البَيْتُ لاَ يُغْرِي شَرَاهَةَ فِطْرَتِي ؛

كَانَ اِتِّكَالِيًّا عَلَى ذَوْقٍ غَرِيبٍ ،

وَ الطَّعَامُ بَدَا أَنِيقًا لاَ يَلِيقُ بِثَوْبِهَا ،

أَوْ فَلْنَقُلْ : كَبَقِيَّةِ الأَشْيَاءِ – أَيْضًا – لاَ يُكَرِّسُ نَشْوَتِي .

فَقَطْ ..

النَّبِيذُ أَرَاحَنِي ،

وَ حَفَاوَةٌ فِي صَوْتِ مُوسِيقَى تَهَادَى مِنْ بَعِيدْ ..



لاَ ثَوْرَةٌ فَرَكَتْ بَرَاءَةَ نَهْدِهَا ؛

لِيَمُرَّ كَيْدِيَ فَاتِكًا ،

لاَ دَيْمَةٌ عَبَثَتْ بِأَرْوِقَةِ القَمِيصِ فَأَرْتَوِيْ ..


كُنَّا نُهَادِنُ وَجْهَ خَيْبَتِنَا ،

وَ نَرْفُلُ فِي سُبَاتٍ ؛

أَحْمَقَيْنِ بِلاَ دِرَايَةِ رُبَّمَا ..

أَوْ رُبَّمَا كُنَّا كَذَلِكَ .. أَحْمَقَيْنْ ..



هِيَ تَأْكُلُ العِنَبَ الَّذِيْ مِنْ أَجْلِ سَهْرَتِنَا اِشْتَرَتْهُ ،

وَ كُنْتُ أَشْجُرُ بِالْسَّجَائِرِ لَحْظَتِي ،

لَمْ تَعْتَرِضْ حَوْلَ الدُّخَانِ ،

وَ لَمْ أُشَارِكْهَا العِنَبْ ..



صَوْتُ الكَمَانِ يَحُطُّ فِي أُذُنَيَّ ،

أَشْهَقُ :

- كَمْ أَنَانِيٌّ كَمَانُ الرُّوحِ ..

تَشْهَقُ :

- كَمْ مُمِلٌّ أَنْ يَكُونَ اللَّحْنُ مَكْفُوفًا ضَرِيرًا دُونَ دَفْ ..



رَقْرَاقَةً كَانَتْ ،

وَ كُنْتُ مُهَذَّبًا ،

لَمْ تَقْتَرِبْ كَفِّيْ لِتَعْبَثَ بَيْنَ فَخْذَيْهَا ..

وَ لَمْ تَسْرُدْ عَلَيَّ حِكَايَةَ الحُلْمِ الأَخِيرِ .

غَبِيَّةً كَانَتْ ..

بِفُسْتَانٍ تُلَوِّنُهُ البَلاَهَةُ ،

لَمْ تُثِرْ شَغَفِي ؛

زَهِدْتُ بِكُلِّهَا ..



هِيَ لَمْ تَكُنْ خَجْلَى فَيَذْبَحُهَا النَّبِيذُ ،

وَ لَمْ تَكُنْ مِغْنَاجَةً كَيْمَا أُشَيِّعُ لِلْخَلاَخِيلِ القَصِيدَةَ ،

لَمْ أَكُنْ شَهْمًا – بِمَا يَكْفِيْ – لأُشْعِلَ مَاءَهَا ،

كُنَّا نَفِرُّ مِنَ اِلْتِحَامِ الكَفِّ بِالْصَّلْصَالِ ..

نَنْتَظِرُ النِّهَايَةْ ..



- قَدْ كُنْتِ فَاتِنَةً ، سَعِدْتُ (صَدِيقَتِيْ) .

- بَلْ أَنْتَ كُنْتَ غَوَايَتِي الأَشْهَى (صَدِيقِيَ) .

هَكَذَا ؛ كَانَ الوَدَاعُ مُخِيِّبًا ..

وَ بِكَفِّيَ اليُمْنَى بَقِيَّةُ كَفِّهَا .. لَمَّا تَزَلْ ..

 

اسم القصيدة: لَمْ أُشَارِكْهَا العِنَبْ.

اسم الشاعر: سعد الياسري.


المراجع

diwandb.com

التصانيف

شعراء   الآداب