جلس حسين ليطالع كتابا عن البرزخ , وعذاب القبر , فكان من بين ما قرأ ( ان القبر اما روضة من رياض الجنة , او حفرة من حفر النيران ) , فهاله الامر , واقشعر بدنه , وفكر في حال جده , الذي كان يحبه كثيرا , وقد توفي منذ سنين , وتسائل هل جدي في روضة من رياض الجنة الان ؟ , ام في حفرة من حفر النيران ؟ , وكيف لي ان اتصل به , فأتعرف على حاله وحالته ؟ , فأن كان في الجنة حمدت الله , وان كان في النار , استغفرت له .
قصد حسين رجلا معروفا في تحضير الارواح , وطلب منه ان يعلمه كل شيء عن التحضير , فقبل الرجل , وشرع بالدرس الاول , ثم الثاني , وهكذا حتى اتقن حسين الصنعة , فجلس ذات يوم , وقد اعد العدة , واتخاذ كل ما يلزم , وشرع بأطلاق البخور , وتلاوة العزائم الارامية والاقسام السريانية , وترتيل الاسماء العبرانية , مرت ساعات على هذا الحال , وفجأة , سمع صوت ضجيج ملئ الغرفة , فعلم حسين بأن روح جده قد حضرت , فأخرج ورقة في جيبه , كان قد كتب فيها عدة اسئلة .
كيف هو حالك واحوالك في القبر ؟ .
الحمدلله .. بخير .
هل انت الان في روضة من رياض الجنة ام في حفرة من حفر النار ؟ .
في الجنة ... مع الكثير من المنغصات .
كيف تكون في الجنة مع المنغصات ؟ .
الحور لا يتركوني انام ... يركضون خلفي ويرمونني بالتفاح ... والحوريات يركضن خلفي بالمكانس ... ضربا وتنكيلا .
جدي ... ايكون ذلك في الجنة ؟ ربما يمازحونك ! .
نعم يا ولدي .... اما اذا زارتني جدتك ... اووووووووووه ... فلا يطيب لي العيش في الجنة وما فيها .
وهل هناك منغصات اخرى ؟
لا هذا فقط ... لكن اتعرف ان كل ذلك اهون من العيش في العراق ؟ .
كيف ذلك ؟ .
نحن مرتاحون من القطع المبرمج للكهرباء .. وشحة الغاز والنفط .. ولا يوجد ارتفاع في اسعار الطماطة ... ولا اختفاء البطاطا من الاسواق .... ولا باذنجان مرّ .... ولا جائت الكمية ...وذهبت البطاقة التموينية .
هل تشتاق الى شيء في العراق ؟ .
نعم ... اني افتقد لفات الفلافل ... هل لا يزال سعرها بخمسة دنانير ؟
لا .. اللفة الواحدة بمائتين وخمسون دينارا ( ربع ) .
حتى الفلافل قد ارتفع سعرها ! مرة ثانية اذا حضرتني ... اجلب معك لفة فلافل .
نعم ... {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً }مريم47
في هذه الاثناء , دخل الغرفة , شخص ضخم الحجم , اسود اللون , قبيح الشكل , في يده اليمنى عود شخاط كبير ( مكوار ) , وفي اليسرى شوكة طعام كبيرة .
الملك : الزيارة انتهت ! .
الجد نحو الملك : لكم الامر فيما ترونه مناسبا .
حسين نحو الملك : مع الشكر والتقدير ...
المراجع
odabasham.net
التصانيف
ادب قصص مجتمع قصة