لكل أجل كتاب
يوم السبت الأول من الشهر توجَّه العجوز الذي أوشك على تجاوز السبعينيات للكشف الطبي متكئًا على عصاه؛ لعلها تُخفِّف مِن آلام ركبتَيه.
وجهه مُشرق البياض، مشوب بحُمرة الحيوية الفوارة، تَبرق عيناه الخضراوان، تحفُّه لحية بلون اللبن الساطع، صدره بارز، بطنه ضامر، يَسير منتصبًا، يُكلِّل هامته شَعر فاحم ناعم، وصَل البياض لبعض فوديه، ثمَّ كلَّ عن الصعود.
سحَبوا عيِّنة الدم، وقاسوا الضغطَ، وكانت نتيجة التحاليل طيبة، وظائف الكبد والكلية والسكر والكوليسترول كلها طبيعية.
• "مبروك صحتك ممتازة".
• الحمد لله.
• وآلام الركبتين والرقبة؟
• جلس الطبيب على مكتبه يَكتب العلاج، وقبل أن يناوله (الروشتة) سأل:
• هل دعاء "أطال الله عمرك" يقبله الله يا طويل العمر؟
كان يعلم أن طبيبه المستفسر مصابٌ بالفيروس الكبدي الوبائي (سي) وهو ما زال في الأربعينيات، فأجاب على الفور:
• مقبول إن شاء الله، ثم أردف:
• أسأل الله أن يُطيل عمرك ويَرزقك حسن العمل؛ فـ: (خيركم مَن طال عمره، وحسن عمله)، ثم أجابه: دعاء العبد الصالح لنفسه أو لأخيه بظهر الغيب مقبول إذا استوفى شروط القبول، وتخلَّفت عنه موانعه، والاستجابة للدعاء تكون على أنواع:
فإما أن:
• يستجيب له الله - عز وجل - فيحقِّق مرغوبه من الدعاء.
• أو أن يدفع عنه به شرًّا.
• أو أن ييسِّر له ما هو خير منه.
• أو أن يدَّخره له عنده يوم القيامة؛ حيث يكون العبد إليه أحوج، وقد ورَد أن صِلة الرحم تزيد في العمر.
فاستنار وجه السائل وبدا عليه الاستبشار.
• بعد أسبوع اتَّصل بالعيادة ليؤكِّد موعد إعادة الكشف فأُخبر أن طبيبَه توفي مساء السبت الماضي.
المراجع
alukah.net
التصانيف
أدب مجتمع الآداب قصة