تنتطره في المقهى القديم المشهور في قسطنطينية ,يشع من وجهها نور الأمل و الإشتياق 
تتلعثم بالكلمات معي ولا تعرف الطريق إلى الكلمة المراد بها
تتصل به كل نصف دقيقة, أين أنت؟ أين وصلت ؟ لماذا تأخرت ؟
وصلت إلى المقهى ,لحظات و أكون عندك 
تغلق الهاتف بارتباك و تضعه جانبا على الطاولة, ترتب حجابها الأبيض كالثلج الذي يغطي القاسيون 
جاء الصديق ..... تقوم والدمعة ترقص في عينيها ...وأنا أتأمل
تصافحه,,,الشوق يجذبهما للعناق ..يتعانقان دون أن ينطقا بكلمة... يبتعدان عن بعضهما.. يتأمل عينيها ,,تتأمله ..يعودان للعناق 
هي..ثورية . من حمص الأبية..سنية ... تعشق سورية الحبيبة
هو ...ثوري .. من سلمية... اسماعيلي ...يعشق سورية الحبيبة 
كلاهما من سورية 
تركتني..دون أن تنتبه ..جلست بجانبه ..يتحدثان عن القصص التي حدثت معهما 
وأنا لا أزال أتأمل..الإبتسامة لاتفارقهما رغم الألم والحزن والغربة 
يتحدثان عن يوم أعتقلا ... تنظر إلي وتقول ...رأيت أسماء كردية على جدران الزنزانة .. كم لكم تاريخ لم نكن ندركه
أبتسم لها... 
تعود لتواصل الحديث معه و أنا أواصل كتابة أجمل القصص في الثورة السورية 
تأخر الوقت.. لابد لي من الذهاب ... تنظر إلى الساعة تدرك هي أيضا أن الوقت قد تأخر 
ولكن ... القلب لايطاوعها أن تتركه بعد الشهور من الغياب 
أتركهما...أغادر المقهى ... 
أه.... نسيت القلم على الطاولة ...لن أنصل معها... ربما تكون منهمكة في سرد قصة حزينة أوربما تفشي له بسر قد خبئته منذ سنين..لن أتصل وأقطع الحديث.. لا لن أفعل 
أكمل الطريق... أنتظر الباص ...أراقب البحر من بعيد ...للحظات أدركت بأن القلم في يدي 
لم أتمكن من السيطرة على مشاعري... ضحكت وصرخت بكل ما أوتيت من قوة ... كم أنتي رائعة ياسورية 
يرن الموبايل (حمص يتصل بك ) مرحبا ...سندريلا * تحب هذا الإسم لي * 
نسيتي دفتر ذكرياتك على الطاولة ... سآخذه معي ... بالحفظ والصون 
خذيه ...إلى اللقاء .... إلى اللقاء 
ليكن الدفتر عندها ... لا أرغب بالذكريات القديمة... ما أكتبه الآن أجمل ذكرى 
عناق الثورة .... أجمل ذكرياتي
أكمل طريقي لأقترب أكثر وأكثر من البحر 
ألقيت له القلم وجلست ..دون أن أتكلم 
ولا أزال أتأمل ...وأتذكر ...عناق الثورة

المراجع

assawsana.com

التصانيف

ادب  قصص  مجتمع   قصة