل غالبية قاذفات القنابل على الطاقة بوساطة محرك نفاث واحد أو أكثر. ويستطيع بعضها أن يطير حتى سرعة 2,600كم/ساعة. ويعتمد مدى القاذفة أساساً على وزن الحمولة الصافية، وهو وزن الوقود والأسلحة معاً. ويمكن زيادة مدى الطائرة بحمل وقود أكثر وأسلحة أقل.
والطيران بسرعات منخفضة، وعلى ارتفاعات كبيرة ، حيث تواجه الطائرة مقاومة هواء أقل، يوفر الوقود، وبذلك يزيد المدى. وكذلك يمكن إطالة مدى القاذفة إذا تزودت بالوقود في الجو بوساطة طائرات التزويد بالوقود.
أنواع قاذفات القنابل:
يوجد نوعان اساسيان من قاذفات القنابل: قاذفات القنابل المقاتلة، وقاذفات القنابل الاستراتيجية. وكل من هذين النوعين يقوم بنوع معين من المهام.وغالبية قاذفات القنابل المقاتلة طائرات صغيرة، وقصيرة المدى وتحمل طاقماً من شخص واحد أو شخصين.
وتدعى هذه الطائرات أيضاً طائرات ضاربة أو هجومية، وتقوم بهجمات جوية تكتيكية. وتشمل هذه المهام الهجمات ضد السفن، وهجمات الحظر، والإسناد الجوي القريب. وتتم هجمات الحظر خلف خطوط العدو لمنع التعزيزات من الوصول إلى منطقة المعركة. وفي مهام الإسناد الجوي القريب تهاجم قاذفات القنابل القوات البرية المعادية، وغيرها من الأهداف في منطقة المعركة. ويقوم ملاحظ على الأرض أو في طائرة بتوجيه معظم هذه العمليات.أما قاذفات القنابل الاستراتيجية، فمعظمها كبير، وطويل المدى، وبه طاقم من اثنين إلى ستة أشخاص. وهي تقوم بهجمات جوية استراتيجية، تتضمن ضرب أهداف بعيدة خلف خطوط العدو. وتشمل هذه الأهداف المصانع، والقواعد العسكرية، والموانئ، ومدناً بأكملها. ومثل هذه الهجمات، يتم تخطيطها لتدمير قدرة العدو على القتال. وبعض قاذفات القنابل الاستراتيجية يستطيع حمل قنابل نووية لمسافات طويلة وبسرعة عالية.
نبذة تاريخية:
اثناء مطلع الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م)، قام الطيارون بإلقاء قنابل صغيرة باليد، من ركن الطيار المفتوح في طائراتهم. ثم قامت ألمانيا فيما بعد بتطوير القاذفة غوثا، وهي واحدة من أوليات قاذفات القنابل. وقد كانت تحمل 200كجم من القنابل.زاد تطور قاذفات القنابل بسرعة خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، وكان من بين أشهر الطائرات قاذفة القنابل، القاذفة البريطانية أفرو لانكاستر، والقاذفتان الأمريكيتان القلعة الطائرة بي ـ 17 والقلعة الضخمة بي ـ 29. وتستطيع هذه القاذفات أن تحمل عدة أطنان من القنابل ـ كما أنها مزوّدة بمدافع رشاشة للحماية ضد طائرات العدو.
ومن الطائرات قاذفات القنابل المهمة الأخرى في الحرب العالمية الثانية القاذفة البريطانية دي إتش ـ 98 موسكيتو، وقاذفة الانقضاض الألمانية جانكرز جو 87 ستوكا. وقد كانت قاذفات الانقضاض وقاذفات الطوربيد تستخدم لمهاجمة السفن بنجاح كبير. فقد كانت قاذفة الانقضاض تطير في خط مستقيم إلى أسفل تقريباً قبل أن تطلق قنابلها. كما كانت قاذفات الطوربيد تطلق طوربيدات ذاتية الدفع.طورت ألمانيا قاذفات القنابل النفاثة، لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية. وقد كانت تحمل عدداً من أفراد الطاقم وعدداً من المدافع الرشاشة الدفاعية أقل مما تحمله الطائرات غير النفاثة. ونتيجة لذلك كان بها مجال أكبر للوقود والقنابل.وفي عام 1988م كشفت القوات الجوية الأمريكية النقاب عن قاذفة القنابل بي ـ 2 المتسللة، التي تستخدم مواد خاصة وشكلاً انسيابياً لتتفادى الكشف برادارات العدو.
المراجع
mawsoati.com
التصانيف
مصطلحات تاريخية العلوم الاجتماعية التاريخ