مسرحية من مشهدين
ترفع الستارة إضاءة عادية غرفة
متواضعة
الشبان : حامد خالد رامز
حامد صاحب البيت يدخل وبيده صينية
فيها فناجين قهوة
حامد : تفضل أخي خالد تفضل أخي
رامز
يضع الصينية على الطاولة الصغيرة
ويجلس بجانب رفاقه يرشفون القهوة ويتبادلون الحديث
خالد : ماهي آخر مشاريعك لهذا الصيف
يا حامد ؟
حامد: مشاريعي !! وهل أنا صاحب مشاريع
؟ الله يكون بالعون
رامز موضحا : خالد يقصد : ماذا تنوي
أن تفعل في الصيف ؟
حامد : سأبحث عن عمل أوفر منه بعض
مصاريف الدراسة للعام القادم
خالد :عمل !! مثل ماذا ؟
رامز : صحيح .. هل هناك فكرة عن عمل
معين لعلنا نعمل سوية ؟
حامد : يا سيدي عدم المؤاخذة أنا
سأترشح لرئاسة الجمهورية !!
خالد ورامز ينظران في وجوه بعضهما ثم
ينفجران بالضحك صلاة على النبي اللهم صل على سيدنا محمد ( خبطة واحدة رئيس جمهورية
) وتسمي هذا عملا !!؟
حامد وهو يضحك معهما أيضا : أليست
فكرة جيدة ؟ أتودان الإنضمام إلي ؟ أنا لا أمانع أبدا
خالد : لا.. لا مبروك سلفا وأبشرك
النسبة خمس تسعات بإذن واحد أحد (99,999) ( شو يعني الرئيس اللي قبلك أحسن منك )
رامز : ( فشر والله فشر )
خالد : أما أنا أحب أن ابقى حرا طليقا
رامز : وأنا كذلك ( يا محلى عيشة
الحرية )
حامد : تعنيان أن رئيس الجمهورية ليس
حرا
خالد : يا عم حامد رئاسة.. زعامة..
ماهذا الكلام !صح.. الجنون فنون لكن نحن لا نتقن هذه الفنون
حامد : لا تؤاخذني طبعا أنا أمزح
ولكن أين الجنون في رئاسة الجمهورية ؟
رامز : يا سيد حامد كل عمل .. كل
مصلحة لها أهلها الذين يجيدونها ويحسنون القيام بها صح هذا الكلام ؟ طبعا صح
خالد : وإذا استلم الرئاسة شخص ...
لا يعرف يسوس حمار كيف سيكون الوضع ؟؟؟
حامد ( إذا وّسّد الأمر إلى غير أهله
فارتقب الساعة ) ساعة الخراب
رامز : أحسنت وهذا الذي نحن فيه !!
خالد : المشكلة إذا وصل إلى هذا
المنصب شخص غير كفؤ سوف يضطر لممارسة الفساد حتى يستمر
حامد : يعني بدل أن يصلح ما فسد يفسد
ماهو صالح
خالد : بالضبط سوف يستعين بالفاسدين
واللصوص والحرامية والمجرمين كي يثبت حكمه (ويظبط وضعه )
رامز : وبالتالي لا يستطيع أن يردّ
لهم طلب أو يخالفهم في أمر أي يصبح عبدا أسيرا لهم ولو كان يسمى رئيس جمهورية
خالد : وهذا ما حصل عندنا في سورية
,ايضا في غير سورية من هنا بدأ الفساد ومن هنا بدأ الخراب أنظروا ماذا يحدث في
سورية في العراق في مصر.... في كل بلد تسلط فيه الفاسدين
حامد : يا سلام هكذا إذن يكون رئيس
الجمهورية ( وين الأبهة وين الرفاهية وين العز يا رز !!؟ )
خالد : يا شباب يا إخوان الدنيا
كلها لاتساوي لحظة حرية وذرة كرامة دعونا منها !!
رامز : مثل ما قال الشاعر الزجلي أبو
ناظور(اترك الدنيا وهاجر 000 إنما الدنيا طناجر 000 كل ما فيها طبيخ )
الجميع بصوت واحد : ( اترك النيا
وهاجر 000 إنما الدنيا طناجر 000كل ما فيها طبيخ )
تسدل الستارة مع موسيقا مناسبة
المشهد الثاني
ترفع الستارة .. الغرفة مضاءة .. فيها
بعض الأوراق والقصاصات على الطاولة وسط الغرفة
حامد : يتفحص بعض الأوراق ثم يقول :
والله يا جماعة كأن الأمر جدي ..
هالحشرة ينوي أن يبقى في رئاسة الجمهورية ! وسوف يرشح نفسه لدورة جديدة وولاية
ثالثة
رامز : اتركنا أخي من هذه السيرة
ودعونا نفكر بشيء مفيد
خالد : أتصدقون أن بشار هذا سيرشح
نفسه لانتخابات ؟ وهل هو بالأصل صار رئيسا بالإنتخابات ؟ إنما هو لص تماما مثل
ابيه بل فاق اباه إجراما وتخريبا
حامد : لا انتخابات ولا من يجزنون
الأمر كله بالإرهاب بالترهيب والوعيد ( هذا بشار رئيسكم .. زعيمكم ... مختاركم ...
شيخ بلدكم غصب عن الكبير والصغير اللي بيرضى واللي ما بيرضى ) هذه هي كل القصة
رامز : هل تعرفون لماذا ؟
حامد: لماذا يا سيد فهمان ؟
رامز : لأن رقبته بيد أسرائيل وبيد
إيران وبيد روسيا وبيد تجار الدعارة والمخدرات الذين يحيطون به
خالد: لقد بنوا له صرحا ضخما من
الفساد ونصّبوه رئيسا عليه كيف يتركونه يذهب ويهدم الذي بنوه هم ؟
رامز : لهذا السبب هوعلى استعداد تام
لهدم سوريا كلها ليحافظ على هذا الصرح الفاسد وهذا ما يفعله دون أدنى ذرة من أخلاق
حامد : الزبانية يقولون انتخابات
ويطبلون ويزمرون لها في الإعلام المسموع والمقروء والمرئي أما الحقيقة فإذا وافقت
ماشي وإذا عارضت ماشي وإذا ما حضرت الإنتخابات ماشي وإذا كنت حي صوتك نازل
بالصندوق وإذا كنت ميت صوتك نازل بالصندوق يعني موافق غصبا عن اللي خلفك في كل
الحالات لا حسيب ولا رقيب
خالد : يعني كل العملية عبارة عن
تمثيلية قذرة واستهزاء بالشعب وزيادة في الإستكبار والإرهاب والقمع والتنكيل
حامد: لكن يا شباب في هذا الوقت وبعد
الذي حدث من الذي سينتخب ؟ الأحجار .. البيوت المهدمة .. الأبنية المحروقة .. جثث
القتلى .. الأطفال والنساء ..المذبوحون بالسكاكين الصفوية أم الدماء التي تجري
أنهارا .. من .. من .. ؟ ؟
رامز : الأمر بسيط بالنسبة إليه إلى
جانب تجار الدعارة وعصابات الإجرام ومروجي المخدرات يأتي بناخبين من حزب
الشيطان من النصيريين في تركيا من الصفويين من ايران والحاقدين من العراق
ويمنحهم الجنسية وينتخبون كمواطنين سوريين
خالد: هذا إن استطاع أن يفعل ذلك لأن
الأمر في هذه الأيام مختلف جدا
رامز: المهم أن هذا المجرم لا يهتم
لرأي الشعب بل يعتمد كليا على شطارة أجهزته الأمنية التي تعمل جاهدة لتدبيرالأمر
له رغم تآكلها على أيدي الثوار الأبطال
خالد: ولسوف نسمع *إذا تم هذا الأمر *
من أبواقه نسبة النجاح المعهودة خمس تسعات ( 99,999)
حامد: هل يمكن بعد كل الذي حصل بعد
أن اندلعت الثورة ودفع الشعب من دمه ودم أبنائه ومن أمواله الشيء الكثير وقودا
لهذه الثورة هل يمكن لهذا الخفاش أن يستمر !!؟
رامز : يا رجل .. يا رجل لم يبق في
البلد حجرا على حجر ولم يسلم من حقده حيوان ولا بشر هناك حسب آخر الإحصائيات
أكثرمن (9) مليون نازح ولاجيء هذا عدا عن الذين قضوا تحت الدمار والخراب والقصف
بالصواريخ والكيماوي والبراميل المتفجرة والذبح بالسكاكين و...
لقد جرب أسلحة الدمار الشامل على
الشعب السوري قبل أن يستعملها ضد العدو المفترض اسرائيل
خالد: أي عدو هذا يستحق هذه الصواريخ
والبراميل !؟؟ الشعب السوري أولى بها وأجدر أن يرى تأثيرها وليبق العدو آمنا
مطمئنا على مبدأ ( يا جاري أنت بحالك وأنا بحالي )
حامد : على كل حال الأمر صار مفضوحا
ولا يحتاج إلى كثير كلام أو شرح أو تعليل وكما قال الشاعر :
لسان الحال أنطق من لساني === نعم
وسكوته عين البيان
ولكن ليس يعرف ذاك إلا === بصير
بالحقائق والمعاني
رامز : المهم سواء ترشح أم لم يترشح
وسواء استمر في أوهامه أو وضع حدا لها فإن الشعب قال كلمته وخطا خطوته قال الشعب
:
ساقط ساقط يا بشار ... ساقط ساقط يا
غدار
الجميع بصوت واحد : ساقط ساقط يا
بشار ساقط ساقط يا غدار
تسدل الستارة وتطفأ الأنوار وإلى
لقاء