بلادٌ حُرَّةٌ تبلو حنينا |
وتَحكمُ مُهجَتي شَدَّاً ولِينا |
|
وأشرعةٌ كأجنحةِ الكراكي |
عَلَتْ شَدْواً ورَفَّتْ ياسمينا
|
وأذكُرُ مِن جِهاتِ الروحِ غَرباً |
كأنّا في مشارقهِ رَبينا
|
شتاءاتٍ كأنَّ الصيفَ فيها |
اذا ما الحُبُّ خالَطَها سخينا |
|
|
إنني أروي لكَ الآنَ قصيدا |
كتبَتْهُ النفسُ في الخُلْدِ بريدا
|
لستُ أهوى في جِنانٍ ثَرَّةٍ |
غيرَ مَن أشغلَ في الأرضِ وحيدا
|
انتَ مَن أشغَلَني قِدْماً ولن |
أُطلقَ الحرفَ جُزافاً او أُعيدا
|
آهِ لو تعشَقنُي حَدَّ الردى |
أقليلٌ أنْ أُسمّيكَ شهيدا ؟ |
|
|
وصلَ الضفافَ لوعدِهم نَهْرُ |
فاستجوبتْهُ الريحُ والصَّخْرُ
|
مُلِئَتْ حقائبُهُ عِتابَ جوىً |
وقياثرَ استشرى بها السُّكْرُ |
|
واليكَ أرسَلَني الثُقاةُ صِوىً |
يا مَن ضَلَلْتَ فرُحتَ تغتَرُّ
|
أهلَكْتَني يوماً فأنقَذَني |
رَبٌّ فكانَ الدِّينُ والحَشْرُ |
|
|
مِن صلاح الدينِ آتي بكتابي |
ومِن الناجينَ في يوم الحِسابِ |
|
انا لا أدري أأحكي عن هوىً |
ام بلادٍ ما حَوَتْ غيرَ الخِطابِ |
|
ما فلسطينُ وما أندلسٌ |
وَهُما نَزْفٌ وبغدادُ كغابِ ؟
|
بِحمورابي فَخَرْنا , يا لَنا |
يُحْيي أهلُ الغابِ ذكرى حمورابي |
|
|
مَوتي وموتُكَ واحدٌ فتعالا |
نُحْيي بمِيتَتِنا الأُلى والآلا
|
هُمْ فوقَ أرضكَ مَيِّتون وليتَهمْ |
كَثراكَ نبضاً او دُجايَ هِلالا |
|
يتحاصَصون فحِصَّةٌ في حِصَّةٍ |
من حِصَّةٍ عن حِصَّةٍ تتوالى |
|
- في القلبِ تبقى الدارُ – قالوا , فاغتنوا |
فاذا بذاك القلبِ يَغسلُ مالا |
|
|
آخرتي – يا انتَ – نَفْحاتُ |
وهيَ – وأيمِ الحُبِّ – أبياتُ
|
انتَ الذي تُهْتُ بهِ أفقاً |
لولا غداً تَهديكَ سعفاتُ |
|
لستُ الذي ينطقُ عن غَيبٍ |
فَتَرْجفُ العُزّى او اللاتُ |
|
لكنَّها شطحةُ مفتونٍ |
وصبوةُ الناسِ وما فاتوا |
|
|
أشواقُكَ عِبْرَ النجماتِ |
مع إطلالةِ ليلٍ آتِ
|
تُرضيني وتُناغي شجوني |
إذْ تَتَدلّى كالنغماتِ
|
وتهيبُ بأحداقِ حروفي |
أنْ تبسُمَ مِلءَ العبراتِ
|
لكنكَ لم تزلِ الراضي |
بِسَواقٍ لا عَذْبِ فراتِ |
|
|
كأني بكَ اختَرتَني من حشودِ |
فَرُحْتَ تُهَدِّدُني بالخلودِ |
|
فأنّى ومُؤْنِسَتي وحشتي |
| وأُكسى الذُبولَ وما من شهودِ ؟
|
ألا لا أراكَ الزمانُ هموماً |
ولا حدَّثَتْكَ الرؤى عن صدودِ
|
ألستَ مَنِ اختارَ بُعدي جزاءً |
ولَمْ يَرْعَ في كِبَري ضَعْفَ عُودي ؟ |
|