الجلطة الدماغية.. مرض العصر المتفشي
لقد انتشرت في عصرنا الحالي الكثير من الامراض العصبية التي تهدد الحياة وأصبح يتردد في اذهاننا الموت المفاجئ نتيجة لهذه الامراض ولعل ابرزها الجلطة الدماغية. وتعتبر الجلطة الدماغية من قائمة الامراض التي لم يتم التنبه لأعراضها فورا حيث يجد الاطباء احيانا تفسيرا لحدوثها ويعجزون مرات اخرى عن معرفة السبب لوقوعها والبعض يرجعها الى وجود تاريخ مرضي عائلي للاصابة بها اي عامل الوراثة. وحول مفهوم الجلطة الدماغية قال مسجل الامراض الباطنية في مستشفى الفروانية د.محمد مصطفى عبدالعظيم في لقاء مع «كونا» ان الجلطة الدماغية عبارة عن موت الخلايا في منطقة محدودة من الدماغ وذلك بسبب قلة الاكسجين نتيجة انخفاض او انقطاع تدفق الدم لهذه المنطقة.
حيث أضاف عبدالعظيم ان للجلطات الدماغية عوامل خطر معينة لعل اهمها ارتفاع ضغط الدم فهو عامل رئيسي لحدوثها وكذلك ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والإصابة بالجلطة الدماغية سابقا.وأكد د.عبدالعظيم ان مرض السكري والسمنة والخمول وكذلك التدخين والمشروبات الكحولية والمخدرات من العوامل المؤدية ايضا لحدوث الجلطة الدماغية.
كما وتشير الدراسات إلى ان العوامل الوراثية والضغوط النفسية الشديدة وعامل التقدم بالعمر تلعب دورا بارزا في تعرض الشخص للاصابة بالجلطة الدماغية. وأشار الى ان هناك نوعين للجلطة الدماغية حيث تصنف حسب السبب المؤدي لها فهناك الجلطة الانسدادية او التخثرية وجلطة النزيف الدماغي فالجلطة الانسدادية تنتج بسبب انسداد الشرايين المغذية للدماغ اما جلطة النزيف الدماغي فتنتج بسبب تمزق احد جدران الاوعية الدموية المغذية للمخ. وبين ان اثر الجلطات الدماغية يكمن في ضعف أو شلل بالأطراف او صعوبة في النطق وعدم فهم الكلام او اختلال الادراك والإحساس او تغير السلوك والمزاج وكذلك فقدان الوعي في بعض الاحيان وعدم القدرة على المشي والتوازن واضطراب في النظر او صداع او دوار مفاجئ.
وقال ان اكثر الفئات العمرية اصابة بالجلطة الدماغية هم من يصلون الى سن الـ 55 وما فوق.وحول طرق العلاج يقول د.عبدالعظيم ان العلاج الدوائي للجلطات يعتمد على حسب نوع الجلطة وذلك اما باستخدام مسيلات الدم والأدوية المضادة للتخثر او أدوية توقف النزيف كما في بعض الأوقات يكون التدخل الجراحي احد اساليب علاج الجلطات الدماغية ويأتي بعد العلاج من الجلطة دور العلاج الطبيعي. وفي ذات السياق، قالت اخصائية العلاج الطبيعي في مستشفى الفروانية نوف الشمري لـ «كونا» ان للعلاج الطبيعي دورا مهما في علاج مرض الجلطات الدماغية فبمجرد استقبال اخصائي العلاج الطبيعي لمريض الجلطة الدماغية يبدأ بتقييمه ووضع اهدافه التأهيلية ويقوم بعمل تمارين علاجية تهدف الى مساعدته بالاعتماد على نفسه ووضع المضاعفات الناتجة عن الجلطة الدماغية مثل «تيبس العضلات ـ تقرحات الفراش ـ الجلطات الوريدية».
وبينت الشمري الدور الكبير التي تقوم به ادارة خدمات العلاج الطبيعي عن طريق ابراز هذا الدور العلاجي الذي تقوم به وكذلك تطوير هذه المهنة كما دأبت الإدارة على وضع بروتوكول علاجي شامل لمريض الشلل النصفي عن طريق لجنة البروتوكولات العلاجية. وشددت على وجوب اتباع ارشادات اخصائي العلاج الطبيعي من قبل اهل المريض وتطبيق تعليماته محذرة من اللجوء الى من يمتهن مهنة العلاج الطبيعي بصفة غير رسمية.
المراجع
www.alanba.com
التصانيف
صحة العلوم التطبيقية العلوم البحتة