استبد بهما الفقر , وخيمت على بيتهما اشباحه , ملقيا عليهما بظلال الحاجة والعوز , فقرر هلوس ان يلجأ الى السرقة , خطط جيدا لسرقة بيت رجل غني , حتى كان الوقت المعلوم , اصطحب معه خلوس , كل شيء سار حسب الخطة , تمكنا من اجتياز السياج ودخلا من جهة المطبخ , صعدا السلم , حتى وصلا الى غرفة النوم , حيث كان صاحب البيت يغط في نوم عميق , دخل هلوس اولا , ثم تلاه خلوس , قصدا الخزانة , وشرع هلوس بمحاولاته لفتحها , بينما خلوس انشغل بالتفرج على محتويات الغرفة الثمينة والجميلة , في تلك الاثناء , اطلق الرجل صوتا من تحت اللحاف , ففزع خلوس وكاد ان يسقط احدى التحفيات في الجوار , فوبخه هلوس وطلب منه الحذر والانتباه :
هلوس : اتفزع من صوت اطلاق غازات البطن ... ربما يكون قد تناول الكثير من البصل ! .
خلوس : لا ... لا .. لابد وان يكون قد تناول الكثير من الفلافل ! .
عاد هلوس لمتابعة عمله , بينما خلوس استمر في تفحصه لمحتويات الغرفة , يتجول بهدوء , في تلك اللحظة اطلق الرجل النائم صوت فرقعة اعلى من سابقتها , ففزع خلوس فزعا شديدا , وضرب الطاولة الصغيرة , فسقط ما عليها محدثا ضجة كبيرة , استيقظ الرجل على اثرها مرعوبا , حالما وقع نظره عليهما صرخ بصوت مدوي طالبا النجدة , شارحا ما يحدث ( حرامي ... حرامي ) , انقض عليه هلوس من خلفه , امسكه محاولا تهدئته , فهاج الرجل وماج , فأنغرست سكين هلوس في بطنه , وسقط الرجل صريعا , متضرجا بدمه , تركاه هناك وهربا .
خوفا من ملاحقة رجال الشرطة لهما , قررا الهروب الى دولة مجاورة .
******************************
سارا في الصحراء اياما قلائل , عبرا الحدود بسلام , قصدا رجلا ثريا , يملك الكثير من الماشية , وافق الرجل على ان يعملا عنده , واعطى لكل واحدا منهما قطيعا صغيرا من الغنم , وارشد كل منهما الى وجهته , فسارا بالقطيعين بأتجاهين مختلفين .
وصل خلوس الى المراعي , اطمئن على الحال الاغنام , ثم استلقى على الارض وغط في نوم عميق , في تلك الاثناء , هجمت الذئاب على القطيع , فتدافعت الاغنام تقصد الملجأ عند خلوس , داسته بحوافرها , حتى استيقظ مرعوبا , حمل عصاه وتوجه نحو الذئب المهاجم , بينما هو يركض تعثر في بعض الاغنام المزدحمة حوله , فهوى الى الارض , بينما عصاه ارتفعت للاعلى , تزامن ذلك مع قفزة الذئب , فدخلت العصا في فمه , حتى وصلت الى امعائه , فهوى صريعا ومات من فوره .
عاد خلوس من المراعي يجر معه الذئب الصريع , والاغنام سالمة , قد اكلت وارتوت جيدا , فشكره الرجل مالك الاغنام , وسرد عليه ما حدث , بينما عاد هلوس متأخرا , يحمل معه قصة مختلفة من بنات افكاره , فأعجب الرجل بهما , واخبرهما انهما قد نجحا بالاختبار , وكافئهما مكافئة مجزية .
لم يبدو على هلوس انه كان راضيا عن كونه راعي اغنام , وكان يفكر بالذهاب الى امريكا او اوربا , وقد جنيا مالا كثيرا , فعرضا الامر على الرجل , الذي اعلن لهما اسفه عن فراقهما , لكنه وعدهما بالمساعدة على اية حال .
استطاع الرجل من توفير وسيلة سفرتهما الى امريكا , لكن ما لديهما من المال لم يكن كافيا , فمنحهما من ماله الخاص ما يكفي , وانطلقا بالسفر بطريقة غير قانونية .
******************************
انقطع التيار الكهربائي عن تلك البناية الكبيرة , هرعت الشرطة الى المكان , احاطت البناية بشريط عازل , ومنعت الناس من الاقتراب , بينما رجال الدفاع المدني شرعوا بأخلائها من السكان , وكان رجال اطفاء الحرائق في اهبة الاستعداد لاي طارئ , حضرت السي أي أي وشرعت بالبحث عن ارهابيين , ووصلت الاف بي أي وشرعوا بالبحث عن متفجرات , حلقت المروحيات في السماء , وانزلت رجال الكوماندوز على السطح , وبدئوا بتمشيط البناية , طابقا بعد طابق , حتى أمنوها بشكل تام , وارسلوا تقريرهم الى الجهات المعنية ( البناية امنة ) , فهرع رجال الصيانة الى دخولها , وتفحصوا غرفة مفاتيح توزيع الكهرباء , وادلوا بتقريرهم ( كافة المفاتيح والاسلاك سليمة ) , اداروا المفاتيح وعاد التيار الكهربائي للبناية , انارت من كل جانب , احتار الجمع فيما حدث , لكن مالك البناية توجه الى رجل جالس في الحديقة الخارجية , غير عابئ بما يحدث , وصرخ فيه :
خلووووووووس ! .
نهض خلوس من كرسيه , واجابه :
بعد مرور ثلاث ساعات , قطعت التيار الكهربائي حسب الجدول ! .
******************************
انسجم هلوس وتأقلم على الوضع الجديد , بينما خلوس لم ينسجم , ولم يثبت على عمل , ذات يوم , بينما كان يسير في شارع ما توقفت سيارة بالقرب منه , ترجل منها عدة اشخاص وتوجهوا نحوه , عرفوا انفسهم على انهم مخرج ومنتج افلام , يبحثون عن شخصا مناسبا ليؤدي ادوارا هامة في عدة افلام  , تطابقت الصفات التي يريدونها عليه , وطلبوا موافقته .
خلوس : سأمثل في فلم , وأظهر على شاشة التلفاز , وتراني وبريه و كشيمره و انغيشه ونجود .
المخرج : نعم ... نعم .. وكذلك وسيله وشنه و حمديه ونوفه .
خلوس : حسنا .. انا موافق ! .
مثل خلوس في عدة افلام , تقمص فيها شخصية المسلم الارهابي , القاتل , عديم الرحمة والاخلاق , والعربي الجاهل , الساذج , الطائش , المضحك , ذو التصرفات غير مسئولة .
ذات يوم , فكر خلوس ان يرسل رسالة الى معارفه في البلاد , فكتب رسالة مطولة , لفّ الورقة ووضعها في قارورة زجاجية , احكم اغلاقها جيدا , ثم توجه الى جسر شاهق الارتفاع , ورمى القارورة , فتذكر انه لم يكتب اسم المرسل , تأمل مليا بين ان يكتب رسالة اخرى , ام يقفز من الجسر ليجلب القارورة , بينما هو كذلك , شاهده بعض المتشردين , فصرخوا ( انه خلوس ! , الارهابي المسلم , العربي الساذج , هلموا نسرق ما لديه ونرميه في البحر ) ! .
تسابقوا نحوه , بينما كان خلوس يتسلق الحاجز المعدني للجسر , شاهدهم يسرعون نحوه , ظن انهم من المعجبين , ينوون على انقاذه ومساعدته , فكلمهم مطمئنا .
خلوس : سأذهب الى احضار القارورة ! . 
ورمى نفسه في البحر ! .

المراجع

odabasham.net

التصانيف

ادب  قصص  مجتمع   قصة