البيضُ دونَ لحاظِ الأعينِ السودِ، |
والسمرُ دونَ قدودِ الخردِ الغيدِ |
والموتُ أحلى لصبٍّ في مفاصلِهِ، |
تجري الصبابة ُ جريَ الماءِ في العودِ |
من لي بعينٍ عدتْ بالغنجِ ناعسة ً، |
أجفانُها، وكَّلَتْ جَفني بتَسهيدِ |
وحاجبٍ فَوقَهُ تَشديدُ طُرّتِهِ، |
كأنّما النّونُ منهُ نُونُ تَوكيدِ |
وماءِ وجهٍ غدا بالنورِ متقداً، |
كأنّ في كلّ خدٍّ نارَ أخدودِ |
ونقطِ خالٍ، إذا شاهدتَ موقعهُ، |
خِلتَ الخَليلَ ثَوَى في نارِ نمرُودِ |
يا أهلَ جيرونَ جرتم بعدَ معدلة ٍ |
ظلماً، وعودتموني غيرَ معهودي |
بذلتُ روحي إلاّ أنها ثمنٌ، |
للوصلِ منكم، ولكن حسبُ مجهودي |
أنا المُحبّ الذي أهلُ الهَوَى نَقَلوا |
عَنّي، فأعطَيتُهُم بالعِشقِ تَقليدي |
من أينَ للعشقِ مثلي في تشرعه، |
ومن يشيدُ دينَ الحبّ تشييدي |
للهِ ليلة ُ أنسٍ قلتُ إذ ذكرتْ: |
يا لَيلَة َ الوَصلِ من ذاتِ اللَّمَى عودي |
والشرقُ قد حملتْ أحشاؤهُ لهباً |
للشمسِ فيها حنينٌ غيرُ مولودِ |
وثَعلَبُ الصّبحِ وافَى فاغراً فَمَهُ، |
إذ قابلتهُ الثريّا شبهَ عنقودِ |
كأنّها شكلُ أنكيسٍ تولدهُ |
في الغَربِ أيدي الدّياجي أيَّ تَوليدِ |
أمسَى بها وعيونُ الغرّ شاخصَة ٌ |
نَحوي وحصني متونِ الضُّمّرِ القُودِ |
مكانتي فوقَ إمكاني، ومقدرتي |
من دونِ قَدري، وجودي فوق موجودي |
وما زجاني امرؤٌ، إلاّ بذلتُ لهُ |
جوداً عن الشكرِ، أو شكراً عن الجودِ |
لا أوحشَ اللهُ من قومٍ مكارمهمْ |
وفضلُ جودهمُ كالطوقِ في جيدي |
ما عشتُ لا أتعاطَى غير حبهمُ، |
وهل سمعتمْ بشركٍ بعدَ توحيدِ |