المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة أم القرى
كلية التربية - قسم علم النفس
قوقوةة الأ الأنناا تبتبعع ًا ًا لبلبعض عض المت المتغغيريرااتت الالننففسسييةة ووالاج الاجتتممااععييةة لد لدىى نزنزييلالاتت
مؤمؤسســسسةة رعرعااييةة الالففتيتيااتت بمدبمدييننةة مك مكةة المالمككررممةة
إعداد الطالبة
هدى بنت صالح بن عبد الرحمن الشميمري
بإشراف الأستاذ الدكتور
محمد حمزة محمد السليماني
دراسة مقدمة إلى قسم علم النفس في كلية التربية بجامعة أم القرى
ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في علم النفس
"تخصص إرشاد نفسي"
ب
نموذج رقم(٨)
إجازة أطروحة علمية في صيغتها النهائية بعد إجراء التعديلات المطلوبة
الاسم الرباعي: هدى بنت صالح بن عبدا لرحمن الشميمري الكلية: التربية القسم: علم النفس
الدرجة العلمية: ماجستير التخصص: إرشاد نفسي
عنوان الأطروحة: (قوة الأنا تبع ًا لبعض المتغيرات النفسية والاجتماعية لدى نزيلات مؤسـسـة رعايـة الفتيـات
بمدينة مكة المكرمة)
_______________________________________________________
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى له وصحبه أجمعين،،،
فبناء على توصية اللجنة المكونة لمناقشة الأطروحة المذكورة عالية والـتي تمـت مناقـشتها بتـاريخ
١٤١٧/١/٩هـ بقبول الأطروحة بعد إجراء التعديلات المطلوبة، وحيث قد تم عمل اللازم..... فإن
اللجنة توصي بإجازة الأطروحة في صيغتها النهائية المرفقة كمتطلب تكميلي للدرجة العلمية المـذكورة
أعلاه. .. واالله الم ــق، ،،
أعضاء اللجنة
المشرف مناقش من القسم مناقش من خارج القسم
أ.د / محمد حمزة السليماني د / عبدا لمنان ملا معمور بار د / محمد أحمدا لمنشي
التوقيع: التوقيع: التوقيع:
رئيس قسم علم النفس
د / جمال أسعد قزاز
التوقيع:
يوضع هذا النموذج أمام الصفحة المقابلة لصفحة عنوان الأطروحة في كل نسخةأ
الإهــداء
إلى والدي يرحمه اللـه ووالدتي أطال اللـه في عمرها
فأنتما ينبوع العطاء الذي لا ينضب، إليكما يا من أنا ر ّلي طريقي، إليكما أيها الحب
الكبير الذي لا أملك أمامه سوى أن أتوجه إلى المولى ليبارك لي فيكما ويجعلني دوم ًا ابنة بارة
بكما.
إلى جميع أفراد أسرتي، إلى أستاذي الكبير الدكتور محمد حمزة السليماني وإلى كل من
ساهم معي بمجهود أو فكر أو رأي، أهدى هذا العمل المتواضع.
الباحثة
ب
ملخص الدراسة
قوة الأنا تبع ًا لبعض المتغيرات النفسية والاجتماعية لدى نزيلات
مؤسـسة رعاية الفتيات بمدينة مكة المكرمة
إعداد: هدى بنت صالح بن عبدا لرحمن الشميمري
أهداف الدراسة:
دف إلى الكشف عن درجة (قوة الأنا) لدى الفتيات الجانحات على المقياس المع د لذلك ومعرفة الفروق في قوة الأنا تبع ًا لبعض المتغيرات الشخصية
والاجتماعية.
تصميم الدراسة:
قامت الباحثة باستخدام المنهج الوصفي في دراستها، معتمدة على بعض الأساليب الإحصائية لاختبار فروضها مثل المتوسطات واختبار (ت) وتحليل التبـاين
آحادي الاتجاه.
عينة الدراسة:
تم إجراء الدراسةعلى عينة مكونة من ٦٠) ١٢٠ من نزيلاتمؤسـسةرعاية الفتيات، و ٦٠ من الفتياتالعادياتمن مدارس مكة المكرمة كعينة مقارنة).
الأدوات: مقياس بارون لقوة (الأنا)، اختبار رافن للذكاء، مقياس الاتجاهات الوالدية إعداد صبحي.
النتائج:
١- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في قوة الأنا بين التريلات والعاديات لصالح العاديات.
٢- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا للسن ومستوى الذكاء.
٣- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسـة رعاية الفتيات في قوة الأنا بين ذوات التعليم المتوسط والابتدائي في صـالح ذوات التعلـيم
المتوسط.
٤- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا بين ذوات الاتجاهات الوالدية (الوالد/الوالدة) المنخفضة والمتوسطة
لصالح ذوات الاتجاهات الوالدية (الوالد/الوالدة) المنخفضة.
٥- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا للترتيب الميلادي، وحجم الأسرة، والمستوى الاقتصادي
٦- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا للبيئة السكنية التي كانت تعيش فيها التريلة.
التوصيات:
ومن أهمها:
١ - إنشاء مكاتب للتوجيه الأسري تكون ملحقة بمراكز الرعاية الصحية الأولية لتقديم بعض التوجيهات والإرشادات الخاصة بعمليات التنشئة الاجتماعية.
٢- العناية ببرامج التوجيه والإرشاد في المدارس، ومتابعة أداء وظائفها بالصورة العملية.
٣- الاهتمام بعمل البحوث والدراسات في هذا اال تشمل جميع العوامل المؤثرة على ذوي السلوك المنحرف في إطار خطة بحث محلية مبنية على التخطيط
العلمي المدروس للوقاية من الانحراف والجريمة.
الطالبة المشرف عميد كلية التربية
الاسم: هدى بنت صالح الشميمري الاسم: أ.د.محمد حمزة محمد السليماني الاسم: د.عبدالعزيز عبداالله خياط
التوقيع: التوقيع: التوقيع: ج
شكر وتقدير
الحمد الله والشكر الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى له وصحبه أجمعين ومـن اتـبعهم بإحـسان إلى يـوم
الدين... وبعد
في البداية يسرني أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير والامتنان إلى أستاذي الفاضل سعادة الدكتور محمد حمزة السليماني الذي جـاد
بالوقت والفكر وأضاء لي الطريق للبحث بإرشاداته وتوجيهاته الصائبة و رائه القيمة التي كان لها الأثر الفعال في إنجاز هذا الجهد في شكله
النهائي فلم يبخل عل ى بوقته وجهده وخبرته وحسن تعامله وكريم خلقه، فقد كان مث ً الا يقتدي به. فله مني جزيل الشكر والعرفان وجزاه
اللـه عني خير الجزاء. كما تود الباحثة أن تسجل عظيم شكرها لكافة العاملين بجامعة أم القرى، وتخص بالشكر كليـة التربيـة وكافـة
أساتذة قسم علم النفس الأفاضل، وكما تشكر كل من سعادة الدكتور حسين عبد الفتاح الغامدي، والدكتور زايد عجير الحارثي اللـذين
تفضلا بمناقشة الخطة.
كما أشكر كل من سعادة الدكتور عبدا لمنان ملا معمور بار المناقش الداخلي للرسالة وكذلك سعادة الدكتور محمد أحمد المنـشي
أستاذ السياسة والتخطيط التربوي المساعد من قسم الإدارة التربوية والتخطيط اللذين ناقشا هذه الرسالة وأبديا توجيهاما و راءهما الـتي
آثرت هذا العمل.
كما تتقدم الباحثة بالشكر وعظيم التقدير إلى مديرة مؤسـسة رعاية الفتيات بمنطقة مكة المكرمة الأستاذة نورة عبداالله الأصـقة
وجميع الأخصائيات بالمؤسـسة لما أبدينه من مساعدة خلال إجراء الدراسة الميدانية ومحاولتهن تذليل الصعاب لانجاز مهمة الباحثة.
كما يسعد الباحثة أن تتقدم بخالص الشكر إلى العاملين في وزارة العمل والشئون الاجتماعية وعلى رأسهم سعادة الأستاذ إبراهيم الضفيان
لمشاركته في قراءة البحث وتصحيح بعض المعلومات الخاصة بالوزارة.
كما أتوجه بالشكر إلى العاملين في مدينة الملك عبدا لعزيز للعلوم والتقنية وخ ً صوصا إدارة المعلومات والخـدمات الفنيـة علـى
تزويدهم لي ببعض الوثائق.
كما اشكر المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب بالرياض على تزويدي ببعض المنشورات الخاصة بالبحث.
وتتقدم الباحثة بالشكر إلى مديرات المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية المختارة في إجراء البحث وذلك لمساعدن في تـسهيل
مهمة الباحثة.
كما أتوجه بعظيم الشكر والامتنان إلى أستاذتين فاضلتين هما سعادة الدكتورة عواطف فيصل بباري والدكتورة زينب أبـو العـلا
اللتين كانت لآرائهما وأفكارهما عظيم الأثر والمنفعة للباحثة.
كما اشكر سعادة الدكتورة خديجة مفتي لمساهمتها في قراءة البحث للتأكد من سلامته لغوي ًا.
كما أتقدم بالشكر إلى جميع العاملين في الحاسب الآلي بجامعة أم القرى و على رأسهم الأستاذ بختيار شامي لما بذلوه من مـساعدة
فعالة في استخراج نتائج البحث.
وأخ ًيرا أتوجه بوافر الشكر والتقدير إلى جميع أفراد أسرتي، وإلى كل من ساهم في إتمام هذا البحث ولم يرد أسمه فلهم مني عظـيم
التقدير والعرفان راجية من المولى العلي القدير أن يكلل هذه الجهود بالنجاح والت يق.
الباحثة
د
محتويات الدراسة
رقم
الصفحة
الإهداء أ
ملخص الدراسة ب
شكر وتقدير ج
فهرس محتويات الدراسة د
فهرس الجداول ح
الفصل الأول
مقدمة الدراسة
المقدمة
١
مشكلة الدراسة وتساؤلاا ٣
أهمية الدراسة ٥
أهداف الدراسة ٦
مفاهيم ومصطلحات الدراسة ٦
حدود الدراسة ٨
الفصل الثاني
الإطار النظري
أولا: نبذة موجزة عن مجالات رعاية الاحداث الجانحين في المملكة العربية السعودية
١٠
ثاني ًا: المفاهيم
١٤
أ - مفهوم الأنا ١٤
الوظائف الأنا النفسية ١٦
قوة الأنا ١٧
ه
بين الأنا ومفهوم الذات ١٨
ب - جنوح الأحداث ٢١
المفهوم اللغوي لجناح الأحداث ٢١
مفهوم الجريمة وانحراف الأحداث في الشريعة الإسلامية ٢٢
المفهوم القانوني لجناح الأحداث ٢٥
المفهوم النفسي لجناح الأحداث ٢٦
المفهوم الاجتماعي لجناح الأحداث ٢٧
ج -العوامل المؤثرة في انحراف الأحداث ٢٨
العوامل العقلية ٢٩
العوامل النفسية ٣٢
العوامل الاجتماعية ٣٣
العوامل الاجتماعية والاقتصادية الداخلية: ٣٣
أ ـ العوامل أو الحالة الاقتصادية
٣٣
ب ـ العوامل الأسرية
٣٤
ثالثا ً: الدراسات السابقة:
٣٩
المسار الأول: ويتضمن الدراسات التي تناولت (مفهوم قوة الأنا) وعلاقته ببعض المتغيرات ٣٩
المسار الثاني: ويتضمن الدراسات التي تناولت (مفهوم الذات) لدى الجانحين ٤١
المسار الثالث:ويتمثل في عرض الدراسات التي تناولت (جنوح الأحداث) من جوانب متعددة ٤٧
التعليق على الدراسات السابقة
٥١
فروض الدراسة ٥٣
الفصل الثالث
الإجراءات المنهجية
منهج الدراسة
٥٨
عينة الدراسة ٥٨ و
الأدوات والمقاييس المستخدمة في الدراسة ٦٠
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة ٦٥
الفصل الرابع
عرض النتائج ومناقشتها
التحقق من الفرض الأول
٦٨
التحقق من الفرض الثاني ٦٩
التحقق من الفرض الثالث ٧٠
التحقق من الفرض الرابع ٧١
التحقق من الفرض الخامس ٧١
التحقق من الفرض السادس ٧٣
التحقق من الفرض السابع ٧٤
التحقق من الفرض الثامن ٧٤
التحقق من الفرض التاسع ٧٥
الفصل الخامس
ملخص النتائج والمقترحات
أو ًلا : ملخص نتائج الدراسة
٧٧
ثاني ًا: التوصيات والمقترحات ٧٨
المراجع
باللغة العربية ٨١
باللغة الانجليزية ٨٦
الملاحق
ملحق رقم (٨٨ (١
ملحق رقم (٨٩ (٢ ز
ملحق رقم (٩٠ (٣
ملحق رقم (١٠٦ (٤
ح
فهرس الجداول
رقم عنوانــــه الصفحة
١ متصل المسئولية الجزائية للأحداث في ضوء الشريعة الإسلامية ٢٤
٢ توزيع أفراد العينة حسب المستوى التعليمي ونوعيـة البيئـة والترتيـب
الميلادي والمستوى الاقتصادي وحجم الأسرة.
٥٩
٣ الفروق في قوة الأنا بين نزيلات مؤسـسة رعايـة الفتيـات والفتيـات
العاديات
٦٨
٤ الفروق بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا للسن. ٦٩
٥ الفروق بين نزيلات مؤسـسـة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا لمستوى
الذكاء.
٧٠
٦ الفروق بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا للمـستوى
التعليمي.
٧١
٧ الفروق في قوة الأنا بين ذوي الاتجاهات الوالديـة (الوالـد) المرتفعـة
والمتوسطة والمنخفضة.
٧٢
٨ الفروق في قوة الأنا بين ذوي الاتجاهات الوالديـة (الوالـدة) المرتفعـة
والمتوسطة والمنخفضة.
٧٢
٩ الفروق في قوة الأنا تبع ًا للترتيب الميلادي. ٧٣
١٠ الفروق في قوة الأنا تبعا لحجم الأسرة. ٧٤
١١ الفروق في قوة الأنا تبعا للمستوى الاقتصادي للأسرة. ٧٦
١٢ الفروق في قوة الأنا تبع ًا للبيئة التي تعيش فيها التريلة. ٧٦
الفصل الأول
مقدمة الدراسة
المقدمة
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها
أهمية الدراسة
أهداف الدراسة
مفاهيم ومصطلحات الدراسة
حدود الدراسة
٢
المقدمة
تعتبر ظاهرة جناح الأحداث من الظواهر الاجتماعية والنفسية التـي تناولهـا البـاحثون
بالدراسة من جوانب متعددة من حيث السببية والرعاية. وهى الأغلب في الأبحاث التـي أجريـت
لدراسة شخصية الحدث الجانح في علاقتها ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية المختلفة.
ومشكلة الجنوح بشكل عام من المشكلات التي تزداد تفاقم ًا وقد يكون ذلك بسبب انـشغال
الآباء والأمهات وانصرافهم عن توجيه الرعاية والإشراف الدقيق على أبنائهم، كما قد ترجع إلـى
ضعف الرقابة الأسرية وفتور سلطان الأسرة، أو إلى تأثر الأحداث بموجات السخط العالمية.
ولا شك أن أحداث اليوم ربما يكونون رجال الغد ومستقبل الأمـة وعمادهـا كمـا أن مـا
يعترى تنشئتهم من خلل ينعكس حتما على مستقبلهم ومستقبل المجتمع ككل ومن هنا كان الاهتمام
بالأحداث ورعايتهم. وفي هذا الصدد ترى الباحثة أهمية دور العوامـل النفـسية، والاجتماعيـة،
والتعليمية، والاقتصادية لكل من الحدث وأسرته.
حيث تنوعت الدراسات التي أجريت على الجانحين نتيجة اهتمامات الباحثين واختلاف تخصصاتهم.
فهناك العديد من المتغيرات النفسية والاجتماعية التي حظيت بالبحث لما لها من فاعليـة وتـأثير
على سلوك الفرد وشخصيته، فمن أكثر الباحثين اهتماما بتحديد العوامل المـؤثرة فـي انحـراف
الأحداث سيريل بيرت (Curil Burt) الذي يعد من القائلين بنظرية تعدد العوامل وتداخلها، حيث
تعتبر دراسته التي أجريت لتحقيق العلاقة بين العوامل البيئية الداخلية وانحراف الأحداث من أهـم
الدراسات والتي تعتبر نتائجها خير دليل على أثر العوامل الداخلية حيث أثبتـت الدراسـة تعـدد
العوامل المؤثرة في الانحراف وتداخلها، كما أثبتت نتائج دراسته أن الغنى المادي، والصرامة في
التربية قد تؤدى إلى الانحراف، وأن غياب الحدث عن أسرته أو عن بيئته الطبيعيـة قـد تـشكل
العامل الأساسي في انحرافه، كما أن الانهيار الأخلاقي داخل الأسرة يشكل عام ًلا رئيس ًا في خلـق
السلوك المنحرف لدى الأحداث (الغامدي،١٩٨٩م).
ومن هذا المنطلق فإن الدراسة الحالية سوف تتناول قوة الأنا وبعض المتغيرات النفـسية
والاجتماعية لدى نزيلات مؤسسة رعاية الفتيات بمدينة مكة المكرمة.
وتأمـل الباحثة أن تكون لنتائج هذه الدراسة الفائدة المـرجوة في رسم الخطط والبرامج
الإرشادية للاستفادة منها في مجال الرعاية الاجتماعية عامة ورعاية الأحداث الجانحين خاصة. ٣
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها
المجتمع السعودي ـ كغيره من المجتمعات ـ تأثر بالتغير في بنائه الاجتمـاعي وتقاليـده
وقيمه وسلوكياته والتي انعكست على أسلوب التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة وخارجها وشـكلت
لدى بعض من أفراده أنماط ًا من السلوكيات الشاذة والمنحرفة. ومن المتفق عليه لدى كثيـر مـن
الباحثين أن سرعة التغير تصحبها زيادة في معدلات الجريمـة والانحرافـات الـسلوكية، نتيجـة
لصعوبة التوافق، والتكيف مع المواقف والخبرات الجديدة المصاحبة للتغير. يضاف إلـى ذلـك أن
الاتجاه نحو التحضر، والتصنيع إذا لم يصاحبه تطور وتغير في الفكر، والقيم، والاتجاهات فالنتيجة
المتوقعة ظهور ما يسمى بالهوة الثقافية (العشماوي، ١٩٨٩م). وكما أوضحت فاديـة الجـولاني
(١٩٨٤م) أن التغير الاجتماعي له صلة وثيقة بالتحولات العديدة التي تحدث في مختلـف أنمـاط
الحياة الإنسانية، وما دام الإنسان مخلوق ًا اجتماعيا فإن للتغير أبعاده الإنسانية ذلك لأن كل تغير في
المجتمع ينعكس أثره على الإنسان بالضرورة. كما أن مسار هذا التغير قد لا ينطوي علـى تغيـر
إيجابي يوصف بالتقدم وإنما يمكن أن يكون تغير ًا سلبيا يوصـف بالتـدهور، والانحـراف، وكـلا
الاتجاهين نسبى في حدوثه بين مجتمع وآخر.
وارتكاب الحدث لمثل هذه الانحرافات وتعدد صورها وانتشارها وتكرار حدوثها وجسامتها
وما يترتب عليه من أضرار ومشاكل لا يعنى بالضرورة خطورتها وتهديدها للمجتمع وذلـك عائـد
إلى أن سلوك الأحداث الجانحين يمثل ظاهرة اجتماعية نسبية توجد في كل مجتمع، إضافة إلـى أن
معدل الجريمة يمثل نسبة ضئيلة لم تصل إلى معدل الخطورة كما هي في المجتمعات الأخرى ورغم
أن واقع الإحصاءات في المجتمع السعودي يشير إلى زيادة انحراف الأحداث وتعدد صوره إلا أنـه
لا يمثل معد ًلا مرتفع ًا إذا أخذنا في الاعتبار النمو السكاني والتغيرات التي حدثت في كافة المجالات،
كما أن حجم المشكلة وأبعادها يتضح أكثر وبصورة بارزة إذا قورنت معدلات الجريمة بمـا فيهـا
انحراف الاحداث فيما بين المجتمعات المختلفة، فعلى سبيل المثال تشير معدلات النسب الـصادرة
عن الجامعة العربية لبعض الدول العربية لكل (١٠٠٠) فرد من السكان إلى أن المجتمع السعودي
سجل نسبة مئوية قدرها ٠,٦٩٦ وفي المجتمع الكـويتي نـسبة قـدرها ٢,١٦٠% والمجتمـع
السوري نسبة قدرها ١,٦٩٤% والمجتمع الليبي نسبة قدرها ٢,٩٤٣% (الغامدي، ١٩٨٤م).
ويعتبر المجتمـع السعودي من المجتمـعات الانتقالية التي تمر بمرحـلة تغير سريع في
جوانبه الاقتصادية والتربوية والاجتماعية والثقافية الأمر الذي يترتب عليه انعكاس هذه التغيرات ٤
على نوعية الحياة وأساليب التفكير والاتجاهات الاجتماعية نحـو العمليـات المتعلقـة بـصياغة
الشخصية الاجتماعية وتنميتها (شتا،وكرامي، ١٩٨٦م).
وهذا يعني أن التنمية التي شملت جميع المجالات المختلفة للمجتمع السعودي لم تتواز مع
تنمية الفرد نفسه الذي يحدث هذه التنمية مما أدى هذا التغير إلى إفراز جوانب سلبية تشكلت فـي
سلوكيات منحرفة ومشاكل اجتماعية واضطرابات نفسية نتيجة التأثير الثقافي الخارجي المتمثل في
العمالة الوافدة والانفتاح في السفر للخارج ودور وسائل الإعلام بجميع أشكالها في التأثير إيجاب ًـا
أو سلب ًا في تعلم أنماط سلوكية منحرفة وإحداث خلل في المجتمع. فالسلوك الإجرامـي وانحـراف
الأحداث ـ أحد المشكلات التي أحدثها التغير ـ يعد صورة من صور الانحرافات السلوكية، وحالة
من حالات عدم السواء (إسماعيل، ١٩٨٤م). ويضيف بوكومور (١٩٨٢م) أن:-
"الجريمة، والجناح من ضمن المشكلات الاجتماعية، والسلوكية التي حظيـت بالدراسـة
العلمية، والبحث من قبل علماء الشريعة والقانون، والاجتماع، والنفس، ويعـود هـذا الاهتمـام
المتزايد بهاتين المشكلتين إلى الارتفاع المستمر في معدلاتها في أغلب المجتمعات" (ص٢١١).
وانطلاقا من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف واتجاهه نحو الاهتمام بالإنسان كقيمة وأيض ًا مـن
خلال طبيعة عملي والجولات الميدانية لمثل هذه المجالات كان تناولي لظاهرة الجنـاح، فلـم تعـد
مهمة الباحث في ميدان السلوك الإجرامي أن يدرس الجانح أو يصدر عليه حكم ًا أخلاقيا بقدر مـا
يبحث في أعماقه ويعيد النظر في سلوكه مبتدئ ًا بفكرة انه إنسان ّفقد توافقه مع نفسه وبالتالي مع
جماعته فلجأ إلى هذا السلوك حتى يستعيد هذا التوافق المفقود لديه.
بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الدراسة سوف تسد نقص ًا كبير ًا بالنسبة لهذا المجال حيـث أننـي
علمت من خلال اتصالاتي التي أجريتها مع القائمين على رعاية الأحداث في وزارة العمل والشئون
الاجتماعية إنه لا توجد دراسة واحدة عن قوة الأنا للأحداث في المملكة، ولهذا أتوقـع أن تكـون
ذات فائدة بالنسبة للمؤسـسـات الإصلاحية، كما أتوقع أن تساعد في رسم الخطـط المـستقبلية
الخاصة برعاية الجانحين في المملكة العربية السعودية.
والدراسة الحالية ليست بصدد حصـر المشكلة وتقصـي أسبابها وحجمها الحقيقي وطـرح
الحلول لمواجهة نمـوها وتزايدها وإنما تسعى في هدفها الأساسـي إلى دراسـة قوة الأنا الـذي
يعتبر بعد ًا هام ًا من أبعاد الشخصية.
وقد حددت الباحثة مشكلة الدراسة في الأسئلة التالية: ٥
التساؤل الأول
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في قوة الأنا بين نزيلات مؤسـسـة رعاية الفتيـات
والفتيات العاديات تبع ًا لمقياس قوة الأنا من إعداد (بارون)؟
التساؤل الثاني
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا
لبعض المتغيرات النفسية (السن، والذكاء، والتعليم، والمعاملة الوالدية، والترتيب الميلادي)؟
التساؤل الثالث
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا
لبعض المتغيرات الاجتماعية (حجم الأسرة، والمستوى الاقتصادي الاجتمـاعي، ونوعيـة البيئـة
ريفية /حضرية"ريفية / حضرية")؟
أهمية الدراسة
تنبع أهمية الدراسة ضمن سياق الاهتمام الكبير الذي أعطى لمشكلة الجريمة وانحراف
الأحداث في الوطن العربي بشكل عام والذي ترتب عليه اهتمام جامعـة الـدول العربيـة بإنـشاء
المنظمة العربية للدفاع الاجتماعي عام ١٩٦٥م التي تهدف إلى الدفاع والوقايـة مـن الجريمـة
وانحراف الأحداث في دول الأعضاء كما يمثل المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب المهنـي
الذي أسس عام ١٩٨١م جهاز ًا علمي ًا عربي ًا متخصص ًا في المجـالات الأمنيـة لوقايـة المجتمـع
العربي من الجريمة وانحراف الأحداث.
تكمن أهمية دراسة انحراف الأحداث في أنها تتناول وصف ًا وتحلي ًلا لفئـة مـن المجتمـع
انحرفت في مرحلة مبكرة وباتت ته دد كيانه بالتفكك وتعرض حياة أفراده وسـلامتهم وأعراضـهم
وأموالهم للخطر من جهة، وتكون هذه الفئة قوى معطلة غير منتجة بحيث تصبح عالة على عاتق
المجتمع من جهة أخرى.
لا شـك أن شخصـية الجانح تعتبر عام ًلا هام ًا من عوامل الانحراف الأمر الذي يـستلزم
ضرورة دراسة أبعاد الشخصية المـرتبطة بالانحراف حيث وجـدت الباحثة (على حد علمهـا) أن
المكتبة السعودية تخلو من الدراسات النفسية المرتبطة "بقوة الأنا" لدى الجانح ممـا دفعهـا إلـى٦
دراسة هذا الموضوع وبعض المتغيرات المتعلقة به في محاولة لتفسيرها من خلال منظور نفـسي
اجتماعي لتعريف المجتمع والجهات المعنية بنقاط الضعف المرتبطة بقوة الأنا ودورها في الجناح.
كما تمتد أهمية هذه الدراسة إلى تعزيز الجانب النظري المعرفي المتعلق بالجنـاح وعـالم
الأحداث الجانحين. حيث أن المعرفة النظرية هامة ومفيدة جد ًا بالنـسبة للقـائمين علـى شـئون
الأحداث وبالنسبة للباحثين والخبراء والأكاديميين المتخصصين في مجال الإرشاد النفسي الموجـه
نحو هذه الفئة من أفراد المجتمع.
أهداف الدراسة
الهدف النظري:
تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن درجة (قوة الأنا) لدى الفتيات النزيلات على المقيـاس
الم عد لذلك ومعرفة الفروق في قوة الأنا ً أولا تبعا لبعض المتغيرات الشخصية (العمـر، والـذكاء،
والتعليم، والمعاملة الوالدية، والترتيب الميلادي)، وثاني ًا تبعا لبعض المتغيرات الاجتماعيـة(حجـم
الأسرة، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي، ونوعية البيئة "ريفية أم حضرية").
الهدف التطبيقي:
إن نتائج الدراسة الحالية قد تضيف دلالة وأهمية في مجال الدراسات النفسية علـى مثـل
هذه الفئات المنحرفة لما لمفهوم (قوة الأنا) من تأثير على شخصية الحدث، وتعامله مـع مواقـف
الحياة المختلفة، وفي نفس الوقت توفر للأخصائيين والأخصائيات النفسيين القائمين على التعامـل
مع هذه الفئة تصور ًا شام ًلا ومسبق ًا عن شخصية الجانح.
مفاهيم ومصطلحات الدراسة
المصطلحات الرئيسية في الدراسة تنحصر فيما يلي:
مفهوم قوة الأنا:
تعتبر قوة الأنا هي الركيزة الأساسية في الصحة النفسية وقد يستخدم كبديل أو مرادف لمـصطلح
الثبات الإنفعالى Emotional Stability وتشير قوة الأنا إلى التوافق مع الذات ومـع المجتمـع
علاوة على الخلو من الأعراض العصابية والإحساس الإيجابي بالكفاية والرضا. وقوة الأنـا هـي٧
القطب المقابل العصابية Neuroticism حيث يرى كثير من العلماء أن هناك متص ًلا يقع في أحـد
أطرافه قطب الأنا ويقع في الطرف المقابل قطب العصابية. وهنا نشير إلى أن العـصابية لا تعنـى
المرض النفسي ولكن تعنى الاستعداد للمرض النفسي (كفافي، ١٩٨٢م، ص٤).
"ويعتبر الأنا:هو الجزء المنظم من الهو والذي يتلاءم مع العالم الخارجي ويتضمن الإدراك
والشعور وكذا نواحي الشخصية المرتبطة بالمعرفـة والإرادة وتأكيـد الـذات وضـبط الـدوافع"
(البورت، ١٩٦٣م، ص٧٦).
التعريف الإجرائي لقوة الأنا:
هو مجموع درجات استجابات النزيلات التي ترتبط بأبعاد مقيـاس بـارون (لقـوة الأنـا)
والمستخدم في هذه الدراسة.
التعريف الإجرائي للحدث الجانح:
هو إنسان يتميز بكل ما يتميز به أي إنسان عـادى لـولا ظـروف اجتماعيـة أدت إلـى
الانحراف وسوء التوافق ويعتبر الشخص حدثا جانحا:" إذا صدر عنه فعل يعاقب عليه الـشرع أو
القانون وينكره المجتمع" حيث يتم التقدير طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية على أساس التمييـز أو
عدم التمييز (القحطاني، ١٤٠٨هـ، ص١١). ففي هذه الدراسـة اسـتخدمت الباحثـة مـصطلح
النزيلات بدلا من مصطلح الجانحات لكي يشمل كل فتيات المؤسـسـة نظـر ًا لوجـود فئـة مـن
الفتيات أكبر من السن القانوني المحدد لمصطلح الجنوح.
مفهوم المتغيرات النفسية:
وهى العوامل الداخلية ويقصد بها مجموع الظروف أو العوامل المتصلة بذات الحدث وهى
قد تكون أصيلة تلازم الفرد منذ ولادته ويدخل فيها التكوين الطبيعي للحدث، والوراثـة، والنـوع،
والجنس، والضعف، والخلل العقلي والأمراض العقلية والنفسية وظروف الحمـل والـولادة. وقـد
تكون مكتسبة أي يكتسبها الشخص بعد ولادته مثل الأمراض العقلية التي قد تصيب الفـرد أثنـاء
حياته. وقد اقتصرت الدراسة على بعض من هذه المتغيرات المتصلة بذات الحدث مثـل (العمـر،
والذكاء، والمستوى التعليمي، والمعاملة الوالدية، والترتيب الميلادي)
مفهوم المتغيرات الاجتماعية:
هي العوامل الخارجية البيئية الخاصة والعامة ويقصد بها مجموعة الظـروف والعوامـل
التي تحيط بالحدث في بيئة معينة وتؤثر في سلوكه، وتصرفاته كعلاقاتـه بأسـرته، وأصـدقائه،٨
وجيرانه. وهى لا تقتصر فقط على الظروف المادية الملموسة بل تشمل أيض ًا الجانـب المعنـوي
للبيئة كالثقافة والتعليم والأفكار السائدة. وهذه الدراسة تنحصر على بعض من هـذه المتغيـرات
المتصلة ببيئة الحدث مثل (حجم الأسرة، والمستوى الاقتصادي الاجتماعي، ونوعية البيئة ريفيـة
ـ حضرية"ريفية / حضرية")
مؤسـسة رعاية الفتيات:
هي مؤسـسـة اجتماعية تقوم باستقبال الفتيات المنحرفات وذلـك بعـد أن تـتم جميـع
الإجراءات التي تتخذ بحقهن مثل إجراءات القبول، وإجراءات التحقيق، والمحاكمـة، وإجـراءات
إنهاء الإقامة. وتعتبر مؤسسة رعاية الفتيات بمكة المكرمة ثالث مؤسسة فـي المملكـة العربيـة
السعودية افتتحت عام ١٤٠٥هـ.
حدود الدراسة
تتحدد الدراسة الحالية بالمجالات التالية:
١ـ المجال البشرى: تم تطبيق هذه الدراسة على النزيلات بمؤســسة رعايـة الفتيـات
بمدينة مكة المكرمة.
٢ـ المجال المكاني: مؤسـسة رعاية الفتيات بمدينة مكة المكرمة.
٣ـ المجال الزماني: تم تطبيق هذه الدراسة في الفصل الدراسي الثاني ١٤١٥هـ.
٤ـ المجال القياسي النفسي:
أ - مقياس قوة الأنا (بارون) ترجمة كفافي (١٩٨٢م).
ب- مقياس الذكاء (رافن) وقننه على البيئة السعودية أبو حطب وآخرون (١٣٩٩هـ).
ج- مقياس الاتجاهات الوالدية كمـا يـدركها الأبنـاء مـن إعـداد صـبحي (١٩٧٥م
الصورة أ و ب).
٥ـ استمارة (من إعداد الباحثة) وتتضمن الأبعاد التالية:
أ ـ المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
ب ـ المستوى التعليمي.
ج ـ الاتجاهات الدينية.
الفصل الثاني
(الإطار النظري)
أولا: نبذة موجزة عن مجالات رعاية الأحداث في المملكة العربية
السعودية
ثانيا: المفاهيم:-
١ - مفهوم الأنا
٢ - جنوح الأحداث
٣ - العوامل المؤثرة في انحراف الأحداث
ثالثا: الدراسات السابقة.
- التعليق على الدراسات السابقة
فروض الدراسة
١٠
أولا: نبذة موجزة عن مجالات رعاية الأحداث في المملكـة العربيـة
السعودية:
تقوم المملكة العربية السعودية بتطبيق الشريعة الإسلامية واعتمادها قانون ًا للـبلاد، وقـد
ثبت أن لذلك أثر ًا كبير ًا في انخفاض نسبة الجريمة والجناح إذا ما قورنت بحجم المشكلة في البلاد
الغربية، وحتى في البلاد العربية، وهذا يعود إلى تطبيق شرع االله وما تقوم به المملكة من تنـشئة
أفرادها تنشئة إسلامية، تقوم على قيم ومثل عالية يتمتع بها أفراد المجتمع من سـيطرة العـادات
والتقاليد على سلوك الأفراد.
وقد بدأ الاهتمام برعاية الاحداث بإنشاء دار الأيتام في الرياض في عهد الملك عبدا لعزيز.
وكانت هذه الرعاية تقوم على أهداف واستراتيجيات واضحة ومحددة أهمها:
- أن التنمية الناجحة تتطلب أن يواكب تحقيق الأهداف الاقتـصادية تحـسنا فـي الأوضـاع
الاجتماعية للسكان، وذلك لأن التقدم الاقتصادي والتطور الاجتماعي يعتمد كل منهمـا علـى
الآخر ويعززه.
- الاستمرار في تحويل الموارد المتزايدة للمملكة بأسـرع وقـت ممكـن لتحقيـق التنميـة
الاقتصادية والاجتماعية المتكاملة.
- وعلى ضوء تلك المبادئ الإستراتيجية تحدد الهدف العام في مجال العمل الاجتمـاعي فـي
زيادة نطاق الخدمات الاجتماعية حتى يكون لكبار السن والمصابين بعجز بـدني أو عقلـي
وكذلك الأطفال الذين تفككت أسرهم والأفراد الذين داهم التقدم التكنولوجي أسباب معيـشتهم
ومكانتهم الوظيفية في المجتمع نصيب من الرخاء المتزايد الذي تنعم بـه المملكـة، وأن لا
تظل هناك أية أسرة محرومة من الحصول على ضروريات الحياة.
ويمكن إيجاز أهداف الرعاية الاجتماعية في المملكة في النقاط الآتية:
١ - رعاية الأسرة ومساعدتها في التغلب على المشاكل التي تواجهها في مرحلة التطور التـي
تعيشها المملكة.
٢- رعاية الأحداث المشردين والمهددين بالانحراف وتقويم الاحداث المنحرفين.
٣- رعاية الأيتام.
٤- رعاية المسنين والمعوقين غير القابلين للتأهيل المهني. ١١
وتطورت رعاية الأحداث حيث بدأ الاهتمام بإنـشاء إصـلاحيات الاحـداث عـام ١٩٥٤م
وأنشئت دار واحدة بالرياض تشمل المنطقة الوسطى، وتلاها ثاني مؤسـسـة بالإحساء وتـشمل
المنطقة الشرقية ثم أنشئت ثالث مؤسـسة وهي بمكة المكرمة عام ١٤٠٥هـ وتـشمل المنطقـة
الغربية.
ويمكن استعراض اللائحة الأساسية لمؤسـسات رعاية الفتيات وقواعد الالتحاق بها فيمـا
يلي:
١ - التعريف بالمؤسـسة وقواعد الالتحاق بها:
- مؤسـسة رعاية الفتيات مؤسـسة اجتماعية تنشئها وزارة العمـل والـشئون الاجتماعيـة
وتتولى إدارتها وتنفيذ برامج الرعاية الاجتماعية بها ومتابعتها.
- يلحق بهذه المؤسـسة الفتيات اللاتي لا تزيد أعمارهن عن ثلاثين سنة ممن يصدر بحقهـن
أمر بالتوقيف أو الحبس على أن يراعي بالنسبة لمن دون الخامسة عشرة إن يمضين فتـرة
التوقيف أو الحبس في قسم خاص بهن داخل المؤسـسـة.
٢-إجراءات الإيداع والمحاكمة:
- يتم تسليم الفتاة للمؤسـسة بعد القبض عليها مباشرة وبعد إعداد محضر الضبط ويجـب أن
يتم التحقيق معها داخل المؤسـسـة.
- يتم تسليم الفتاة للمؤسـسـة بموجب نموذج خاص يتضمن البيانات التالية:
أ - اسمها رباعي ًا وعمرها والجهة التي أمرت بتوقيفها.
ب - بيان التهمة المنسوبة إليها أو أسباب التوقيف.
جـ - بيان المستندات المقدمة من أوراق تتعلق بالاتهام وما إلى ذلك.
د- بيان بالأمتعة الشخصية التي في حوزتها عند التسليم.
هـ - تعليمات تتعلق بالاتصال بها أثناء توقيفها في المؤســسـة قـد تراهـا الـسلطات
المختصة لازمة.
ويعتمد هذا النموذج من مديرة المؤسـسة أو من تنوب عنها وتسلم صورة منه لمنـدوب
الجهة التي أحضرت الفتاة.
- يتم حجز الفتيات الموقوفات رهن التحقيق أو المحاكمة في مكان منفصل عن الفتيات اللاتي ١٢
صدرت ضدهن أحكام بالإدانة.
- تعد الأخصائيات الاجتماعيات في المؤسـسة دراسة حالة متكاملة عن الفتـاة التـي تقـدم
للمحاكمة ترفع مع أوراق القضية للقاضي المختص للاستنارة بها أثناء نظر القضية.
- يتم تنفيذ العقوبات التي تصدرها المحاكم بحق الفتيات المنوه عنهن في المادة الثانية داخـل
المؤسـسـة.
- تنظم المؤسـسـة سجلات تدون فيها جميع البيانات الخاصة بالحالات التي تلحق بها علـى
أن تكون هذه البيانات سرية للغاية ولا يرخص بإطلاع أية جهة عليها إلا بإذن مـن وزيـر
الداخلية.
٣ - تنظيم الأمن والحراسة:
- تحدد وزارة العمل والشئون الاجتماعية العدد الذي تراه مناسب ًا لحراسة المؤســسـة مـن
الخارج من بين رجال الأمن بوزارة الداخلية يتم اختيارهم بعناية من المشهود لهم بالتـدين
والاستقامة والسمعة الطيبة ومن ذوي السن المناسبة على أن يرتدوا الملابس المدنيـة ولا
يسمح بتوظيف أو تشغيل رجال مطلق ًا داخل المؤسـسـة.
- تتحدد مسئولية موظفي وزارة الداخلية في حراسة مدخل ومبنى المؤسـسـة من الخـارج
فقط.. وفي مرافقة الفتاة إذا دعت الضرورة إلى انتقالهـا خـارج المؤســسـة علـى أن
تصطحبها مشرفة من قبل المؤسـسـة.
- لا يسمح بدخول المؤسـسـة أو الخروج منها إلا عن طريق بوابة رسمية تخـصص لهـذا
الغرض.
٤ - برامج الرعاية داخل المؤسـسـة:
- تقوم المؤسـسة بتوفير أماكن الإقامة المناسبة للفتيات اللاتي يلتحقن بها وتـأمين الغـذاء
والكساء لهن أسوة بما هو متبع في الدور الاجتماعية الأخرى ويراعي فـي اختيـار مبنـى
المؤسـسـة إن يكون صالح ًا للأغراض التي أنشئت لتحقيقها.
- تقوم المؤسـسـة لتنظيم برامج داخلية تكفل تحقيق أوجه الرعاية:
أ - التربية الدينية.
ب - الخدمة التعليمية والثقافية. ١٣
جـ - الخدمة الاجتماعية.
د - الرعاية النفسية.
هـ - الرعاية الطبية.
و - التدريب على أعمال أو مهن وحرف مناسبة تفيد الفتيات بعد خروجهن مـن الـدار
ويتولى تنفيذ هذه البرامج موظفات مؤهلات تأهي ًلا كافي ًا في طبيعـة العمـل يـتم
تعيينهن ضمن ميزانية وزارة العمل والشئون الاجتماعية.
- تقوم المؤسـسة بتهيئة الفتاة أثناء إقامتها فيها وتكييفها لتعود لأسرتها مـستقيمة وكـذلك
تهيئة الأسرة لاستقبال الفتاة والتعايش معها بصورة تؤدي إلى استقامتها وصلاحها.
- تدير المؤسـسـة مديرة مؤهلة في مجال العمل ويعاونها جهاز إداري وجهاز فني وفق ًا لما
تحدده التعليمات التي يصدرها وزير العمل والشئون الاجتماعية تنفيذ ًا لهذه اللائحة.
- تصرف مكافأة شهرية للعاملات في المؤسـسة يحددها وزير العمل والـشئون الاجتماعيـة
بحيث لا تزيد عن ٢٥% من الراتب على إن لا تقل عن ١٥٠ ريال.
٥ -انتهاء الإقامة بالمؤسـسـة:
- تنتهي إقامة الفتاة في المؤسـسـة في الحالات الآتية:
أ - إذا انتهى التحقيق إلى عدم إدانتها وتقرر إطلاق سراحها.
ب - إذا صدر حكم ببراءتها من الاتهام الذي تم توقيفها بسببه.
جـ - إذا انتهت مدة محكومتيها طبق ًا لما قضي به الحكم الصادر بحقها.
- استثناء من الفقرة (جـ) للمادة السابقة يجوز استمرار إبقاء الفتاة بموافقتها أو ولي أمرهـا
في المؤسـسة لمدة أخرى بقرار من وزير العمل والشئون الاجتماعية إذا اتضح من دراسات
المختصات بالمؤسـسة إن الفتاة لا تزال بحاجة إلى مزيد من التوجيه والرعاية.
- تقوم المؤسـسة أثناء إقامة الفتاة فيها وقبل خروجها بتوثيق الصلات والـروابط العائليـة
بينها وبين أسرتها كما تقوم المؤسـسـة بعد خروجها منها بتقديم خدمات الرعاية اللاحقـة
لها ومتابعة حالتها لاستكمال تكييفها في المجتمع.
- يصدر وزير العمل والشئون الاجتماعية تعليمات تنفيذ اللائحة. (وكالة الوزارة، ١٩٨٤م). ١٤
ثاني ًا: المفاهيم:
١ - مفهوم الأنا:
تناول الكثير من علماء النفس مفهوم الذات بالشرح والتفسير إلا أنه حتى اليوم لا يوجد ثمة اتفاق
بينهم على مفهوم بعينه عن الذات. كذلك لازال الجدل قائم ًا بينهم حول مصطل Ego, Self أو
الذات والأنا وغالب ًا ما يستخدم الأنا ليقابل اللفظ الإنجليزي Ego ويـستخدم مـصطلح الـذات أو
النفس ليقابل مصطلح Self وأحيان ًا يستخدم علماء النفس هذين المصطلحين بشكل تبادلي ليشيروا
إلى معنى واحد (أبو زيد،١٩٨٧م، ص١١).
تعتبر الأنا عند فرويد هي الجزء المنظم من الهو الذي تغير نتيجة تأثير العـالم الخـارجي
فيه تأثير مباشر بواسطة جهاز الإدراك والشعور بالإضافة إلى تأثير البدن ذاته فـض ًلا عـن دور
التعليم، والنضج في نموه كما أن التوحد من المفاهيم الهامة في عملية تكوينه.(البورت،١٩٦٣م،
ص٧١).
أشار هول ولندزي (١٩٧١م) إلى أن بروتسي Bertocciأستخدم مصطلح الذات "ليشير
إلى مفهوم الأنا كما أستخدمه فرويد ويرى أن الذات هو نشاط موحد مركب للإحـساس والتـذكر
والقصور والإدراك والحاجة والشعور والتفكير" (ص٦٠٥).
"والذات" هي المنطقة الشعورية من الشخصية التي تحاول التعبير عن رغبات الذات الدنيا
ld وإشباعها وإشعارها بالرضا وذلك في ضوء عاملين عامين هما: الواقع الخارجي للإنسان بما
يشتمل عليه ذلك الواقع من قيم وعادات وتقاليد. وكذلك في ضوء ما تشتمل عليـه الـذات مـن
مكونات عقائدية وقيمية. بينما يعرف يونج Yung "الأنا" Ego على أنها العقل الشعوري وهـو
يتكون من المدركات الشعورية والذكريات والأفكار والوجدانات وهو مسئول عـن شـعور الفـرد
بهويته واستمراريته كما أنه مرتبط بمنطقة اللاشعور الشخصي. ويعرف مورفي "الأنا" بأنها جهاز
للأنشطة المعتادة التي تدعم الذات أو تحميها مثل دفاعيات التبرير والتعويض وغيرهـا (فـالون،
١٩٤٦م).
"كما يبسط مفهوم "الذات" المجموع الكلى لكل ما يستطيع الإنسان أن يدعي أنه له جسـده
وسماته وقدراته، فممتلكاته المادية، وأسرته، وأصدقاؤه وأعـداؤه، وهواياتـه، والكثيـر
غـير ذلك" (فالون، ١٩٤٦م، ص٥٥٩). ١٥
هذا وتستمد "الأنا" طاقتها النفسية التي تصدر عن الهو وتشمل الأنـا نـواحي الشخـصية
المتصلة بالإدراك الحسي والتفكير والمعرفة والشعور والإرادة وتأكيد الذات وهى المـشرفة علـى
أفعالنا الإدراكية ومن أهم وظائفها الدفاع عن الشخصية وتوافقها مع البيئـة، وتنظـيم الـسلوك
وضبط الدوافع ومن وظائف "الأنا" الرئيسة التوسط بين مطالب الهو ومطالـب البيئـة الواقعيـة
(البورت، ١٩٦٣م، ص٧١).
ويضيف البورت (١٩٦٣م) إلى إن الذات تستمد بناءها ووظيفتها من (الهو)، ومـن ثـم
فهي مشتقة منها "والذات" تسمح في بعض الأحيان "للهو" بأن تستخدم طاقتها للاستجابة لمتطلبات
البيئة. وفي ضوء متطلبات العالم الخارجي، وكذلك المتطلبات الغريزية "للهو" تقوم الذات بعملية
مواءمة مستمرة بين مطالب "الهو" ومطالب الواقع الخارجي.
ويرى زهران (١٩٧٧م، (ب) أن الأنا هو مركـز الـشعور والإدراك الحـسي الخـارجي
والإدراك الحسي الداخلي، والعمليات العقلية للفرد، وهو المشرف على جهازنا الحركـي الإرادي،
ويتكفل "الأنا" بالدفاع عن الشخصية، ويعمل على توافقها مع البيئة وإحداث التكامل وحل الـصراع
بين مطالب "الهو" وبين مطالب "الأنا الأعلى" وبين الواقع. فالأنا له وجهـان، وجـه يطـل علـى
الدوافع الفطرية والغريزية في "الهو"، وآخر يطل على العالم الخـارجي عـن طريـق الحـواس
ووظيفته هي التوفيق بين مطالب الهو والظروف الخارجية إليه كمحرك منفذ للشخـصية. ويعمـل
"الأنا" في ضوء "مبدأ الواقع". ويقوم من أجل حفظ وتحقيق قيمة الـذات والتوافـق الإجتمـاعي.
وينمو "الأنا" عن طريق الخبرات التربوية التي يتعرض لها الفرد من الطفولة إلى الرشد، ويقترب
"الأنا" Ego في نظرية التحليل النفسي من الذات Self في نظرية الذات. ولكن من بين صفات الأنا
أن جزء ًا منه يدفعه ويلاحظه ويعاقبه أجزاء أخرى. ويربط فرويد الأنا بباقي أجزاء الجهاز النفسي
وهى الأنا الأعلى و "الهو".
بينما تعتبر نظرية الذات أن الذات هي حجر الزاوية في الشخصية وأنها جوهرها. وعلـى
أي حال فإن فرويد ينظر إلى الأنا على أنه قائد ديناميات الشخصية، وقد استخدم يـونج Yung
1953 مصطلح "الأنا" Ego قاصدا به الشعور أو العقل الواعي الـذي يتكـون مـن المـدركات
والذكريات والمشاعر الواعية، أي أنه يعتبره مركز الجزء الشعوري من الشخصية. وهو ينظر إلى
"الذات" Self على أنها تشمل ما هو شعوري وما هو لاشعوري وأنها الجهاز المركزي للشخـصية
الذي يضفي عليها وحدتها وتوازنها وثباتها وأنها هدف الحياة، وأنها تحرك وتنظم السلوك. ١٦
وقد فصل يونج "أنا" لاشعوري وأطلق عليه اسم الظل Shadow، وهذا بغوص بعمق فـي
اللاشعور حيث له نموذج أصلي Erchetype ويضيف يونج إلى أن الدوافع ودفعـات النمـوذج
الأصلي المكبوتة تكون بدائية غير متكيفة وسالبة ومن ثم فهي تهدد الشخصية، وإذا اصطدمت مع
التوافق مع الواقع ظهرت في شكل أعراض عصابية.
وظائف الأنا النفسية:
تتلخص وظائف "الأنا" النفسية في الارتفاع بالعمليات التي تجري في "الهو" إلى مـستوى
دينامي أعلى (وربما يتم ذلك بتحويل الطاقة المتحركة بحرية إلى طاقة مقيدة، وهى الحالـة التـي
تناسب حالة قبول الشعور). وتتلخص وظيفة "الأنا" الإنشائية في إدخاله، بين مطلب الغريزة وبين
العمل الذي يشبعها، نشاط ًا عقلي ًا يحاول بعد تقدير الظروف الحاضرة والخبرات السابقة أن يسحب
النتائج التي ستترتب على هذا العمل مستخدم ًا في ذلك بعض الأعمال التجريبية. ويصل "الأنا" بهذه
الطريقة إلى قرار فيما إذا كان من الواجب تنفيذ محاولة الإشباع، أو تأجيلها، أو فيمـا إذا كـان
الأمر لا يلزم قمع مطلب الغريزة قمع ًا تام ًا باعتبار أنه أمر خطير (وهذا هو "مبدأ الواقع"). فكما أن
الحصول على اللذة هو الأمر الذي يوجه الهو على الإطلاق، فإن اعتبارات الـسلامة هـي التـي
تسيطر على "الأنا". وقد أخذ "الأنا" على عاتقه العمل على حفظ الذات، وهو أمر يهمله "الهو" فيمـا
يبدو. ويستفيد "الأنا" من إحساسات القلق باعتبارها إشارة تنذر بالأخطار التي تهدد تكامله. ولمـا
كان من الممكن أن تصبح الذكريات شعورية مثل الإدراكات الحـسية،وخاصة إذا ارتبطـت هـذه
الذكريات ببقايا بعض الألفاظ، فإنه من المحتمل أن يحدث شيئ من الغموض قد يؤدى إلى حـدوث
الخطأ في إدراك الواقع. ويحمى "الأنا" نفسه من ذلك بإنشاء وظيفة تكون مهمتها "اختبار الواقـع".
وتتوقف هذه الوظيفة أثناء الأحلام بسبب الظروف التي تسود حالة النوم. ويتعرض "الأنـا" أثنـاء
كفاحه لحفظ ذاته في عالم مملوء بالقوى الساحقة إلى كثير من الأخطار التي تصدر ً أولا عن العالم
الخارجي. ولا تصدر هذه الأخطار عن العالم الخارجي فقط، بل تصدر عن "الهـو" نفـسه أخطـار
مماثلة، وذلك لسببين مختلفين. فأ ًولا، من الممكن أن تكون الشدة المفرطة لإحدى الغرائـز سـببا
لإلحاق الضرر بالأنا مثلما يضره المنبه المفرط الصادر من العالم الخارجي. وحق ًا إن هذا الإفـراط
لا يمكن أن يقضى على "الأنا"، ولكنه يستطيع أن يقضى على نظامه الـدينامي الخـاص بـه، وأن
يرجعه إلى حالته الأولى فيجعله قسما من أقسام "الهو". وثاني ًا، من الممكن أن يكون في ذاته أمر ًا
لا يمكن احتماله، قد يؤدى أخطار في العالم الخارجي، وبذلك يصبح المطلب الغريزي الذي من هذا
النوع خطر ًا في ذاته. "فالأنا"، إذن، إنما يحارب في جبهتين: فهو يدافع عن وجـوده ضـد العـالم١٧
الخارجي الذي يهدده بالفناء، وضد العالم الخارجي الذي يرهقه بالمطالب المفرطة. وهـو يتخـذ
نفس وسائل الوقاية من كل من هذين العدوين، ولكن دفاعه ضد العدو الداخلي غيـر كـاف علـى
وجه خاص. وبما أن "الأنا" كان في الأصل متحد ًا مع هذا العدو، وكان يعيش معه في اتفاق تـام،
فإنه يجد صعوبة عظيمة جد ًا في اتقاء الأخطار الداخلية. وتستمر هذه الأخطار الداخلية تهدد الأنـا
حتى في الحالات التي يمكن فيها كبح جماحها مؤقت ًا (فرويد، ١٩٨٦م، ص ١٢٧ ـ ١٢٨).
قوة الأنا:
"قوة الأنا " Ego strength هي الركيزة الأساسية في الـصحة النفـسية Mental
Hygeine. ويستخدم أحيان ًا مصطلح "قوة الأنا" كبديل أو مرادف لمـصطلح "الثبـات الإنفعـالى"
Emotional Stability "وقوة الأنا" تشير إلى التوافق مع "الذات" ومع المجتمع عـلاوة علـى
الخلو من الأعراض العصابية، والإحساس الإيجابي بالكفاية والرضا. "وقوة الأنـا" هـي القطـب
المقابل للعصابية Neuroticism حيث يرى كثير من العلماء أن هناك متص ًلا يقع في أحد أطرافه
قطب "الأنا" في حين يقع في الطرف المقابل قطب العصابية، وهذا يشير إلى أن العصابية لا تعنى
المرض النفسي، ولكن تعنى الاستعداد للمرض النفسي. فقد يحصل فرد ما على درجة عالية فـي
مقاييس العصابية، ولكن لا يضطرب سلوكه، ولا يصاب بالمرض النفسي أو العـصاب لأن حياتـه
سارت هينة لينة، ولم يتعرض فيها لضغوط أو توترات شديدة. والعصاب Neurosis هو التفاعـل
بين العصابية، وهو الاستعداد للعصاب، وبين المواقف العصبية الضاغطة: وهى المنـاخ النفـسي
المناسب لنمو المرض. وكلما زاد نصيب الفرد من العصابية كانت كمية الضغوط اللازمة لإحـداث
العصاب قليلة والعكس صحيح فأصحاب التقديرات المنخفضة في العصابية(وهم أصحاب التقديرات
المرتفعة في "قوة الأنا" باعتبارها الطرف المقابل في المتصل) لا يصابون بالعصاب إلا إذا تعرضوا
إلى ظروف بالغة العنف، وإذا كان صاحب الدرجة العالية على قطب "قوة الأنا" قد يصاب بالعصاب،
فإن رصيده من "قوة الأنا" يساعده على التحسن والشفاء بسرعة. وهذه هـي الفكـرة الأساسـية
وراء تصميم مقياس "قوة الأنا". ولمقياس "قوة الأنا" مهمتان رئيستان الأولى هـي قيـاس "قـوة
الأنا"، أي قدرته على القيام بوظائفه أو "قوة الأنا" كمتغير في الشخصية. والثانية هي التنبؤ بمدى
نجاح العلاج النفسي، حيث يمكن التنبؤ من خلال الدرجات على المقياس بمـدى فاعليـة العـلاج
وجدواه، وذلك بناء على قياس الاختبار "لقوة الأنا" الكامنة عند المـريض، وكلمـا زادت درجـة
المريض على المقياس، زاد احتمال شفائه، وقصرت مدة العلاج. وعلى ذلك فإن مقيـاس بـارون١٨
"لقوة الأنا" بجانب قياسه "لقوة الأنا" كمتغير في الشخصية يعد مؤشر ًا تنبؤي ًا لمآل العلاج النفـسي
Prognosis (كفافي، ١٩٨٢م).
بين الأنا ومفهوم الذات:
كثيرا ما يخلط الباحثون بين مفهوم الأنا ومفهوم الذات. ومن أجل تلافي هذا الخلط الـذي
يحدث عادة عند استخدام كلا المفهومين في الكتابات النفسية يلزم إيضاح المفاهيم التي لها علاقة
بمفهوم الأنا ومفهوم الذات:ـ
درج بعض الباحثين على استخدام كلمة "الأنا" للدلالة على مجموع العمليات النفسية بينمـا
يشير تعبير "الذات" إلى ما يكونه الفرد عن نفسه من مفهومات مختلفة.
ويرد مفهوم الذات في الدراسات النفسية بمعنيين رئيسين هما:ـ
أ ـ الذات كموضوع Self-as-Object:
ويقصد بها هنا اتجاهات الفرد ومشاعره ومدركاته وتقييمه لنفـسه كموضـوع، وبمعنـى
آخر، يدل مفهوم الذات كموضوع على أي فكرة يكونها الفرد عن نفسه.
ب ـ الذات كعملية Self-as-Process:
ويقصد بها أن الذات "فاعل" تتكون من مجموعة من العمليات كالتفكير والتـذكر والإدراك
ويعقب (هول) على ذلك بأنه لا توجد نظرية حديثة للذات تعترف بوجود وسيط أو عامـل Agent
نفسي أو شبيه داخلي Lnner manikin ينظم الفرد، فالذات، سـوا ء اعتبـرت موضـوع ًا أو
عملية فإنها ليست إنسان ًا صغيرا داخل الفرد بل هي تشير إلى موضوع العمليات النفسية أو تلـك
العمليات نفسها، فالذات ليست مفهوم ًا فلسفي ًا أو ديني ًا وإنما هي مفهوم يقع داخـل دائـرة علـم
النفس العلمي. (هول ولندزى، ١٩٧١م).
ويوضح لابين وبيرث (١٩٨١م) بأن كومبس Combs يذكر أن هناك خلط ًا كبيـر ًا بـين
مفهوم الذات Self-Concept والوصف الذاتي أو التقرير الذاتي Self-Report لدرجة أصبحت
فيها المئات من الدراسات التي أجريت بهدف دراسة مفهوم الذات يرغب الفرد فـي قولـه عـن
نفسه، ومن ناحية أخرى يعتبر التقرير الذاتي وصف ًا لما يقرره الفرد عن نفسه لشخص آخر غيره
كما أنه يمثل ما يكون عليه الفرد وما يقوله عن نفسه واللذان يتأثران بالتأكيـد بمفهـوم الـذات.
ولكي يكـون التقرير الذاتي للفرد قري ًبا من مفهـوم الذات الحقيقي فمن المفترض ـ على الأقـل
ـ أن يعتمد هذا التقرير على العوامل التالية:ـ ١٩
١ ـ وضوح الوعي لدى الفرد.
٢ ـ إمكانية توافر الرموز الكافية للتعبير.
٣ ـ استعداد الفرد للتعاون.
٤ ـ التوقع الاجتماعي.
٥ ـ شعور الفرد بالوفاء بمتطلباته الشخصية.
٦ ـ شعور الفرد بالتحرر مما يهدده بالخطر.
ونعرض فيما يلي لبعض الآراء المختلفة عن تعريفات "الذات" و"الأنا"وسوف نتبين ـ مـن
خلال هذا العرض الموجز ـ أنه لا يوجد اتفاق عام على استخدام مفهوم معين بين الباحثين" حيث
يميز سيموندز Symonds بين "الأنا" و "الذات" فيع رف "الأنا" وفق ًا لمفهوم التحليل النفسي بأنها "
مجموع عمليات الإدراك، والتفكير، والتذكر المسئولة عن العمل من أجل إشباع استجابة البواعـث
الداخلية. ويعرف "الذات" بأنها الأساليب التي يستجيب بها الفرد لنفسه، والذات في رأيه تحتـوي
على أربعة جوانب:
أ ـ كيف يدرك الفرد نفسه.
ب ـ ما يعتقده أنه نفسه.
جـ ـ كيف يقيم نفسه.
د ـ مجموعة الأساليب المختلفة التي يستخدمها الفرد لتعزيز نفسه أو الدفاع عنها.
ويعتقد سيموندز بأن هناك تفا ًعلا بين الأنا والذات.
كما يميز لندهولم Landholm بين الذات الذاتية والذات الموضوعية. فالذات تتكون من
الرموز ـ الكلمات مثلا ـ التي يع ي الفرد نفسه من خلالها. والـذات الموضـوعية تتكـون مـن
الرموز التي يصف الآخرون الفرد من خلالها، أو بمعنى آخر تعني الذات الأولى ما يعتقده الفـرد
في نفسه بينما تعني الثانية ما يعتقـده الآخـرون فـي الفـرد. (هـول ولنـدزى، ١٩٧١م، ص
(٦٠٣ـ٦٠١
في حين يقدم ألبورت Allport ما أسماه بالذات الممتدة المميزة الموحدة Propriuym
"وهـــى ذات تشتمل على جوانب الشخصية المختلفة التي تعمـل على إيجـــاد الوحـــدة
الداخليـــة للفـــرد وتعطي له شخصيته المتميزة" (١٩٦٣م، ص٧٦). ٢٠
وأشار الأشول (١٩٦٨م) إلى أن ستانلى كوبر سميث S.Coper,Smith عـ رف الـذات
بأنها "تجريد السمات والخصائص والقدرات والموضوعات والأنشطة التي يمتلكها وينتجها، وهـذا
التجريد يتمثل في الرمز "ياء المتكلم" والتي هي فكرة الفرد عن ذاته نحو ذاته" (ص٦٣).
وأوضح لا بين وبيرث (١٩٨١م) بأن ليفين Lewin يرى أن مفهوم الذات يعـد بمثابـة
المنطقة الروحية التي تحدد المعتقدات الحالية تجاه النفس، ويؤكد شـريف وكانتريـل Sherif
and Cantril على أن الذات شيء يدرك بالحواس، أما الأنا فهي عبـارة عـن سلـسلة مـن
العمليات المتعاقبة. ويتصور كل منهما أن "الأنا" مجموعة من الاتجاهات التي تتـضمن التفـسير
الشخصي عن القيم والشعور الجدير بالتقدير ولم يميز شريف وكانتريل ما يقصدانه بـأن الـذات
شيئ يدرك بالحواس.
كما أوضح هول ولندزي (١٩٧١م) بأن الذات عند ساربين Sarbin تعتبر بنـا ء معرفي ًـا
من أفكار الفرد عن مختلف جوانب وجوده، ويستخدم ساربين تعبير "الذات" و "الأنا" للدلالة علـى
معنى واحد. كما أن شين Chen حاول إيجاد صياغة موحدة "للأنا" و"الـذات" التـي "لا يعتبرهـا
موضوع ًا للوعي ـ كالجسد ـ بل يشير إلى أنها محتو له وليس لها وجود واقعـي خـارج هـذا
الوعي، ولا تؤدي الذات أي عمل لأن ذلك من شأن "الأنا" التي تمثل بناء واقعي ًا ومعرفي ًـا ينـتظم
حول الذات. أما ميد Mead فأنه عرف الذات بأنها "موضوع للـوعي أكثـر منهـا نطاق ًـا مـن
العمليات، ويضيف إلى أنها ذات اكتسبت اجتماعيا ولا يمكن لها أن تنشأ إلا في ظروف اجتماعيـة
حيث توجد اتصالات اجتماعية" (ص ص٦٠٨-٦٠٧).
وأشار غنيم (١٩٧٥م) إلى أن كوفكا Kofka "لا يميز بين الذات والأنا بل يجعـل الـذات
جوهر الأنا ومركزها، ويعتبرها أقل امتدادا منها وتتضمن دوافع ذات أهمية كبيـرة" (ص ٦٨٥ ـ
.(٦٨٦
كما أشار أبو زيد (١٩٨٧م) إلى أن نيوكومب New-Comb ميز بين مفهـومي "الـذات
والأنا" على أساس "الطريقة التي يتم بها إدراك الذات كغاية أو وسيلة، فالذات تعني إدراك الفـرد
بقدراته وتدريبه وتحصيله كوسائل بينما ترجع "الأنا" إلى نوع أكثر تحديدا مـن إدراك الـذات، أي
الذات كقيمة ُتحفظ ُوتعظم" (ص٨٩).
أما زهران (١٩٨٠م) فانه أوضح بأن فرنـون Vernon يؤكد على "نظريـة الذات التي
يتزعمها روجرز ويرى لها أهمية بين الكثير من النظريات المتعلقة بالذات والتي قام باستعراضها ٢١
ويقدم عدة مستويات مختلفة عن الذات تشتمل على "ذات اجتماعية، وخاصة، وبـصيرة وعميقـة"
(ص٨٦).
كما يضيف زهران (١٩٧٧م(أ) بأن فرنون يشير إلى أهمية القوى الدافعية الداخلية والتي
تحفز إلى تحقيق الذات التي تعبر عن نفسها في شكل يسعى لتأكيدها وتحقيقها. والمقـصود مـن
تأكيد الذات هنا هو تحقيق أهداف الفرد بينما يعني تحقيق الذات جعل مفهوم الذات أمر ًا واقعي ًا.
هذا ويع رف زهران (١٩٧٧م (ب) مفهوم الذات بأنه "تكوين معرفي منظم موحـد ومـتعلم
للمدركات الشعورية والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات يبلوره الفرد ويعتبره تعريف ًـا نفـسي ًا
لذاته"(ص٧٣).
ويقدم إسماعيل (١٩٨٤م) تعريفا للذات بأنها "ما يك ونه الفرد عن نفسه باعتبـاره كائن ًـا
بيولوجي ًا اجتماعيا ومصدر ًا للتأثير والتأثر بالنسبة للآخرين"(ص٣).
وبإمكاننا ـ بعد هذا الاستعراض السريع لعدد من التعاريف المختلفة للذات أن نوجز النقاط
البارزة التالية:
١ ـ رغم اختلاف الباحثين في الرأي حول مفهوم "الذات" و "الأنا" فإن الأغلبية منهم قد أكـدوا ـ
بطريقة أو بأخرى ـ أن ما يقصدونه بالمفهومين ـ هو إلى حد ما ـ وثيق الصلة بالسلوك
الفردي أو السلوك الموجه الذي تحركه الدوافع (غازدا و كورسينى، ١٩٨٦م، ص٦٨٦).
كما يضيف عبد الخالق (١٩٨٣م) بعض النقاط التي تتمثل فيما يلي:
٢ ـ يغ لب على كثير من التعاريف تأكيدها على أن مفهوم "الذات" يعنى الموضـوع، والعمليـة،
والأنا الشخصية، أو جزء ًا منها.
٣ ـ يوجد عدم اتفاق بين الباحثين في كيفية استخدام تعبيري "الذات" و "الأنا" والتمييز بينهمـا،
وصعوبة وصف طبيعة الذات وتحديد مفهومها بدقة.
٤ ـ يعود تنوع تعاريف "مفهوم الذات" وتنوع معانيه إلى التطور والنمو ّ اللذين طرأ على دراسـة
"مفهوم الذات" لدى الكثير من المنظرين وإلى اختلاف منظوراتهم ويعود أيـض ًا إلـى كـون
تعريف كل باحث تعبير ًا عن اتجاهه الخاص وانتمائه لنظرية معينة.
٥ـ لا يعنى اختلاف الباحثين إلى خطأ بعضهـم وإصابة البعض الآخـر. وذلك أن تعريـف أي
مصطلح أو مفهوم ـ كما يرى جيلفورد Guilford أمر اختياري تحكمىArbitrary. ٢٢
٢ – جنوح الأحداث:
المفهوم اللغوي لجناح الأحداث:
"تشير كلمة "جنح" في قاموس اللغة العربية إلى معنى "مال" والجناح (بالضم) هـو الميـل
إلى الإثم، وقيل:هو الإثم عامة، والجناح: ما تحمل في الهم والأذى، وأصل ذلك من الجناح، الـذي
هو الإثم. وقال أبو الهيثم في قوله تعـالى: و َلا جناح ع َلي ُك م فِ يما عر ضتم ِبِه ِم ـن خِ ْطب ِـة
الن ساء َأ و َأ ْكن نت م فِي َأ ُ نف ِس ُك م عِل م ال ّله َأن ُك م ست ْ ذ ُك ر ون ه ن و َل ِـكن َّلا ت و ِ اع د وه ن ِس را ِإ َّلا َأن
ت ُق ُول ْوا َق ولا ً معروف ًا (البقرة ٢٣٥) والجناح هو الجناية والجرم أي لا إثم عليكم ولا تضييق".
(إبن منظور، د.ت: ج، ص ص٦٩٦ ـ ٦٩٨).
"أما كلمة "حدث" فتعني ال ُّفتى السن، ورجل حدث أي شاب ـ فإن َّذكرت قلت: حديث السن،
وهؤلاء ُغلمان حدثان أي أحداث ـ وكل فتى من الناس والدواب والإبل حدث والأنثى حدثة" (ابـن
منظور، د.ت:ج٢، ص٧٩٧).
ويعنى مصطلح Delinquency في اللغة الإنجليزية، "التقصير والإثم والجنوحية (نزعـة
نفسية إلى الجنوح وانتهاك القانون) ونجد لهذا المصطلح ترجمة باللغة العربية، كالسلوك الجـانح
(المنحرف) وجناح الأحداث وجناح الصغار أو انحـراف الـصغار وانحـراف الأطفـال وجميعهـا
مترادفات لغوية تشير إلى المعنى نفسه" (البعلبكي،١٩٨٤م، ص٢٨٥).
نخلص من هذه التعاريف اللغوية إلى أن انحراف الأحداث أو جنوحهم يعنى ارتكاب صغير
السن للآثام والجرائم أو سلوكيات جانحة.
مفهوم الجريمة وانحراف الأحداث في الشريعة الإسلامية:
يختلف مفهوم الجريمة في الشريعة الإسلامية عن المنظورات الوضـعية سـواء أكانـت
نفسية أو اجتماعية أو قانونية، ويبرز هذا الاختلاف في عدة جوانب، فالقانون الجنائي الوضـعي
يتسم بأنه تشريع بشرى قاصر وغير دقيق بينما نجد الأحكام الشرعية التي أنزلها االله تتـسم فـي
منطقها وواقعيتها بالكمال، والسمو، والدوام. لأن قدرة الخالق وعظمته متجلية فيها ومحيطة بمـا
كان وما هو كائن، ومن ثم جاءت مشتملة على كل ما يـضمن للبـشرية سـعادتها فـي الحـال
والاستقبال، والتشريع الإلهي ليس في حاجة إلى تعديل أو تغيير لقواعده وأحكامه ونصوصه كلمـا
تطور أو تغير المجتمع، أو استجدت أشياء لم تكن موجودة من قبل، ويعود هذا إلـى كـون تلـك٢٣
النصوص والقواعد العامة مرنة بحيث تتسع لحاجات البشر مهما تبدلت الأمم أو تعاقبت الأزمـان
(عودة، د.ت، ج١).
"فالشريعة ـ وفقا لهذا المفهوم ـ أوسع من القانون الوضعي نطاقا وأقدر علـى ملائمـة
الزمن ومسايرة التطور فهي تضم في دائرتها كل الأفعال الآثمة سواء ورد فيها نص من كتاب االله
أو سنة رسوله أو داخلة في مقاصد الشريعة" (النواوى، ١٩٧٠م، ص٤).
وقد أشار أبو زهرة (د.ت، ص٢٤) بأنه ورد في القرآن الكـريم لفـظ "إجـرام "مجـرم
"مجرمون "أجرم" ورد في القرآن الكريم في ستة وستين موضـعا فـي مختلـف الـسور وهـى
مشتقــة من الفعــل "جــرم" ونذكر على سبيل المثال بعضا من تلك الآيات منها قوله تعالى:
و َل َق د َأ ر س ْلنا ِمن َقبل ِك ر سل ًا ِإ َلى َق وِمِه م ف َ جاؤ وهم ِب ْالبين ِ ات ف َانت َق منا ِم ن َّالـذِ ين َأ ج رمـوا
و َك َ ان حقا ع َلينا ن ر ْال م ؤمِن ين (الـروم ٠٤٧) وقولـه تعـالى: أ َ َفن جعـل ُ ْال م ـسِل ِم ين
َك ْالم ج ِرِم ين (القلم ٠٣٥)
" وكلمة "جرم" تعني كسب وقطع ويقصد بها الكسب المكروه وغير المستحسن، ومن ذلك
قوله تعالى: ويا َق وِم َلا ي ج ِرمن ُك م ِش َق ِاقي َأن ي ِص يب ُكم م ْث ُل ما َأ ص اب َق وم نوحٍ َأ و َق وم ه ٍود
َأ و َق وم صال ٍ ِح وما َق وم ُلوطٍ م ُ نكم ِببِع ٍ يد (هود ٠٨٩)
أي لا يحملكم حملا آثما شقاقي ومنازعتكم لي على أن ينزل بكم عذاب شديد، كمـا نـزل
بمن سبقوكم ممن شاقوا أنبياءهم. وفي ضوء ما ورد في الآيات الكريمة يمكن القول بـأن كلمـة
"جريمة" تطلق على ارتكاب كل ما هو مخالف للحق والعدل والطريق المستقيم.
وتعرف الجريمة ـ من الوجهة الشرعية الإسلامية ـ بأنها "محظورات شرعية زجـر االله
عنها بحد أو تعزير" وتوصف المحظورات بأنها شرعية لأنها مقيدة بـنص شـرعي يـستند إلـى
القرآن الكريم، أو السنة النبوية أو كليهما معا وبمعنى آخر "فالجريمة إتيان فعل محـرم معاقـب
على فعله أو ترك فعل واجب معاقب على تركه أو هي فعل نصت الشريعة على تحريمه والعقـاب
على فعله أم ترك لشيئ نصت الشريعة على وجوبـه والعقـاب علـى تركـه(عـودة، د.ت، ج١،
ص٦٦).
وكثيرا ما يعبر الفقهاء عن الجريمة بلفظ الجناية وبدون التعرض لجدل الفقهاء حول لفـظ
الجناية وما تعنيه أو قصره على بعض الأشياء دون الأخرى يمكن القول بأن لفـظ الجنايـة فـي٢٤
الاصطلاح الفقهي مرادف للفظ الجريمة ويرجع الخلاف أساسا إلى كون الجناية في الـشريعة ـ
يقصد بها الجريمة أيا كانت درجة الفعل من الجسامة. أما الجناية في القانون الجنـائي فتقتـصر
على الجريمة الجسيمة دون غيرها (عودة، د.ت، ج١).
كما أن الجريمة في التشريع الإلهي لها جزاء لأن الشارع قرر عقاب ًا لكـل مـن يخـالف
أوامره ونواهيه وهذا العقاب إما أن يكون دنيويا ينفذه الحاكم وأولو الأمر وأما أن يكـون تكليفـا
دينيا يكفر به الإنسان عما ارتكبه في حق االله، وأما أن يكون عقابا أخرويا يتولى تنفيذه الخـالق
سبحانه وتعالى إلا أن يتوب توبة صادقة فيتقبلها االله منه (أبو زهرة، د.ت، ص٢٥).
وفي ظل التعريف السابق للجريمة ـ من وجهة نظر الإسلام ـ يمكـن صـياغة مفهـوم
السلوك الجانح بأنه (المحظورات الشرعية التي يرتكبها الأحداث في سن حداثتهم الشرعية والتـي
إذا ارتكبها البالغون اعتبرت جرائم يعاقب عليها بالحد أو التعزير).
"ويقصد بمفهوم الحداثة سن المسئولية الجنائية والتي تتجه أغلب الدول ـ فـي الوقـت
الحاضر ـ إلى تحديده بالثامنة عشرة، ومن منطلق الآية الكريمـة قولـه تعـالى: وِإ َذا ب َلـغ َ
ال َ ْأ ْط َف ُ ال ِم ُ نك م ْال ح ُل م ف َ ْلي ست ْأ ِذنوا َك ما است ْأ َذ َن ال ِ َّذ ين ِمن َقبِل ِه م ك َ َذل ِك يبي ن ال َّله َل ُك م ي ِات ِـه
وال َّله عِل يم ح ِك يم (النور ٠٥٩) وحديث الرسول صلى االله عليه وسلم "رفع القلم عن ثلاثـة
الصبي حتى يحتلم، والنائم حتى يصحو، والمجنون حتى يفيق تكون الشريعة الإسلامية قد حـسمت
الخلاف بشأن مسئولية الصغار وسن حداثتهم الجنائية ذلك أن التشريع الإسلامي لا يعتبر الإنـسان
جانحا أو منحرفا ما لم يكن بالغ ًا عاق ًلا فغير العاقل لا يعتبر مدرك ًا ولا مختار ًا وكذلك من لم يبلـغ
الحلم لأن البلوغ مناط العقل الذي هو مناط التكليف، كما نصت على ذلك الآية الـسابقة وو ضـحه
الحديث (شتا،١٩٨٤م، ص ص١٥٣ ـ ١٥٤).
ومن هذا المنطلق ترى الباحثة أن المسئولية الجزائية في الشريعة الإسلامية تتحـدد فـي
ضوء الإدراك والاختيار ولهذا تختلف أحكام الأحداث باختلاف مستويات الإدراك والاختيار.
ومن أجل توضيح هذا نورد جد ًولا يتضمن ثلاثة مستويات للمـسئولية الجزائيـة للحـدث
يرتبط كل منها بمرحلة عمرية محددة تقريبا ومستوى إدراكي معين والجدول رقم (١) يبين ذلك.
٢٥
الجدول رقم (١) يوضح متصل المسئولية الجزائية للأحداث في ضوء الشريعة الإسلامية
البيان المرحلة الأولى المرحلة الثانية المرحلة الثالثة المرحلة الرابعة
مستوى
الإدراك
انعـــــدام الإدراك
والاختيار
الإدراك والاختيـــار
محدود
الإدراك والاختيار لم
يكتمل
الإدراك والاختيـــار
التام
فئة العمر ت
أقل من سبع سنوا من ١٥-٧ سنة من ١٨-١٥سنة أكثر من ١٨ سنة
متصل
المسئولية
انع دام الم سئولية
الجزائية والتأديبيـة
في الحق العام
الم سئولية تأديبيــة
فقط
الم سئولية تأديبيــة
وجزائية
المسئولية جزائية
قيام
المسئولية
قيــام المــسئولية
المدنية علـى ولـي
الأمر
قيــام المــسئولية
المدنية علـى ولـي
الأم ر والم سئولية
التأديبية على الحدث
قيــام المــسئولية
المدنية علـى ولـي
الأم ر والم سئولية
التأديبيــة الجزائيــة
على الحدث
قيــام المــسئولية
المدنية على الشخص
نفسه.
ملاحظة: اعتمدت المملكة العربية السعودية قبل عام ١٣٩٥هـ على سن الخامسة عشرة في التمييز بـين مـستوى
المساءلة الجزائية الكاملة وعدم المساءلة الجزائية الكاملة ولكنها بعد عام ١٣٩٥هـ اعتبرت سن الثامنة عشرة فأكثر
هو سن الإدراك والاختيار التام (القحطاني، ١٤٠٨هـ، ص٢١)
المفهوم القانوني لجناح الأحداث:
أوضح الدوري (١٩٨٥م) بأن علماء القانون أشاروا إلى أن مفهوم جناح الأحداث يحمـل
نفس معنى السلوك الإجرامي لدى البالغ، والفرق بين السلوك الجانـح والسلوك الإجرامي يتحـدد
حسب السن القانونية للمجتمع الذي يعيش فيه الفرد، ويتفق علماء الجريمة على أن الجريمة هي
"كل فعل أو امتناع يعاقب عليه القانون".
ويمكن التمييز بين جرائم الأحداث وجرائم البالغين من الوجهة القانونيـة فـي النـواحي
التالية:
١ ـ من حيث السن القانونية وتقرير المسئولية الجنائية.
٢ ـ من حيث منزلة الحدث الناشئة من صغر سنه وتقدير درجـة مـسئوليته أو تحديـد هـذه
المسئولية وفق ًا لهذه المنزلة. ٢٦
٣ ـ الطريقة التي ينفذ بها القانون بعد إدانة الحدث والحكم عليه بالانحراف.
وأشارت فاتن أبو ليلى (١٩٨٤م) بأن بول تابان P.Tapan عرف الانحراف بأنه "نـوع
من السلوك أو الموقف يمكن أن يكــون السبب في عرض الحدث على المحكمة فـيحكم عليـه
حكم ًا قضائيا" (ص٣١).
أما العوجي (١٩٨٠م) فقد أوضح أن ماكسول Maxwell يرى الجريمة بأنها كـل عمـل
معاقب عليه في مجتمع سياسي معين بموجب القـانون المكتـوب أو القـوانين غيـر المكتوبـة
والمتعارف عليها، ويؤكد على أن الإجرام عمل نسبي غير قابل للتعريف بصورة عامـة ومطلقـة
وكل محاولة ترمى إلى إعطائه طابعا مطلقا يؤدي إلى الغموض والتناقض ذلـك لاسـتحالة جمـع
عناصر ثابتة وشاملة عن المجرم (ص١٤٩).
ولقد وجهت العديد من الانتقادات للمفهوم القانوني كمعيار لتحديد سلوك الفرد الإجرامـي
أو الجانح ومن أهم هذه الانتقادات ما يرى أن المفهوم القـانوني لا يـستطيع احتـواء الحقيقـة
الإنسانية بكاملها، فالظاهرة الإنسانية سابقة في وجودها على الظـاهرة القانونيـة ـ والـسلوك
الإجرامي والجانح ظاهرة معقدة تخضع لمجموعة من المفاهيم الفكرية والدينية والأخلاقيـة إلـى
جانب المفهوم القانوني، والتركيز على دراستها وتحديدها من جانب واحد إهمال للجوانب الأخرى
(السراج، ١٩٨٣م، ص٤٣ ـ٤٤).
المفهوم النفسي لجناح الأحداث:
"يركز علماء النفس باختلاف نظرياتهم على شخـصية الحـدث الجـانح ومراحـل نمـوه
وتطوره، ويؤكدون على أن أي اضطراب جسمي أو انفعالي لابد أن يحدث إعاقة في عملية النمـو
الطبيعي للشخصية وبالتالي يؤدي إلى ظهور اضطرابات نفسية مختلفة قد تدفع الحدث إلى ارتكاب
سلوك جانح أو غير متوافق" (السمالوطى، ١٩٨٣م، ص ص١٦٢ـ ١٦٣).
ويذكر الكتاني (١٩٦٧م) في دراسة عن ظاهرة انحراف الأحداث أن الحدث المنحرف طفل
يعانى من اضطرابات وصراعات نفسية يكشف عنها بأشكال من السلوك المنحرف وبأسلوب يؤذى
نفسه أو غيره، فهو بذلك لا يختلف عن المريض نفسيا لذا ينظر علماء النفس إلى شخصية الحدث
المنحرف وليس إلى السلوك المنحرف أو نوعيته ويميزون بين المنحرف المـريض والمنحـرف
السوي على اعتبار أن الانحراف في الحالة الأخيرة سببه يرجع إلى المجتمع وما يحيط بـه مـن
ظروف وليس إلى شخصية الفرد نفسه ويعللون ذلك بأن الفرد الذي يرتكب جريمـة القتـل مـثلا٢٧
دفاع ًا عن عرضه أو نفسه إنما يكون منحرفا أو مجرما من وجهة نظر القانون أو المجتمع العـام
فقط أي أنهم يعتبرون الفرد مجرما عندما يكون مضطربا في تكوينه النفسي بغـض النظـر عـن
الاعتبارات القانونية والاجتماعية.
ويمكن تعريف جناح الأحداث ـ حسب المنظور النفسي ـ بأنه "سلوك غير اجتمـاعي أو
مضاد للمجتمع يقوم على عدم التوافق والصراع بين الفرد ونفسه وبين الفرد والجماعة بشرط أن
يكون الصراع والسلوك اللإجتماعي سمة واتجاها نفسي ًا واجتماعيا تقوم عليه شخـصية الحـدث
المنحرف وتستند إليه في التفاعل مع أغلب مواقف حياته وأحداثها وإلا كان هذا الـسلوك حـدث ًا
سطحي ًا عارضا يزول بزوال أسبابه.(المغربي، ١٩٦٠م، ص٣٠)
ومن خلال دراسة للحالات يذكر (العصرة، ١٩٧٤م) بأن "شلدون" قـد أسـتعرض حالـة
مائتين من الأحداث المنحرفين وانتهى إلى التقرير "بأن السلوك الجانح سلوك غير متوافق تـؤدي
إليه مقدمات تجعله متوقعا، بينما يذهب "جيمس بلانت" إلى أن مفهوم الجانح يعنى "الصغير الـذي
يستجيب لعدم التوافق بدرجة خطيرة ومتزايدة وبوسائل عدوانية" (ص ص٢٦ـ ٢٧).
كما أشار الدباغ (١٩٧٥م) بأن بردياف نيقولاي يرى في كتابه "الفرد والمجتمـع " أن مفهـوم
جناح الأحداث يعتبر مصطلحا نفسيا ـ اجتماعيا يدل على سلوك منحرف قد يكون مخالفـة أو
جنحة أو جناية بكل درجاتها ومقوماتها من وجهة النظر القانونية، ولكـن لا يـشترط ـ فـي
السلوك الجانح ـ مخالفة القانون بل يكفي للحكم على السلوك بالانحراف أن يخـالف العـرف
والتقاليد وآداب وأوضاع المجتمع الذي يعيش فيه الفرد (ص٢٦).
ولقد ترتب على ذلك ـ من خلال آراء بعض الباحثين ـ أن صيـاغة مفهوم الجنـاح من
المنظور النفسي أو الاجتماعي لا يخرج عن كونه محاولة تفسيرية من منطلق نظرية محددة، حيث
أن التعريفات النفسية لا تكفي وحدها لاحتواء مفهوم الجانح فهي ـ بتركيزها الشديد على الجانب
النفسي فقط ـ تلغى أو تقلل من قيمة الجوانب الأخرى التي لا تقل أهمية عن الجانـب النفـسي،
وبشكل عام فإن المفهوم النفسي للانحراف ـ كما يراه علماء النفس ـ على اختلاف مـذاهبهم ـ
لا يخرج في مجمله عن كونه ظاهرة تنشأ نتيجة لعدم توافق الحدث أو سوء تكيفه في البيئة التـي
يعيش فيها. ٢٨
المفهوم الاجتماعي لجناح الأحداث:
تزخر كتابات علماء الاجتماع بالكثير من التعريفات المختلفة للجريمة أو السلوك الجـانح
والتي تتسم ـ في مجملها ـ بالطابع الاجتماعي، وتتفق على أن ظاهرة الجريمة اجتماعية وليست
شخصية أو فردية. ويرى بعض العلماء أن "المفهوم الاجتماعي "للجريمة يعد ـ باستثناء المفهوم
القانوني ـ أكثر المفاهيم شيوع ًا وانتشار ًا في البحوث والدراسات النفسية والاجتماعية لـشموليته
واحتوائه على المفاهيم الأخرى سواء في علم النفس أو طب الأمراض النفسية أو علم الاجتمـاع
والخدمة الاجتماعية (الدوري، ١٩٨٥م، ص٢٩).
ويمكن تعريف الجريمة ـ في ضوء هذا المنظور ـ بأنها "كل فعل يتعارض مع مـا هـو
نافع في الجماعة وما هو عدل في نظرها" أو هي "كل فعل يقدم الشخص علـى ارتكابـه بـدوافع
فردية خالصة تقلق حياة الجماعة وتتعارض مع المستوى الخلقي السائد لديها في لحظـة زمنيـة
معينة" أو هي "كل سلوك غير اجتماعي يكون موجها ضـد مـصالح المجتمـع ككـل" (الـسراج،
١٩٨٣م، ص٩).
وأوضح الدوري (١٩٨٥م) بأن رافائيل غاروفـالو R. Garofalo ذهـب فـي تعريفـه
للجريمة الطبيعية "بأنها كل مخالفة لمشاعر الولاء الجماعي وكل خـروج علـى معـايير الأمانـة
والاستقامة". بينما تعرف صوفيا روبسن S.Robsson الانحراف الإجتماعى لجناح الأحداث بأنـه
"سلوك يعارض مصلحة الجماعة في زمان ومكان معينين أيا كان الفاعل وسواء أعرض للمحكمـة
أو لم يعرض لها". أما روث كافان R.Cavan فترى أن الحدث الجانح هو "كـل طفـل أو شـاب
ينحرف بسلوكه عن المعايير الاجتماعية السائدة بشكل كبير يؤدى إلى إلحاق الـضرر بنفـسه أو
بمستقبل حياته أو بمجتمعه" (ص ص٢٧ ـ ٢٨).
يتضح من عرض بعض التعريفات الاجتماعية لمفهوم جنوح الأحداث أنها لا تخـرج عـن
نطاق المتغـيرات الاجتماعـية والثقافيـة، وتتعامل مع مصطلحات تتسم بالغموض ـ كمصلحـة
الجماعة والمعايير الاجتماعية ـ وعدم الدقة العلمية في صياغتها أو عموميتها، كما أن لطبيعـة
الجريمة المعقدة دور ًا في عدم التمكن من قبل الباحثين إلى الوصول إلى تعريـف شـامل ومحـدد
(السراج، ١٩٨٣م).
٣ - العوامل المؤثرة في انحراف الأحداث: ٢٩
إن المدرسة الحديثة في تفسير انحراف الأحداث تأخذ بنظرية تعدد العوامل وتكاملها فـي
نفس الوقت، بمعنى أنه لا يمكن لعامل واحد فقط أن يكون السبب الوحيد للانحراف، وإنما لعوامـل
مجتمعة ومتكاملة، أي ًا كان تأثيرها..بعدها أو قربها من موقع الانحراف.
ولهذا توصي الهيئات العلمية المعنية بالبحث عن أسباب الانحراف أو الإجرام بعدم التركيز
على عامل واحد واعتباره المسئول بصفة نهائية عن الانحراف أو الإجرام بل ينبغي ربط مجموعة
العوامل الذاتية والبيئية يبعضها بصورة تؤدي إلى الصورة المتكاملة التي تـساعد علـى اتخـاذ
الإجراءات الإنمائية والعلاجية المناسبة لدرجة عمق كل عامل من هذه العوامل مهما كانت ضـآلة
الأثر الذي يتركه أو الذي يعتقد في أنه ضعيف إلى حد كبير كعامل من عوامل الانحراف والإجرام.
والمنهج التكاملي لا يبحث في أسباب الجناح والجريمة، ولكـن فـي عوامـل الجريمـة
والتشرد. وهناك فرق بين "السبب" وبين "العوامل". فالأول هو المتغير "المؤثر" الـذي يـؤثر فـي
ظاهرة ما بشكل دائم يمكن عزله "بالتجربة" ودراسة أثره في العناصـر الأخـرى المتداخلـة فـي
الظاهرة بدرجة عالية من الدقة، ولكن "العامل" هو المتغير الذي يؤثر في ظاهرة ما، ولا يمكـن أن
يوجد بمفرده إلا متفا ًعلا مع غيره من المؤثرات الأخرى، ويصعب عزله "بالتجربة" ودراسة أثـره
في العوامل الأخرى بدقة.
وفي الحقيقة أن التفسير العلمي في مجال العلاقات الإنسانية والتي تتشكل من عـدد مـن
العوامل المشاركة يصعب معه تحديد القول بالسبب الواحد. فإن الباحثة في هذه الدراسـة سـوف
تقتصر على العوامل التالية: أولا: العوامل العقلية، ثاني ًـا: العوامـل النفـسية، ثالث ًـا: العوامـل
الاجتماعية، رابع ًا: العوامل الاقتصادية، خامس ًا: العوامل الأسرية وذلك نظر ًا لارتباطها بمتغيـرات
الدراسة (حسن، ١٩٩٤م).
أو ًلا: العوامل العقلية:
ذكر المغربـي والليثي (١٩٦٧م) بأن من الباحثين من يرى أنه ليس للتكوين العقلي تأثير
هام على انحراف الأحداث، حيث يرى شتاين Stein الطبيب العقلي لمحكمة أحداث شـيكاغو أنـه
من خلال دراسة أجراها عام ١٩٢٧م على ٧٠٥ من الأحداث الجانحين أن توزيع نسبة ذكـائهم لا
تختلف عن نسبة ذكاء غيرهم من الأحداث الأسوياء، كذلك رأى سذرلاند Sutherland من خـلال
دراسة تقارير ٣٠٥ من المجرمين والأحداث المنحرفين أنه ليس للتكوين العقلـي الأهميـة التـي٣٠
يعطيها البعض كونه عام ًلا من عوامل الانحراف، وأنه لا يمكن فهم هذا العامل بمعزل عن العوامل
الأخرى.
وأوضح حجازي (١٩٨١م) بأن البعض يرى أن أكثر ضعاف العقول عرضة للانحراف هم
من فئة التخلف البسيط، فرغم الإمكانيات الذهنية والنفسية التي تـؤمن لهـم بعـض الاسـتقلال
النسبي، فإن إمكاناتهم لا تسمح لهم بالذهاب بعيد ًا في هذا المجال. ولذلك فهم قـد يوجـدون فـي
وضع يفوق قدرتهم على التصرف فيقعون في الانحراف، وقد يعجزون عن مجاراة الآخـرين فـي
علاقاتهم ويقعون بالتالي ضحايا سخرية هؤلاء، ونبذ صريح من البيئة، وقـد يـستجيبون لـذلك
بالعدوان وسوء التكيف مما يدعم نبذ البيئة لهم. فانحرافهم في النهاية رهن بموقف المحيط مـن
قصورهم، وإذا ما أتيحت لهم الظروف الملائمة فإن إمكانية تكيفهم في وسطهم الاجتمـاعي تبـدو
سهلة التحقيق (ص٢٣٣).
أما جعفر (١٩٨٤م) فقد أكد على أن رأي البعض الآخر من الباحثين يذهب للقـول بـأن
للتكوين العقلي أهمية بالغة في تكوين السلوك المنحرف. أما جورنج ي ّؤكد من خلال دراسة أجراها
في لندن على الأحداث المنحرفين أن ١٠% منهم على الأقل يشكون من نقص عقلـي، وأن هـذه
النسبة لم تتجاوز ٢٠% من الحالات. أما هيلي Healy فقد ذهب إلى أن هذه النسبة قـد بلغـت
١٣,٥% بين ٤٠٠٠ مجرم اختبرهم في شيكاغو وبوسطن. أما جودارد Goddard فوجد مـن
خلال أبحاثه أن ٦٦% يشكون ضـعف ًا عقلي ًـا وأن أكثـر مـن ٧٠% مـن نـزلاء إصـلاحيات
بدفوردBedford في نيويورك ولانكـستر Lancaster فـي ولايـة ماساشوسـتس (للفتيـات)
وإصلاحية للفتيات في نيوجرسى Newjersy وفي ثلاث إصلاحيات أخرى في فرجينيا Virgina
كانوا ضعيفي العقول.
والدراسة التي قام بها سيريل بيرت في لندن أظهرت أن ٨٠% من الأحـداث المنحـرفين
موضوع دراستــــه كانوا يشكـــون ضعف ًا عقلي ً ــا. أما هيلـي وبرونـر Healy and
Bronner فقد وجدا أن الانحرافات الخطيرة لدى الأحداث ضعفاء العقول تبلغ من خمـسة إلـى
عشرة أضعاف عن غيرهم من الأحداث العاديين، ولقد أجريت عـدة اختبـارات علـى الأحـداث
المجرمين في إصلاحية الجيزة للأحداث وإصلاحية الرجال بالقناطر الخيريـة سـنة ١٩٤٠م فـي
مصر، فكان أن ثبت أن نسبة ليست قليلة منهم ضعيفو العقل، كذلك رأى أولـدهام Oldham أن
٣٠% من المنحرفين موضوع الدراسة كانوا دون مستوى الذكاء العادي. ومن المتفق عليه أنـه
مهما اختلفت نتائج الأبحاث والدراسات، فإن التأخر أو الضعف العقلي ينتـشر بـين المنحـرفين
بنسبة أكبر من الأسوياء، وهذا ما أثبتـته الدراسات المتعددة التي أجريت في هذا المجـال رغـم٣١
تفاوتهــا في تحديـــد نسبة الانحراف وعدم شموليتها لكافة الحالات موضوع الدراسـة(ص
ص٤٦ـ٤٧).
أهمية عامل التكوين العقلي كسبب للانحراف:
يرى جعفر (١٩٨٤م) بأنه مهما تباينت الآراء حول دور التكوين العقلي ومدى تأثيره على
إجرام الأحداث فإ ن التكوين العقلي يؤثر في تكوين شخصية الحدث وتحديد تـصرفاته وأن ضـعف ًا
عقلي ًا يمكن أن يشكل تربة خصبة للانحراف المبكر. وضعيف العقل عرضة للتأثير عليه بالإيحـاء
بشكل غير عادي أكثر من غيره من الأسوياء أو العاديين، فهو يتأثر بسهولة بمـا يحـيط بـه إن
خير ًا وإن شر ًا. لذلك نرى ناقصي العقول ضعفاء الإرادة قابلين للاستهواء بدرجة كبيرة، فـضعف
عقلهم وسهولة إغرائهم وسرعة التأثير فيهم تسهل على البعض استخدامهم وتنفيذ خططهم، ومن
هنا يظهر خطرهم على المجتمع، كما يرجع لذلك إجرامهم أيض ًا. وحالة الغرائز والميول الإنـسانية
عند ضعيف العقل تظل فطرية أولية خالية من التعديل أو التهذيب، وتخالف في هذا ظهورها عنـد
الرجل العادي الذي يستطيع أن يعدلها وأن يجرى يد التهذيب فيها نتيجة احتكاكه بالجماعة التـي
يعيش بينها. فالنقص في التكوين العقلي لدى الأحداث يعوق عملية ضبط النفس وتقـدير النتـائج
المترتبة على أفعالهم وبذلك يمكن أن تؤدي إلى انحرافهم وخلاصة القول أن العلاقة بين التكـوين
العقلي والجناح أو الإجرام ليست علاقة العلة بالمعلول فمن الجائز أن يفسر الإجرام بتأثير الضعف
العقلي على حالة الشخص النفسية أو بتأثير البيئة، أو أن يفسر الإجرام بشذوذ شخصية ضـعيف
العقل. ولكن هذا لا يمنع من القول من أن الضعف العقلي قد يكون عام ًلا هام ًا في بعض الحـالات
الفردية، فض ًلا عن كونه من العوامل المهيأة لوقوع الفرد في الجريمة إلى جانب العوامل الأخـرى
الجسمية والنفسية والاجتماعية. وبناء على ذلك فالحدث الضعيف عقلي ًا يمكن أن يعلم في البيئـة
الاجتماعية إذا لم تكن هنالك صعوبات وتعقيدات في وجهه وإذا تمتع بالقدر الكـافي مـن الأمـان
والاس تقرار وب ذلك يــصبح احتم ال انحراف ه مــستبعد الح صول. كم ا يــرى شــوكارد
N.P.Chauchard أن البيئة تؤثر تأثير ًا كبير ًا على الضعيف عقلي ًا، وبناء على ذلك إذا كانت
البيئة صالحة فإنها يمكن أن تمنع المتخلفين عقلي ًا من الانزلاق في هوة الجريمة والانحراف وهذا
يتفق مع الفرض التاسع وهو عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في قوة الأنا تبع ًا للبيئة التـي
تعيش فيها النزيلة. وهذا يعني عدم وجود تأثير للبيئة على شخصه الحدث. والــرأي الــسائد
حديث ًا هو أن المشتغلين بالعلوم النفسية والعقلية كانوا على اعتقاد بأن الغالبية العظمى من نـزلاء
المؤسسات الإصلاحية يشكون من الاختلال العقلي وأن هذا الخلل أدى بهم إلى الانحراف، ولكـن٣٢
الدراسات الأكثر تقدم ًا قد أسفرت عن أن نقص درجة الإدراك ليس على ذاته بالسبب النـوعي ولا
بالعامل المحرك للسلوك المنحرف، وإنه بالنسبة للأحداث المنحرفين رغم انتشار بعـض حـالات
المرض العقلي بينهم بنسبة أكبر من غيرهم وعلى الأخص حالات المستوى المحدود لـلإدراك إلا
أن الثابت أنه لا يؤدي إلى انحرافهم الذي يرجع بصفة أساسـية لعـدم تكـيفهم مـع الظـروف
الاجتماعية والمدرسية وغيرها.
ثاني ًا: العوامل النفسية:
ذكر فهمي (١٩٦٩م) بأن العوامل النفسية للانحراف لا يمكن فصلها عن العوامل الأخرى،
فهي ترتبط بها ارتباط ًا وثيق ًا. ولا شك أن جميع العوامل سواء أكانت عوامل جسمية أو عقليـة أو
بيئية لا يكون ثمة خطر إلا بارتباطها بالعامل النفسي الذي يدفع ويوجه إلى سلوك معين. ويتعـين
علينا حتى ندرك خطر العوامل النفسية في السلوك أن نتعرف على حقيقة السلوك الإنساني. وهـذا
السلوك في الواقع سواء أكان سلوك ًا سوي ًا أم سلوك ًا منحرف ًا ليس إلا محاولة نفسية حيوية تـسعى
إلى تحقيق تلاؤم الفرد مع مقتضيات الحياة، وهذه العملية تتم بطريقة لا شعورية لا يحـس بهـا
الفرد في أول الأمر، ثم تتخذ طريقها إلى الشعور، فتبدو حينئذ مظاهر السلوك الـذي يتـأثر بـه
المجتمع بالرضا إذا جاء خاضع ًا لقيوده وأحكامه، أو بالسخط إذا خرج عن النمط المتعارف عليـه
في المجتمع، وهذا النوع الأخير هو ما نطلق عليه السلوك المنحرف.
ومن الواضح أن العناية بتقصي العوامل النفسية التي أدت إلى الـسلوك المنحـرف إنمـا
تحقق فهم ًا حقيقي ًا، بحيث يبدو حينئذ متوقع ًا، بل وضروري ًا لتوفير التلاؤم الحيوي للفـرد. وهـذا
الفهم هو الذي يوصلنا إلى علاج الانحراف، وإلقاء الضوء على تلك الجوانب الخفية التـي تقـوم
بالدور الأساسي في تحديد السلوك واتخاذه طاب ًعا معين ًا.
وقد أصبحت العوامل النفسية لا تعني علماء النفس وحدهم، وإنما اتجه إليه علم الإجـرام
مث ًلا وهو العلم الذي يقوم على تقصى أسباب الجريمة فبدأ في دراسة العوامل النفسية ومعرفتهـا،
فنشأ بذلك "علم النفس الجنائي" وهو العلم الذي يقوم ببحث أسباب الجريمة في نفوس المنحرفين،
أي بحث العوامل النفسية التي تؤدي إلى الانحراف والجريمة. وقد أصبح هذا العلم يحتـل مكان ًـا
بارز ًا في العلوم الجنائية الحديثة. وقد توصل هذا العلم إلى إلقاء الضوء على الدوافع التي تكـون
عادة خفية غير ملموسة. ٣٣
وقد كان "للمدرسة الوصفية" الفضل الأول في توجيه علم الإجرام إلى العوامـل النفـسية،
ذلك أنها اهتمت بدراسة شخص المجرم وبحث الدوافع الحقيقية للإجرام. بيد أن هناك جهود ًا قامت
لمحاولة دراسة السلوك الجانح تحمل الطابع النفسي، ومعظم هذه الجهـود تحمـل وجهـة نظـر
"التحليل النفسي". وقد قدمت هذه النظرية للفكر مجالا ً خصب ًا لدراسة خبـرات الطفولـة المبكـرة
كأساس "للسلوك اللاشعوري". وقد أدى ذلك منطقي ًا إلى الاهتمام بدراسة السلوك الجانح لدى الطفل
(ص ١٣٩ ـ ١٤١).
ولا بد أن نضع في اعتبارنا بعض المظاهر أو العوامل النفسية الأساسـية عنـد تفـسير
ظاهرة الانحراف والجريمة، وهي باختصار:ـ
(١) الحب والحنان وأثرهما على النمو السليم لشخصية الفرد وأثر اختلافهما.
(٢) الحاجة إلى الأمن وأثر اختلاله.
(٣) القلق ومظاهره وأسبابه وأثره على السلوك المنحرف.
(٤) مواقف الآباء في عملية التطبيع الاجتماعي وأخطاء التربية والتي تأخذ صـور الحرمـان
المادي والمعنوي، والتسامح والتساهل الزائد، والنبذ أو الإشعار بالنبذ، والحماية الزائدة.
ثالث ًا: العوامل الاجتماعية:
سوف تتناول الباحثة من العوامل الاجتماعية عوامل البيئـة الداخليـة وذلـك لارتباطهـا
بمتغيرات الدراسة:
العوامل الاجتماعية والاقتصادية الداخلية:
أ ـ العوامل أو الحالة الاقتصادية:
أوضح حسن (١٩٨٩م) أن الفقر يلعب دور ًا في الانحراف، والفقر هو الحالة التي لا يكفي
فيها دخل الفرد لتحقيق الحاجات الأساسية للمحافظة على كيانه المادي والنفـسي مثـل الـسكن
الصحي والغذاء الصحي كما وكيفا والعلاج، والحد الأدنى لغير ذلك من الضروريات التي تفرضـها
الحياة في المدنية. وجدير بالذكر أن المستوى الاقتصادي يعد أحد العوامل المسئولة عن الـسلوك
ألانحرافي. فالفقر وانخفاض مستوى المعيشة عادة يعني الحرمـان مـن الإشـباعات الأساسـية
والضرورية التي تحقق نمو ًا سليم ًا. ولا شك أن الطفل الذي يجد نفسه بين أسرة فقيرة يعاني مـن
حرمان اقتصادي كبير، ويتعرض لبعض الظروف التي تتميز بها الحياة في أسرة فقيرة، قد يـؤثر
على العلاقات الاجتماعية، ويدفع إلى الشعور بالحرمان المادي الذي قد يغذي اتجاهات ومـشاعر٣٤
خاصة "كالشعور بالحسد والحقد والكراهية"، بالإضافة إلى "مشاعر النقص والقلة". وكل هذا بدوره
قد يسهم في وجود جو مناسب لنمو الانحراف في الآتي:ـ
(١) ازدحام السكن يؤثر على عرقلة النمو النفسي للغدد ويؤدي إلى اضطرابات الشخصية التـي
يتمثل في سمات عدم النضج العام والطفلية وتأخر الاستقلال والاستجابات المضادة للمجتمع
والتهيج الشديد والعصبية والتجارب الجنسية المبكرة والتي قد تكون مع المحارم.
(٢) المسكن المزدحم يؤدي إلى الاحتكاك المستمر والصراع والخلافات لتباين الرغبات في هـذا
المكان الضيق، مما يساعد على السلوك الانحرافي وارتكاب الجرائم.
(٣) المسكن المزدحم يحرم الوالدين من فرص مناقشة سلوك الـصغير ومـشاكله بعيـد ًا عـن
مسمعه.
(٤) المسكن المزدحم كفيل بهروب الأبناء والآباء والأخوة الكبار إلى خارجه مما يفقـد الـصغار
فرص التوجيه والرعاية ويلجئون إلى الشارع، وكذلك يؤدي إلى انحـراف الكبـار نتيجـة
التجائهم إلى أماكن اللهو الرخيصة.
ب ـ العوامل الأسرية:
"إن وجود الحدث في أسرة معينة هو السبيل إلى تكوين شعوره الأول بالانتماء إلى جماعة
أولية هو جزء ضروري منها، وهذا لا شك يقوده إلى تحقيق انتماءات أخرى. ولذلك تعتبر الأسرة
من أهم العوامل البيئية المسببة للانحراف، وهي العامل المشترك الذي يقف عنده كل باحـث فـي
طبيعة الجنوح. وكيف لا وهي مهد الشخصية التي تمده بخبرات الحياة، وهي الجماعـة الأوليـة
التي ينتمي إليها الفرد دون اختيار. ويقول البعض أن الأسرة هي المـسئولة عـن تكـوين نمـط
شخصية الفرد، وهي الإطار الذي يغطى جميع الأدوار الاجتماعية المختلفة التي يلعبها الفرد علـى
مسرح الحياة، وهي الأساس الذي يحيط باستجابات الفرد المختلفة تجاه بيئته التي يعـيش فيهـا.
ويذكر آخرون أن الأسرة مسئولة عن تكوين أخلاقيات الفرد بوجه عام، كاتجاهاته نحو الأمانـة أو
النزاهة أو الصدق أو الوفاء أو بقية القيم الأخلاقية الأخرى.
والأسرة هي التي تكفل المأوى الصالح للطفل، وتغذي طفولته بالأمن والطمأنينة، وتبعد
عنه عوامل القلق والاضطراب المبكر، وتمكنه من الحصول على المستوى الصحي اللازم، وتهيـئ
له الكيان الاجتماعي، وتدربه على مواجهة المعايير المتعارف عليها لسلوك الجماعة كمـا تدربـه٣٥
على التجارب مع المواقف الإنسانية التي تبرز العواطف الكبيرة "كالحـب والخـوف والغـضب".
وتغذي فيه حب الحياة في مجتمع صغير تسوده العلاقات الأساسية البسيطة الرحيمة. ولذلك يمكن
القول أن تقصير المنزل في أداء رسالته كاملة يعتبر من العوامل البيئية الهامة التي قد تؤدي إلي
.(Nye, 1958, pp 43-48) الانحراف
إن من أخطر الأمراض الاجتماعية التي تعانيها المجتمعات في العـصر الحـديث ظـاهرة
انحراف الأحداث التي لا يقتصر خطرها على الفرد فحسب، وإنما يقصد مضاجع الأسرة والأفـراد.
وقد أصبحت الظاهرة تحتل مكانة بارزة في دراسات التربويين وعلماء النفس والاجتماع والخدمـة
الاجتماعية وتأخذ قدر ًا وافر ًا من جهودهم على المستويات المحلية والقومية والتعليمية والدوليـة،
بحث ًا عن حلول لهذه المشكلة الخطيرة.
وفي الحقيقة ليست هناك أسباب واضحة محددة مـستقلة بـذاتها تـؤدي إلـى انحـراف
الأحداث، ليمكن حصرها وعزلها بغية معالجتها والقضاء عليها. غير أنه يمكن القـول أن هنـاك
أسباب ًا وعوامل تؤثر في نفسية الحدث في مراحل نموه الجسدي والعـاطفي والعقـلي المختلفـة،
بـدء ًا بالأسـرة ومرور ًا بالمدرسة وانتهاء بالمجتمع ككل، يكون لها بالتالي دور فعال في اتزانـه
العاطفي والنفسي والعقلي وفي التعبير السلوكي عن مدى هذا الاتزان في مراحل تطور الشخـصية
المختلفة.
وعودة إلى الأسرة نجد أنها الجماعة الأولى والبيئة الصالحة التي يشبع فيها الفرد حاجاته
البيولوجية والاجتماعية والنفسية، فإذا اضطربت حياة الأسرة تصبح عاجزة عن إمـداد الأطفـال
بمثل هذه الاحتياجات. ومن ثم يتعرض الفرد لألوان الحرمان والشعور بالنبذ الذي يؤثر في تكوينه
النفسي والاجتماعي. وعند النظر لأثر الأسرة في الانحرافات يمكن تناول الجوانب التالية:ـ
أو ًلا: التماسك العاطفي وأثر اختلاله:
يرى حسن (١٩٩٤م) بأن المقصود بالتماسك العاطفي هو ذلك الحب والحنـان والـشعور
بالأمن والطمأنينة التي توفرها الأسرة لأعضائها، وكما نعلم فإن العدوان استجابة متعلمة تلقنهـا
الطفل خلال حياته نتيجة لضعف ذلك التماسك العاطفي وانهياره. ويمكن أن ننظر إلـى التماسـك
العاطفي للأسرة من خلال الجوانب التالية:ـ
(١) العلاقة بين الوالدين وأثرها على الأطفال:ـ ٣٦
يشترط في هذه العلاقة أن تتسم بالحب والاحترام المتبادل وقلة المشاحنات والخلافـات، إذ
أن وجود مثل هذه الخلافات تؤثر في الآتي:ـ
أ ـ بالنسبة للطفل: تشعر الطفل بعدم الأمان داخل الأسرة، الأمر الذي يدفع به إلـى الالتجـاء
لمصادر خارجية يستمد منها ما افتقده من أمن، وقد يقع الطفل تحت تأثير رفقاء السوء.
ب ـ بالنسبة للوالدين والأبناء البالغين: فقد يؤدي سوء العلاقات بين الوالـدين إلـى أن يـسلك
أحدهما سلوك ًا منحرف ًا تجاه الآخر، قد يتمثل في صورة اعتداء أو جريمـة. أو قـد يكـون
السلوك ألانحرافي خارج الأسرة بهدف تحقيق هدف الطرف الآخر حتى ينهي سوء العلاقـة
بينهما مثل " ارتكاب جريمة الحصول على المال".
(٢) العلاقة بين الوالدين والطفل:ـ
تعتبر علاقة الوالدين بالطفل العنصر الأساسي في التنشئة الاجتماعية، لذلك كـان تحويـل
الطفل من كائن بيولوجي إلى إنسان اجتماعي يعيش في المجتمـع مـن خـلال عمليـة التطبيـع
الاجتماعي ليست بالأمر السهل، إذ من خلال هذه العملية يكتسب الطفل القيم والمعايير والاتجاهات
وأنماط السلوك المرغوبة. وقد يعامل الوالدين الطفل بأساليب مختلفة ينعكس أثرها على شخصيته
في مرحلة تكوينها، لذلك فإن القسوة في معاملة الطفل قد تؤدي إلى ردود فعـل عدوانيـة تأخـذ
أشكا ًلا من السلوك غير الاجتماعي، وقسوة أحد الوالدين ربما تجعل الطفل مدفوع ًا للالتجـاء إلـى
الطرف الآخر. وإذا ما اتسمت المعاملة بنوع من التناقض بين الوالدين فإن ذلك يؤدي إلى اهتزاز
كيان الطفل ويصبح عاجز ًا عن تحديد المعايير السلوكية المرغوبة مما يضعف القيم العليا لديه.
وقد يكره الطفل أحد الوالدين أو كلاهما لأنه لم يكن مرغوب ًا فيه لأسباب متعددة، ويـنعكس
ذلك في المعاملة التي تتسم بالقسوة مما يشعر الطفل بالنبذ، والأطفال شـديدو الحـساسية لهـذه
المعاملة، فتتكون لديهم ردود أفعال سريعة بالكراهية للأسرة، وبالتالي يسهل انحرافهم ومن ناحية
أخرى فإن تدليل الطفل الشديد والحماية الزائدة له يفسده شأنه شأن القسوة مما يجعله عاجز ًا عن
مقاومة المغريات، كما تجعله عاجز ًا عن مواجهة المواقف المختلفة وغيـر قـادر علـى تحمـل
المسئولية. ويواجه الطفل عادة مثل هذه المواقف والمسئوليات بالهروب من المنزل أو المدرسـة
أو العمل، ويرجع تدليل الطفل ورعايته رعاية زائدة إلى أسباب كثيرة، منها ما هو شعوري ومنها
ما هو لا شعوري. ومن النوع الأول "إنجاب الطفل بعد فترة طويلة من الـزواج"، ومـن الأسـباب
اللاشعورية "حرمان الأم من عطف الوالدين في مرحلة طفولتها، أو بسبب الوفاة، فتـسلك حيـال
طفلها سلوك ًا تعويضي ًا في صورة رعاية وحب زائدين". ٣٧
وجدير بالذكر أن انشغال أحد الوالدين أو كلاهما عن الطفل يجعلهمـا يـشعران بالـذنب،
وتصبح مشاعرهما نحو الطفل متسمة بالرعاية الزائدة والتدليل، كـذلك يعتبـر عنـصر القيـادة
الأسرية داخل الأسرة له أثره في العلاقة بين الوالدين والطفل، فعدم وجود خط ثابت لهذه القيـادة،
وعدم وجود اتفاق تام بين الوالدين يخلق نوع ًا من التناقض في معاملة الطفل، وهـذا التنـاقض
والتذبذب في المعاملة للوالدين يؤدي إلى عدم استقرار الطفل وخلق حالة من القلق والتوتر التـي
تولد نتيجة لتضارب القيم وأنماط المعاملة. وجميع المواقف السابقة من قسـوة أو حب أو رعاية
زائدة أو تذبذب في المعاملة، تؤثر على ذات الطفل تأثير ًا بالغ ًا وتدفعه إلى السلوك ألانحرافي.
٣- العلاقة بين الطفل وإخوته:ـ
يتأثر التماسك العاطفي للأسرة أيض ًا في العلاقة بين الإخوة وبعضهم، وكما يؤثر الآباء في
شخصية الأبناء، فإن الأبناء يؤثرون في شخصية بعضهم البعض. هذا التأثير يرتبط بنوع الإخـوة
وعددهم والتفاعل بينهم وترتيب الطفل بين إخوته. فهناك بعض الأسر تفضل الذكور عن الإناث أو
العكس، مما يؤثر على العلاقة بين الأطفال من ناحية، كما أن الطفل من النوع غير المفضل عنـد
الآباء يشعر بالكراهية للأسرة ويشعر بنبذ الأسرة له بلا سبب صريح، هذا من ناحية، ومن ناحيـة
أخرى، فالطفل الذي ينشأ وسط إخوة له يستطيع أن يدرك ذاته وقدراته مقارنة بالغير. بينما الطفل
الوحيد لا يدرك ذاته إدراك ًا واقعي ًا، ويصبح متمركز ًا حول ذاته، قادر ًا على الأخـذ، عـاجز ًا عـن
العطاء، ومثل هذا الطفل يعكس أنماط ًا لسلوكه في المدرسة أو العمل ممـا يعرضـه لكثيـر مـن
المشاكل التي قد تؤدي إلى الانحراف. كما أن ترتيب الطفل في الأسرة لـه آثـاره، فالطفـل الأول
يكون عادة المدلل، وإذا أنجبت الأسرة طف ًلا ثاني ًا يصبح الطفل الأول غيـور ًا عـدواني ًا يحـاول أن
يستأثر لنفسه بكل شيئ، ويكون الطفل الثاني أكثر عرضة لعدوان الأول، وإذا أنجبت الأسرة طفـ ًلا
ثالث ًا يقع الطفل الثاني الأوسط بين الأول الذي لابد أن تراعى معاملته لأنه الأكبـر وبـين الطفـل
الثالث الذي يؤمر برعايته لصغر سنه، لذلك نجد أن الاضطرابات السلوكية تكون بنسبة أكبر مـن
الطفل الأول والثاني بالذات (حسن، ١٩٩٤، ص ص٢٢٢ـ٢٢٤).
ثانيا: انهيار الأسرة وتصدعها:
إن الوضع الطبيعي للأسـرة أن تتألف من الزوجـين وأولادهما، وقد تـحدث حالات من
الانفصال لهذه الوحدة بوفاة أحد الوالدين أو كليهما أو بالطلاق أو بالهجر أو بالسجن أو غير ذلك.
والبيوت المفككة بسبب فقدان الأبوين أو أحدهما "بالموت، أو السجن، أو المرض، أو الانفـصال،٣٨
كثير ًا ما تؤدي إلى نتائج سيئة تهيئ للانحراف. فقد يصاب الطفل بالقلق بسبب غياب هذا الوالـد،
أو بسبب رد الفعل الذي نجده عند الطرف الآخر من الوالدين. وقد يصحب الانفصال والطلاق فـي
معظم الحالات توترات انفعالية للأطفال مما يعرضهم للانحراف حيث تنازعهم بيتان وسلطتان، مما
يترتب عليه اختلاف في المعاملة وتذبذبها وسوء اسـتخدام الـسلطة الـضابطة وفقـدان للأمـن
والطمأنينة، مما يؤدي به إلى البحث عنها في أماكن أخرى غالب ًا ما تكون منحرفة، وقد تكون فـي
أغلب الأحيان وكر ًا للأحداث المنحرفين أو أصدقاء السوء. وهكذا تؤثر البيـوت المفككـة علـى
التكيف الانفعالي عند الأطفال وتقف حجر عثرة دون إشباع حاجاتهم الأساسية، وتمنع من اكتساب
المهارات الاجتماعية اللازمة لنمو الشخصية، وبذلك تصبح نفـسية الأطفـال مهيـأة للانحـراف
.(Nye, 1958)
ولمزيد من التوضيح نجد أن الطلاق مث ًلا له آثاره السيئة والمؤثرة "كالحرمان من العطف
والحب وعدم الشعور بالأمن"، إذ الطلاق معناه انفصال الوالدين، ومعنى الانفصال خلل في التماسك
العاطفي للأسرة وانهيارها، فيصبح الطفل عاجز ًا عن أن يتمثل بالوالدين، وغيـر قـادر علـى أن
يمتص منهما أساليب السلوك المرغوبة، مما يسهل انحرافه لشعوره بالـضياع فـي ذلـك الجـو
المنهار. الوفاة بالنسبة لأحد الوالدين تشكل تهديد ًا للطفل وخاصة إذا تزوج الأب أو تزوجـت الأم،
ويعيش الطفل مع زوجة أبيه أو زوج أمه، فهي إن لم تكن أحيان ًا عذاب ًا، فهي علـى الأقـل جـدب
عاطفي وإهمال في التربية وشعور بعدم الاطمئنان، مما يسهل انحراف الأطفال وهروبهم من البيئة
التي تصبح بالنسبة لهم مثار ًا للقلق.
وتدل الأبحاث المختلفة على ارتفاع نسبة تصدع الأسرة بالوفاة أو بـالطلاق بـين أسـر
الجانحين والمشردين عن أسر غير الجانحين. ولا يمكن أن ننكـر أثـر تـصدع الأسـرة نتيجـة
لانحرافات الآباء والأمهات على سلوك الأطفال، فالأب المدمن للمخـدرات أو الخمـر، والأم التـي
تعمل في الأعمال غير المشروعة ربما تشجع بناتها عليها، تلك الانحرافات الخلقية تـؤثر تـأثير ًا
بال ًغا على قيم الأطفال. والوالدان هما القدوة والمثل الأعلى للطفل، وانحراف الآبـاء أو الأمهـات
بأي صورة من الصور كفيل بامتصاص الطفل لهذا السلوك المنحرف، كما يجب أن نعلم أن ضمير
الطفل يتكون وهو يحمل في ثناياه قيم الأسرة واتجاهاتهـا الفاسـدة (-Recless, 1955 ,pp 33
.(34
هذا وقد حاول البعض تشخيص السمات العامة للبيوت المفككة التي ترتبط بجنوح الأحداث
بشكل أو بآخر، وقد ذكر سذرلاند وكريسي (١٩٦٨م) أن هذه البيوت تتمثل في الحالات الآتية:ـ ٣٩
(١) البيوت التي يكون بعض أفرادها أو غـالبيتهم مـن ذوى الميـول الإجراميـة أو الميـول
اللاأخلاقية حيث تتوفر فيهم ظاهرة الإدمان للمسكرات.
(٢) البيوت التي يغيب عنها الأب أو الأم أو كلاهما بسبب الوفاة أو الهجر أو الطلاق.
(٣) البيوت التي ينعدم أو يضعف فيها الضبط الاجتماعي بسبب جهل الوالدين أو بسبب وجـود
عاهة مستديمة أو بسبب المرض أو أي لون من ألوان النقص الجسمي الأخرى.
(٤) البيوت التي تتميز بسيطرة شخص واحد عليها سيطرة مطلقة، أو التي يشيع فيها التميز في
المعاملة، وعدم التوافق، أو عدم الاهتمام، أو الغيرة الشديدة، أو القسوة الـشديدة، أو تلـك
البيوت التي تزدحم بأفرادها بشكل كبير، ويشيع فيها تدخل الأقارب في أغلب شئونها.
(٥) البيوت التي يشيع بين أفرادها التعصب العنصري، أو التزمت الديني، أو اختلاف المعتقـدات
أو المعايير الأخلاقية.
(٦) البيوت التي تعاني فقر ًا شديد ًا، أو ضغوط ًا اقتصادية شديدة، كحالة البطالة الدائمـة وعـدم
كفاية دخل الأسرة أو اضطرار الأم للعمل الدائم خارج المنزل.
ويمكن القول بصفة عامة أن هناك نوع ًا من الاتفاق بين الباحثين على أن الأحداث الـذين
ينشئون في بيوت مفككة أكثر احتمالا أن يصبحوا جانحين، بعكس الأحداث الذين ينشئون في بيوت
غير مفككة، ولكنهم يختلفون في تحديد الدلالة العلمية لهذا الفرق (حسن، ١٩٩٤م).
ثالثا: الدراسات السابقة:
رغم تعدد الدراسات والأبحاث التي تناولت موضوع "جناح الأحداث" وموضـوع "مفهـوم
الذات" لدى عينات من الجانحين وغير الجانحين إلا إن هناك قلة فـي الدراسـات التـي تناولـت
موضوع "مفهوم الأنا" والذي هو موضوع الدراسة الحالية فقد قامت الباحثة بالاتـصال بالجهـات
المعنية ولم تحصل حتى الوقت الحاضر على دراسات عن (مفهوم الأنا) سوى دراسة أجريت فـي
مصر على حد علم الباحثة على المجرمين وليس الأحداث لذلك استعانت الباحثة بالدراسات التـي
تناولت "مفهوم الذات" واستفادت منها بطريقة غير مباشرة. حيث اسـتفادت منهـا فـي معرفـة
الإجراءات المنهجية المتبعة في إعداد البحوث العلمية. وقد قسمت الباحثة الدراسات إلى ثلاثة
مسارات كالآتي: ٤٠
المسار الأول:
الدراسة التي تعرضت لمفهوم "قوة الأنا" تلك الدراسة التـي أجرتهـا زينـب أبـو العـلا
(١٩٨٩م) مطبقة على منطقة سجون القاهرة الكبرى. وهي "دراسة قوة الأنا لدى المغتصب مـن
منظور سيكولوجية الذات في خدمة الفرد ". حيث بلغ إجمالي عدد مرتكبي جرائم الاغتـصاب فـي
السجون الثلاثة ١٨٠ حالة ٠تم سحب عينة عشوائية بواقع ٣٠% من هذا العدد وقد بلغت العينة
٦٠ حالة وقد طبقت الباحثة مقياس قوة "الأنا" عند بارون.
من خلال توصيف عينة الدراسة والتفسير العلمي لشخصية المغتصب ومن خلال المـداخل
العلمية لتفسير الانحراف ومنظور علم نفس الذات في خدمة الفرد، فإن المغتصب يتصف بـبعض
المتغيرات النفسية والاجتماعية، وتتمثل المتغيرات الاجتماعية والشخصية في:ـ
١ ـ أن غالبية المغتصبين من فئة الشباب وتتراوح أعمارهم بين ٢٠ إلى ٤٠ عام ًا.
٢ ـ أن غالبيتهم يعملون في أعمال مهنية وحرفية (أعمال السباكة ـ والميكانيكا ـ السائقين ـ
أعمال البناء والتشييد...).
٣ ـ أن غالبيتهم يعانون من الأمية وعدم الإلمام بالقراءة والكتابة حتى أنه لا يوجد حالة واحدة
من عينة الدراسة حاصلة على مؤهل عا ٍل.
٤ ـ أن غالبية المغتصبين من غير المتزوجين.
٥ ـ أنهم يتعاطون المخدرات بأنواعها المختلفة خاصة التي تتطلب الجماعة (تدخين الحشيش).
٦ ـ أن غالبية المبحوثين يشاهدون أفلام العنف والمخدرات والجريمة والأفلام الجنسية المخلة.
٧ ـ غالب ًا ما يرتكب المغتصب جريمته مع آخرين وهذا يرتبط بطبيعة العمل وتعاطي المخـدرات
وسمات شخصية المغتصب النفسية.
٨ ـ غالب ًا ما ترتكب الجريمة في أماكن مهجورة وغير معمورة، وفي أوقات متأخرة من الليل.
٩ ـ أغلب المغتصبين من مجتمعات حضرية تعاني من التكدس السكاني والتفسخ الاجتماعي.
١٠ ـ ينتمي المغتصب لأسرة كثيرة العدد لم تتوفر له الرعاية المناسبة.
١١ ـ أن أغلب المغتصبين من فئة الدخول المرتفعة نسبي ًا نظر ًا لطبيعة عملهم.
ومن ناحية أخرى فإن المغتصب لديه من السمات النفسية التي تـرتبط بالعـصاب وهـو
التفاعل بين العصابية في البيئة وهي الاستعداد للعصاب وبين المواقف العصبية الضاغطة، وهـي
المناخ النفسي المناسب لنمو المرض، وكلما زاد نصيب الفرد من العصابية كانت كمية الـضغوط
اللازمة لإحداث المرض قليلة ويتضح ذلك من خلال مفهوم الأنا المقاس بمقياس(بارون) حيـث أن٤١
أفراد عينة الدراسة قد حصلوا على درجات منخفضة على المقياس مما يعني أنهم بأقل قـدر مـن
الظروف البيئية يمكن أن يرتكبوا الجريمة لأنهم أساس ًا لديهم الاستعداد للمرض النفـسي ويتـضح
ذلك من خلال نتائج الدراسة الميدانية والتي أشارت إلى ضعف قوة الأنا لدى المغتصب وما يرتبط
بها من أبعاد وهي:ـ
١ ـ ضعف الوازع الديني والاتجاهات الدينية.
٢ ـ ضعف الكفاية الشخصية والقدرة على الترف.
٣ ـ يعاني المغتصب من القلق وبعض الفوبيات الطفولية.
٤ ـ يعاني المغتصب من الضعف والعزلة.
٥ ـ يعاني المغتصب من ضعف في الاتجاهات الخلقية والقيم الاجتماعية.
٦ ـ يعاني المغتصب من ضعف الإحساس بالواقع وتقدير الأمور وما يرتبط بـه مـن إحـساس
وإدراك وتفكير وإنجاز.
٧ ـ ومع ذلك فإن المغتصب يتصف بالقوة الجسمانية والوظائف الفسيولوجية.
هذا من خلال المنظور العلمي لاتجاه سيكولوجية الذات والمداخل العلمية لتفسير الانحراف
ونتائج الدراسة الميدانية فيمكن القول أن الشخص المغتصب من الشباب غير المتزوج الأمي الذي
يعمل في أعمال مهنية وحرفية ودخلهم مرتفع ويتعاطون المخدرات ومن أسر كثيرة العدد وتـسكن
في مناطق مرتفعة الكثافة السكانية ويعانون من ضعف في قوة الأنا وما يرتبط بهـا مـن أبعـاد
وتتمثل في ضعف الوازع الديني والشعور بالضعف والعزلة وضعف الكفاية الشخـصية والقـدرة
على التصرف، ويعاني من القلق وعدم الإحساس بالواقع، مع القوة الجسمانية، ويتوفر في المقابل
ظروف بيئية مناسبة كتوافر المجني عليها في أماكن مهجورة وفي أوقات متأخرة من الليل وبشكل
يثير الجاني الذي لديه الاستعداد الجسماني والنفسي للاغتصاب. أي أن هناك عوامل ذاتية وعوامل
بيئية تتفاعل بدرجات متفاوتة مع شخصية المغتصب والعوامل المسببة والمسهلة لارتكاب الجريمة
المسار الثاني:
ويتضمن هذا المسا ر بعض ًا من الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت "مفهوم الـذات"
وعلاقته بالجناح أو مقارنة عينات من الجانحين بعينات من غير الجانحين في أبعاد "مفهوم الذات"
المختلفة. ٤٢
ومن الدراسات التي تناولت صورة الذات self-Image لدى الحدث الجـانح: أو كيـف
يرى الجانحون أنفسهم، الدراسة التي قام بها ماكان (Maccan, 1957) (ذكرت في الـشرقاوي،
١٩٨٦م) حيث لم يذكر الباحث عدد أفراد العينة ولا أدوات القياس، أما نتائج الدراسة فقد بينت أن
الجانحين يشعرون بعدم حب ورعاية الآخرين لهم بالإضافة إلى أنهم يشعرون بالعـداء الـصريح
والواضح من الوالدين وأن صورة الذات المشوهة شائعة بينهم في حين يـرى غيـر الجـانحين
أنفسهم أكثر واقعية. ولذلك لديهم صورة سوية عن الذات. وأن الشعور بالنقص لـدى الجـانحين
يسبب المفهوم الناقص عن أنفسهم والصورة المشوهة للذات. مما يؤدي في حالات كثيـرة إلـى
عجز في تكوين العلاقات السوية مع الآخرين وكذلك العجز في الحب مما يؤدي بالتالي إلى ضـعف
الشخصية وانحراف السلوك. وأثبتت نتائج برنامج التفاعل الجمعي الذي استخدمه الباحـث لمـدة
سنة كاملة، أن الجانحين لديهم آراء ضعيفة عن أنفسهم. وكل آرائهم عن أنفـسهم إنمـا تعكـس
أحكامهم السالبة والقاسية على ذواتهم.
وتبين أن صورة الذات المشوهة التي كونها الجانحون عن أنفسهم إنمـا هـي انعكـاس
لجذور الاضطراب الذي نشأ من عدم حصول الجانح على المكانة الاجتماعية المطلوبـة. والتقبـل
الذي لم يسبق أن منح له والدور الذي لم يسبق أن حققه في الأسرة أو في الجماعات الاجتماعيـة
الأكبر التي وضع فيها وعلى العكس من ذلك فإن تميز الجانحين غالب ًا مايكون لديهم نفس الحاجات
ويعبرون عن نفس الدوافع، ولكنهم يجدون الوسائل المقبولة اجتماعيـا، والتـي لا يـسبب أي ٍ أذ
للآخرين أو لأنفسهم وأن الأهداف التي رسموها لأنفسهم تعتبر من مظاهر الحياة السوية وأنهـم
يرون أنفسهم بمرونة في علاقات مع الآخرين. وأنهم قادرون على تطوير أنفـسهم فـي الأدوار
التي يفضلون القيام بها. وأنهم مرتبطون بالأشخاص الذين أعجبوا بهم، علـى عكـس الجـانحين
الذين كانوا غامضين حول أهدافهم المستقبلية. وليس لديهم مثل عليا لها معنى في حيـاتهم، وأن
الجميع لديهم أهداف غامضة أو غير معينة، ولديهم إحساس ناقص عن تحقيق الذات.
وفي دراسة لأبي السعد (١٩٨١م) عن ديناميات التعيـين الـذاتي Exploratory لـدى
الحدث الجانح إختار الباحث عينة من الجانحين عددهم "٢٩" جانح ًا بهدف المقارنة بيـنهم وبـين
"٢٥" غير جانحين، وقد استخدم اختبار تفهم الموضوع واختبار مفهوم الذات وتوصل إلى :
§ أن الأطفال الجانحين ـ بشكل عام ـ كانوا أكثر مي ًلا إلـى إدراك الأب باعتبـاره شخـص ًا
مسيطر ًا على بيئته ويتمتع بقدرة عالية بالنسبة للطفل، بينما يدرك الطفل غير الجانح ذاته٤٣
باعتباره شخص ًا مقب ًولا ومرغوب ًا فيه من جانب أبيه كذلك يدرك نجاحه الدراسـي بدرجـة
أكبر من الجانح.
§ يتميز الجانحون عن غير الجانحين بتفوقهم في بعد القوة البدنية.
§ أظهرت استجابات الجانحين ـ على اختبار "تفهم الموضوع" بعض السمات المميزة لإدراك
الذات لديهم كالتذبذب المستمر بين الشعور المبالغ فيه بالقوة والشعور بالعجز والـسلبية
وإدراك الذات.
وفي الأردن قامت رندة ناصر (١٩٨١م) بدراسة لمفهوم الذات لغرض تقصي الفروق بين
الجانحين وغير الجانحين، وقد طبقت الباحثة مقياس تنسي "الصورة الإرشـادية" وبلغـت العينـة
"١٨٥" جانح ًا و "٣١٥" من غير الجانحين وتراوحت أعمارهم بين ١٢ ـ ١٨ سنة كما بلغ عـدد
العينة التي خضعت للتحليل الإحصائي "٢٤٠" من المجموع الكلى، وقد دلت النتائج على الآتي:
§ الفروق الموجودة بين الجانحين وغير الجانحين كانت دالة إحصائي ًا في بعدى نقـد الـذات
والذات الخلقية فقط.
§ بالنسبة لمتغير العمر ـ تم تقسيم العمر إلى أربع فئات ـ ولم تظهر له دلالة فـي جميـع
الأبعاد.
كما قام استروف وزملاؤه Ostrov et al, 1982 بدراسة لقـيم ومفـاهيم الـذات لـدى
المراهقين من الذكور العاديين والجانحين والتي استخدم البـاحثون فيهـا اسـتبيان ( (O.S.I.Q
Offer Self Image Questionnaire لتقييم القيم والاتجاهات لدى ثلاث مجموعات واحـدة
منها من الجانحين والباقية من العاديين ولم يذكر الباحثون عدد أفراد العينة وأظهرت النتائج قدر ًا
كبير ًا من التقارب بين المجموعتين السويتين (المد نية والر يفية) فيما يتعلق بقيم العمل والأسـرة.
كما أظهر الجانحون قدر ًا كبير ًا من التناقض والمواقـف المتطرفـة حـول ذواتهـم أكثـر مـن
المجموعتين ويذكر استروف وزملاؤه أن كلا من ركلس ودينتز، ومـوراي ,Reckless, Dintiz
Murray & توصلوا في دراساتهم إلى علاقة عكسية بين تصور الـذات الإيجـابي والجنـوح،
بينما كشفت دراسات أخرى عن عدم وجود علاقة بين تقدير الذات والجنوح وأظهرت نتائج بعض
الدراسات وجود علاقة إيجابية بين الجانح وتقدير الذات.
وفي دراسة لدوغلاس Douglas, 1982 عن أثر برنامج وعي الأحـداث علـى سـمات
الشخصية لعينة من الفتيان استخدم فيها الباحث مقياس تنسي لمفهوم الـذات ومقيـاس وجهـة٤٤
الضبط Locus of control لفينسو، يقيس ثلاث عشرة سمة اعتقد الباحث أنهـا تـساهم فـي
تكوين شخصية الجانح فلم يذكر الباحث عدد أفراد العينة، وقد بين التحليل أن التركيـز الـداخلي
للضبط قد تزايد بشكل كبير. وأشارت الدراسة إلى تغير ملحوظ في السمات التي يوجد لهـا تـأثير
في شخصية الجانح وأ ن مفهوم الذات " بجميع أبعاده وبشكل تقريبي يختلف لدى الجانح عنه فبـل
تقديم برنامج الوعي.
دراسة أيو Eyo, 1984 عـن الحاجـة إلـى التقبـل الاجتمـاعي Need for Social
Approval ومفهوم الذات وحالة الانحراف لدى الجانحين وغير الجانحين من الجنسين تراوحت
أعمارهم بين ١٤ و ٢١ عام ًا حيث تم تطبيق مقياس تنـسي لمفهـوم الـذات ومقيـاس التقبـل
الاجتماعي ولقد أسفرت النتائج عن أن مؤشرات الانحراف وعدم الانحراف لدى الإناث تدل علـى
أن الجنس يعد عنصر ًا فعا ًلا في ارتباط التمييز الاجتماعي ومفهوم الذات وبشكل عام فإن النتـائج
تدعم الفرضية القائلة بأن الحاجة إلى التمييز الاجتماعي ومفهوم الذات يرتبط بـشكل أقـل لـدى
المنحرفين منها لدى غير المنحرفين، وهذا يعني أن مفهوم الذات للمنحرفين يعتبر تقدير ًا دفاعي ًـا
أكثر من حقيقته. وتؤكد كذلك النتائج أن مفهوم الذات السلبي ـ في مراحل الحياة الأولى هو أحـد
السوابق لنوازع الاستجابة للتمييز الاجتماعي والقيم المادية.
وفي دراسة هوريش Hurich, 1984 للتـصورات الذاتيـة لانحرافـات الأحـداث مـن
المراهقين القرويين الأوائل والتي استخدم فيها الباحث مقياس تنسي لمفهوم الذات لم يذكر الباحث
عدد العينة ـ نجد أن أداء الأحداث في أبعاد الذات الجسمية والأخلاقية والأسرية منخفضة إذا مـا
قورنوا بأمثالهم من العاديين ـ حيث أظهر المنحرفون دلالات واضحة في عدم القدرة على التكيف
مع البيئة في نطاق مفهوم الذات ولكنهم تقبلوا مفهوم الذات السلبي، وقد أضـاف الباحـث فـي
نتائجه إلى أن المراهقين القرويين بعيدون كل البعـد عاطفي ًـا عـن أسـرهم ويتعـاملون عـادة
بالدهــاء والحيلة مع أقرانهم ويرون الأمل قلي ًلا في مستقبلهم. ويذكر هوريش نق ًلا عن بيرلمان
Pearlman ّأنه على الرغم من وجود دراسات تثبت تفاعلات بين التقيـيم الـذاتي للمنحـرفين
المراهقين ومتغيرات العمر والجنس والمكانة الاقتصادية والاجتماعية فإن مفهوم الذات يبقى دائم ًا
مفتاح التغير في تكوين وابتداء الانحراف.
وفي دراسة أجريت في العراق قام سعيد وهيفاء عبد الحلـيم (١٩٨٤م) ببنـاء مقيـاس
يتكون من (٣٨) فقرة تكشف عن اتجاهات أبناء دور رعاية الأحداث من الجنسين، نحو أنفـسهم
ونحو الآخرين، وكانت من أهم النتائج التي أسفرت عنها المعالجة الإحصائية: ٤٥
§ إن اتجاهات الأحداث عموم ًا، نحو أنفسهم ونحو الآخرين إيجابية وذات مست ٍو معتدل، كمـا
أن العلاقة بين الاتجاهين لدى عموم الأحداث كانت موجبة ولكنها ضعيفة.
§ إن اتجاهات الأحداث الذكور نحو أنفسهم ونحو الآخرين كانت أكثر إيجابيـة منهـا لـدى
الإناث.
وفي دراسة أجريت في البيئة السعودية قام بها الغامـدي (١٩٨٤م) حيـث افتـرض أن
مفهوم الذات عند الجانحين أكثر سلبية منه لدى غير الجانحين، وقد تحقق من صحة هذا الفـرض
بتطبيق أداة "مفهوم الذات" التي أعدها زهران على عينة من مدينة جدة مكونة من (٢٩) جانح ًا و
(٢٩) من غير الجانحين.
وقد أوضحت نتائج الدراسة ما يلي:ـ
§ أن الجانحين أقل صداقة من غير الجانحين بفروق ذات دلالة إحصائية عند (٠,٠١).
§ أن الجانحين أكثر عدوانية من غير الجانحين بفروق ذات دلالة إحصائية عند (٠٥،)
§ وأن مفهوم الذات لدى الجانحين أكثر سلبية وأقل إيجابية منه لدى غير الجانحين بفـروق
ذات دلالة إحصائية عند (٠١،).
§ وأن الجانحين أكثر إحساس ًا وشعور ًا بإحباطات الطفولة من غير الجانحين بفرق أكبر ممـا
حددته الدراسة إذ اتخذ مستوى الدلالة (٠٥،) أساس ًا للمقارنة.
وفي المجتمع المصري قام الشرقاوي (١٩٨٦م) بدراسة عن أبعاد مفهوم الذات لدى عينة
من الجانحين والجانحات تتكون من "١٢٠" حدث ًا موزعين بالتساوي وقد استخدم اختبـار مفهـوم
الذات للكبار من إعداد (إسماعيل) بأبعاده الستة وتبين له أنه لا يوجد تطابق بين الذات الواقعيـة
والذات المثالية لدى الجانحين بينما يوجد تباعد بين مفهوم الذات لدى الجانح ومفهوم الذات لـدى
الشخص العادي، كما أظهر الجانحون توافق ًا أقل في علاقاتهم الأسرية والاجتماعية مما لدى غيـر
الجانحين، وتوصل الباحث أيض ًا إلى أنه يوجد ارتباط بين أبعاد مفهوم الذات والعلاقـات المنزليـة
والاجتماعية والشعور بالمسئولية والسيطرة وتقبل المعايير المختلفة للجماعة والخجل والإحجـام
وأخير ًا التكوين العاطفي نحو الذات.
كما أجريت في البيئة السعودية دراسة قام بها حلمي Hilmi, 1988 علـى عينـة مـن
الجانحين وغير الجانحين بمدينة الرياض لغرض التعرف على مفهوم الذات حيـث كانـت عينـة
الجانحين (٧٧) بمتوسط عمري قدره(١٦ ،٢٧) سنة من دار الملاحظة الاجتماعية ممن يدرسون
بالمدارس المتوسطة، كما بلغ عدد غـير الجانحين (٩٩) طالب ًا بمتوسط عمـري يبلـــغ(٣١،٤٦
١٥) سنة تم اختيارهم من مدرستين متوسطتين بأسلوب عشوائي، وكانت الأداة المـستخدمة فـي
الدراسة هي "من أنا" لكوهن وبورتلاند Kuhn &Portland المكونة من عشرين سـؤا ًلا وقـد
دلت نتائج الدراسة على ما يلي:ـ
§ أن هناك نسب ًا متماثلة من الأفراد في كلا المجموعتين قد ذكروا أبعـاد ًا معينـة لمفهـوم
الذات.
§ أنه لا يوجد ارتباط بين أبعاد مفهوم الذات والجناح.
§ معظم أفراد المجموعتين (٩١% من الجانحين مقابل ٩٤% من غير الجانحين) قد أعطـوا
تقييم ًا إيجابي ًا لأنفسهم.
§ بالنسبة للمواقف الأسرية أظهر (٤٣% من الجانحين مقابل ٤١% من غيـر الجـانحين)
موقف ًا إيجابي ًا مع جميع أفراد الأسرة أو بع ٍض منهم بينما (٣%) من المجموعتين ذكـروا
أنهم ليسوا على علاقة إيجابية مع والديهم أو غيرهم.
§ أما عن الاتجاهات المهنية لدى كل من المجموعتين فقـد كانـت متـشابهة (٤٣% مـن
الجانحين مقابل ٤١% من غير الجانحين) عبروا عن أملهم فـي أن يـصبحوا أطبـاء أو
طيارين أو مدراء أو الاشتغال في مهن يفضلها السعوديون عادة.
§ أما موقفهم من القانون القائم على الشريعة الإسلامية، فقد أبـدى ٤٤% مـن الجـانحين
موقف ًا إيجابي ًا نحو تعاليم الدين الإسلامي وقد ذكر بعضهم جوانب معينة من القانون يقرون
بها ويعتقدونها. وقد ذكر حوالي ٤٠% من الجانحين أنهم ارتكبوا أعما ًلا مخلة بالقـانون
بينما لم يذكر ذلك أي من عينة غير الجانحين.
§ وجود فروق دالة إحصائي ًا بين الجانحين وغير الجانحين في ثلاثة جوانب هي:ـ
أ- أن ٦٨% من الجانحين مقابل ٣٠% من غير الجانحين ذكروا مواقـف شخـصية
سلبية.
ب- أن ٦٧% من غير الجانحين مقابل ٣١% من الجانحين ذكروا أنهم يمارسون فـي
أوقات فراغهم بعض النشاطات الترويحية المقبولة اجتماعيا.
ت- أن ٧٤% من غير الجانحين مقابل ٥٥% من الجانحين عبروا عن مواقف إيجابية
نحو المدرسة ككل ونحو بعض الجوانب الخاصة بالنشاط المدرسي.
كما قامت الباحثة دلال قاروت (١٩٨٩م) بدراسة مفهوم الـذات والمـستوى الاقتـصادي
والاجتماعي والمعاملة الوالدية لدى الأحداث الجانحين من الإناث من خلال مقياس أوفـر لمفهـوم٤٧
الذات للشباب الذي قننه الصيرفي (١٩٨٨م) على البيئة السعودية ومقياس التنشئة الأسرية إعداد
حسن (١٩٨٧م) واستمارة المستوى الاقتصادي الاجتماعي من إعـداد الحـارثي والثبيتـى ودلال
قاروت. وقد اعتمدت الدراسة على عينة قوامها (٤٤) من الفتيات غير الجانحـات و (٣٠) مـن
الفتيات الجانحات بمؤسسة رعاية الفتيات بمكة و (٣٢) من الأحداث الجـانحين بـدار الملاحظـة
للبنين بجدة.
وقد تمت دراسة الفروق بين مجموعة الفتيات الجانحات وغيـر الجانحـات ثـم الفتيـات
الجانحات والفتيان الجانحين كما تمت دراسة الفروق بين الفتيات الجانحات وغير الجانحات علـى
الأبعاد الجزئية لمفهوم الذات والأبعاد الجزئية لنمط المعاملة الوالدية.
وكانت النتائج كالتالي:ـ
١. وجود فروق دالة إحصائي ًا عند مستوى دلالة (٠٥،) بين الفتيات الجانحات وغير الجانحات
في مفهوم الذات والمستوى الاقتصادي الاجتماعي بينما لا توجـد فـروق فـي المعاملـة
الوالدية
٢. وجود فروق دالة إحصائي ًا عند مستوى دلالة (٠٥،) بـين الفتيـات الجانحـات والفتيـان
الجانحين في الدرجة الكلية لمفهوم الذات بينما لم توجد فروق في المـستوى الاقتـصادي
الاجتماعي والمعاملة الوالدية.
٣. وجود فروق دالة إحصائي ًا عند مستوى دلالة (٠١،) بين الفتيات الجانحات وغير الجانحات
في الأبعاد الجزئية لمفهوم الذات(الذات النفسية ـ والذات الاجتماعية ـ والذات الأسـرية
ـ والذات التعاملية) والأبعاد الجزئية لأنماط المعاملة الوالدية (النبذ ـ والحـب الزائـد ـ
والقسوة ـ والإهمال).
٤. لم توجد فروق دالة إحصائي ًا عند مستوى دلالة (٠١،) بين الفتيات الجانحـات والفتيـان
الجانحين لأي الأبعاد الجزئية لمفهوم الذات(الذات النفسية ـ والذات الاجتماعية ـ والذات
الأسرية ـ والذات التعاملية).
المسار الثالث:
ويتضمن الدراسات التي تناولت جنوح الأحداث من جوانـب متعـددة تتعلـق بـسماتهم
الشخصية والاجتماعية أو الأسرية أو الظروف و العوامل التي أدت بهم إلى الانحراف. ٤٨
ومن الدراسات الرائدة التي تناولت شخصية الجانح من جوانب مختلفة وبأساليب متنوعة
دراسة جلوك وجلوكGlueck & Glueck,1951 التي أوردها (عارف، ١٩٨١م، ص ٣٠٦-
٣٠٧) والتي يذكر بأنها استمرت مدة ثمان سنوات، حيث أجريت الدراسة على ٥٠٠ حدث جانح،
و٥٠٠ حدث غير جانحين وتم تحقيق التماثل في العينتين من حيث العمر، والذكاء العام، والأصـل
السلالى، والإقامة في الأحياء الفقيرة، وقد استخدم الباحثان العديد من المقـاييس الأنثربولوجيـة
والإسقاطية، والسيكاترية، وكانت نتائج الدراسة متمثلة في:ـ
§ الجانب المزاجي: وقد تميز الجانحون بالاندماج والانبساط والعدوان.
§ الجانب الجسدي: وقد تميز الجانحون بالطابع الذي يعبر عـن الـذكورة والـصلابة فـي
التكوين.
§ الجانب النفسي: تميز الجانحون بما هو محسوس، وأقل موضوعية في معالجة المشاكل.
§ جانب الاتجاهات: يتسم الجانح بالعداء، والتحدي، والشك، والعناد المخاطرة، وعدم الميـل
للسير بمقتضى التقاليد، وعدم الخضوع للسلطة.
أما دراسة الحداد (١٩٧١م) والتي أجريت في الأردن، فقد هدفت إلى دراسة العلاقة بـين
بعض العوامل التربوية الأسرية وجنوح الأحداث وقد تكونت عينة الدراسة مـن (١٠٠) شخـص ًا،
موزعين على مجموعتين، مجموعة ضابطة مكونة من (٥٠) طالب ًا سوي ًا متوسط أعمـارهم (١٢)
سنة، ومجموعة تجريبية مكونة من (٥٠) حدث ًا جانح ًا متوسط أعمارهم (١٤) سنة، وقد توصـلت
نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأبناء الجانحين والأسـوياء مـن حيـث
إدراكهم للعوامل الأسرية التي تعرضوا لها وتميز الجانحون عن الأسوياء بما يلي:ـ
أ- الجانحون يدركون ظروف طفولتهم وخبراتهم ويصفونها بأنها أشد إحباط ًا وقسوة.
ب- الجانحون يدركون أساليب معاملة الوالدين التي تعرضوا لها وقد اعترفوا بـأن معـاملتهم
اتسمت بالشذوذ وعدم السواء التربوي، وهم يشعرون بالحرمان من الحب ويعترفون بأنهم
عاشوا طفولتهم مليئة بالنبذ والإهمال والعقاب البدني الشديد.
ت- أن الجانحون يدركون أن ظـروفهم الأسـرية والمنزليـة مليئـة بالاضـطرابات وكثـرة
المشاجرات بين الوالدين وكان هذا حافز ًا للأبناء لترك المنزل.
ث- أن الجانحين من الأبناء كان توافقهم الشخصي سيئ ًا بدرجة ملحوظة.
ج - وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الجانحين والأسوياء فيما يتعلـق باتجاهـاتهم نحـو
الوالدين. ٤٩
ح - وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الرعاية الوالدية كما يـدركها الأبنـاء المنحرفـون
وشخصية هؤلاء الأبناء وأن الرعاية الوالدية ترتبط بشخصية وسلوك الأبناء.
ومن خلال هذه الدراسة يتأكد أن الرعاية الوالدية ترتبط ارتباط ًا واضح ًا بشخصية وسلوك
الأبناء.
وفي العراق قام الياسين (١٩٧٤م) بإجراء دراسة كان هدفها، دراسة أثر التفكك العـائلي
في جنوح الأحداث وذلك على عينة تتكون من مجموعتين: مجموعة من (٦٠) حدث ًا مودعين فـي
مدارس الفتيان ببغداد والمدرسة الإصلاحية كمجموعة تجريبية، ومجموعة تتكون من (٦٠) طالب ًا
أسوياء أعمارهم بين ٨ ـ ١٨ سنة كمجموعة ضابطة. أما وسائل القياس لم يذكرها الباحث.
وقد اتضح من نتائج تلك الدراسة أن من بين الأسباب التي تؤدي للانحراف سوء أسـاليب
التربية التي تعرضوا لها على أيدي الوالدين، كما وجدت أيض ًا علاقة طردية بين أساليب التربيـة
الخاطئة والخصام العائلي ووفاة أحد الوالدين أو كلاهما والانفصال الوالدي وبين حالات الجنوح.
كما قام إسماعيل (١٩٧٩م) بإجراء دراسة بهدف معرفة محددات توافق الآبـاء والأبنـاء
وأثر ذلك على جناح الأحداث وقد أجريت الدراسة على عينة قدرها (٢٠٠) من الجـانحين ممـن
تتراوح أعمارهم بين ١٤ إلى ١٦ سنة، وقد بلغت عينة الآباء من كـلا المجمـوعتين ٨٥ أب ًـا
تراوحت أعمارهم بين ٤٠ ـ ٥٠ سنة، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود بعـض المحـددات
التي تؤثر على توافق الجانحين وهي:ـ
§ السلوك العدواني، والعلاقات في المدرسة، والشعور المحدد بالحرية، والعلاقات في البيئـة
المحلية، والمستويات الاجتماعية.
§ يشترك الجانحون وغير الجانحين في متغير تأخر النضج والقلق الاجتماعي.
§ توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الجانحين وغير الجانحين مـن حيـث سـوء أبعـاد
توافقهم على مقياس اختبار الشخصية للمرحلة الإعدادية والثانوية فيما عدا بعد المهارات
الاجتماعية
وفي دراسة للأحداث المنحرفين في لبنان قام بها تركمان (١٩٨٠م) بهدف التعرف علـى
أسباب انحراف الأحداث للوصول إلى العوامل الداخلية التي تؤدي إلى الانحراف، حيـث أجريـت
الدراسة على (١٠٠) شاب لبناني ارتكبوا جرائم مختلفة، أما أدوات القياس فلم يذكرها الباحـث. ٥٠
حيث أبرزت الدراسة أن سلوك الوالدين واضطراب علاقة الطفل بوالديه له تأثيرهام فـي تطـور
الانحراف. ولقد تم تصنيف هذا السلوك كما يلي:ـ
§ الأم الضعيفة المهملة.
§ والأم النافرة والصعبة.
§ والأب غير المبالي وغير الحازم.
§ والأب العنيف الصلب.
وتوضح هذه السلوكيات أثر تربية الوالد ونشأته والمؤثرات التي أدت به إلى الإجرام، أما
شخصية الحدث المنحرف الناتجة عن سوء علاقة الطفل بوالديه فهي تتميـز بطفوليتهـا وعـدم
نضجا خاصة بتخلفها في الجانب العاطفي والاجتماعي.
وفي دراسة قام بها هيجان (١٩٨٣م) عن جنوح الأحداث في المملكة العربيـة الـسعودية
وبعض المتغيرات النفسية لديهم حيث قام الباحث بمقارنة الجانحين وغير الجـانحين، مـستخدم ًا
مقياس جسنس(الصورة ج) واستفتاء "ماسلو" للطمأنينة الانفعالية، أما عدد العينـة لـم يـذكره
الباحث وقد توصل إلى التحقيق من الفروض المتعلقة بمتغيرات سوء التوافق الاجتماعي، وأنواع
القيم، والإجترارية، والاغتراب، والعدوان الصريح، والانسحاب، والطمأنينة، والقلق الاجتمـاعي،
وانعدام الشعور وهي فروض توقع الباحث أن يكون الجانحون فيها أكثر حظ ًا من غير الجانحين ـ
ولم تتحقق متغيرات الكبت وعدم النضج.
كما قامت الباحثة فاتن حسين (١٩٨٤م) بدراسة عن الإبداع لدى الأحداث الجانحين والتي
قصرتها على (١٢٠) تلميذ ًا من المرحلة الإعدادية و(٦٠) جانح ًا مقيما فـي مؤسـسات رعايـة
الأحداث واستخدمت أداة التفكير الإبتكاري باستخدام الكلمـات والـصور لتـورانس Torrance
وقائمة لسمات الشخصية المبتكرة وقد أظهرت نتائج الدراسة:
§ أن الجانح يملك قدر ًا من الإبداع المرتبط ببعض سمات الشخصية المميزة له وأن الإبـداع
كقدرة من الممكن تنميتها عن طريق إعداد البرامج الخاصة المناسبة لخصائص كل عينة.
§ بالنسبة لسمات الشخصية فقد تميز الجانح المبدع بقدر بـسيط مـن المرونـة ومقاومـة
الضغوط الاجتماعية، والميل إلى الانطواء، وتفضيل التنافس على التعاون، والتمتع بـسمة
الاستقلالية.
§ أن الجانح يفتقر إلى القدرة على الربط بين خبراته السابقة وما يكتسبه من خبرات جديـدة
إضافة إلى أنه يدرك العلاقة الوالدية بشكل سلبي كما تنقصه القدرة على المثابرة. ٥١
وكذلك قام بيومي (١٩٨٧م) بإجراء دراسة ميدانية بالمدينة المنورة بهدف التمييـز بـين
الجانحين من حيث مستويات الذكاء ومن حيث تنشئتهم الأسرية التي تعرضوا لها بما تتضمنه من
علاقات والدية ومن أساليب المعاملة والجو الأسرى الذي نما فيه الحدث.
وقد أجريت الدراسة على (٣٢) حدث ًا جانح ًـا كمجموعـة تجريبيـة، و(٣٢) طالب ًـا مـن
متوسطة/عبد الرحمن الناصر، كمجموعة ضابطة، وقد توصل الباحث إلى عدم وجود فـروق ذات
دلالة بين ذكاء الجانحين وغير الجانحين. كما أوضحت الدراسة أن الحدث الجـانح يعـيش فـي
ظروف أسرية تتمثل في الحالة الانفعالية المضطربة للأبوين والعلاقات غير الطبيعية بينهما.
أما دراسة الثبيتى (١٩٨٨م) والتي أجريت على عينة من نزلاء دار التوجيـه الاجتماعي
لدراسة بعض المتغيرات الشخصية والاجتماعية بانحراف الأحداث، وذلك بهدف معرفة خبرة الفشل
الدراسي والتأخر الدراسي، ومستوى الذكاء، والبيئات الاجتماعية، ومستوى التوافق بين الأحداث
الجانحين ومقارنتهم بزملائهم الأسوياء، فقد أجريت الدراسة على مودعي دار التوجيه الاجتماعي
بمدينة الطائف و(١٠٠) حدث اختيروا من ثلاث مدن بأعداد مختلفة من مـدارس البنـين، وقـد
استخدم الباحث اختبار المصفوفات المتتابعة العادي (لجون رافن) واختبار الشخصية.فقد أوضحت
النتائج:ـ
§ أن الأحداث المنحرفين يتصفون بالتأخر والفشل الدراسي.
§ أن الأحداث المنحرفين ناقصو ذكاء وذلك بمقارنتهم بالأسوياء.
§ كما دلت النتائج على أن الأحداث المنحرفين ينتمون إلى أسر يـسودها التفكـك الأسـري
كالطلاق والانفصال.
§ وأوضحت النتائج سلبية معاملة الوالدين في أسر المنحرفين وأن أسلوب آباء المنحـرفين
يتسم بالضرب وأن أسلوب أمهاتهم يتصف بالشتم.
§ ومن حيث التوافق النفسي والاجتماعي دلت النتائج على أن الأسوياء أكثر توافق ًـا نفـسي ًا
واجتماعي ًا من المنحرفين.
التعليق على الدراسات السابقة:
من خلال استعراض الدراسات السابقة يتضح مايلي:-
١- يلاحــظ تنــوع مجالات الدراســات والأبحــاث الســابقة وتعدد إجراءاتها وأدواتها ٥٢
واختلاف أهدافها ونتائجها مما يؤكد الأهمية التي يحظي بهـا موضـوع "جنـاح الأحـداث"
"ومفهوم الذات".
٢ - توحي عناوين بعض الدراسات السابقة ـ كدراسة هيجان والغامدي، بأنهـا اشـتملت علـى
عينات للمجتمعات التي أجريت فيها إلا أنه يتبين من طريقة الإجراء أن البـاحثين اقتـصروا
على عينات تم اختيار كل عينة منها من مدينة واحدة في المجتمع الخاص بها.
٣- ومن الملاحظ أن الدراسات السابقة بصفة عامة اشتملت على عينات متباينة في أحجامها كما
تباينت العينات من حيث الجنس حيث اشتملت دراسة كل من الشرقاوي، ودلال قاروت علـى
عينات من الذكور والإناث واقتصرت بقية الدراسات على الذكور أو الإناث ُّكل علـى حـده،
ولعل هذا التباين أو الاختلاف في أحجام العينات وجنسها يعود إلى اختلاف أهداف الدراسـات
وطبيعة المجتمعات التي أجريت فيها.
٤- وبالنسبة للأدوات المستخدمة في الدراسات السابقة فقد لجأ معظم البـاحثين إلـى اسـتخدام
أدوات مقننة ومعدة من قبل باحثين آخرين الأمر الذي أدى إلى تعدد وتنوع استخدام مقاييس
مفهوم الذات حيث استعان بمقياس تنسى لمفهوم الذات كل من "رندة و هوريش و دوغـلاس
بينما انفرد كل من حلمى والغامدي بمقاييس ُأعدت سلف ًا.
٥- وكانت طريقة "ليكرت" Likart في الإجابة على بنود مقياس الذات هي الطريقة التي اتبعها
الباحثون في إعداد مقاييسهم لأنها تتسم بالسهولة في الإجابة وإجراءات التصحيح وتعطـي
فرصة للمفحوص أن يختار بين البدائل الموضحة أمام كل فقرة كما تسمح لإعطاء استجابات
متطرفة سلب ًا وإيجاب ًا.
٦- وفيما يتعلق بثبات المقاييس كانت طريقة التجزئة النصفية وإعادة الاختبـار أكثـر الطـرق
استخداما، وكانت إجراءات حساب الصدق تتم عادة بمعرفـة صـدق المحتـوى أو الـصدق
التلازمي أو صدق التحليل العاملي.
٧- أما في المعالجات الإحصائية فقد استخدمت الدراسات السابقة اختبار "t-test" وتحليل التباين
ومعاملات الارتباط والنسب المئوية.
٨- ويتبين مما سبق عرضه أن مفهوم الذات لا يمثل جميع متغيرات الشخصية وإنما يعتبر بعـد ًا
هام ًا ومؤثر ًا في الشخصية، فالصورة التي كو ّنها الفرد عن ذاته سـواء أكانـت إيجابيـة أم
سلبية تنعكس على سلوكه وتوافقه وتعامله مع مواقف الحياة التي يمر بها. ٥٣
٩- كما أن هناك نسبة من الدراسات تؤكد على أسلوب التربية، واتجاهات الآبـاء ومـساعداتهم
واضطراب علاقاتهم، والخبرات الفاشلة أو الناجحة التي يمر بها الفرد والتي يكون لها تأثير
على تكوين ومستقبل مفهوم الذات لدى الفرد.
١٠- كما توصلت بعض الدراسات كدراسة "سعيد وهيفاء عبد الحليم، ورندة ناصر، وحلمي" إلى
وجود علاقة إيجابية بين مفهوم الذات وبعض المتغيرات (العمر ـ والتحصيل ـ والتوافـق)
في حين يرتبط مفهوم الذات عكسي ًا بالجوانب المضطربة من الشخصية كدراسـة اسـتروف
وزملائه، ودراسة دوغلاس.
١١- وبالنسبة للدراسات التي تناولت جناح الأحداث فقط أوضحت تأثير فكـرة تعـدد العوامـل
وعدم اقتصارها على عامل واحد في ارتكاب الحدث للـسلوك المنحـرف. وأثبتـت بعـض
الدراسات "كدراسة الحداد، والياسين، وبيومي، ودلال قاروت" أن الأسرة هي العامل المهم ذو
التأثير الكبير في حياة الأبناء والأنماط السلوكية السائدة في الأسرة وأن الجناح يعـود إلـى
التنشئة الأسرية للطفل.
١٢- وتؤكد معظم الدراسات كدراسة Maccan، والغامدي، والشرقاوي" التي تناولـت مفهـوم
الذات لدى الجانحين على أن الجانح يحمل مفهوم ًا مشوه ًا وسلبي ًا عن ذاته وتقبله لها وتقبل
الآخرين لها وللآخرين وأن الجانح يسلك وفق ًا لهذا المفهوم، وأكدت كذلك وجود اختلاف فـي
مفهوم الذات بين الجانحين وغير الجانحين ووجود اختلاف في مفهوم الذات فـي المراحـل
العمرية المختلفة.
١٣- لم تتناول تلك الدراسات مفهوم "قوة الأنا" لدى الأحداث الجانحين سوى تلك الدراسة التي
أجرتها "زينب أبو العلا" على المجرمين وذلك باستخدام مقياس "قوة الأنا" من إعداد بـارون
فقد أوضحت الدراسة حصول أفراد العينة على درجات منخفضة على المقياس مما يعني أنـه
بأقل قدر من الظروف البيئية يمكنهم أن يرتكبوا الجريمة لأنهـم أساس ًـا لـديهم الاسـتعداد
للمرض النفسي فقد أشارت النتائج إلى ضعف قوة الأنا لدى المغتصب.
فروض الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على قوة الأنا وبعض المتغيرات النفسية والاجتماعيـة
لدى نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات بمنطقة مكة المكرمة. ٥٤
فمن منطلق الإطار النظري والدراسات السابقة تم وضع مجموعة مـن الفـروض، حيـث
يجيب الفرض الأول على التساؤل الأول، ويجيب الفرض الثاني والثالث والرابع والخـامس علـى
التساؤل الثاني، ويجيب الفرض السادس والسابع والثامن والتاسع على التساؤل الثالث وهم علـى
النحو التالي:
الفرض الأول: ـة
توجد فروق ذات دلالة إحصائية في قوة الأنا بين نزيلات مؤســسة رعاي
الفتيات والفتيات العاديات تبعا لمقياس بارون.
الفرض الثاني: ن نز
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بي يلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة
الأنا تبع ًا للسن.
الفرض الثالث:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة
الأنا تبع ًا لمستوى الذكاء.
الفرض الرابع:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة
الأنا تبع ًا للمستوى التعليمي.
الفرض الخامس:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة
الأنا تبع ًا لطريقة المعاملة الوالدية.
الفرض السادس:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة
الأنا تبع ًا للترتيب الميلادي.
الفرض السابع:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة
الأنا تبع ًا لحجم الأسرة التي تنتمي إليها النزيلة.
الفرض الثامن:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة
الأنا تبع ًا للمستوى الاقتصادي للأسرة.
الفرض التاسع:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة
الأنا تبع ًا للبيئة السكنية التي تعيش فيها النزيلة.
الفصل الثالث
الإجراءات المنهجية
منهج الدراسة
عينة الدراسة
الأدوات والمقاييس المستخدمة في الدراسة
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة
٥٨
منهج الدراسة
تعتبر هذه الدراسة من الدراسات التي يطلق عليها الدراسات الوصفية لأنها تهتم بوصـف
وتحليل قوة الأنا لدى الفتيات الجانحات وفق ًا لأبعاد مقياس (قوة الأنا) عند بارون وكذلك ربط قـوة
الأنا ببعض المتغيرات النفسية والاجتماعية المؤثرة على شخصية الحدث.
وقد اختارت الباحثة هذا المنهج وذلك لفائدته في هذا المجال حيث تتجـه إلـى الوصـف
الكمي والكيفي للظواهر المختلفة بالصورة التي هي عليها في المجتمع للتعـرف علـى تركيبهـا
وخصائصها (حسن، ١٩٨٢م).
عينة الدراسة
تم إجراء الدراسة على عينة مكونة من ١٢٠ فتاه، منهن (٦٠) من نـزيلات مؤســسة
رعاية الفتيات يتراوح سنهن مابين (٣٠-١٣) سنة بمتوسط مقداره (٢٠,١٠) وانحراف معياري
مقداره (٤,٠٤)، وكذلك (٦٠) من الفتيات العاديات اللاتي يتراوح سنهن ما بين (٣٢-١٣) سـنة
بمتوسط مقداره (١٨,٥٦) وانحراف معياري مقداره (٣,٧٠).
هذا وقد تم اختيار عينة العاديات بعد اختيار عينة النزيلات في ضوء عينة النزيلات ومـا
تحمله من خصائص تم استنتاجها بعد الانتهاء من عملية التطبيق.
كما اهتمت الباحثة بجانب أساسي من جوانب البحث العلمي إلا وهو تماثل العينـة حيـث
حاولت الباحثة جاهدة أن تكون المجموعتان (النزيلات والعاديات) متماثلتين قدر الإمكان.
ويوضح الجدول رقم (٢) توزيع أفراد العينة حسب المستوى التعليمـي ونوعيـة البيئـة
والترتيب الميلادي والمستوى الاقتصادي وحجم الأسرة.
٥٩
جدول رقم (٢) يوضح توزيع أفراد العينة حسب المستوى التعليمي ونوعية البيئة
والترتيب الميلادي والمستوى الاقتصادي وحجم الأسرة
النزيلات العاديات
المتغيرات
ك % ك %
٤٦,٧ ٢٨ ٤٦,٧ ٢٨ ابتدائي
٤٦,٧ ٢٨ ٤٦,٧ ٢٨ متوسط
٥ ٣ ٥ ٣ ثانوي
المستوى التعليمي
١,٧ ١ ١,٧ ١ جامعي
١٠٠ ٦٠ ٧٨,٣ ٤٧ مدينة
نوعية البيئة
- - ٢١,٧ ١٣ قرية
٦٣,٣ ٣٨ ٦١,٧ ٣٧ ٣-١
٢٥ ١٥ ٢٥ ١٥ ٦-٤ الميلادي الترتيب
١١,٧ ٧ ١٣,٣ ٨ ١١-٧
٣,٣ ٢ ٦,٧ ٤ منخفض
٨٦,٧ ٥٢ ٧١,٧ ٤٣ متوسط
المستوى
الاقتصادي
١٠ ٦ ٢١,٧ ١٣ مرتفع
١٥ ٣١,٧ ١٩ ٦-١ ٦-١
٦٠ ٣٦ ٤٥ ٢٧ ١٠-٧ الأسرة حجم
١٥ ٩ ٢٣,٣ ١٤ ٢٠-١١
٦٠
الأدوات والمقاييس المستخدمة في الدراسة
١ - مقياس بارون لقوة الأنا
قامت الباحثة باختيار مقياس قوة الأنا الذي أعده بارون (١٩٥٠م) وترجمه وأعده للغـة
العربية كفافي (١٩٨٢م) والمقياس مقتبس من اختبار مينسوتا المتعدد الأوجه للشخـصية وقـد
أختير المقياس من مجموع فقرات اختبار مينسوتا البالغ عددها ٥٦٦ فقرة.(أنظر الملحق رقم ١)
ويصنف بارون فقرات المقياس في فئات طبقا لنوع التجانس النفسي لمـضمون الفقـرات
وهذه الفئات هي:
§ الوظائف الجسمية والثبات الفسيولوجي.
§ الضعف والعزلة.
§ الاتجاهات نحو الدين.
§ الوضع الخلقي.
§ الإحساس بالواقع.
§ الكفاية الشخصية والقدرة على التصرف.
§ الفوبيات وقلق الطفولة.
§ متنوعات.
ثبات المقياس في البيئة العربية
تم حساب الثبات عن طريق:
١. إعادة الاختبار:- قام كفافي (١٩٨٢م) بحساب الثبات عن طريق إعادة التطبيـق بفاصـل
زمني مقداره سبعة أسابيع بين التطبيق الأول والثاني وكان معامل الاسـتقرار يـساوي
.٠,٦٦٧
٢. التجزئة النصفية: تم حساب معامل الارتباط بين الفقرات الفردية والزوجيـة حيـث كـان
معامل الارتباط ٠,٦٣١ وذلك بعد تصحيحه بمعادلة سبيرمان وبراون.
صدق المقياس:
قام كفافي (١٩٨٢م) بحساب الصدق عن طريق صدق المحكات حيث تم حـساب معامـل
الارتباط بينه وبين الاختبارات التالية: ٦١
§ مقياس العصابية من قائمة ايزنك - ٠,٤٢٢.
§ قائمة ويلوبي للميل العصابي ٠,٤٧٩.
§ مقياس الوعي الخاص بالمسايرة (تحمل المسئولية) - ٠,٢٨٤.
الثبات والصدق في الدراسة الحالية:
الثبات:
قامت الباحثة بحساب الثبات لمقياس قوة الأنا عن طريق:
١ - إعادة التطبيق:-
تم حساب معامل الارتباط بين التطبيق الأول والثاني بفاصل زمني مقداره أسبوعان وكـان
معامل الاستقرار يساوي (٠,٣٩٠) بالنسبة لنزيلات مؤســسة الرعايـة الاجتماعيـة للفتيـات،
(٠,٢٦٢) بالنسبة للعاديات.
٢ - التجزئة النصفية
تم حساب معامل الارتباط بين المفردات الفردية والزوجية لمقياس قوة الأنا لدى نـزيلات
مؤسـسة الرعاية الاجتماعية للفتيات في مرتي التطبيق حيـث كانـت فيـه معـاملات الارتبـاط
(٠,٤٥٧) و (٠,٦٠١) في التطبيق الأول والثاني على التوالي وبعد تصحيح تلك القـيم بمعادلـة
سبيرمان وبروان أصبحت قيم معامل الثبات (٠,٦٢٧) و (٠,٧٥٠) أما بالنسبة للعاديات فكانـت
قيم معامل الارتباط (٠,٤٧١) و (٠,٣٩٩) في التطبيق الأول والثاني على التوالي وبعد تـصحيح
تلك القيم بمعادلة سبيرمان وبراون أصبحت قيم معامل ثبات المقياس (٠,٦٤٠) و (٠,٥٧٠).
معامل ألفا:
تم حساب معامل ألفا لمقياس قوة الأنا في التطبيق الأول والثاني للمقياس وقد كانت القيم
كما يلي:
نزيلات مؤسـسة الرعاية التطبيق الأول ٠,٥٤١
الاجتماعية للفتيات التطبيق الثاني ٠,٧١٧
التطبيق الأول ٠,٦٠٤
العاديات
التطبيق الثاني ٠,٤١٠ ٦٢
الصدق:
قامت الباحثة بحساب الصدق عن طري فمعامل الارتباط بين مجموع المفـردات الفرديـة
والزوجية مع المجموع الكلي حيث تم حساب معامل الارتباط بـين مجمـوع المفـردات الفرديـة
ومجموع المفردات الزوجية مع المجموع الكلي في التطبيق الأول والثاني لمقياس قوة الأنا وكانت
تلك القيم كما يلي:
الفئات نوع التطبيق الفردية الزوجية
نزيلات مؤسسة الرعاية الاجتماعية التطبيق الأول ٠,٨٦٥ ٠,٨٤١
٠,٩٠٥ ٠,٨٨٣ الثاني التطبيق للفتيات
٠,٨٥٥ ٠,٨٦٠ الأول التطبيق
العاديات
٠,٨٣٦ ٠,٨٣٦ الثاني التطبيق
المقارنة الطرفية:
قامت الباحثة بمقارنة الإرباعي الأعلى والإرباعي الأدنى في مقيـاس قـوة الأنـا وذلـك
بحساب قيمة (ت) للفرق بين المتوسطين في التطبيق الأول والثاني لنزيلات مؤسـسـة الرعايـة
الاجتماعية للفتيات والعاديات والجدول التالي يوضح النتيجة:
الأرباعي الأدنى الأرباعي الأعلى
نوع التطبيق
المتوسط
الانحراف
المعياري
المتوسط
الانحراف
المعياري
درجة
الحرية
قيمة (ت) اتجاه الدلالة
ى ١١,٤٩ ٣٣ ٣,٠٥ ٣٢,٠٥ ٣,٢٨ ١٩,٦٦ (١)التطبيق الأعل صالح في مؤسسة نزيلات
الرعاية الاجتماعية
للفتيات
ى ١٤,٧٨ ٣٣ ٣,٢٢ ٣٥,١٦ ٢,٩٨ ١٩,٥٨ (٢)التطبيق الأعل صالح في
ى ١٤,٠٦ ٣٢ ٣,١١ ٣٨,١٥ ٢,٣٩ ٢٤,٢١ (١) التطبيق الأعل صالح في
العاديات
ح ١١,١٩ ٣٢ ٢,٤١ ٤١,٤٠ ٣٠,٢٥ ٣٠,٢٥ (٢)التطبيق الأعلى صال في
يتضح مما سبق أن مقياس قوة الأنا يتمتع بدرجة مقبولة من الثبات والصدق على البيئـة
السعودية، وتوصي الباحثة بأن من يريد استخدام هذا المقياس أن يقوم باستخراج ثباته وصـدقه
على عينة دراسته.
٢ - اختبار (رافن) للمصفوفات المتتابعة:
أعد هذا الاختبار (جون رافن) وقام أبو حطب وآخرون (١٣٩٩هـ) بتقنينه علـى بيئـة ٦٣
المملكة العربية السعودية، ويعتبر هذا الاختبار من أكثر اختبارات الذكاء شـيوعا واستخـــداما
حيــث انه قنن في مختلف الأقطار وعلى مختلف الثقافات. (أنظــر الملحق رقم ٢)
صدق اختبار المصفوفات المتتابعة:
أثبتت دراسات صدق الاختبار انه اختبار قوة وليس اختبار سـرعة وأنـه يظهـر زيـادة
منتظمة في درجاته مع التقدم في العمر مما يؤكد قدرته على تمييز الأعمـار وإنـه أداة صـالحة
للتمييز بين المستويات الدراسية المختلفة. كذلك أوضحت معاملات ارتبـاط اختبـار المـصفوفات
بالمحكات المستخدمة وهي اختبار ذكاء الشباب اللفظي، واختبار ذكاء الشباب المصور من إعـداد
(زهران)، ومجموع درجات التحصيل في امتحان الكفاءة المتوسطة، والمعدل التراكمـي لطالبـات
الجامعة، واختبار رسم الرجل أن معامل الارتباط ما بين (٠,٢٢) و(٠,٧٨) وجميعهـا ذات دلالـة
.(٠,٠١) ،(٠,٠٥) مستوى عند
ثبات اختبار المصفوفات المتتابعة:
استخدم في تقدير ثبات الاختبار طريقتان:
الأولى: طريقة إعادة تطبيق الاختبار وتراوحت معاملات الثبات ما بين (٠,٤٦) و (٠,٨٦).
الثانية: تطبيق معادلة "كيودر رتيشاردسون رقم ٢٠ وتراوحت معاملات ثباتهـا بـين (٠,٨٧)
.(٠,٩٦) إلى
٣ - مقياس الاتجاهات الوالدية كما يدركها الأبناء:
من إعداد صبحي (١٩٧٥م) الصورة (أ) الخاصة بالوالد والصورة (ب) الخاصة بالوالـدة
وقد قامت بتقنينه على البيئة السعودية نيرفانا عبدالسلام (١٩٨٥م) وهو من المقاييس الملائمـة
لقياس الاتجاهات الوالدية لما ظهر له من نتائج إيجابية وجوهرية كثيرة في العديد مـن البحـوث
والدراسات النفسية والتربوية ويمكن تطبيقه بطريقة جماعية.(أنظر الملحق رقم ٣)
أ - وصف المقياس:
يتكون المقياس من (٨٤) عبارة تقيس الاتجاهات الوالدية كما يدركها الأبناء في أبعادهـا
المختلفة بطريقة التقرير الذاتي. ويتضمن المقياس سبعة اتجاهات والدية تتمثل في الآتي:
١ - التسلط. ٢- إثارة الألم النفسي. ٣ - الحماية الزائدة. ٤ – التفرفة.
٥ – التذبذب. ٦ – الإهمال.
٧ - السواء.
٦٤
ب - تقنين المقياس في البيئة المصرية:
قام مصممه الأصلي صبحي (١٩٧٥م) بحساب الصدق المنطقي له حيث عرضه على لجنة
من المحكمين للتأكد من مدى ملائمة العبارات في قياس المفهوم المراد قياسه واعتمد على نـسبة
٨٠% فأكثر من صدق المحكمين. أما الثبات فقد استخرجت معاملاته بالنسبة للمقاييس الفرعيـة
عن طريق إعادة التطبيق بعد مرور أسبوعين على الإجراء الأول وذلك بالنسبة لصورتي المقياس
فوجدت معاملات ثبات الصورة (أ) الخاصة بالوالد تتراوح ما بين ٠,٨٧ و ٠,٩٤ أمـا معـاملات
ثبات الصورة (ب) الخاصة بالأم فقد تراوحت ما بين ٠,٨٨ و٠,٩٢
جـ - تعديل المقياس حتى يلائم البيئة السعودية:
قامت نرفانا عبدالسلام (١٩٨٥م) بإجراء عدة تجارب على عينة استطلاعية منها تجربـة
فهم الألفاظ لمعرفة مدى فهم الطالبات لعبارات المقياس لكونها وضعت باللهجة المصرية وتعـديلها
بما يتلاءم مع ثقافة البيئة السعودية. ثم قامت الباحثة نرفانا بحساب ما أسمته الـصدق التمييـزي
لكي تتأكد من أن جميع العبارات التي يحتوي عليها الاختبار مميزة. وقـد تبـين لهـا أن إجابـات
التلميذات مختلفة إذ تراوحت مابين ١٠٠ ،%٥٠% على عبارات المقياس وهـذا يـدل علـى أن
العبارات مميزة.
ثبات مقياس الاتجاهات الوالدية كما يدركها الأبناء:
اتبعت الباحثة نرفانا طريقة إعادة الاختبار على عينة عددها ٣٠ تلميـذة مـن تلميـذات
المرحلة المتوسطة عند مستوى ذكاء ما بين بين ١١٠-٩٠ وتقع أعمارهن مابين ١٣ إلـى أقـل
من ١٥ عاما وقد تراوح ثبات الاختبار ما بين ٠,٨٢ - ٠,٩٣ في الصورة (أ) الخاصة بالوالـد.
وتراوح بالنسبة للصورة (ب) الخاصة بالوالدة مابين ٠,٧٩ - ٠,٩٤.
صدق مقياس الاتجاهات الوالدية كما يدركها الأبناء:
لجأت الباحثة نرفانا إلى طريقة الصدق المنطقي للتعرف علـى مـدى ملائمـة محتـوى
العبارات التي يتضمنها المقياس مع الغرض منها ومع دقة تحديدها. فقد قامت الباحثـة الـسابقة
والمشرفة على الاختبار بعد أن قامتا أولا باستخراج مقاييس فرعية كما حددها واضـع الاختبـار
بقراءة كل عبارة على حدة للتعرف على مدى تمشي مضمون كل منها مـع مـضمون المقيـاس
الفرعي الذي يفترض أن يقيسه. وقد تبين بعد حساب نسبة الاتفاق بين الباحثة والمـشرفة علـى
الاختبار كل منهما على حدة وذلك على مضمون كل عبارة مع مضمون كل مقياس فرعي أن نسبة
الاتفاق بينهما توحي بالثقة. ٦٥
٤ - استمارة بيانات عامة، قامت الباحثة بإعدادها:
وتتضمن الإبعاد التالية:
١. بيانات أولية عامة عن النزيلة وتشمل:
السن، وترتيب النزيلة بين الإخوة والأخوات، ومهنة الوالد، ومهنة الوالدة، وعدد زوجات الأب إن
وجد، وعدد الأبناء منهن.
٢. بيانات أسرية اقتصادية واجتماعية وتشمل:
وجود الوالد من عدمه، مع من تعيش النزيلة، عائل الأسرة، المصروف اليومي ومـدى كفايتـه،
السكن ونوعيته، الدخل الشهري للأسرة.
٣. مستوى تعليم الوالدين ويشمل:
مستوى تعليم الوالد، ومستوى تعليم الوالدة.
٤. العلاقات الأسرية والنواحي الدينية وتشمل:
علاقة النزيلة بالوالدين وعلاقة النزيلة بالإخوة والأخوات ومدى أداء النزيلة للفـرائض الدينيـة،
ومدى تشجيع الأسرة لأداء هذه الفرائض.(أنظر الملحق رقم (٤)
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
اعتمدت الباحثة على استخدام المتوسطات والانحرافات المعيارية إضـافة إلـى اسـتخدام
اختبار (ت) وذلك للتحقق من صحة الفرض الأول والتاسع ثم استخدام تحليل التباين أحادى الاتجاه
لمعرفة الفروق في ضوء المتغيرات قيد الدراسة وذلك للتحقق من صـحة بقيـة الفـروض مـن
الفرض الثاني حتى الفرض الثامن.
الفصل الرابع
عرض النتائج ومناقشتها
٦٨
الفرض الأول:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية في قوة الأنا بين نـزيلات مؤســسة رعايـة الفتيـات
والفتيات العاديات تبع ًا لمقياس بارون.
للتأكد من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب المتوسطات وقيمة (ت) والجدول رقـم
(٣) يوضح الفروق في قوة الأنا بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات والفتيات العاديات.
جدول رقم (٣)
الفروق بين نزيلات مؤسـسة الرعاية الاجتماعية والعاديات
النزيلات ن = ٦٠ العاديات ن = ٦٠
المتغير
المتوسط
الانحراف
المعياري
المتوسط
الانحراف
المعياري
درجة
الحرية
قيمة(ت)
اتجاه
الفروق
٥,٣٢ ١١٨ ٥,٧٦ ٣١,٨٨ ٥,٣٥ ٢٦,٤٨ الأنا قوة
في صالح
العاديات
يتضح من الجدول رقم (٣) أن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين النزيلات والعاديات في
صالح العاديات، وهذه النتيجة تشير إلى أن النزيلات يتمتعن بقوة أنا منخفضة، حيث كان متوسـط
قوة الأنا للنزيلات (٢٦,٤٨) بانحراف معياري مقداره (٥,٣٥)، ومتوسط قـوة الأنـا للعاديـات
.(٥,٧٦) مقداره معياري بانحراف (٣١,٨٨)
وترى الباحثة أن السبب في ذلك قد يرجع لعدة أسباب منها طريقـة المعاملـة الوالديـة
(الاتجاهات الوالدية نحو (الوالد / الوالدة) فإن أساليب التنشئة الخاطئة التي تترتب عليها بعـض
الرواسب والعقد التي ترسبت في اللاشعور نتيجة لخبرات متراكمة من الطفولة مما يـؤثر علـى
سلوكهن الحالي حيث يجعلهن غير متزنات انفعالي ًا وقد يتخذ هذا أشـكالا متعـددة مـن الـسلوك
المنحرف.
وهناك سبب آخر من ضمن الفقرات التي يقيسها مقياس (بارون) وهـو ضـعف الكفايـة
الشخصية والقدرة على التصرف، وهذا يعني أن قوة الأنا لدى الجانحـات ضـعيفة فيمـا يتعلـق
بقدرتهن على اتخاذ القرارات السليمة فيما يواجهن من مواقف أو أمور حياتية وهذا يدل علـى أن
(الأنا) لديهن غير قادرة على المواءمة بين متطلبات الأنا الأعلى والهو وبين كلاهمـا ومتطلبـات
وظروف البيئة. وتتفق هذه النتيجة بصورة عامة مع ما توصلت إليه زينب أبو العلا (١٩٨٩م). ٦٩
الفرض الثاني:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنـا تبع ًـا
للسن.
للتأكد من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بتقسيم مجموعة النزيلات إلـى ثـلاث فئـات
عمرية مرتفعة ومتوسطة ومنخفضة، ثم حساب تحليل التباين آحادي الاتجاه لإيجاد الفـروق فـي
قوة الأنا والجدول رقم (٤) يوضح النتيجة.
جدول رقم (٤)
الفروق بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا للسن
المتغير مصدر التباين
درجات
الحرية
مجموع
المربعات
متوسط
المربعات
قيمة ف اتجاه الفروق
بين
المجموعات
٠,٢٧ ٨,٠١ ١٦,٠٣ ٢
داخل
المجموعات
٢٩,٣٥ ١٦٧٢,٩٥ ٥٧
قوة الأنا
المجموع
الكلي
١٦٨٨,٩٨ ٥٩
لا توجد
فروق
يتضح من الجدول رقم (٤) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في قوة الأنا بين فئـات
العمر المختلفة والملتحقة بمؤسـسة رعاية الفتيات، وقد يرجع السبب إلى أن هذه المرحلة وهـي
مرحلة المراهقة يسودها القلق والاضطراب اللذان قد يؤثران في علاقات الشباب بـالآخرين ممـا
يؤدي إلى الصعوبة في إيجاد الفرق بينهما نتيجة الاضطراب الذي يحدث في مثل هـذه المرحلـة
(المراهقة) فقد أوضح اركسون Erikson حينما استخدم مـصطلح أزمـة الهويـة " Identity
Crisis" بالنسبة لمرحلة المراهقة، ويقصد بذلك الاضطراب الـذي يـرتبط بالنـسبة للمـراهقين
بمحاولته للإجابة على التساؤلات التالية، من أنا، من أكون، وماذا أريد من الحيـاة، ( ,Erikson
(E.H, 1968
ونجد أن هذه النتيجة تتفق مع الدراسة التي قامت بهـا رنـدة ناصـر (١٩٨١م) والتـي
توصلت إلى أن متغير العمر لم تظهر له دلالة في الأبعاد الأربعة التي قسمتها تبع ًا لمتغير العمر. ٧٠
الفرض الثالث:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًـا
لمستوى الذكاء.
للتأكد من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بتقسيم مجموعة النزيلات إلـى ثـلاث فئـات
مرتفعة ومتوسطة ومنخفضة الذكاء، ثم حساب تحليل التباين آحادي الاتجاه لإيجاد الفروق في قوة
الأنا والجدول رقم (٥) يوضح النتيجة.
جدول رقم (٥)
الفروق بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا لمستوى الذكاء
المتغير مصدر التباين
درجات
الحرية
مجموع
المربعات
متوسط
المربعات
قيمة
ف
اتجاه الفروق
بين
المجموعات
١,٥٤ ٤٣,٥٢ ٨٧,٠٤ ٢
داخل
المجموعات
٢٨,١٠ ١٦٠١,٩٤ ٥٧
قوة الأنا
المجموع
الكلي
١٦٨٨,٩٩ ٥٩
لا توجد
فروق
يتضح من الجدول رقم (٥) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تبع ًا لمستوى الذكاء وقد
يكون السبب في ذلك أن جميع النزيلات متقاربات في مستوى الذكاء حيث كـان متوسـط الـذكاء
للنزيلات (٢٥,٩٣) بانحراف معياري مقداره (١٢,٤٨) وإن عدد ذوي الذكاء المرتفع منخفـضة
جد ًا في مجموعة النزيلات. وتتفق هذه النتيجة في بعض ملامحها العامة مع ما توصلت إليه فاتن
حسين (١٩٨٤م) من عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين ذكاء الجانحين وغير الجـانحين.
وقد أشار شتاين Stein إلى أنه توصل من خلال دراسة أجراها عـام (١٩٢٧م) علـى الاحـداث
الجانحين أن توزيع نسبة ذكائهم لا تختلف عن نسبة ذكاء غيرهم من الأحداث الأسوياء، ويتفـق
معه سذرلاند Sutherland الذي أوضح بأنه من خلال دراسته لتقارير المجرمين والمنحرفين من
الأحداث وجد أنه ليس للتكوين العقلي الأهمية التي يعطيها الـبعض كونـه عـام ًلا مـن عوامـل
الانحراف، وأنه لا يمكن فهم هذا العامل بمعزل عن العوامل الأخرى (المغربي والليثي، ١٩٦٧م). ٧١
الفرض الرابع:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنـا تبع ًـا
للمستوى التعليمي.
وللتأكد من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب تحليل التباين آحادي الاتجاه والجدول
رقم (٦) يوضح النتيجة.
جدول رقم (٦)
الفروق بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا للمستوى التعليمي
المتغير مصدر التباين
درجات
الحرية
مجموع
المربعات
متوسط
المربعات
قيمة
ف
اتجاه الفروق
بين
المجموعات
٢,٩١ ٧٦,١٢ ٢٢٨,٣٦ ٣
داخل
المجموعات
٢٦,٠٨ ١٤٦٠,٦٢ ٥٦
قوة الأنا
المجموع
الكلي
١٦٨٨,٩٩ ٥٩
بين ذوي التعليم
المتوســـــط
والابت دائي فــي
صــــالح ذوي
التعليم المتوسط
يتضح من الجدول رقم (٦) وجود فروق ذات دلالة إحصائية في قوة الأنا بين ذوي التعليم
المتوسط والابتدائي في صالح ذوي التعليم المتوسط، حيث كانت متوسطات قوة الأنا لذوي التعليم
الابتدائي والمتوسـط والثـانوي والجـامعي علـى التـوالي (٢٦,٦٦) ،(٢٨,٥٠) ،(٢٤,٢٦)،
(٢٦,٠٠). وترى الباحثة أن السبب في ارتفاع درجات ذوي التعليم المتوسط على مقيـاس قـوة
الأنا قد يرجع إلى أن النزيلات أعطين مزيد ًا من الاهتمام للإجابة علـى هـذا المقيـاس مقارنـة
بغيرهن. وهذه النتيجة تتفق مع بعض نتائج الدراسة التي أجرتها زينب أبو العلا (١٩٨٩م) والتي
توصلت إلى أنه لا توجد حالة واحدة من عينة الدراسة حاصلة على مؤهل عال.
الفرض الخامس:
أ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قـوة الأنـا تبع ًـا
لطريقة المعاملة الوالدية (الاتجاهات الوالدية نحو الوالد). ٧٢
ب - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قـوة الأنـا تبع ًـا
لطريقة المعاملة الوالدية (الاتجاهات الوالدية نحو الوالدة).
للتأكد من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بتقسيم مجموعة النزيلات في ضـوء درجـات
مقياس الاتجاهات الوالدية (الوالد/الوالدة) إلى ثلاث فئات ذوات درجات مرتفعـة وذوات درجـات
متوسطة وذوات درجات منخفضة، ثم حساب تحليل التباين آحادي الاتجاه لإيجاد الفروق في قـوة
الأنا. والجدولان رقم (٨) ،(٧) يوضحان النتيجة.
جدول رقم (٧)
الفروق في قوة الأنا بين ذوي الاتجاهات الوالدية (الوالد) المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة
المتغير مصدر التباين
درجات
الحرية
مجموع
المربعات
متوسط
المربعات
قيمة
ف
اتجاه الفروق
بين
المجموعات
٤,٨٠ ١٢١,٩٢ ٢٤٣٠٨٥ ٢
داخل
المجموعات
٢٥,٣٥ ١٤٤٥,١٣ ٥٧
قوة الأنا
المجموع
الكلي
١٦٨٨,٩٨ ٥٩
بين ذوي الاتجاهات
الوالدية (الوالد)
المنخفضة
والمتوسطة في
صالح ذوي
الاتجاهات المنخفضة
جدول رقم (٨)
الفروق في قوة الأنا بين ذوي الاتجاهات الوالدية (الوالدة) المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة
المتغير مصدر التباين
درجات
الحرية
مجموع
المربعات
متوسط
المربعات
قيمة
ف
اتجاه الفروق
بين
المجموعات
٤,٨٤ ١٢٢,٦٢ ٢٤٥,٢٤ ٢
داخل
المجموعات
٢٥,٣٢ ١٤٤٣,٧٤ ٥٧ الأنا قوة
المجموع
الكلي
١٦٨٨,٩٨ ٥٩
بين ذوي الاتجاهات
الوالدية (الوالد)
المنخفضة
والمتوسطة في
صالح ذوي
الاتجاهات المنخفضة
يتضح من الجدولين (٨) ،(٧) وجود فروق ذات دلالة إحصائـية في قوة الأنـا بين ذوي ٧٣
الاتجاهات الوالدية (الوالد / الوالدة) المنخفضة والمتوسطة في صالح ذوي الاتجاهـات الوالديـة
(الوالد/الوالدة) المنخفضة. وترى الباحثة إن السبب قد يرجع إلى سوء المعاملـة الوالديـة علـى
أساس أن الوالد والوالدة متذبذبان في معاملة أبنائهم ولربما يعود ذلك إلـى تعـدد الزوجـات، أو
الانفصال، أوالشقاق بين الوالدين حيث كان متوسط الاتجاهات الوالدية نحـو (الوالـد) للنـزيلات
(٨٣,٦٨) بانحراف معياري مقداره (١٧,٢٦) ومتوسط الاتجاهات الوالدية نحو (الوالـدة) لـدى
النزيلات (٨٧,٥٦) بانحراف معياري مقداره (٢١,٢٦). وهذه النتائج تتفق مع ما توصل إليه ّكل
من الحداد (١٩٧١م)، والياسـين (١٩٧٤م)، وتركمـان (١٩٨٠م)، وفـاتن حـسين (١٩٨٤م)،
والشرقاوي (١٩٨٦م)، وبيومي (١٩٨٧م)، والثبيتي (١٩٨٨م)، وزينب أبو العلا (١٩٨٩م)، فقد
أوضحت نتائج هذه الدراسات عن وجود فروق في الاتجاهات الوالدية نحو الأبناء وأن هذه النتائج
لا تتفق مع ما توصلت إليه دلال قاروت (١٩٨٩م) فقد توصلت نتائجها إلى عدم وجود فروق فـي
المعاملة الوالدية.
الفرض السادس:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنـا تبع ًـا
للترتيب الميلادي.
للتأكد من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بتقسيم مجموعة النزيلات إلى ثلاث فئات حسب
الترتيب الميلادي، وتم حساب تحليل التباين آحادي الاتجاه لا يجاد الفروق في قوة الأنا والجـدول
رقم (٩) يوضح النتيجة.
جدول رقم (٩)
الفروق في قوة الأنا تبع ًا للترتيب الميلادي
المتغير مصدر التباين
درجات
الحرية
مجموع
المربعات
متوسط
المربعات
قيمة
ف
اتجاه
الفروق
١,٧٨ ٤٩,٦٤ ٩٩,٢٩ ٢ المجموعات بين
٢٧,٨٨ ١٥٨٩,٧٠ ٥٧ المجموعات داخل الأنا قوة
١٦٨٨,٩٩ ٥٩ الكلي المجموع
لا توجد
فروق
يتضح من الجدول رقم (٩) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصـائية في قوة الأنا بين ذوي ٧٤
الترتيب الميلادي المختلف وقد يكون السبب في ذلك أن جميع أفراد العينة مـن النـزيلات بغـض
النظر عن ترتيبهن الميلادي أعطين إجابات متقاربة، وبالتالي قد لا يكون للترتيـب المـيلادي أي
دور في قوة الأنا.
الفرض السابع:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنـا تبع ًـا
لحجم الأسرة التي تنتمي إليها النزيلة.
للتأكد من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بتقسيم مجموعة النزيلات إلى ثلاث فئات مـن
حيث حجم الأسرة ثم قامت بحساب تحليل التباين آحادي الاتجاه لمعرفة الفروق فـي قـوة الأنـا
والجدول رقم (١٠) يوضح النتيجة.
جدول رقم (١٠)
الفروق في قوة الأنا تبع ًا لحجم الأسرة
المتغير مصدر التباين
درجات
الحرية
مجموع
المربعات
متوسط
المربعات
قيمة
ف
اتجاه
الفروق
٠,١٦ ٤,٩٠٩ ٩,٨١ ٢ المجموعات بين
٢٩,٤٥ ١٦٧٩,١٦ ٥٧ المجموعات داخل الأنا قوة
١٦٨٨,٩٨ ٥٩ الكلي المجموع
لا توجد
فروق
يتضح من الجدول رقم (١٠) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في قـوة الأنـا تبع ًـا
لحجم الأسرة وترى الباحثة أن حجم الأسرة قد لا يكون له تأثير على قوة الأنا لدى الفرد. وهـذه
النتيجة لا تتفق مع ما توصلت إليه زينب أبو العلا (١٩٨٩م) في أن المغتصب ينتمي لأسرة كثيرة
العدد ولم تتوفر له الرعاية المناسبة.
الفرض الثامن:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنـا تبع ًـا
للمستوى الاقتصادي للأسرة.
للتأكــد من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب تحليل التباين آحادي الاتجاه لمعرفة ٧٥
الفروق في قوة الأنا والجدول رقم (١١) يوضح النتيجة.
جدول رقم (١١)
الفروق في قوة الأنا تبع ًا للمستوى الاقتصادي للأسرة
المتغير مصدر التباين
درجات
الحرية
مجموع
المربعات
متوسط
المربعات
قيمة
ف
اتجاه
الفروق
٠,٠٨ ٢,٢٨ ٥,١٧ ٢ المجموعات بين
٢٩,٥٤ ١٦٨٣,٨١ ٥٧ المجموعات داخل الأنا قوة
١٦٨٨,٩ ٥٩ الكلي المجموع
لا توجد فروق
يتضح من الجدول رقم (١١) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في قـوة الأنـا تبع ًـا
للمستوى الاقتصادي للأسرة وقد يعود السبب في ذلك إلى تقارب أفـراد العينـة فـي المـستوى
الاقتصادي مما يستبعد تأثيره على قوة الأنا حيث كان معظم أفراد عينة النـزيلات ينتمـين إلـى
المستوى الاقتصادي المتوسط والمرتفع حيث كانت النسبة علـى التـوالي ٢١,٧ ،%٧١,٧%.
وهذه النتيجة لا تتفق مع ما توصلت إليه دلال قاروت (١٩٨٩م) في أنه توجد فروق في المستوى
الاقتصادي للأسرة.
الفرض التاسع:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنـا تبع ًـا
للبيئة السكنية التي تعيش فيها النزيلة.
للتأكد من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بحساب المتوسطات وقيمة (ت) والجدول رقـم
(١٢) يوضح النتيجة.
جدول رقم (١٢)
الفروق في قوة الأنا تبع ًا للبيئة التي تعيش فيها النزيلة
النزيلات ن = ٤٧ العاديات ن = ١٣
المتغير
المتوسط
الانحراف
المعياري
المتوسط
الانحراف
المعياري
درجة
الحرية
قيمة
(ت)
اتجاه
الفروق
ق ٠,٣٧ ٥٨ ٤,٦١ ٢٦,٠٠ ٥,٥٧ ٢٦,٦١ الأنا قوة
لا توجد فرو ٧٦
يتضح من الجدول رقم (١٢) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في قوة الأنا تبع ًا للبيئة
التي تعيش فيها النزيلة وقد يكون السبب في ذلك أن أفراد عينة الدراسـة مـن منطقـة واحـدة
(المنطقة الغربية) لذا نجد تشابه ًا إلى حد ما بين ّكل من المدينة والقرية من حيث متطلبات البيئـة
والمستويات الاجتماعية وبعض العادات والتقاليد.
الفصل الخامس
ملخص النتائج والمقترحات
أو ًلا: ملخص نتائج الدراسة
ثاني ًا: التوصيات والمقترحات
٧٧
أو ًلا: ملخص نتائج الدراسة:
لقد توصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية:
١ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (٠,٠١) في قوة الأنـا بـين النـزيلات
والعاديات لصالح العاديات.
٢ - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًـا
للسن.
٣ - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًـا
لمستوى الذكاء.
٤ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا بين ذوي
التعليم المتوسط والابتدائي في صالح ذوات التعليم المتوسط.
٥ - توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا بين ذوي
الاتجاهات الوالدية (الوالد / الوالدة) المنخفضة والمتوسطة لصالح ذوي الاتجاهات الوالدية
(الوالد/الوالدة) المنخفضة.
٦ - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًـا
للترتيب الميلادي.
٧ - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًـا
لحجم الأسرة.
٨- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسـة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًا
للمستوى الاقتصادي للأسرة.
٩- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين نزيلات مؤسـسة رعاية الفتيات في قوة الأنا تبع ًـا
للبيئة السكنية التي تعيش فيها النزيلة. ٧٨
ثاني ًا: التوصيات والمقترحات:
أ - في ضوء ما أسفرت عنه نتائج هذه الدراسة فإن الباحثة توصي بمـا
يلي:
١ - تعاون كل الجهات المعنية لتوعية الأسرة لتوجيه الأبناء وتنظيم شئونهم بالقدر الذي يسمح
بممارسة السلطة داخل الأسرة وتحقيق الاشباعات لأفرادها خاصة فيما يتعلـق بالتوجيـه
والتربية والتعليم.
٢ - إنشاء مكاتب للتوجيه الأسرى تكون ملحقة بمراكز الرعاية الصحية الأولية لتقـديم بعـض
التوجيهات والإرشادات الخاصة بعمليات التنشئة الاجتماعية.
٣ - إن تتحمل وسائل الإعلام المختلفة مـسئولياتها تجـاه هـذه المـشكلة وذلـك بالاهتمـام
بموضوعات الأفلام وما يبث من قصص أو حوادث، أو ما ينشر في الصحف بحيـث يـتم
التركيز على إبراز القيم الإيجابية، من حيث تغلب الخير على الشر والحق علـى الباطـل
والعدل على الظلم بشكل ينمي لدى الفرد هذه القيم بطريقة الامتصاص والتقليد الاجتمـاعي
فلا يخفي علينا أن كثير ًا من حالات الانحراف هي نتاج إغراق الفرد وإعجابـه بالجوانـب
السلبية من هذه القيم التي تعرض من خلال مختلـف وسـائل البـث الإعلاميـة خاصـة
الفضائية.
٤ - التركيز على مرحلة الطفولة وزيادة العناية بها عن طريق إرشاد الآباء والمدرسين، وهـذا
يعني مشاركة كل من المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، في القيـام بحمـلات توعيـة
مسترشدة بأساليب التربية السليمة في هذه المرحلة، ومساوئ القسوة والإحباط فيها ومـا
قد يتبعه من انحراف واضطراب.
٥ - العناية ببرامج التوجيه والإرشاد في المدارس ومتابعة أداء وظائفها بالصورة العملية.
٦- أن تهتم المعلمات في المدارس، بالأهداف السلوكية في طـرق التـدريس بـنفس درجـة
اهتمامهن بالأهداف المعرفية.
٧- التداوي بالقرآن قراءة وفهم ًا وتوضيح ًا بما يحتويه من آيات الثواب للمحسن وآيات العقاب
للمسيء فيها روادع قوية. ٧٩
٨- تعليم الأحداث بالقدوة سلوك ًا تطبيقي ًا له عميق الأثر في نفوس الأطفال.
٩ - الاهتمام بعمل البحوث والدراسات في هذا المجال تشمل جميع العوامل المؤثرة علـى ذوي
السلوك المنحرف في إطار خطة بحث محلية مبنية على التخطيط العلمي المدروس للوقايـة
من الانحراف والجريمة.
ب - تقترح الباحثة في ضوء ما توصلت إليه الدراسة إلى ما يلي:
١ - تقترح بأن تشتمل البرامج التي تقدم للنزيلات المودعات في مؤسـسة رعاية الفتيات علـى
تنمية وعي النزيلة نحو نفسها ونحو الآخرين وأن تسعى الأخصائيات القائمات بالعمل فـي
المؤسـسة بتعديل أو تغيير المفاهيم السلبية وغير الواقعية التي تكونت لـدى بعـض مـن
النزيلات.
٢ - إعداد المرشدات النفسيات المؤهلات لعملية إرشاد الجانحات داخـل مؤســسات الرعايـة
الاجتماعية على وجه الخصوص بالاستفادة من نظريات الإرشاد في هذا المجال.
٣ - توفير برنامج صور الرعاية اللاحقة لمن يخلى سبيله من المؤسـسـة العقابية لمعاونته في
جهوده للتكيف النفسي والاجتماعي مع المجتمع. وذلك لأن أفضل وسيلة مـضادة لحمايـة
المجتمع من شر هذه الفئة وتحديهم له ومن اعتدائهم في المستقبل على القانون، هي توفير
الإشراف الواعي على سلوكهن ومنحهن التعضيد الأدبي والمساعدة المادية الضرورية التي
تمكنهن من التغلب على متاعبهن وتساعدهن إلى حد ما على شق طريقهن المستقيم وبـدء
حياة كريمة.
٤ - وضع خطة إرشادية علمية سليمة تتفق مع واقع واحتياجات وسمات الجـانح وذلـك مـن
الجهات المعنية، فلابد من دراسة جميع سماته التي تميزه عن غير الجانحين في مجتمعنـا
من جانب، والسمات التي تميزه عن الجانحين في البلاد الأخرى من جانب آخر.
٥- إجراء دراسات مماثلة لبقية مؤسـسات رعاية الفتيات بالمملكة لإمكان تعميم نتـائج هـذه
الدراسات على مستوى المملكة.
٦- تقترح الباحثة بضرورة قيام الباحثين النفسيين بإجراء دراسات توضـح سـمات الأحـداث
السعوديين للتمكن من تحديد أساليب الوقاية السابقة للجنوح، والمتابعة اللاحقة للجانحين. ٨٠
٧- التخفيف من دسامة موضوعات المناهج الدراسية التي تركز حالي ًا علـى تحقيـق الأهـداف
المعرفية والمهارية للتمكن من تحقيق الأهداف السلوكية.
٨- في منهج مادتي القرآن والحديث تقترح الباحثة التركيز على آيات الترغيـب فـي الـسلوك
الحسن وتوضيح التوجيهات التربوية المستفادة منها بأسلوب مناسب.
٩- التربية بالقدوة أسلوب يجب أن تؤكد عليه الجهات المعنية بأمور المعارف في التعليم العـام
والعالي وعلى الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم.
المراجع
المراجع باللغة العربــة
المراجع باللغة الإنجليزية
٨١
المراجع باللغة العربية
١ ـ القرآن الكريم.
٢ ـ ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين (د.ت). لـسان العـرب. الجـزء ١،٢، القـاهرة: دار
المعارف.
٣ - أبو السعد، كمال جندي (١٩٨١م). انحراف الأحداث. القاهرة: دار المعارف.
٤ - أبو العلا، زينب حسين (١٩٨٩م). دراسة قوة الأنا لدى المغتصب من منظور سـيكولوجية
الذات في خدمة الفرد. حلوان: جامعة حلوان.
٥ ـ أبو زيد، إبراهيم أحمد، (١٩٨٧م). سيكولوجية الذات والتوافق. الإسكندرية: دار المعرفـة
الجامعية.
٦ ـ أبو زهرة، محمد (د.ت). الجريمة والعقوبة في الفقه الإسلامي. القاهرة: دار الفكر العربي.
٧ ـ أبو ليلى، فاتن حسين (١٩٨٤م). الإبداع لدى الأحداث الجانحين. (رسالة ماجـستير غيـر
منشورة). كلية الآداب، قسم علم النفس، القاهرة: جامعة عين شمس.
٨ ـ إسماعيل، عزت سيد (١٩٨٤م). جنوح الأحداث. الكويت: وكالة المطبوعات.
٩- إسماعيل، حنفي محمود أمام (١٩٧٩م). بعض محددات توافق الآباء والأبناء وأثرها علـى
جناح الأحداث. (رسالة دكتوراه غير منشورة). كلية التربية، مصر: جامعة أسيوط.
١٠- الأشول، عادل عز الدين (١٩٨٦م). نظريات الشخصية. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
١١ ـ البورت، غاردن (١٩٦٣م). نمو الشخصية. ترجمة جابر عبد الحميد جابر. القـاهرة: دار
النهضة العربية.
١٢ ـ البعلبكي، منير (١٩٨٤م). المورد، قاموس إنجليزي عربي. بيروت، دار العلم للملايين.
١٣- بيومي، محمد (١٩٨٧م). أثر التنشئة الأسرية ومستويات الذكاء على الانحـراف. دراسـة
ميدانية اجريت في المدينة المنورة، الجمعية المصرية للدراسات النفسية، بحـوث المـؤتمر
الثالث في علم النفس في مصر، القاهرة: مركز التنمية البشرية والمعلومات. ٨٢
١٤ـ بوكومو، ت (١٩٨٢م). التغيير الإجتماعى. ترجمة محمد على محمد، سلـسلة كتـاب علـم
الاجتماع المعاصر، القاهرة: دار المعارف.
١٥- تركمان، ج (١٩٨٠م). دراسة الأحداث المنحرفين فـي لبنـان. (رسـالة ماجـستير غيـر
منشورة) جامعة قسطنطينية، معهد علم النفس، الجزائر.
١٦ـ ثروت، جلال (١٩٧٩م). الظاهرة الإجرامية ـ دراسة في علم الإجرام والعقـاب. القـاهرة:
مؤسسة الثقافة الجامعية.
١٧ - الثبيتي، علي خضر (١٩٨٨م). دراسة لبعض المتغيرات الاجتماعية والنفسية المرتبطـة
بانحراف الأحداث. (رسالة ماجستير غير منشورة). كلية التربية، جامعة أم القرى، قسم علم
النفس، مكة المكرمة.
١٨- جعفر، على محمد (١٩٨٤م). الأحداث المنحرفـون (عوامـل الانحـراف ـ المـسؤولية
الجزائية ـ التدابير). (ط١). بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع.
١٩ـ حسن، محمد نجيب توفيق (١٩٨٩م). الخدمة الاجتماعية مع الفئـات الخاصـة. القـاهرة:
جامعة حلوان.
٢٠ـ حسن، محمد نجيب توفيق (١٩٩٤م). الخدمة الاجتماعيـة فـي محـيط نـزلاء الـسجون
والأحداث. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
٢١ـ حميد، سعيد، هيفاء عبدالحليم (١٩٨٤م). المستخلـصات التربويـة والنفـسية مـن عـام
١٩٨٢/١٩٦٧م. بغداد: وزارة التعليم العالي والبحث العلمـي، مركـز البحـوث التربويـة
والنفسية.
٢٢ ـ الحداد، يحي (١٩٧١م). العلاقة بين العوامل التربوية الأسرية وجنوح الأحداث. (رسـالة
ماجستير غير منشورة) الأردن: عمان.
٢٣ـ حجازي، مصطفي، (١٩٨١م). الأحداث الجانحون. (ط٢)، بيروت: المؤسـسة الجامعيـة
للدراسات والنشر والتوزيع.
٢٤ـ الدباغ، فخري (١٩٧٥م). جنوح الأحداث. العراق: دار الكتب.
٢٥ـ الدوري، عدنان (١٩٨٥م). جناح الأحداث الكتاب الأول، المشكلة والـسبب. الكويـت: ذات
السلاسل. ٨٣
٢٦- الدوري، عدنان (١٩٨٤). أسباب الجريمة وطبيعة السلوك الإجرامي. (ط٣) الكويـت: ذات
السلاسل.
٢٧- رافن، جون (١٩٧٦م). اختبار المصفوفات المتتابعة. ترجمة مـصطفي فهمـي وآخـرون.
جامعة أم القرى، كلية التربية، مركز البحوث التربوية والنفسية، مكة المكرمة
٢٨- زهران، حامد عبد السلام (١٩٧٧م، (أ). مفهوم الذات والسلوك الاجتماعي للـشباب بـين
الواقع والمثالية، مجلة كلية التربية. السنة الثالثة، العدد الثالث، جدة:جامعـة الملـك عبـد
العزيز.
٢٩ـ زهران، حامد عبد الـسلام (١٩٧٧م، (ب). الـصحة النفـسية والعـلاج النفـسي. (ط٢).
القاهرة: عالم الكتب.
٣٠ـ زهران، حامد عبد السلام (١٩٨٠م). التوجيه والإرشاد النفسي. القاهرة: عالم الكتب.
٣١ـ سذرلاند، أدوين، هـ. ورونالد كريسى (١٩٦٨م). مبادئ علم الإجرام. ترجمـة محمـود
السباعي وآخرون، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
٣٢ـ السراج، عبود (١٩٨٣م). علم الإجرام وعلم العقاب. الكويت: جامعة الكويت.
٣٣ـ السمالوطى، نبيل محمد توفيق (١٩٨٣م). الدراسة العلمية للسلوك الإجرامـي. جـدة: دار
الشروق.
٣٤ـ شتا، السيد علي (١٩٨٤م). علم الاجتماع الجنائي. الدمام: دار الإصلاح.
٣٥ـ شتا، السيد على، ومحمد كرامي (١٩٨٦م). النمو الإجتماعى لشخصية الطفل فـي الحـضر
والريف. جامعة أم القرى، كلية التربية، مركز البحوث التربوية والنفسية، مكة المكرمة.
٣٦ـ الشرقاوي، أنور محمد (١٩٨٦م). انحراف الأحـداث. (ط٢). القـاهرة: مكتبـة الأنجلـو
المصرية.
٣٧- صبحي، سيد محمد (١٩٧٥م). اثر اتجاهات الوالدين على توافق الأبناء في واحة أسـيوط.
صحيفة التربية، السنة التاسعة والعشرون، العدد ٢، القاهرة: رابطة خريجي معاهد وكليـة
التربية.
٣٨ـ عارف، محمد (١٩٨١م). الجريمة والمجتمع. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية. ٨٤
٣٩ـ عبد الخالق، أحمد محمد (١٩٨٣م). الأبعاد الأساسية للشخـصية. (ط٢). بيـروت: الـدار
الجامعية.
٤٠- عبدالسلام، نرفانا (١٩٨٥م). الاتجاهات الوالدية وعلاقتها بتقبل الذات والآخرين. (رسـالة
ماجستير غير منشورة) جامعة أم القرى، كلية التربية، قسم علم النفس، مكة المكرمة.
٤١ـ العصرة، منير (١٩٧٤م). انحراف الأحداث ومشكلة العوامل. الاسكندرية: المكتبة المصرية
الحديثة.
٤٢ـ ألعوجي، مصطفي (١٩٨٠م). دروس في العلم الجنائي، الجريمـة والمجـرم. الجـزء ١،
بيروت: مؤسسة نوفل.
٤٣ـ عودة، عبد القادر (د.ت). التشريع الإسلامي مقارنة بالقانون الوصفي. (سلـسلة الثقافـة
العامة)، الجزء ١، بيروت: دار الكتاب العربي.
٤٤- غنيم، سيد محمد (١٩٧٥م). نظريات الشخصية محدداتها وقياسها ونظرياتهـا. القـاهرة:
النهضة العربية.
٤٥ـ غازدا، جورج وكو رسينى م (١٩٨٦م). نظريات العلم. الجزء ٢، ترجمـة علـى حـسين
حجاج، الكويت: عالم المعرفة.
٤٦ـ الغامدي، حسين حسن (١٩٨٤م). دراسة مقارنة السمات الشخصية المميزة للجانحين وغير
الجانحين في المملكة العربية السعودية. (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية التربية، قسم
علم نفس، مكة المكرمة: جامعة أم القرى.
٤٧- الغامدي، علي أحمد (١٩٨٩م). أساليب المعاملة الوالدية فـي علاقاتهـا بـبعض سـمات
المسايرة والمغايرة لدى الاحداث الجانحين في المملكة العربية السعودية. (رسالة ماجـستير
غير منشورة)، كلية التربية، قسم علم نفس، مكة المكرمة: جامعة أم القرى.
٤٨ـ فرويد، سيجموند (١٩٨٦م). الأنا والهو. (ط٣). ترجمـة عثمـان نجـاتي، القـاهرة: دار
الشروق.
٤٩ـ فهمي، مصطفي (١٩٦٩م). مجالات علم النفس سيكولوجية الأطفال غير العاديين. المجلـد
٢، القاهرة: مكتبة مصر. ٨٥
٥٠ـ فالون، هنري (١٩٤٦م). أثر الآخرين في تكوين الشعور بالذات. ترجمـة يوسـف مـراد،
جماعة علم النفس، مجلد ٢، العدد الثاني، القاهرة: دار المعارف.
٥١ـ قاروت، دلال محمد (١٩٨٩م). مفهوم الذات والمستوى الإقتصادي والاجتماعي والمعاملـة
الوالدية لدى الأحداث الجانحين من الإناث. (رسالة ماجستير غير منشورة). كلية التربيـة،
قسم علم النفس، مكة المكرمة: جامعة أم القرى.
٥٢ـ القحطاني، سليمان عويفي (١٤٠٨هـ). دراسة مقارنة لمفهـوم الـذات بـين الجـانحين
والأسوياء في مدينة الرياض. (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية التربيـة، قـسم علـم
النفس، الرياض: جامعة الملك سعود.
٥٣ - الكتانى، ادريس (١٩٦٧م). ظاهرة انحراف الأحداث. منظمة التعاون العربـي، المغـرب:
مطبعة التومي.
٥٤- كفافي، علاء الدين (١٩٨٢م). مقياس قوة الأنا. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
٥٥- لابين، دالاس، جرين، بيرث (١٩٨١م). مفهوم الذات. ترجمة فوزي بهلـول، بيـروت: دار
النهضة العربية.
٥٦ـ ليندا دافيدوف (١٩٨٣م). مدخل علم النفس. (ط٢). ترجمـة سـيد الطـواب، وآخـرون،
الرياض: دار المريخ للنشر.
٥٧ـ المغربي، سعد (١٩٦٠.م). انحراف الصغار. القاهرة:دار المعارف.
٥٨ـ المغربي، سعد وأحمد الليثي (١٩٦٧م). المجرمون، الفئات الخاصـة وأسـاليب رعايتهـا.
القاهرة: درا المعارف.
٥٩ـ ناصر، رندة عبد االله عمر (١٩٨١م). الفروق بين الأحداث المنحرفين والأفراد العاديين كما
يعبر عنها مقياس تنسي لمفهوم الذات.(رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية التربية،الأردن:
الجامعة الأردنية.
٦٠ـ النواوى، عبد الخالق (١٩٧٠م). الجريمة والعقاب بين الشريعة والقانون. القاهرة: مكتبـة
ومطبعة محمد على صبيح.
٦١ـ هول، كالفين ولندزى ج (١٩٧١م). نظريات الشخصية. ترجمة فرج حسين فرج وآخـرون،
القاهرة: الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر. ٨٦
٦٢ـ هيجان، عبد الرحمن أحمد (١٩٨٣م). جنوح الأحداث في المملكـة العربيـة الـسعودية ـ
دراسة لبعض المتغيرات النفسية لديهم. (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية التربية، قسم
علم النفس، الرياض: جامعة الملك سعود.
٦٣- الياسين، جعفر (١٩٧٤م). اثر التفكك العائلي في جنوح الأحداث. العراق: مطبعة الموصل.
٦٤- وكالة الوزارة لشئون الرعاية الاجتماعية، (١٩٨٤م). مجموعة نظم ولوائح وكالة الـوزارة
لشئون الرعاية الاجتماعية. (ط٢)، وزارة العمل والـشئون الاجتماعيـة (إدارة المتابعـة)،
الرياض.
المراجع باللغة الانجليزية:
65- Douglas, D.G. (1982). The Impact of a Juvenile Awareness Program
on Personality Traits of Male Clients, Wisconsin State Prison,
Waupan. Journal Offender Counselling Service and Rehabilitation,
Vol. 6(3), pp. 73-85.
66. Erikson, E.H. Identity (1968). Youth and Crisis, NewYork Norton.
67. Eyo, Isidoro E. (1984). Need for Social Approval Self-Concept and
Deviance Status. IRCS Medical Science Psychology and Psychiatry,
Vol. 12 (708) pp. 696-697.
68. Hilmi, Fares (1988). The Self-concept of Delinquent and NonDeliquent, Saudi Juveniles. International Journal of Psychology in
the Orient, Vol. xxxI (1) pp. 47-51.
69. Hurich, Anthony P. Dana (1984). Self-Concepts of Rural Early
Adolescence Juvenile Delinquents. Journal of Early Adolescence,
Vol. 4(1) pp. 41-46.
70. Nye, F.Ivan, (1958). Family Relationship and Delinquent Behaviour.
N.Y. Vitey Co., Inc. pp. 43-48.
71. Ostrov. E. etal (1982). "Values and Self-Conceptions". Psychiatric
Treatment and Evaluation. Vol. 4(6), pp. 503-509. ٨٧
72. Recless, Walter, (1955). The Crime Problems. N.Y. Applentor
Century Crofts, Inc., pp. 33-34.
الملاحق
ملحق رقم (١)
(مقياس قوة الأنا) (البارون)
ملحق رقم (٢)
(مقياس المصفوفات المتتابعة (لجون رافن)
ملحق رقم (٣)
(مقياس الاتجاهات الوالدية الصورة (أ، ب) من إعداد صبحي (١٩٧٥م)
ملحق رقم (٤)
استمارة بحث لحالة (نزيلة) ولحالة (طالبة) من إعداد الباحثة
٨٨
ملحق رقم (١)
مقيــــــاس قوة الأنــــــا
(لبارون)
٨٩
ملحق رقم (٢)
مقياس المصفوفات المتتابعة
(لجون رافن)
٩٠
ملحق رقم (٣)
مقياس الاتجاهات الوالدية الصورة
(أ، ب)
من إعداد سيد محمد صبحي
٩١
مقياس الاتجاهات الوالدية
الصورة (أ)
إعداد : الدكتور / سيد محمد صبحي
_____________________________________________________________
الاسم: الجنــــــس:
الســن: المستوى الدراسي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليمات
يشتمل المقياس على مجموعة من العبارات التي تدل علـى بعـض الطـرق والأسـاليب
التـــي يتبعهـــا الأب في التعامل مع الأبنــاء، وأمام كل عبارة ثلاثـة اختيـــارات(
-CQ
OQ-×-CQOQ-؟) والمطلوب هو مايلي:
قراءة كل عبارة بدقة وعناية، فإذا وجدتي أنها تنطبق على معاملة الوالد فضعي علامة(Ö
)، أما إذا لم تنطبق العبارة مع حالتك على الإطلاق فضعي علامة(×)، أما إذا كنتي مترددة فـي
الإجابة فضعي علامة(؟). فضلا لا تضعي أكثر من إشارة واحدة فقط.
واللـــه الموفق، ،،
٩٢
م
العبارة
x
?
١ كثيرا ما كان والدي يعدني بإجابة مطالبي ولا يحقق ماوعد . -OP
CP- -OPCP- []
٢ إذا تأخرت عن النوم في الوقت المحدد فقد كان والدي يلجـأ إلى تخـويفي
حتى أنام.
-OP
CP- -OPCP- []
٣ عندما أشكو لوالدي فلا بد وأن ينصف الكبير دائما. -OP
CP- -OPCP- []
٤ عودني والدي على أنه يعرف مصلحتي أكثر مني. -OP
CP- -OPCP- []
٥ لم يناقشني والدي اطلاقا في تأخري خارج المترل. -OP
CP- -OPCP- []
٦ يشركني والدي معه في تحديد قيمة المصروف الذي يلزمني. -OP
CP- -OPCP- []
٧ عودني والدي دائما إن اشكو له عندما يؤذيني او يضربني أحد. -OP
CP- -OPCP- []
٨ كان يمنعني والدي دائما من مخالطة الأطفال حماية لي. -OP
CP- -OPCP- []
٩ كثيرا ما أجد والدي أمام تصرفاتي في حيرة لا يدري هل يعاقبني أم يتركني
أم يكافئني.
-OP
CP- -OPCP- []
١٠ كثيرا ما كان والدي يهددني بمخاصمتي إذا كررت خطأ ما. -OP
CP- -OPCP- []
١١ يعطيني والدي حرية أقل من بعض اخواتي واخواني. -OP
CP- -OPCP- []
١٢ مهما تكرر امتناعي عن الأكل فقد كان والدي لا يعير هذه المـشكلة اي
اهتمام.
-OP
CP- -OPCP- []
١٣ طاعة والدي أمر مفروض في اسرتنا. -OP
CP- -OPCP- []
١٤ يعطيني والدي دائما الفرصة لابداء رأيي الخاص. -OP
CP- -OPCP- []
١٥ كان والدي هو الذي يحدد نوع الترهات والأماكن التي يمكـن الـذهاب
اليها خ ا علي.
-OP
CP- -OPCP- []
١٦ أحيانا كان يثور والدي لسبب لا أعرفه. -OP
CP- -OPCP- []
١٧ أشعر أن والدي حملني مسئوليات تزيد عن طاقتي داخل الأسرة. -OP
CP- -OPCP- []
١٨ يعطيني والدي حرية أكثر من بعض اخواتي واخواني. -OP
CP- -OPCP- []
١٩ والدي هو الذي يختار نوع الكتب والات التي نقرأوها. -OP
CP- -OPCP- []
٢٠ لم يناقشني والدي في أمر الصديقات اللاتي اصـاحبهن مهمـا بـدا مـن
مساوئهن.
-OP
CP- -OPCP- []
٩٣
م العبارة x Ö ?
٢١ عودني والدي ألا الجأ إليه الا بعد إن احاول حل المشكلة بمفردي. -OP
CP- -OPCP- []
٢٢ يتولى والدي شراء ملابسي وحاجاتي حتى الآن. -OP
CP- -OPCP- []
٢٣ تعودت أن أسأل والدي مقدما في كل صغيرة وكبيرة. -OP
CP- -OPCP- []
٢٤ كان والدي أحيانا يمدحني على سبيل التشجيع وأحيانا أخرى يوبخني. -OP
CP- -OPCP- []
٢٥ كنت عندما اخطيء أقابل بعبارات التأنيب القاسية من والدي. -OP
CP- -OPCP- []
٢٦ يعتقد والدي دائما إن البنت مجالها البيت والولد مجاله العمل. -OP
CP- -OPCP- []
٢٧ لا يوافق والدي على مناقشة الأبناء ل باء أو مراجعتهم في الرأي. -OP
CP- -OPCP- []
٢٨ كنت عندما أبكي يتركني والدي حتى اسكت من تلقاء نفسي. -OP
CP- -OPCP- []
٢٩ يرى والدي إن هناك أمورا كثيرة تـستحق الاهتمـام غـير التحـصيل
الدراسي.
-OP
CP- -OPCP- []
٣٠ إذا شكوت من ايذاء احد اخواتي فإن والدي يعاقبـه هـو في أغلـب
الأحوال.
-OP
CP- -OPCP- []
٣١ كثيرا ما كان والدي يتأثر برأي (جدي) أو (جدتي) في بعـض الـشئون
المتصلة بي.
-OP
CP- -OPCP- []
٣٢ كثيرا ماكان والدي ينبهني باستمرار بأن النعم زائلة. -OP
CP- -OPCP- []
٣٣ الأخ الأصغر له معزة خاصة عند والدي بالنسبة لباقي أخواتي وإخواني. -OP
CP- -OPCP- []
٣٤ والدي هو الشخص الوحيد الذي يمكنه إن يحدد نوع دراستي ومهنتي. -OP
CP- -OPCP- []
٣٥ لم يعودني والدي على إن الجأ إليه لطلب المشورة أو النصيحة. -OP
CP- -OPCP- []
٣٦ يوافق والدي على أن امضي جانبا من وقتي في ممارسة هواياتي الخاصة مثل
الرسم والخياطة وقراءة الات.
-OP
CP- -OPCP- []
٣٧ يحاول والدي بإستمرار إن يعرف على وجه التحديد كيف أتصرف في كل
ريال من مصروفي.
-OP
CP- -OPCP- []
٩٤
م العبارة x Ö ?
٣٨ لا أعرف لماذا كان والدي عط ا على في فترات معينة وأيضا ضيق الصدر
في فترات أخرى.
-OP
CP- -OPCP- []
٣٩ نادرا ما امتدح والدي سلوكي الطيب. -OP
CP- -OPCP- []
٤٠ قلق والدي على مستقبل أولاده الذكور اكثر من قلقله علـى مـستقبل
بناته٠.
-OP
CP- -OPCP- []
٤١ في رأي والدي انني لا استطيع اختيار الصديقة الصالحة بنفسي. -OP
CP- -OPCP- []
٤٢ كنت أشعر دائما أن والدي يترك لي أن أقرر ما أشاء في معظم الامور. -OP
CP- -OPCP- []
٤٣ يسمح لي والدي بالاشتراك في أغلب الحفلات التي تقوم ا المدرسة. -OP
CP- -OPCP- []
٤٤ يتولى والدي بنفسه حل مشكلاتي اول بأول. -OP
CP- -OPCP- []
٤٥ كثيرا ما كان والدي يذكرني بما يبذل من العناية والجهد في سبيل تربيتي. -OP
CP- -OPCP- []
٤٦ كثيرا ما كان والدي يعارض والدتي في طريقة تربيتي. -OP
CP- -OPCP- []
٤٧ يرى والدي أنه ينبغي على الأخ الأكبر إن يتنازل عن حقه لأخيه الأصـغر
مهما أخطأ الأصغر.
-OP
CP- -OPCP- []
٤٨ كنت دئما آخذ رأي والدي مقدما في كل صغيرة وكبيرة أقوم ا. -OP
CP- -OPCP- []
٤٩ عندما كنت أتفوه ببعض الكلمات الخارجة (العيب) فقد كان والـدي لا
يكترث.
-OP
CP- -OPCP- []
٥٠ أشعر أن والدي متفق مع والدتي بشأن تربية أولاده. -OP
CP- -OPCP- []
٥١ كان والدي يدللني مرات ويقسو علي مرات اخرى. -OP
CP- -OPCP- []
٥٢ كثيرا ماكان والدي يذكرني بعجزي وقصوري عن أداء ما اكلف به مـن
أعمال.
-OP
CP- -OPCP- []
٥٣ يحب والدي البنت الهادئة اكثر من البنت الشقية. -OP
CP- -OPCP- []
٥٤ كان والدي يرغمني على التنازل عن حقي لأخي ولأختي حتى ولو كـان
الطرف الاخر هو المخطيء.
-OP
CP- -OPCP- []
٩٥
م العبارة x Ö ?
٧٥ أرى إن والدي يتدخل تدخلا كبيرا في موضوع زواجي في المستقبل. -OP
CP- -OPCP- []
٧٦ لا اذكر أن والدي طلب مني إن انام في موعد محدد. -OP
CP- -OPCP- []
٧٧ عندما كنت اختلف مع بعض اخوتي فإن والدي يركز على سرعة التفاهم
بيننا.
-OP
CP- -OPCP- []
٧٨ يؤكد والدي على ضرورة انتظامي في دروس خصوصية في اول العام. -OP
CP- -OPCP- []
٧٩ يشجعني والدي على اختيار الصديقات ثم يعود فيمنعني من مصادقة احـد
دون ابداء الأسباب.
-OP
CP- -OPCP- []
٨٠ عندما كنت اخطيء فقد كان والدي يقول على مسمعي انـه لا أمـل في
اصلاحي.
-OP
CP- -OPCP- []
٨١ يميل والدي ميلا خاصا لأخ او (لأخت) لي لمـا بينـهما مـن تـشابه في
الصفات.
-OP
CP- -OPCP- []
٨٢ قليلا ما يستمع والدي إلى أرائي في حل مشكلات. -OP
CP- -OPCP- []
٨٣ لم اشعر إن والدي كان يعطى اهتماما عندما أكون حزينـة أو يكتـرث
عندما اكون حزينة او متضايقة.
-OP
CP- -OPCP- []
٨٤ يؤكد والدي دائما على التعاون والترابط بين الاخوة. -OP
CP- -OPCP- []
٩٦
مقياس الاتجاهات الوالدية
الصورة (ب)
إعداد
الدكتور / سيد محمد صبحي
_____________________________________________________________
الاسم: الجنـــــس :
الســـن: المستوى الدراسي:
_____________________________________________________________
التعليمات
يشتمل المقياس على مجموعة من العبارات التي تدل على بعض الطرق والاساليــب التـــي تتبعها الام
في التعامل مع الأبناء، وامام كل عبارة ثلاثــة اختيارات(Ö-CQ
OQ-×-CQOQ-؟) والمطلوب هو مايلي:
قراءة كل عبارة بدقــة وعنــاية، فإذا وجدتي أا تنطبق على معاملـة الوالـدة فـضعي علامـة(Ö)،
امــــا إذا لم تنطبــق العبارة مع حالتك على الإطلاق فضعي علامة(×)، أما إذا كنتي متـرددة في الإجابـة
فضعي علامة(؟). فضلا لا تضعي أكثر من إشارة واحدة فقط.
واللــه الموفق، ،،
٩٧
م العبارة x Ö ?
١ كثيرا ما كانت والدتي تعدني بإجابة مطالبي ولا تحقق ما وعدت به. []
-OP
CP- -OPCP-
٢ إذا تأخرت عن النوم في الوقت المحدد فقد كانت والدتي تلجأ إلى تخـويفي
حتى أنام.
-OP
CP- -OPCP- []
٣ عندما أشكو لوالدتي فلا بد وأن تنصف الكبير دائما. -OP
CP- -OPCP- []
٤ عودتني والدتي على أا تعرف مصلحتي أكثر مني. -OP
CP- -OPCP- []
٥ لم تناقشني والدتي اطلاقا في تأخري خارج المترل. -OP
CP- -OPCP- []
٦ تشركني والدتي معها في تحديد قيمة المصروف الذي يلزمني. -OP
CP- -OPCP- []
٧ عودتني والدتي دائما إن اشكو لها عندما يؤذيني او يضربني أحد. -OP
CP- -OPCP- []
٨ كانت تمنعني والدتي دائما من مخالطة الأطفال حماية لي. []
-OP
CP- -OPCP-
٩ كثيرا ما أجد والدتي أمام تصرفاتي في حيرة لا تدري هل تعاقبني أم تتركني
أم تكافئني.
-OP
CP- -OPCP- []
١٠ كثيرا ما كانت والدتي ددني بمخاصمتي إذا كررت خطأ ما. -OP
CP- -OPCP- []
١١ تعطيني والدتي حرية أقل من بعض اخواتي واخواني. -OP
CP- -OPCP- []
١٢ مهما تكرر امتناعي عن الأكل فقد كانت والدتي لا تعير هذه المشكلة اي
اهتمام.
-OP
CP- -OPCP- []
١٣ طاعة والدتي أمر مفروض في اسرتنا. -OP
CP- -OPCP- []
١٤ تعطيني والدتي دائما الفرصة لابداء رأيي الخاص. -OP
CP- -OPCP- []
١٥ كانت والدتي هي التي تحدد نوع الترهات والأماكن التي يمكن الـذهاب
اليها خ ا علي.
[]
-OP
CP- -OPCP-
١٦ أحيانا كانت تثور والدتي لسبب لا أعرفه. -OP
CP- -OPCP- []
١٧ أشعر أن والدتي حملتني مسئوليات تزيد عن طاقتي داخل الأسرة. -OP
CP- -OPCP- []
١٨ تعطيني والدتي حرية أكثر من بعض اخواتي واخواني. -OP
CP- -OPCP- []
١٩ والدتي هي التي تختار نوع الكتب والات التي نقرأوها. -OP
CP- -OPCP- []
٢٠ لم تناقشني والدتي في أمر الصديقات اللاتي اصـاحبهن مهمـا بـدا مـن
مساوئهن.
-OP
CP- -OPCP- []
٩٨
? x Ö العبارة
م
٢١ عودتني والدتي ألا الجأ اليها الا بعد إن احاول حل المشكلة بمفردي. -OP
CP- -OPCP- []
٢٢ تعودت أن أسأل والدتي مقدما في كل صغيرة وكبيرة. -OP
CP- -OPCP- []
٢٣ تتولى والدتي شراء ملابسي وحاجاتي حتى الآن. -OP
CP- -OPCP- []
٢٤ كانت والدتي أحيانا تمدحني على سبيل التشجيع وأحيانا أخرى توبخني. -OP
CP- -OPCP- []
٢٥ كنت عندما اخطيء أقابل بعبارات التأنيب القاسية من والدتي. -OP
CP- -OPCP- []
٢٦ تعتقد والدتي دائما إن البنت مجالها البيت والولد مجاله العمل -OP
CP- -OPCP- []
٢٧ لا توافق والدتي على مناقشة الأبناء ل باء ومراجعتهم في الرأي. -OP
CP- -OPCP- []
٢٨ كنت عندما أبكي تتركني والدتي حتى اسكت من تلقاء نفسي. -OP
CP- -OPCP- []
٢٩ ترى والدتي إن هناك أمورا كثيرة تـستحق الاهتمـام غـير التحـصيل
الدراسي.
-OP
CP- -OPCP- []
٣٠ إذا شكوت من ايذاء احد اخواتي فإن والدتي تعاقبه هو في أغلب الأحوال -OP
CP- -OPCP- []
٣١ كثيرا ما كانت والدتي تتأثر برأي (جدي) أو (جدتي) في بعض الـشئون
المتصلة بي.
-OP
CP- -OPCP- []
٣٢ كثيرا ماكانت والدتي تنبهني باستمرار بأن النعمة لا تدوم. -OP
CP- -OPCP- []
٣٣ الأخ الأصغر له معزة خاصة عند والدتي بالنسبة لباقي اخوتي واخواتي. -OP
CP- -OPCP- []
٣٤ والدتي هي الشخصية الوحيدة التي يمكنها إن تحدد نوع دراستي ومهنتي. -OP
CP- -OPCP- []
٣٥ لم تعودني والدتي على إن الجأ اليها لطلب المشورة أو النصيحة. -OP
CP- -OPCP- []
٣٦ توافق والدتي على أن امضي جانبا من وقتي في ممارسة هواياتي الخاصة مثل
الرسم والخياطة وقراءة الات.
-OP
CP- -OPCP- []
٩٩
? x Ö العبارة
م
٣٧ تحاول والدتي بإستمرار إن تعرف على وجه التحديد كيف أتصرف في كل
ريال من مصروفي.
-OP
CP- -OPCP- []
٣٨ لا أعرف لماذا كانت والدتي عط ة علي في فترات معينة وضيقة الصدر في
فترات أخرى.
-OP
CP- -OPCP- []
٣٩ نادرا ما امتدحت والدتي سلوكي الطيب. -OP
CP- -OPCP- []
٤٠ قلق والدتي على مستقبل أولادها الذكور اكثر من قلقها علـى مـستقبل
بناا .
-OP
CP- -OPCP- []
٤١ في رأي والدتي انني لا استطيع اختيار الصديقة الصالحة بنفسي. -OP
CP- -OPCP- []
٤٢ كنت اشعر دائما إن والدتي تترك لي إن اقرر ما اشاء في معظم الامور. -OP
CP- -OPCP- []
٤٣ تسمح لي والدتي بالاشتراك في أغلب الحفلات التي تقوم ا المدرسة. -OP
CP- -OPCP- []
٤٤ تتولى والدتي بنفسها حل مشكلاتي اولا بأول. -OP
CP- -OPCP- []
٤٥ كثيرا ما كانت والدتي تذكرني بما يبذل من عناء وجهد في سبيل تربيتي. -OP
CP- -OPCP- []
٤٦ كثيرا ما كانت تعارض والدتي والدي في طريقة تربيتي. -OP
CP- -OPCP- []
٤٧ ترى والدتي أنه ينبغي على الأخ الأكبر إن يتنازل عن حقه لأخيه الأصـغر
مهما أخطأ الأصغر.
-OP
CP- -OPCP- []
٤٨ كنت آخذ رأي والدتي مقدما في كل صغيرة وكبيرة أقوم ا. -OP
CP- -OPCP- []
٤٩ كانت والدتي تدللني مرات وتقسو علي مرات اخرى. -OP
CP- -OPCP- []
٥٠ عندما كنت أتفوه ببعض الكلمات الخارجة (العيب) فقد كانت والدتي لا
تكترث.
-OP
CP- -OPCP- []
٥١ أشعر أن والدتي متفقة مع والدي بشأن تربية الأولاد. -OP
CP- -OPCP- []
٥٢ كثيرا ماكانت والدتي تذكرني بعجزي وقصوري عن أداء ما اكلف به من
أعمال.
-OP
CP- -OPCP- []
١٠٠
? x Ö العبارة
م
٥٣ تحب والدتي (البنت) الهادئة اكثر من (البنت) الشقية. -OP
CP- -OPCP- []
٥٤ كانت والدتي ترغمني على التنازل عن حقي لأخي أو لأختي حتى ولو كان
الطرف الاخر هو المخطيء.
-OP
CP- -OPCP- []
٥٥ لم أشعر أن والدتي اظهرت اي اهتمام لفشلي الدراسي. -OP
CP- -OPCP- []
٥٦ تسمح لي والدتي بزيارة صديقاتي في بيون وزيارن لي في مترلنا. -OP
CP- -OPCP- []
٥٧ اشعر إن والدتي تمنحني أكثر مما احتاج في اغلب الأمور. -OP
CP- -OPCP- []
٥٨ كان اسلوب والدتي في دئتي إن تعدني بشيء احبه ثم تنسى ذلـك فيمـا
بعد.
-OP
CP- -OPCP- []
٥٩ لم تظهر والدتي اهتمامها لما احرزت من نجاح. -OP
CP- -OPCP- []
٦٠ في رأي والدتي إن الولد لابد إن يكون مسئولا عن أخته. -OP
CP- -OPCP- []
٦١ تطالبني والدتي بطاعة اخوتي الأكبر مهما كانت الظروف. -OP
CP- -OPCP- []
٦٢ عندما كنت اخطيء فقد كانت والدتي تتركني دون توجيه. -OP
CP- -OPCP- []
٦٣ عودتني والدتي على مناقشة اخطائي قبل توجيه اللوم او العقوبة. -OP
CP- -OPCP- []
٦٤ اشعر بلهفة والدتي الزائدة نحوي في كثير من تصرفاا. -OP
CP- -OPCP- []
٦٥ لا اعرف ما هو المفروض إن اعمله حتى ارضى والدتي. -OP
CP- -OPCP- []
٦٦ مهما احسنت في ناحية فان والدتي كانت تذكرني بأن هناك مـن يفـوقني
فيها.
-OP
CP- -OPCP- []
٦٧ ترى والدتي إن الابن الأكبر له مطلق الحرية في التصرف في شئون البيـت
في غياا.
-OP
CP- -OPCP- []
٦٨ لا استطيع إن اشاهد رواية من روايات الفيديو او المسلسلات التليفزيونية
الا إذا كانت من اختيار والدتي او موافقتها.
-OP
CP- -OPCP- []
٦٩ لم تبدي والدتي اي اهتمام خاصة بالنسبة لمستقبلي. -OP
CP- -OPCP- []
٧٠ ترحب والدتي باشتراكي في الحفلات وذهابي للأفراح. -OP
CP- -OPCP- []
٧١ تخشى والدتي دائما علي من مواقف المنافسة. []
-OP
CP- -OPCP-
١٠١
? x Ö العبارة
م
٧٢ كثيرا ما تز راء والدتي بمجرد سماع راء الاقارب حول نوع دراسـتي
المستقبلية.
-OP
CP- -OPCP- []
٧٣ عندما كنت اخطيء كانت والدتي لا تكتفي بمحاسبتي على خطأي بل تعيد
على مسمعي سوابقي الكثيرة في الخطأ.
-OP
CP- -OPCP- []
٧٤ تميل أمي ميلا خاصا لأخ او لأخت تشبهها كثيرا في الشكل -OP
CP- -OPCP- []
٧٥ أرى إن والدتي ستتدخل تدخلا كبيرا في موضوع زواجي في المستقبل. -OP
CP- -OPCP- []
٧٦ لا اذكر أن والدتي طلبت مني إن انام في موعد محدد. -OP
CP- -OPCP- []
٧٧ عندما كنت اختلف مع بعض اخواتي فإن والدتي تركز على سرعة التفاهم
بيننا.
-OP
CP- -OPCP- []
٧٨ تؤكد والدتي على ضرورة انتظامي في دروس خصوصية في بداية الدراسة. []
-OP
CP- -OPCP-
٧٩ تشجعني والدتي على اختيار الصديقات ثم تعود فتمنعني من مصادقة احـد
دون ابداء الأسباب.
-OP
CP- -OPCP- []
٨٠ عندما كنت اخطيء فقد كانت والدتي تقول على مسمع مني انه لا أمـل
في اصلاحي.
-OP
CP- -OPCP- []
٨١ قليلا ما تستمع والدتي إلى مشكلاتي او تسمع رأي فيها. -OP
CP- -OPCP- []
٨٢ تميل والدتي ميلا خاصا لأخ او لأخت لي لما بينهما من تشابه. -OP
CP- -OPCP- []
٨٣ لم اشعر إن والدتي كانت تكترث عندما اكون حزينة. -OP
CP- -OPCP- []
٨٤ تــؤكد والدتــي دائما على التعاون والترابط بين الاخوة. -OP
CP- -OPCP- []
١٠٢
مقياس ق. أ
إعداد : دكتور علاء الدين كفافي
_____________________________________________________________
الاسم: الجنـــــــــس:
العمـــر: المستوى الدراســـي :
العمـــل: تاريخ تطبيق المقيـاس :
العنــوان: الحالة الاجتماعية :
_____________________________________________________________
تعليمات
هذه بعض العبارات التي تتعلق ببعض النواحي الشخصية. إقرائي كل عبارة وقرري إن كانت تنطبق عليـك
تماما أو على وجه التقريب، فضعي علامة(صح) تحت كلمة (نعم) أمام العبارة، واذا كانت لا تنطبق عليك تمامـا أو
على وجه التقريب فضعي علامة (صح) تحت كلمة (لا) أمام العبارة. وليس هناك إجابة خاطئة او إجابة صحيحة وإنمـا
هذه العبارات تمثل فكرتك عن نفسك. فضلا ً أجيبي عن كل الأسئلة، ولا تترك منها شيئا. فضلا ً لا تضعي أكثر مـن
إشارة واحدة فقط.
١٠٣
نعم لا
١ - شهيتي جيدة للطعام. ( ) ( )
٢ - أصاب بالاسهال مرة او اكثر كل شهر. ( ) ( )
٣ - في بعض الأحيان تنتابني نوبات من الضحــك او الصياح لا استطيع التحكم فيها. ( ) ( )
٤ - أجد صعوبة في أن احتفظ بذهني مركزا على موضــوع او عمل ما. ( ) ( )
٥ - لقد مرت بي خبرات غريبة وعجيبة. ( ) ( )
٦ - أصاب بنوبات الكحة معظم الوقت. ( ) ( )
٧ - نادرا ما أقلق على صحتي. ( ) ( )
٨ - حينما أكون مع الناس أسمع أشياء غريبة جدا تضايقني. ( ) ( )
٩ - إن صحتي الجسمية حسنة مثل صحة معظم صديقاتي. ( ) ( )
١٠- كثيرا ما أشعر في بعض أجزاء جسمي بما يشبه التنميل أو التخدير أو الاحتراق. ( ) ( )
١١- من السهل أن أغلب على أمري في المناقشة. ( ) ( )
١٢- أفعل أشياء كثيرة أندم عليها فيما بعد (أندم على عمل الأشياء أكثر بكثير مما يفعـل
الآخرون). ( ) ( )
١٣- أتردد على دور العبادة(المسجد) كل اسبوع تقريبا. ( ) ( )
١٤- لقد واجهت مشكلات متعددة الحلول إلى درجة انني لم استطع أن احزم رأيي بشأا ( ) ( )
١٥- بعض الأفراد يكونون متسلطين إلى الدرجة التي أريد أن أفعل عكس ما يريدون حتى
ولو كان صحيحا. ( ) ( )
١٦- أحب أن أجمع الزهور وأن أزرع النباتات المترلية. ( ) ( )
١٧- أحب أن أطبخ. ( ) ( )
نعم لا
١٨- خلال السنوات القليلة الماضية كانت صحتي على ما يرام معظم الوقت. ( ) ( )
١٩- لم أصب بالإغماء مطلقا. ( ) ( )
٢٠- عندما أشعر بالملل أميل إلى أن أفعل شيئا مث ًيرا. ( ) ( )
٢١- لم تصب يداي بثقل الحركة أو الضعف. ( ) ( )
٢٢- أشعر بالضعف معظم الأحيان. ( ) ( )
٢٣- لا أجد صعوبة في ضبط توازني أثناء المشي. ( ) ( )
٢٤- أحب أن أغازل أفراد الجنس الآخر. ( ) ( ) ١٠٤
٢٥- أعتقد أن ذنوبي لن تغتفر. ( ) ( )
٢٦- كثيرا ما أجد نفسي قلقة أو مهمومة على شيء ما. ( ) ( )
٢٧- أحب العلوم. ( ) ( )
٢٨- أحب أن أتحدث في الأمور الجنسية. ( ) ( )
٢٩- أفقد صوابي بسرعة ولكنني سرعان ما أعود إلى حالتي الطبيعية. ( ) ( )
٣٠- أسرح كثيرا بفكري. ( ) ( )
٣١- أحلم كثيرا بأشياء أفضل أن احتفظ ا لنفسي. ( ) ( )
٣٢- طريقتي في عمل الأشياء عرضة لأن يسيء فهمها الآخرون. ( ) ( )
٣٣- تحدث لي بعض النوبات يتوقف فيها نشاطي ولا أعرف خلالها ما يدور حولي. ( ) ( )
٣٤- يمكن أن أتعامل بود مع الافراد الذين يأتون أعما ًلا اعتبرها خاطئة. ( ) ( )
٣٥- لو كنت فنانة لفضلت أن أرسم الزهور. ( ) ( )
نعم لا
٣٦- عندما أغادر المترل لا أقلق عما إذا كنت قد اغلقت الأبواب والنوافذ. ( ) ( )
٣٧- في بعض الأحيان يرهف سمعي إلى درجة تضايقني. ( ) ( )
٣٨- غالبا ما أعبر الطريق كي أتحاشي مقابلة شخص ما. ( ) ( )
٣٩- لدي أفكار غريبة وعجيبة. ( ) ( )
٤٠- أحيان استمتع بإيذاء من أحب. ( ) ( )
٤١- أحيانا ما تتسلل بعض الأفكار التافهة إلى ذهني وتظل تضايقني لعدة أيام.( ) ( )
٤٢- أنا لا أخاف النار. ( ) ( )
٤٣- لا أحب أن أرى النساء وهن يدخن. ( ) ( )
٤٤- عندما يقول أحد الأشخاص أشياء تافهة أو خاطئة أمامي عن أشـياء أعرفهـا فـإني
أحاول أن أصحح قوله. ( ) ( )
٤٥- أجد نفسي عاجزة عن ذكر كل مافي نفسي لأي شخص. ( ) ( )
٤٦- يلذ لي حقا أن أحرز سبقا على أحد في مجال تخصصه. ( ) ( )
٤٧- لقد مرت بي خبرات دينية غريبة جدا. ( ) ( )
٤٨- واحد أو أكثر من افراد أسرتي عصبي جدا. ( ) ( )
٤٩- أشعر بانجذاب نحو افراد الجنس الآخر. ( ) ( )
٥٠- كان والدي (ولي أمري) شديدا معي أثناء الطفولة. ( ) ( )
٥١- أصلي كثيرا. ( ) ( )
٥٢- أشعر بالتعاطف مع الافراد الذين يستغرقون في أحزام ومتاعبهم. ( ) ( ) ١٠٥
٥٣- أخاف أن أجد نفسي في مكان صغير ضيق. ( ) ( )
٥٤- القذارة ترعبني وتثير إشمئزازي. ( ) ( )
نعم لا
٥٥- أعتقد أن ابراهام لنكولن (رئيس امريكي له دور بارز في تحرير العبيد في بلاده) أعظم
من جورج واشنطن (رئيس امريكي له دور بارز في تحقيق استقلال بلاده). ( ) ( )
٥٦- أجد نفسي عصبية عندما أشاهد بعض الحيوانات. ( ) ( )
٥٧- يبدو أن جلدي حساس بدرجة غير عادية لا (اللمس). ( ) ( )
٥٨- أشعر بالتعب معظم الوقت. ( ) ( )
٥٩- لا أذهب لمشاهدة أحد العروض الجنسية إذا كان في الإمكان تجنب ذلك. ( ) ( )
٦٠- لو كنت فنانه لفضلت أن أرسم الأطفال. ( ) ( )
٦١- أشعر أحيانا أنني على وشك أن أتناثر أجزاء. ( ) ( )
٦٢- أشعر بالرعب كثيرا في منتصف الليل. ( ) ( )
٦٣- أحب كثيرا أن امتطي ظهور الخيل. ( ) ( )
٦٤- كثيرا ما تقابل خططي بالعقبات حتى أنني أفكر في عدم اكمالها. ( ) ( )
١٠٦
ملحق رقم (٤)
استمارة بحث لحالة (نزيلة) ولحالة (طالبة)
من إعداد الباحثة
١٠٧
الاستمارة بحث لحالة (طالبة)
(من إعداد الباحثة)
الاسم:
الســــن:
مكان النشـأة: مكان الميلاد:
الحي السكني:
عدد أفراد الأسرة:. .............................................
ذكور ( ) إناث ( )
ترتيبك بين الإخوة والأخوات ( )
عدد حجرات مسكنكم ( )
- المستوى التعليمي للوالد:. ...........................................
- المستوى التعليمي للوالدة:. ..........................................
- مهنة الوالد:. ............................
- مهنة الوالدة:. ...........................
- المستوى الإقتصادي للأسرة: منخفض / متوسط / مرتفع.
- الوضع الاجتماعي للوالدين:
الحالة الأب الأم
على قيد الحياة
متوفي
مطلق
منفصل بدون طلاق ١٠٨
أرمل
هل الأب متزوج من غير الأم ( )
عدد زوجات الأب ( )
يعيش الأب مع الأم ( )
هل الأم: متزوجة( ) مطلقه ( ) تعيش مع الأب ( )
هل الحدث يعيش مع: الأب ( ) الأم ( )
مع الاثنين معا ( ) مع أحد الأقارب ( )
- الأمراض او الأعراض الجسمية التي تعاني منها:. .....................
- الأمراض النفسية أو العقلية التي تعاني منها:. ......................…
- العاهات والتشوهات:. ........................................………...
- هل توجد حالة إدمان خمور أو مخدرات في الأسرة:
نعم ( ) لا ( )
- آخر مستوى تعليمي توصلت إليه:. ................................
- كيف مستواك الدراسي:
ممتــــاز ( ) جيـــد ( )
متوسط ( ) ضعيف ( )
- كيف معاملة أبيك لك:
ممتــــاز ( ) جيـــد ( )
عاديـــة ( ) سيئـــة ( )
قاسيــة ( )
- كيف معاملة أمك لك:
ممتــــاز ( ) جيـــد ( )
عاديـــة ( ) سيئـــة ( )
قاسيــة ( ) ١٠٩
- كيف معاملة أخوتك وأخواتك لك:
ممتــــاز ( ) جيـــد ( )
عاديـــة ( ) سيئـــة ( )
قاسيــة ( )
- كيف العلاقة بين والدك ووالدتك:
ممتــــاز ( ) جيـــد ( )
عاديـــة ( ) سيئـــة ( )
قاسيــة ( )
- كيف العلاقة بينك وبين أخوتك وأخواتك:
ممتــــاز ( ) جيـــد ( )
عاديـــة ( ) سيئـــة ( )
قاسيــة ( )
- كيف علاقتك بالآخرين:
ممتــــاز ( ) جيـــد ( )
عاديـــة ( ) سيئـــة ( )
- كيف تقضين وقت فراغك ؟
مع الأسرة ( )
في مشاهدة التلفزيون ( )
في القراءة ( )
في المسجد ( )
في زيارة الجيران والصديقات ( )
أخرى تذكر ( )
- من هو عائل الأسرة ؟
الوالد ( ) الأم ( )
الأخ ( ) العم ( ) ١١٠
الخال ( ) شخص آخر يذكر ( )
- صفي شعورك عندما تواجهين اتمع:
بالتفاؤل ( ) تشاؤم ( )
الخــوف ( ) القــلق ( )
- صفي شعورك الآن:
راضية ( )
إلى حدما ( )
غير راضية( )
- ما النصيحة التي تقديمها للفتاة عموما ؟
.................................................................
.................................................................
- من وجهة نظرك ما هي الأسباب التي جعلتك تدخلين الدار ؟
١ - رفقاء السوء ( )
٢ - الظروف المادية للأسرة (الفقر) ( )
٣ - التفكك الأسري ( )
٤ - قسوة الوالدين ( )
٥ - سوء تصرف منك ( )
٦ - ضعف الذكاء ( )
٧ - أخرى تذكر ( )
- كيف كنت تقضين وقت فراغك في السابق ؟
مع الأسرة ( )
في مشاهدة التلفزيون ( )
في القراءة ( )
في المسجد ( )
في زيارة الجيران والصديقات ( )
١١١
١١٢
استمارة بحث لحالة (نزيلة)
(من إعداد الباحثة)
الســــن:
الحي السكني:
تاريخ دخول الدار:. .............................................
عدد مرات الدخول:. ............................................
جهة الإحالة للمؤسـسـة:. .......................................
عدد أفراد الأسرة:. .............................................
ذكور ( ) إناث ( )
ترتيبك بين الإخوة والأخوات ( )
عدد حجرات مسكنكم ( )
- المستوى التعليمي للوالد:. ...........................................
- المستوى التعليمي للوالدة:. ..........................................
- مهنة الوالد:. ............................
- مهنة الوالدة:. ...........................
- المستوى الإقتصادي للأسرة: منخفض / متوسط / مرتفع.
- الوضع الاجتماعي للوالدين:
الحالة الأب الأم
على قيد الحياة
متوفي
مطلق
منفصل بدون طلاق
أرمل
هل الأب متزوج من غير الأم ( ) ١١٣
عدد زوجات الأب ( )
يعيش الأب مع الأم ( )
هل الأم: متزوجة( ) مطلقه ( ) تعيش مع الأب ( )
هل الحدث يعيش مع: الأب ( ) الأم ( )
مع الاثنين معا ( ) مع أحد الأقارب ( )
- الأمراض او الأعراض الجسمية التي تعاني منها:. .....................
- الأمراض النفسية أو العقلية التي تعاني منها:. ........................
- العاهات والتشوهات:. .........................................………
- هل توجد حالة إدمان خمور أو مخدرات في الأسرة:
نعم ( ) لا ( )
- آخر مستوى تعليمي توصلت إليه:. ................................
- كيف كان مستواك الدراسي:
ممتــــاز ( ) جيـــد ( )
متوسط ( ) ضعيف ( )
عاديــة ( ) سيئـــة ( )
قاسيـة ( )
- كيف كانت علاقتك بالآخرين:
ممتــازة ( ) جيــدة ( )
عاديــة ( ) سيئـــة ( )
١ من وجهة نظرك ما هي الأسباب التي جعلتك تدخلين الدار ؟
١ - رفقاء السوء ( )
٢ - الظروف المادية للأسرة (الفقر) ( )
٣ - التفكك الأسري ( )
٤ - قسوة الوالدين ( )
٥ - سوء تصرف منك ( )
٦ - ضعف الذكاء ( ) ١١٤
٧ - أخرى تذكر ( )
كيف كنت تقضين وقت فراغك في السابق ؟
مع الأسرة ( )
في مشاهدة التلفزيون ( )
في القراءة ( )
في المسجد ( )
في زيارة الجيران والصديقات ( )
أخرى تذكر ( )
من هو عائل الأسرة ؟
الوالد ( ) الأم ( )
الأخ ( ) العم ( )
الخال ( ) شخص آخر يذكر( )
- ضعي شعورك عندما تواجهين اتمع.
بالتفاؤل ( ) تشاؤم ( )
الخوف ( ) القلق ( )
- صفي شعورك الآن.
راضية ( )
إلى حد ما ( )
غير راضية ( )
- ما النصيحة التي تقديمها للفتاة عموما ؟
.................................................................
.................................................................
المراجع
www.abegs.org/sites/Research/DocLib/%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9/%D9%82%D9%88%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A7%20%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D9%8B%20%D9%84%D8%A8%D8%B9%D8%B6%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D8%AF%D9%89%20%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D9%85%D8%A4%D8%B3%D9%80%D8%B3%D8%A9%20%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%A8%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9%20%D9%85%D9%83%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%B1%D9%85%D8%A9.pdfموسوعة الأبحاث العلمية
التصانيف
الأبحاث