إذا عَلِمَ العِدى عَنكَ انتِقالي، |
فخذْ ما شئتَ من قيلٍ وقالِ |
ونالوا منكَ بالأقوالِ عِرضاً، |
وقَيَناهُ بأطرافِ العَوالي |
وقد كانَ العذولُ يودّ أني |
أُسيغُ لهُ اليَسيرَ مِنَ المَقالِ |
فكَيفَ إذا تَيَقّنَ فيك زُهدي، |
وكانَ يسرهُ عنكَ اشتغالي |
فكم سخطَ الأنامُ، وأنتَ راضٍ، |
وكم رَخُصَ المِلاحُ، وأنتَ غالي |
وكم هدمتْ حمى قومي خطوبٌ |
تهدّ الراسياتِ، وأنتَ عالي |
وكم من وَقعَة ٍ لعِداكَ عِندي، |
نذرتُ بها دمي، ونذرتُ مالي |
وكم همتُ كلابُ الحيّ نهضاً |
وقد حمتِ الأسودُ حمى الغزالِ |
وكم لامَتْ عَلَيكَ سَراة ُ أهلي، |
فأحسبُ قولَ آلي لمعَ آلِ |
وكم خاطَرتُ فيكَ ببَذلِ نَفسي |
وأعلَمُ أنّ بالي فيكَ بالي |
وكم صبٍّ تفاءَلَ في حبيبٍ |
وفَى لي، إنّ حبّي ما وَفَى لي |
وكم جَرّبتُ قَبلَكَ من مَليحٍ، |
فأمسَى جيدُ حالي منهُ حالي |
ولولا أنّ في التجريبِ فضلاً، |
لمَا فضلَ اليمينُ على الشمالِ |
أظنكَ، إذ حويتَ الحسنَ طرّاً، |
وإذ وفيتَ أقسامُ الجمالِ |
قصدتَ بأنْ جعلتَ العذرَ عيباً، |
عَساهُ يَقيكَ من عَينِ الكَمالِ |
فسوفَ أسوءُ نفسي بانقطاعي، |
بحَيثُ أسرّ نَفسَكَ بارتِحالي |
إذا ماشئتَ أن تسلو حبيباً، |
فأكثرْ دونهُ عددَ الليالي |