بكلمات من طبيب كان يقتضى انه نطاسي حاذق، ذات صباح شباطي بارد،صرخت رعبا حمامات روحي الوادعة ورفرفت سابحة في بحور سماوات بعيدة تاركة أشجاري خرساء ....

تائهة بينما الظلام كان يستشري معربدا في روحي متحديا قوانين ارض مازال الصباح ينشر ألويته على أديمها.

أجبرني رعد الكلمات أن أسير في طريق موحش حالك بغلالتي الرقيقة كأنني أسير في نومي....اقطع الطريق ويقطعني ...أنا  والصمت والمجهول

علمت وأنا أضع قدمي بأول خطوة على الطريق إن هناك طريقين لابد أن تكون فيهما وحيدا دون صحبة مهما كان عدد من حولك من بني البشر ...أحدهما يجلبك لمدائن الحياة والآخر يأخذك عنها ..

فكرت وأنا اخطر في حلكة وصمت كائنات الطريق إن الموت قد يكون محض فكرة ....محض أسطورة تنال من أفراحنا لكنه قد يكون الوجه الآخر لسعادات لم نعرفها في تلك المدينة المتوسطة نفقي الولادة والموت حاولت اكتشاف كنه ما أخوض فيه وكان...لي ما أردت...

وأنا ارحل في طريقي صادقت ليلي فوجدته أروع من أن يكون حقيقة وجدت نبتة صغيرة ماتت وحيدة على رصيف الطريق فامتشقتها ورسمت لطريقي نجوما فأومضت في قلبي أما نبتتي الصغيرة فقد قبلت أوراقها اليابسة فاستحالت شفتي بها نورا.....وحين كانت تزعق من حولي أشباح كئيبة علمت أنها تبكي وحدتها ...غنيت لها أغنية النور ورغم إني رددتها دون أن افقه معناها إلا إنني حاولت الإحساس بالنور بشدة رغم حدة  الظلام

 فتجمعت الأشباح حولي مستأنسة  ربت على قلوبها الفزعة فلم تعد تولول .

كان الخوف الذي تحول لمارد في قلبي مترددا حين دعوته ليبحر معي في صمت الليل ووعدته إنني سأهبه القدرة على أن يتسمع لموسيقاه الخفية حينها تحول لطفل ينشد الدف فهدهدته في حجري حتى غفى غفوة افتقدها منذ ملايين السنين ربما منذ أول نبضة تكّت في رحم الخليقة.

 قررت وأنا أسير أن ارتضي غضاضة الطين سأبحر في مسامات أمي لأنتج أشجارا خضراء أعيش في قداحها الطازج ....وقد أعيد ا لرحيل في قلوب طيور زرقاء لأصقاع جديدة ألامسها بأناملي فاسكب روحي فيها أو أغرقها بنور عيني فترتوي مغرقة إياي في بحور حب رائقة ....

قررت أن أبحر بعيدا بشراع بنفسجي نحو شفق جديد وشموس لا تغيب نحو أضواء مدينة تعيش في ظلمة العقول التي لا تدرك الطريق إليها بجندول ازرق  أجول في حواريها أحيك لبحورها أللآلي وارتدي نجوم ليلها أساوراً لجيدي ....سأبحر ببعضي ويبقى بعضي هنا لا لن يكسرني السير وحيدة في طريق مظلم  ....سأحاول أن اصنع النور بيدي أما  الفراق فقد يكون أول خطوة في طريق لقاء لا نهائي ....وحينما وصلت لموضعي هذا في الطريق غفوت بدعة متوسدة صخور الطريق الحانية  ....

لكنني استفقت على صوت طبيب حاذق آخر شدني من معصمي مخرجا إياي من كرنفال الظلمة وإذا أنا ارحل من جديد ورغما عني أيضا مودعة كل أشباحي الصديقة ملقية الخوف من حجري لينهض مفزوعا يناظرني  بنظرة رعب متسائلة ....لا أعلم لم أحسست حينها إنني خذلت عالمي الآخر  ، وألفيت الطريق الذي كان فاتحا ذراعيه على مصراعيها يلفضني  غالقا أبوابه ومنسحبا في ذلة وخنوع لكنني لمحت في عينيه عند انسحابه ما يذكرني إنني له وان طال الزمن .

نعم قد يكون الموت محض أسطورة خوف تنال من أفراح الحياة و صحيح  إنني في طريقي لاكتشاف طريق الأمل حاولت أن اسحق الموت واقلل من شأنه لكنني وجدت في أول مواجهة لي معه أن الاستهانة به وتناسي وجود أشياء حقيقية الوجود هو محض تضييع أحمق للوقت والجهد فقررت أن اسحب فكرتي الجديدة على كل شيء الموت ،الحب، الحياة ،... وكل شيء...علمت أننا يجب أن نتعايش مع كل الحقائق بسلام وان نستمتع بأوقات السكينة التي سيجلبها حتما لأرواحنا ذاك السلام فقد نكون قد اجتزنا عتبة الطريق دون أن نعلم أو إننا مازلنا في ربعه الأول ما لذي يهم ...أين سنصل....؟ ما نهاية الطريق....؟ نحن كلنا  نعلم ....فقط لنحيا الحياة محتفظين بهمتنا لأخر خطوة....!

أما أنا فأرى نوافذ حياة جديدة فتحت مصا ريعها لي.... أشجاري ممتلئة بالهديل .....أحب الحياة واشتاق الموت فكلاهما يولد من رحم الآخر ...  لكن أكثر ما أعجب له إني لم اعد أخشى الظلام فالنور بات يملأ قلبي...............



 


المراجع

almothaqaf.com

التصانيف

أدب  مجتمع   الآداب   قصة