المشهد الأوّل
فجأة يُزاح السِّتار عن أهل الأرض...
يبدأ مسلسل أوّل عنوانه "صدّ الأبواب"؛ الشُّخوص: الشّعب السّوريّ، المكان: ميادين
الشّام الثّائرة ومقابرها الحائرة، الزّمان: زمن الثّورة.
الأضواء خافتة جدًّا؛ يُسمع نشيد ثوريّ "أخي أنتَ حرّ وراء السّدود.
يظهر على المسرح رِجال الحارة تُزيّنهم الكوفيّة.
يتكلّم كبيرهم؛ يُرسل دفقات مِنَ الشّجن: تَذْكُرُ ألسنتهم فلسطين ولا تَذْكُرُها
قلوبهم، نحن شعب نعشق الحرّيّة ونموت من أجلها؛ نحن شعب صبور رغم الأتعاب؛ نحن شعب
خجول رغم الأفراح؛ نعرف أنّها أفراح صناعيّة؛ مسبوكة مِن فخّار سرعان ما تنكسر؛
وأنّ العرس الأكبر هو عرس الوطن؛ تزوّجتُ أمس أجمل نساء الشّام؛ أُحبّها وتحبّني؛
لكنّنا لسنا سعيدين لأنّ الوطن كئيب؛ نَعم لأنّ الوطن كئيب؛ هكذا يقول قلبي بدل
لساني.
يتكلّم الثّاني: جِراح غائرة؛ أسئلة حائرة؛ نفوس جائرة؛ ضمائر مستترة؛ تربّصات
دائرة؛ لا تحدّثوني عن الكيانات السّياسيّة؛ الأبواب موصدة؛ الموت قادم مِنَ
الشّرق؛ مِنَ الغرب؛ مِنَ الشِّمال؛ مِن الجنوب، تجاوزوا كلّ الخطوط؛ هل نبقى
مشاهدين؟ أنا أريد أن أ....
!.
يتكلّم الثّالث: نزرع الورد؛ ونحصد الشّوك؛ ما بها أرضنا!؟
أمْ نحن لا نحسن الزّراعة مِثل أجدادنا؟ أمْ هُمْ أذكياء ونحن أغبياء؟ كانوا يعشقون
الأرض والخيل كما يعشقون نساءهم؛ لهم ضمائر حيّة؛ وقلوبنا ميتة؟ لهم عقول ولنا
بطون... ونحن اليوم نعشق المرض والخُيلاء؛ متى نصحو؟ مَنِ المقاوم فينا؟ أين أنتم
يا مقاومين؟ فلسطين تضيع مِنّا؛ القدس تنهار؛ غزّة محاصرة؛ ألا يعود صلاح الدّين؟
نحن أبناء الشّام؛ كيف نترك الأسد يحرق الغابة؟ الغابة ليست مِلكًا لوالده؛ الغابة
لنا جميعًا... مَن يحمي الغابة معي مِن الأسد؟ أنا لا أخافه؛ أنا أشجع منه؛ سيظهر
على حقيقته؛ وتعرفون أنّه مِثلُ الطّاووس الجبان؛ مزخرف شكله؛ وأعوج طوله... هيّا
نُزيّن الشّام بالورود والأزهار؛ ونُزيل أشواك الأسد؛ ونقتلع طحالب الأسد؛ ونقطع
طفيليّات الأسد؛ إنّها تنمو كالفطريّات؛ إنّها تغرز مخالبها في أرض طاهرة!.
بهدوء؛ يُسمع صوت خافت: نحن هُنا؛ فأين أنتم؟
يَرُدّ رجال؛ أسماؤهم بيضاء؛ لباسهم أبيض؛ صوتهم فيه بياض؛ هُم بيض؛ أخذ الـحَمام
لونه منهم؛ أخذ الـحَمام سلامه منهم... معًا مِن أجل الشّام؛ معًا مِن أجل السّلام؛
ثُـمّ يردّدون الشّعار الجامع:
واحد واحد واحد ... الشّعب السّوريّ واحد
ويختم الشّيخ الأبيض كلامه مِنَ المسجد: لقد بدأ مسلسل "حرْق الغابة"؛ سيعود قابيل؛
احذروا البهلوان!.
سِتار المسرح لَـمْ يُرفع حتّى الآن، أضواء بلون أحمر قانٍ، موسيقا حزينة جدًّا.
المشهد الثّاني
يبدأ مسلسل ثانٍ عنوانه "حرْق الغابة"؛ الشُّخوص أنفسهم؛ المكان نفسه؛ الزّمان
نفسه.
الأضواء مُطفأة؛ يُسمع نشيد ثوريّ "أخي أنتَ حرّ وراء السّدود.
يسأل الطّفل عن أبيه؛ يسأل عن عودته؛ يسأل عن هديّة والده اليوم، لكن الأمّ الحنون
تجيبه بنصف إجابات؛ بإجابات غير مقنعة...
يبكي الطّفل: أُمّي؛ أريد أن ألعب مع ابن الجيران؟
الأمّ: ولدي حمزة؛ كبدي حمزة؛ اللّعب ليس الآن؛ لا تذهب بعيدًا؛ احذر؛ قد يقع لك
مكروه ولدي؛ الأسد يحرق الغابة؛ الأسد يزرع الكآبة...
عبْر الخلويّ؛ تقرأ البنتُ الكبرى تغريدة عصفور وردتِ الآن "خبر عاجل: "شبّيحة"
الأسد يقتلون الفنّان عبَر الحدود مع تركيا؛ يريد زيارة أخته في لواء الاسكندرون"!،
تنطق الوالدة: إنّه جارنا الفّنان!.
يُتمتم الطّفل: كأنّ اللّعب أيضًا مؤجّل إلى حين!.
تتكلّم أخته: غُروب يشرق؛ وشروق غَروب، أُمّاه؛ ألا تنتهي هذه الدّموع؟ متى نرى
الدّمعة الأخيرة يا أُمّي!؟
متى يغيب المنديل عن العين!؟
متى نحصل على جواز السّفر نحو الأمل؛ نحو الاخضرار بدل الاحمرار؟ متى نفرح؟ متى
نمرح؟ متى نسمع غُثاء الخِراف؟ متى نسمع غِناء العشب؟ متى ندندن مع خَرير المياه؟
متى تصفو السّماء؟ متى تحنو الأرض؟ متى نرى ألوان الطّيف؟ لماذا نتعاقد مع النّار
ولا نتعاقد مع النّور؟ لماذا يزورنا الحزن ويمكث طويلًا في بيتنا؛ ولا يزورنا الفرح
لحظة؟ لماذا قلوبنا تخفق بسرعة جنونيّة؟ أخي يبكي عن أبي الشّهيد؛ ونحن لا نخبره؛
إنّه يتألّم؛ إنّ قلبه يبكي أكثر منّا!
الأمُّ: اصبروا؛ هذا هو سبيل الحرّيّة.
بدأ مسلسل قتْل الأطفال؛ خطفوا واحدًا؛ اثنين؛ ثلاثة؛ مئة؛ ألف؛ ألفين؛ آلاف...
عذّبوا واحدًا؛ اثنين؛ ثلاثة؛ مئة؛ ألف؛ ألفين؛ آلاف... هجّروا واحدًا؛ اثنين؛
ثلاثة؛ ألف؛ ألفين؛ آلاف؛ ملايين!.
زبانيّة الأسد خطفوا البراءة!
خطفوا حمزة!
خطفوا الطّفل حمزة!
اغتالوه واغتالوا فُحولته واغتالوا رُجولته واغتالوا بَسالته!
حمزة طفل مِن طهارة، اشتعلتِ النّيران في كلّ بيت؛ اشتعلتِ النّيران في القرى وفي
المدن؛ انفجر الشّام كلّه؛ اغتال "الشّبّيحة" البراءة؛ اغتال "الشّبّيحة" الطّفولة؛
اغتال "الشّبّيحة" الوطن؛ اغتال "الشّبّيحة" الأمل!
وها هي الجنسيّة تُباع بثمن بخسٍ على حساب الوطن!
يا للعار؛ قذف الأوغاد المسجد؛ قذف الأغراب منارات العِلم؛ منع الصّعاليك الدّواء
والطّعام والأمان؛ وهدّوا أسوار البلد!.
يظهر الرّجل الطّيّب مرّة ثانية: "أنا منكم وأنتم منّي؛ لن أترككم فريسة للأسد؛
إنّه يحرق الغابة؛ ادخلوا أرضي آمنين"!.
اقترب الشّيخ الأبيض مِن الشّعب وأوصاه بلطف: احذرِ الدّاهية؛ واحذرِ النّصير؛ لا
تخف حِمار الوحش والدّبّ والتّنّين والطّاووس والأفعى؛ سنُقلّم أظفارهم؛ وننـزع
مخالبهم؛ سيزولون؛ ستغرب شمسهم أعرفهم وراء الظّلّ؛ يأتي مصيرهم!،
لا تحزنوا؛ لا تغضبوا؛ "سأُفني عمري معكم في سبيل الإسلام والعروبة والوطن"،
ويختم الشّيخ الأبيض كلامه مِنَ المقبرة: مسلسل "قتْل الأطفال" لم ينتهِ؛ سيعود
قابيل؛ احذروا البهلوان!.
سِتار المسرح لَـمْ يُرفع حتّى الآن، أضواء بلون أحمر قانٍ، موسيقا حزينة جدًّا.
المشهد الثّالث
يبدأ مسلسل ثانٍ عنوانه "قنّاص الشّام"... الشُّخوص أنفسهم؛ المكان نفسه؛ الزّمان
نفسه.
الأضواء مُطفأة؛ يُسمع نشيد ثوريّ "أخي أنتَ حرّ وراء السّدود.
يظهر الأسد شاحبًا وتظهر "الشّبّيحة" بِوَسْمٍ جديد "مَن ربّك"، يظهر قوم تُبّع؛
يظهر آخرون بأقنعة؛ يحرّكون هُنا وهناك؛ يرقص البهلوان رقصات بالألوان؛ يتسارع سيل
السّلاح؛ يتهاطل المدد؛ يتكاثر العسس؛ تتوارى الشّمس؛ حيث أخذ البهلوان مكانها،
تزدهر قواميس البارود والقنابل؛ يهيمن "كاتم الصّوت" على الأسلحة في رعونة؛ تترنّح
الماسورة؛ تتزيّن العيون بنظّارات دقيقة؛ تزهو اللّبؤة حين تجد مقاس حذائها؛ تتبختر
الشّبل في جنيف ...
اغتال المرتزقة اليوم رمضان؛ واغتالوا أمس شعبان؛ ويغتالون غدًا العيد... اغتالوا
المقرئ وفي يده المصحف؛ اغتالوا العالِم وهو في محرابه؛ اغتالوا الطّبيب وهو في
عيادته؛ اغتالوا المهندس في مكتبه؛ اغتالوا الوزير في عمله؛ اغتالوا التّلميذ في
مدرسته؛ اغتالوا الـمُزارع في بستانه، ينطق الفسفور دون تفسير ويحصد ما يشاء؛ لون
الشّام أحمر نافس لون الزّرع؛ لَـمْ يرَ الجرحى دواء الأمير؛ وأيضًا لَـمْ يروا
دواء الملِك؛ اسألوا الهلال!.
يفضح الدّرع نفسه في القُصير بدل درعا؛ يتصارع النّصير والدّاهية... يسقط شهيد يليه
شهيد... يظهر الرّجل الطّيّب مرّة ثالثة: "أنا منكم وأنتم منّي؛ لن أترككم فريسة
للمستبدّ؛ إنّه يحرق الغابة؛ ادخلوا أرضي آمنين".
يظهر رجال بيض يكرّرون هذا النّشيد ثلاث مرّات:
نَحْنُ أَبْنَاءُ الشَّامْ ..... نَحْنُ أَبْنَاءُ إِسْلَامْ
نَحْنُ لِلْحَقِّ أعلامْ ... نَحْنُ لِلْخَيْرِ خُدَّامْ
نَحْنُ لِلْحُبِّ أَحْلَامْ ... نَحْنُ لِلْمَجْدِ أَفْهَامْ
حين تنتهي مراسم الدّفن؛ يتقدّم الشّيخ الأبيض ويقول بوقار: تعرفون المجرم وتعرفون
لونه؛ كما تعرفونني وتعرفون لوني...
ويختم الشّيخ الأبيض كلامه مِنَ المقبرة: مسلسل "قنّاص الشّام" لم ينتهِ؛ سيعود
قابيل؛ احذروا البهلوان!.
سِتار المسرح لَـمْ يُرفع حتّى الآ، أضواء بلون أحمر قانٍ، موسيقا حزينة جدًّا.
المشهد الرّابع
يبدأ مسلسل ثالث عنوانه "غاز الخردل"... الشُّخوص أنفسهم؛ المكان نفسه؛ الزّمان
نفسه.
الأضواء مُطفأة؛ يُسمع نشيد ثوريّ "أخي أنتَ حرّ وراء السّدود.
مِن بعيد؛ يظهر اتّحاد الأمم في صور باهتة مثل عجوز شمطاء؛ سقطت أسنانها؛ وتقعّر
لسانها؛ وانحنى ظهرها؛ واشتعل رأسها شيبًا؛ وزالت محاسنها... وعن كثب؛ تظهر الجثث؛
جثث الأطفال؛ جثث البراءة؛ ويظهر السّارين فيفضح سرّيّته بسروره؛ ويظهر الخردل
عالي الرأس لكنّه ليس أبيضًا مثل الشّيخ الأبيض!
وتهرول نوبل دون حياء ملطّخة بالدّماء كالحنّاء؛ تظهر عارية كئيبة تشبه ليلًا
حالكًا؛ تتكلّم بلسان أحمر!
يكذب برهوم عن نفسه؛ يكذب برهوم عنِ الصّادقين؛ تتبختر الشّبل في جنيف مع الأراجيف؛
يُشنق السّلام برابطة عُنق برهوم!
ينحني برهوم للكذب صادقًا!
تبتهج الكيمياء والنّواة فينشطر السّلام إلى قسمين... في الأخبار؛ يُشاع ملفّ
الرّاهبات؛ تبكي الكنيسة؛ يواسيها المسجد... يظهر الرّجل الطّيّب مرّة رابعة: "أنا
منكم وأنتم منّي؛ لن أترككم فريسة للقاتل؛ إنّه يحرق الغابة؛ ادخلوا أرضي آمنين".
يظهر رجال بيض يكرّرون هذا النّشيد ثلاث مرّات:
نَحْنُ أَبْنَاءُ الشَّامْ ..... نَحْنُ أَبْنَاءُ إِسْلَامْ
نَحْنُ لِلْحَقِّ أعلامْ ... نَحْنُ لِلْخَيْرِ خُدَّامْ
نَحْنُ لِلْحُبِّ أَحْلَامْ ... نَحْنُ لِلْمَجْدِ أَفْهَامْ
يختم الشّيخ الأبيض كلامه مِنَ المقبرة: مسلسل "غاز السّارين" لم ينتهِ؛ سيعود
قابيل؛ احذروا البهلوان!.
سِتار المسرح لَـمْ يُرفع حتّى الآن، أضواء بلون أحمر قانٍ، موسيقا حزينة جدًّا.
المشهد الخامس
يبدأ مسلسل ثالث عنوانه "البراميل المتفجّرة"... الشُّخوص أنفسهم؛ المكان نفسه؛
الزّمان نفسه.
الأضواء خافتة؛ تتغيّر ألوانها؛ يُسمع نشيد ثوريّ "أخي أنتَ حرّ وراء السّدود.
يكبر الطّفل؛ يصيح الطّفل: أُمّي؛ لا تكلّميني عن قاتل الأطفال؛ أُمّي لا تكلّميني
عن قنّاص الشّام؛ أُمّي لا تكلّميني عن عاشق السّارين والخردل وغازه؛ وعن القنابل
الفسفوريّة؛ كرمًا منكِ أُمّي لا أمرًا؛ رُدّي عن سؤالي: متى يكتمل الحزن!؟.
تخلو المدن مِن أهلها؛ تسافر المدن المجاورة إلى أهل الشّام؛ وفجأة يبدأ مسلسل
"البراميل المتفجّرة"...
أصوات براميل تنفجر في السّماء؛ أصوات براميل تصيب أهدافها في الأرض؛ تسقط عمارات؛
يسقط البشر؛ يسقط الشّجر؛ يسقط الحجر؛ يسقط البحر؛ يسقط الحبر؛ يسقط الخبر...
يصرخ الطّفل؛ ينادي: أُمّاه؛ أين أنتِ؟ لا تكلّميني عن "أبي البراميل"؛ كلّميني عنِ
اللّعب مع أحبّتي؛ كلّميني عنِ الرّسومات الجميلة الّتي أنجزها والدي؛ كلّميني عن
أختي زهرة وهي تلوّن الألواح بكلّ الألوان؛ كلّميني عن جدّتي وهي تروي قصّة الحاكم
العادل... كلّميني قبل أن تكلّ يميني!.
أضواء خافتة...
الطّفل: أُمّاه؛ متى نرى البرميل الأخير؟ أُمّاه أُريد أن أُودّعه الوداع الأخير؟
الأمّ: حين يعود صوت الشّعب الجهوريّ:
واحد واحد واحد ... الشّعب السّوريّ واحد
يا بنيّ؛ هذا الصّوت هو الّذي يهزم أسد الغابة وأعوانه؛ إنّ المجرم لا يخاف
أحدًا كخوفه مِن هذا الصّوت؛ هكذا قال لي والدك قبل استشهاده؛ يُدهَش الطّفل حين
يعرف استشهاد والده!.
ثُـمّ تشجّع الأُمّ ولدها: كن رجلًا مِثل أبيك؛ فيردّ بسرعة البرق: أنا رجل؛ سأحميك
وأحمي الوطن؛ أنا أسد الله؛ سأحمل السّيف والقلم معًا...
يظهر الرّجل الطّيّب مرّة خامسة: "أنا منكم وأنتم منّي؛ لن أترككم فريسة للمجرم؛
إنّه يحرق الغابة".
التقى الشّعب والأليف والحرّ... هذه بشارة خير، التقى الشّعب والأليف والحرّ على
خير الشّام... التقى الشّعب والأليف والحرّ مِن أجل السّلام.
فجأة يُضاء المسرح...
يعود المبعدون؛ يعود اللّاجئون؛ يعود الأمل بأزهاره ووروده؛ ينسج العائدون غدًا
بأيديهم؛ يلتحم الوطن؛ يقرّر الشّعب؛ يستعمل أدواته؛ يقاوم بذكاء... يضعُف المارد؛
يستسلم الدّبّ؛ يتبعه التّنّين؛ يرضخ الطّاووس؛ يسقط الأسد؛ ينتحب الوثن... ينـزل
"البرميل الأخير" بلون أخضر؛ مكتوب عليه بخطّ الحرّ: ابشروا فلا أسد اليوم في
الغابة...
يفرح الطّفل؛ يرقص ويقول: أُقبّل "البرميل الأخير" الآن؛ وألعب مع... ؛ لكن ليس مع
حمزة!
ينطق طفل ثانٍ: أنا اسمي حمزة أيضًا؛ يتعانقان؛ ثُـمّ يردّ الطّفل: أنا أيضًا اسمي
حمزة.
يبتهج الشّعب؛ يزغرد الوطن؛ يسيل الماء؛ تخضرّ السّنبلة؛ تحضر البسملة...
يقول الشّيخ الأبيض: مِسك الخِتام؛ مسلسل "البراميل المتفجّرة" انتهى؛ هابيل مسرور؛
حَرّروا الإعلام؛ وابنوا الوطن.
يُرفع سِتار المسرح؛ أضواء بلون أخضر زاهية كالأزهار؛ نشيد سوريّة الوطنيّ.