-1-
|
غضبتِ فيا لكِ من غاضبة |
وأرسلتِها نظرة عاتبة
|
يتمّ فيها الرجـاء الأسيف |
وتجأر فيها المنى الواثبة |
|
وفيها هدوء الرضا المطمئن |
تمازجه الغيرة الصاخبة |
|
تطل بها الذكريات العِذاب |
وترجع مجهدة لاغبة
|
وفيها فتور ولكنه |
فتور به قوة غالبة |
|
|
ولكن بها بعد هذا وذاك |
فتون الهوى والجمال العفيف
|
وفيها من السحر أطيافهُ |
بعينيك ألمحها إذ تطيف
|
لالهمتني السر لما نظرت |
إلي بهذا الفتور الشفوف
|
وحدّثتِني في خفوت عجيب |
لما أضمرته لغات الطيوف
|
ولولا شعوري بحبي العطوف |
لأحببت فيك الشعور الأسيف |
|
|
قد انتصر الحب يا للانتصار |
بهذا العتاب وهذا الغضـب
|
وثقت من اليوم في حبنـا |
وأنك ترعينهُ في حدب
|
فلولا اعتزازك بالحب لم |
تثر في فؤادك تلك الريب
|
إذن فاطمئنّي فهذا الفؤاد |
يحبك في وقدة كاللهـب
|
يحبك إي وجمال الغضـب |
يحبك إي والهوى الملتهب |
|
-2-
|
حدثيني أما تزالين غضبى ؟ |
أو مازال ملء نفسك ريباً ؟
|
ولماذا الوقار والصمـت يضفي |
بعدما كنت لي مراحا ووثباً ؟
|
كان بالأمس كالعتاب جميلا |
ما له اليوم لم يعد منك عتبا ؟
|
صمتَ الكون مذ صمت ونامت |
صادحات تردد اللحن عذبا
|
أنا أخشى ولا أصرّح ماذا ؟ |
أنا أخشى ، فما أزال محبّـا |
|
ابسمي ، تبسم الحياةُ وترضى |
وامنحيني اليقين ، أمنحك حبّا |
|
|
1934
|