السقوط قصة السقوط في الماضي والحاضر

 

المستعصم : كبيرة !!

العلقمي : فلو قللنا من هذا العدد لاستطعنا أن نوفر المال .. وان نستقدم الجواري لمولاي ..

المستعصم : أووه .. إنك تزعجني ، بهذا الكلام .. (يستعد للخروج) .. افعل ما تراه مناسباً .. وأرسل إليّ الجواري في مخدعي .. (يخرج).

العلقمي : أمر مولاي .. ها.. ها .. أمر مولاي .. (يصفق بيديه فيظهر أحد أعوانه من الخلف) .

العلقمي : اذهب بهذه الرسالة إلى هولاكو .. وأخبره أن الطريق سالكة (يناوله الرسالة) .

الرجل : أمرك سيدي !

العلقمي (في خبث) : ها .. ها .. لقد دنت ساعتكم .. وحانت نهايتكم يا بني العباس (يخرج) .

(ضوضاء ، أصوات مختلطة ، صراخ ، عويل ، وقع خيول قادمة .. يدخل الخليفة فزعاً)

الستعصم : ابن العلقمي .. أين انت يا ابن العلقمي ؟ (للحارس) عليّ به فوراً .

(يدخل الحارس مسرعاً)

العلقمي : نعم .. نعم يا مولاي .. ماذا حدث ؟

المستعصم : التتار .. التتار قادمون .. إنهم يزحفون على المدينة كالمرض الأسود .

العلقمي : وهل وصلوا ؟!ّ

المستعصم : إنهم يرشفوننا بالنبال .. لقد قتلوا مولاتي (عرفة) بين يديّ .. قتلوها ..

العلقمي (للحارس) : شددوا الحراسة حول القصر وزيدوا في الاحتراز .

المستعصم : ألم تذهب إليهم .. ألم تتفاوض معهم ؟!

العلقمي : بلى قد فعلت .. يا مولاي !

المستعصم : وبماذا أجابوك ؟! أجب .. انطق !

العلقمي : لقد رضوا بالمصالحة .

المستعصم : نصالحهم . إنهم كالأفعى السامة .. كيف نضع أيدينا في جحر الأفعى .. كيف ؟!

العلقمي : مولاي .. ليس لدينا خيار آخر .. نصالحهم الآن ثم نتقوى ونعيد الكرة عليهم .. والحرب سجال .. يوم لك .. ويوم عليك ..

المستعصم : وما هي شروطهم ؟!

العلقمي : نصف خراج بغداد .. و ..

المستعصم : وماذا هناك بعد ..؟

العلقمي : وأن تخرج إليهم بحاشيتك ورجال دولتك .

المستعصم : حاشيتي ورجال دولتي ؟!

العلقمي : والعلماء والقضاة .. نعم ..

المستعصم : ولماذا كل هؤلاء ؟

العلقمي : ليحضروا عقد الصلح يا مولاي .. الرجل يريد الضمان ..

المستعصم : القضاة .. والفقهاء .. إن في الأمر لمكراً .. لا .. لن أخرج إليهم .

العلقمي : مولاي .. إن لم تخرج إليهم .. جاؤوا إليك .. (يشير إلى رقبته)

المستعصم (مذعوراً) : حـ .. حـ .. حسناً سأخرج .. اذهب واجمع رجال الدولة .. وسيأتي حالاً .

العلقمي : حالا يا مولاي !

(المستعصم وقد بدا مذهولاً يحدث نفسه)

المستعصم : آه .. أخرج إليهم .. إن نفسي تحدثني أن شيئاً سيقع .. رباه ! رباه!

صوت :

بغداد  ماذا أرى في حالك الظلم         نجماً يلوح لنا أم لفحة الحمم ؟

بغداد  أين  زمان  العز  في بلد        كان السلام به أسمى من العلم ؟

بغداد أين زمان المُزن إذ حكمت        يد الرشيد بعدل الله في الأمم ؟

أين الجحافل يا بغداد عن زمن         تخاذل العرب عن أفعال معتصم ؟

صوت :

حان  الوداع  أيا بغداد قد نحرت          رجولة القوم في ميدان منتقم

حان  الوداع  وعذر  القوم  أنهم          لا يقدرون على الأرماح والقمم

هذا الوداع فموتي خير عاصمة          مذبوحة .. ربما  ماتت بلا ألم

ستارة

               


المراجع

odabasham.net

التصانيف

أدب   قصة   الآداب