من منا لا يحلم أن يعيش في مدينة ترفرف عليها أجنحة السعادة والرفاهية؟ ومن منا لا يحلم أن يعيش في مدينة كل مواطنيها كأسنان المشط سواسية في المعاملة؛ عدالة في التعامل مع الأمور التي تحتاج إلى إجراءات بحق من يخرج عن حدوده؟ أليس هذا ما يحتاجه الإنسان؟
فكيف تمكن إنسان واحد من جعل هذا الحلم حقيقة؟ وكيف استطاع أن يدرب كل من حوله على الإيمان بقواعد ذهبية وضعها لهم، لتكون رؤيته نبراساً يضيء درب كل من يعمل على تحقيق حلمه؟
إنه، ببساطة، تخطى الأسلوب العربي في عدم التخطيط عموما، إلى أسلوب علمي ممنهج ودقيق، تفوق به على من بنى العواصم الغربية المتقدمة. وبدأ بتنفيذ رؤيته على مراحل، ووضع خطوات ثابتة وركائز متينة لجذب المستثمرين العالميين إلى مدينة خليجية لا تعتمد على النفط في اقتصادها، لأنه برؤيته الثاقبة وذكائه اللامحدود أدرك أنه يجب تأسيس اقتصاد لا يتزعزع مهما تعرض لما يمكن أن يهز اقتصاد الدول التي تعتمد على النفط في خططها الاقتصادية والاسثمارية كافة، فكانت رؤيته التي نشرها وأوضحها لكل من يعيش في مدينته ليكونوا سنداً في تحقيقها.
وتستطيع أن تدرك هذا التناغم والتقارب عند زيارتك لمدينته، إذ تجد أن كل من فيها يعلم ويدرك قيمة السير على خطى حاكم البلد الذي لن يتوانى عن مكافأة المبدع، وتطبيق العدل -في الوقت نفسه- على من يخالف قواعد السلوك بعدالة ونزاهة، فلا مكان فيها للتمييز مهما اختلفت المنابت والأصول والجنسية لمن يعيش على أرض المدينة السعيدة.
وهكذا أصبحت مدينة دبي محط أنظار المستثمرين العالميين، وتجاوزت السياحة فيها أرقاماً فلكية لرؤية الإبداع المعماري وما تحويه المدينة من معالم حضارية تتناسب والقرن الحادي والعشرين.
وقد أعلن الشيخ المفكر محمد بن راشد آل مكتوم أن مدينته ستكون الأولى في العالم تقدماً في مناحي الحياة كافة؛ الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، نتيجة تطبيق رؤيته الثاقبة، باعتماده على الشباب المتعلم والذي تم بناؤه ليكون هو المستقبل الواعد للمدينة السعيدة.
هذه هي دبي؛ مدينة السعادة.. وها هو حاكمها، ذو الرؤية والبصيرة الثاقبة التي تستشرف المستقبل وتخطط وتنفذ بمنهجية علمية فريدة من نوعها.
ليت السعادة ترفرف على كل مدينة عربية، ليتفرغ أهلها لبناء مستقبلهم ودعم إبداع شبابهم.
المراجع
alghad.com
التصانيف
أدب الآداب قصة