وبقدر ما كان ودَاع هؤلاء حزيناً ، بقدر ما كان لقاء الآخرينَ حاراً  ،

وإذا الوداع كان فاجعاً ، فها هو ذا لقاء بهيج يعقبه تواً . . إنها الحيآة . .

حزن ومسرة . . أو مسرة وحزن . .

يتعاقبانِ طوراً ، ويمتزجان أحياناً .

؛

الإعدام شهادة والسجن المؤبد لن يضير ، لأنّ الظلم لا يعيش طويلاً ،

والحكم بخمس سنوات يمنحنا الفرصة لحفظ القرآن الكريم ومجموعة طيبة من الأحاديث النبوية ،

وإذا خرجنا من السجن بعد سنة من دخوله ، نكون قد خرجنا بتجربة جيدة فى الحياة

؛

إن الحرية هى الحياة ، أما هذه السجون فهى أسوأ اختراع بشرى ، وستظل وصمة عار فى وجه الإنسانية حتى تسوّى بالتراب

؛

بعد هذه الاقتباسات أظنها أوصلتكم الى مرحلة جيدة لإستدراك مضمون الرواية ،

( ما لا ترونه ) الرواية الآولى فى مضمونهآ من حيثُ طآبور قراءاتِى ، تحدث فيها الكاتب سليم عبد القادر عن أدب السجون ،

المكان فى سوريـا حيث تعذيب الحكومة هنالك للجماعات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين من أجل محاربة الأفكار الإسلامية والمنادين فيها، تدور أحداث الرواية عن شابٍ اسمه محمود كان يلتزم بالفكر الاسلامى ويدرس فى كلية الهندسة عندما اعتقلته الحكومة بتهمة عمله فى الجهاز التنظيمى لجماعة الإخوان المسلمين ، وفصَّل الكاتب فى سردِ طرق وأنواع العذابات التى يتعرض لها المسلم هنالك وتخفى على الجميع ، حيث تابع أن الحكومة هنالك بعدما عجزت عن سحب اعترافات باطلة ، ألبسوه الظلم ظلماً وأجبروه على التوقيع على اعترافات لا يعلم بها سوى مبتدعيها ” الحكومة ” ،وكان ذلك يتم مع كافة السجناء الأبرياء بعدما تضيق بالسجّان

وبعد ذلك عرضُوا للمحاكمة على إثر هذه التهم الباطلة ، وتتآبعوا بالتنقل من سجنٍ إلى أخر ، من عذابٍ إلى أخيه ، يتبعهم الهمّ والصبر على المحنَة

ذكر محطات مهمَة وتفاصيلها فى تلكَ السجون ، كمشآعر السجين فى شهر رمضآن وفى العيد الذى مر عليهم هُنآلك ” شعرتُ أننآ فى نعمٍ نتنآسى معها أولئكَ الآكرمين ، وخجلتُ من نفسى، خاصة أننى قرأتها خلال فترة العيد ” ، فكرة التفكير بهمومهم ومناصرة قضيتهم هِى من الوآجبات التى تقدمها حتى لا تحآسب على واجبٍ قصرت فيه ،لذا لا تحسبها منّة أو فضل فتقصر !

وفى نهآية الرواية ذكر الكاتب خطة فكّر فيها المساجين للهرب من السجن بعد انعدام السبل و تمادى الظلم ساعدهم فيها احد السجّانين الذى كان ابن اخ الرقيب فى ذلك السجن وكان يتمتع بروحٍ خيّرة ، وكان لهم ذلك وهربوا من السجن سبعة عشر سجين كان من بينهم الكاتب سليم عبد القادر 🙂

هربـوا من الظلم الذِى لم يهرب بعد من ســوريآ . !

 

المراجع

engislam91.wordpress.com

التصانيف

أدب  مجتمع   الآداب   قصة   العلوم الاجتماعية