شوق أرجواني يسير بي عنوة على جسور حنايا مقلتيها النجلاوين، يحلق بي عطر مكانها المعشوشب أزاهيرا ذات بهجة شبقية .. تتلهف روحي الحيرى لنوافذ عشقها المشرعة كسنديانة متعثرة تهفو لوجع الربيع، وتسمو بي مع أول نغمات النوارس البيضاء التي تعانق خدود السماء وهي ترسو شواطئي الهادئة .. في مآقيك موج يكتبني حبره المندّى بأنشودة البحر، وأنا رفقة اشتهاءاتي أتسلّق لغتك العاشقة، وأحرفها الصّامتة دون استئذان ..!! أتململ وأتدثّر في سكوني، وأنا أطارد أخيلة الشوق المخملية، كوني أتنفس فرحا أبيضا.. أتنفّس حلما يانعا، واستدرك شهوة اللّقاء، وأنت المتربّعة على ظلال عرشك السّامق .. مهلا .. مهلا يا بلقيس!.. لا توقظي مواجعي .. ؟ !رفقا بي يا سيّدة القمر الفضي.. !! تلاحقني نواميس عشقك الشّهية.. وأنا أترقّب فضولك ذات صباح كوثري، متوجّسا لغة الانتظار في نادي العشاق، ورائحة القهوة تنعش سحر المكان .. مهلا .. مهلا يا بلقيس ..!! أجدني أجدّد عهدي بك، حين تنام دموعك في خدرها ردحا من الزّمن، ورموشي تحرس طوقك الآمن..
وليلي السرمدي يغازلني، ويبسط أجنحته على أفنان روحي .. ياه.. !! استيقظ من متاهاتي الرّمادية، وأقف ناحيتها، أرنو لأمل خافق وأتحين زغرودة الزمن الباسمة، لازلت واقفا ناحيتها، وخيالها الوديع يتراءى لي من بعيد حينها، سرقت منها بسمة متدحرجة سرعان ما اندثر لونها متواريا في سوق العطّارين .. !! أمشي الهوينا برفقة الخطو المتثاقل، محاولا استرجاع أنفاسي العجولة.. والشّمس تحجب وجهها لحظة وداعها الأخير، ولا زلت أفتش عن ظلها الخجول بين الزقاق، علني ألقي القبض عليه في لحظة عشق أسطوريّة.. تنتعش الأمكنة مجدّدا، ويفرّ ظلّ بلقيس أمام ناظريّ .. إلى أين ..!؟ لست أدري..؟ أهرع لمحاولات ماراطونيّة يائسة.. تكاد تبدّد أماسيّ العذراء.. وأقف مشدوها أتطلّع لحن السماء وزرقتها الشّفافة، أتنفّس بعمق وأنا حبيس منفاي، وسط مدينتي الضّبابية فوق التلال البعيدة.. بعد ظل بلقيس عني ..وأواصل المسير المتعثر، وأنا أترقّب جموع المارة في طوافهم الروتيني، وسعيهم الحثيث رفقة بهرجة الشّوارع الصارخة، وسوق العطارين...أواصل البحث المضني، علني أعثر على حفنة صبر أمتص رحيقه النديّ، أجول بناظري يمنة ويسرة؛ أرصفة غزاها المارة.. رجال ونساء يبتاعون الأماني.. أطفال كثر يقارعون أحلامهم دون هوادة .. أترقبّها وكلي شغف جنوني لمغازلة ظلّها التائه وسط هذا الركام ..أترقّبها، علني ألتقط بسمتها الهاربة من حقول شفتيها القرمزيتين، أنتعش مجددا.. راجلا أشق طريقي لناحية ظلّها الخافت.. وما هي إلا لحظات مختلسة؛ أشمّ شذى عطرها الفواّح يتراقص كخيط دخّان.. تتسارع نبضاتي.. أهرع منتشيا حلاوة اللقاء الحميمي، وظلها البارد يستوطن نشوة المكان، حينها تحتويني جسور مآقيها العطشى، وهي تعزف لحن قصيدتي الأخيرة بنهم الأنثى العاشقة، وظلها الوارف لا يزال يسكب حناياه في ذاكرتي.. أتفقد وجه السماء ثانية؛ أجدها ساخرة مني.. !! فتغيب شمسها إلى مدينة أخرى ..
المراجع
djazairess.com
التصانيف
أدب مجتمع الآداب قصة