الواقعية (Realism)، هي عبارة عن حركة تأسست في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا. ويقصد فيها الواقعية بتصوير الأشياء والعلاقات، بصورة واضحة كما هي عليه في العالم الحقيقي الواقعي...وبتصوير الجوهر الداخلي للأشياء، وليس الجنوح إلى الفانتازيا أو الرومانسية. وتستمر فترة الواقعية بين ثورة آذار عام 1848 الفاشلة، وبدايات حكم بسمارك. أي حوالي من 1850 إلى 1890. وقد شهدت هذه الفترة الكثير من الاتجاهات الأدبية الأخرى التي كانت موجودة جنبا إلى جنب، مثل الطبيعية.
أحداث العصر
كان القرن التاسع عشر عصر بداية التصنيع، وعصر التقدم العلمي الكبير. وقد انتشرت في ذلك العصر النزعة المادية والرأسمالية المتنامية. وقد ساهمت تلك الظروف الطبقة البرجوازية على فرض نفسها على المستويين الفكري والاقتصادي. وقد سعى الأدباء الواقعيون التعايش مع المجتمع في ظل هذه التغيرات، حتى أطلق على هذه الفترة اسم الواقعية البرجوازية.
الأهداف التعبيرية
- على الرغم من الاختلافات الموجودة بين أدباء هذه الفترة، كانت هناك هدف واحد يجمع بينهم، وهي أن يقوموا بتصوير الحياة في كتاباتهم بواقعية، ويقول فونتانه: "الواقعية هي انعكاس للحياة الحقيقية".وقد صاغ أوتو لودفيج مفهوم الواقعية بأن : "الواقعية تريد أن تعبر عن عالم تكون فيه العلاقات أوضح مما هي عليه في العالم الحقيقي، ولا بد من أن تعبر عن الجوهر الداخلي للأشياء".
- ونجد في أدب الواقعية كثرة التساؤل عن معنى هذا العالم، وعن معنى الحياة الإنسانية. كما نجد عند نيتشه الإحساس بالأزمة الفكرية وانهيار الحضارة. ومطالبته بالإنسان المتفوق في مقابل الإنسان الضعيف، حتى يستطيع تغيير العالم لما هو أفضل. وذلك في كتابه الشهير "هكذا تكلم زرادشت".
- كان العالم البرجوازي هو المحور الذي دار حوله الأدب في تلك الفترة. وكان هناك اهتمام بتصوير الحياة اليومية لبسطاء الناس (كالفلاحين والعمال والحرفيين). واتخذ أدب الواقعية الطبيعة كخلفية لأدبهم، مثل شتورم الذي صور الطبيعة في شمال ألمانيا وبحر الشمال. وتيودور فونتانه الذي صور برلين وبراندنبورج في كتابه"رحلات داخل براندنبورج".
- العودة إلى التاريخ، كانت من بين الأساليب التي استعملها الأدباء الواقعيون. حيث تدور الأحداث في عصر يتماثل مع العصر الحاضر، فتكون للأديب حرية التعبير عن أفكاره، دون أن يتعرض للعصر الحاضر. وكان كل من ماير وشتورم من أشهر الأدباء الذين لجؤوا إلى استعمال هذا الأسلوب التاريخي في قصصهم. مثل رواية ماير "آخر أيام هوتن" ورواية شتورم "فارس الحصان الأبيض". كما نجد الأسلوب نفسه عند كيللر في "روميو وجولييت في القرية" وعند رابه "تاريخ حارة شبيرلينج".
- تخلت الواقعية عن ضرورة انعكاس مشاعر الكاتب وموقفه الخاص في ما يكتب. فالعالم يجب أن يصور من دون أي سعي للتفسير، ومن دون أي ميول إلى موقف دون آخر، كلما أمكن ذلك.
المراجع
areq.net
التصانيف
حركات أدبية الفنون الآداب