{{بداية قصيدة
عنوان= مصرع حُـب |
| شاعر = [[ سيد قطب]]
}}
-1-
ليلة الشك
.
ليلة الشك والأسى والظلام
وجحيم الإقدام والإحجام
والعذاب الممض لم يتصور
في وعيد أو خطرة الأوهام
قد تركت الماضي حصيدا هشيماً
ونضير الآمال مثل الحطام
عن عِذاب الآمال قد أتعزّى
ما عزائي عما مضى من غرامي ؟
ليلتي أستطيع أن أرجع المـا
ضي فأحيي ما ضاع من أيامي
ليلة الشك هل مضيتِ؟ فإني
لم أزل بعد غارقا في الظلام
والهوى المشرق المنير تهاوى
في خضم الدجى العميق الطامي
والحياة التي تفيض مراحاً
قد تبدت في ذلة الأيتام
ومشى الحب مطرقا يتوارى
كحييّ ينوء تحت اتهـام
ليلة الشك قد طمست حياة
من رجاء صيغت ومن إلهام
لهفتي لليقين يغمر نفسي
لهفتي للهدوء بعد اضطرامي
أنا أشري اليقين بالفقدان
مؤثرا فيه واضح الآلام
،
-2-
اليقين
.
اليقين اليقين بعد ارتياب
الهدوء الهدوء بعد اصطخاب
اليقين اليقين أطلب فيهِ
راحة اليأس من جحيم اضطرابي
أيّهذا اليقين إنك قاس
ما تطلبتُ كل هذا المصاب |
أيّها الشك ربما كنت خيراً
من يقين كالجدب بين اليباب
حيرة الشك ، هدأة اليأس ، هلا
لحظة تتركان نفسي لما بي |
لحظة تخلّيان فيها فؤادا
ملّ وقع اليقين أو الارتياب
ثم ماذا ؟ وما الهروب ؟ وهذا
واقع الأمر ، ما لهذا التغابي ؟
يا يقيني إليّ إني حفي
بيقين شريتهُ بلبابي
بدمائي التي بذلتُ ، بدمعي
برجائي المنور الوثاب
أنت أغلى علي من كل هذا
يا يقيني ، ومرشدي للصواب |
،
،
-3-
الجنة الضـائعة
.
فقدتك يا جنتي الساحرة
وغادرتُ أفياءك العاطرة
وهمّت تشردني المقفرات
وتلفحني كاللظى الهاجرة
وتعصف في نفسي العاصفات
وتنهشها الوحشة الظافرة
وقد طمس اليأس نهج الرجاء
وغشّى البصيرة والباصرة
فلا الظن يلمع مثل السراب
ولا العلم يرضي المنى الحائرة
هو اليأس أو فاليقين الأليم
وبعض الحقائق كالكافرة
فيا لليقين الممض اللجوج
ويا لحقيقتهِ الجائرة
فقدتكِ يا ليتني إذ فقد
تك كنت مؤمنة عامرة
لعزّيت نفسي بالذكريات
وأودعتُ فردوسي الذاكرة
ولكن فقدتك نهب الذئاب
تجوس خلالك كالآسرة
وتهب القشاعم والجارحات
تخطف أثمارك الناضرة
وتهب المطامع والمغريات
تدنس نيتك الطاهرة
فقدتك في النفس أنشودة
ومعنى من الفتنة الساحرة
فقدتك ذكرى فواحسرتاه
لفقد من العين والخاطرة |
1934
{{نهاية قصيدة}}
المراجع
www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=79168&r=&rc=42موسوعة العالمية للشعر العربي
التصانيف
شعراء
|